الموسوعة الحديثية


- لما نزلت { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ } الآيةَ، سأل النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ربَّه فهبط جبريلُ فقال : يا محمدُ إنك سألتَ ربّك أربعًا فأعطاك اثنتَينِ ومنعَك اثنتَينِ، أن يأتيَهم عذابٌ من فوقِهم أو من تحتِ أرجلِهم فيستأصلُهم كما استأصَل الأممَ الذين كذَّبوا أنبياءَهم، ولكنه يَلبسُهم شِيَعًا ويذيقُ بعضَهم بأس بعضٍ

أصول الحديث:


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (11/ 428)
13375 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي بكر، عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية، قوله:"ويذيق بعضكم بأس بعض"، قال الحسن: ثم قال لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يشهده عليهم:"انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون"، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، فسأل ربه أن لا يرسل عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم، ولا يلبس أمته شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض كما أذاق بني إسرائيل، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إنك سألت ربك أربعا، فأعطاك اثنتين ومنعك اثنتين: لن يأتيهم عذاب من فوقهم، ولا من تحت أرجلهم يستأصلهم، فإنهما عذابان لكل أمة اجتمعت على تكذيب نبيها ورد كتاب ربها، ولكنهم يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض، وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتاب والتصديق بالأنبياء، ولكن يعذبون بذنوبهم، وأوحي إليه: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون، يقول: من أمتك = {أو نرينك الذي وعدناهم} = من العذاب وأنت حي = {فإنا عليهم مقتدرون} [سورة الزخرف: 41،42] . فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فراجع ربه، فقال: أي مصيبة أشد من أن أرى أمتي يعذب بعضها بعضا! وأوحي إليه: {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} ، [سورة العنكبوت: 1،3] ، فأعلمه أن أمته لم تخص دون الأمم بالفتن، وأنها ستبلى كما ابتليت الأمم. ثم أنزل عليه: {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين} [سورة المؤمنون: 93،94] ، فتعوذ نبي الله، فأعاذه الله، لم ير من أمته إلا الجماعة والألفة والطاعة. ثم أنزل عليه آية حذر فيها أصحابه الفتنة، فأخبره أنه إنما يخص بها ناس منهم دون ناس، فقال: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} ، [سورة الأنفال: 25] ، فخص بها أقواما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعده، وعصم بها أقواما.