الموسوعة الحديثية


- إنه لم يكن نبيٌّ إلا له دعوةٌ قد تنجزَّها في الدُّنيا، وإني قد اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي، وأنا سيدُ ولدِ آدم يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، آدمُ فمن دونه تحت لوائي ولا فخرَ، ويطولُ يومُ القيامةِ على الناسِ، فيقولُ بعضُهم لبعض : انطلقوا بنا إلى آدمَ أبي البشر، فلْيشفعْ لنا إلى ربِّنا عَزَّ وَجَلَّ، فلْيقضِ بيننا. فيأتون آدمَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولون : يا آدمُ أنت الذي خلقك الله بيدِه وأسكنكَ جنتَه وأسجدَ لكَ ملائكتَه، اشفعْ لنا إلى ربنا فلْيقضِ بيننا. فيقولُ : إني لستُ هُناكم ، إني قد أُخرجتُ من الْجنَّة بخطيئتي، وإنه لا يهمُّني اليومَ إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحًا رأسَ النبيين . فيأتون نوحًا فيقولون : يا نوحُ اشفعْ لنا إلى ربنا فلْيقضِ بيننا. فيقول : إني لستُ هُناكم ، إني دعوتُ بدعوةٍ أغرقت أهلَ الأرضِ، وإنه لا يُهِمُّني اليوم إلا نفسي، ولكنِ ائتوا إبراهيمَ خليلَ اللهِ. فيأتون إبراهيمَ عليه السلام فيقولون : يا إبراهيمُ اشفعْ لنا إلى ربنا فلْيقضِ بيننا. فيقول : إني لستُ هُناكم ، إني كذبتُ في الإسلام ثلاثَ كِذْباتٍ. - [ واللهِ إن حاول بهن إلا عن دين اللهِ ] قوله : { إِنِّي سَقِيمٌ } وقوله { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ } وقولُه لامرأتِه حين أتى على الملِكِ : أختي - وإنه لا يهمُّني اليومَ إلا نفسي، ولكنِ ائتوا موسى عليه السلامُ الذي اصطفاه اللهُ برسالته وكلامهِ. فيأتونه فيقولون : يا موسى أنت الذي اصطفاك اللهُ برسالته وكلَّمكَ، فاشفعْ لنا إلى ربِّك فلْيقضِ بيننا. فيقولُ : لستُ هُناكُم إني قتلتُ نفسًا بغير نفسٍ، وإنه لا يهمُّني اليومَ إلا نفسي، ولكنِ ائتوا عيسى روحَ اللهِ وكلمتَه. فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى اشفعْ لنا إلى ربك فلْيقضِ بيننا. فيقول : إني لستُ هُناكُم إني اتُّخِذتُ إلهًا من دونِ اللهِ، وإنه لا يهمُّني اليومَ إلا نفسي، ولكن أرأيتُم لو كان متاعٌ في وعاءٍ مختومٍ عليه أكان يقدرُ على ما في جوفِه حتى يفضَّ الخاتمُ ؟ قال : فيقولون : لا. قال : فيقولُ : إن محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاتمَ النبيين، وقد حضر اليومَ وقد غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخر. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فيأتوني فيقولون : يا محمدُ اشفعْ لنا إلى ربك فلْيقضِ بيننا. فأقول : أنا لها. حتى يأذن اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لمن شاء ويرضى، فإذا أراد اللهُ تبارك وتعالى أن يصدَعَ بين خلقِه نادى مُنادٍ : أين أحمدُ وأمَّتُه ؟ فنحن الآخرونَ الأولونَ، نحن آخرُ الأممِ وأولُ من يحاسَبُ، فتفرِجُ لنا الأممُ عن طريقِنا فنمضي غُرًّا مُحجَّلينَ من أثرِ الطُّهورِ، فتقولُ الأممُ : كادت هذه الأمةُ أن تكون أنبياءَ كلُّها. فنأتي بابَ الجنةِ فآخذُ بحلْقةِ البابِ فأقرعُ البابَ، فيقالُ : مَنْ أنتَ ؟ فأقولُ : أنا محمدٌ. فيُفتحُ لي فآتي ربي عَزَّ وَجَلَّ على كُرسيِّه أو سريرِه - شك حمادٌ - فأخرُّ له ساجدًا فأحمدُه بمحامدَ لم يحمدْه بها أحدٌ كان قبلي وليس يحمَدُه بها أحدٌ بعدي، فيقالُ : يا محمدُ ارفعْ رأسَك، وسل تُعطهْ، واشفعْ تُشفَّعْ. فأقولُ : أي ربِّ أمتي أمتي. فيقولُ : أخْرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا. - لم يحفظْ حمادٌ - ثم أعيدُ فأسجدُ فأقولُ ما قلتُ، فيقالُ : ارفع رأسَك وقُلْ تُسمعْ واشفعْ تُشفَّعْ. فأقولُ : أي ربِّ أمتي أمتي. فيقول : أخرجْ من كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا دون الأولِ. ثم أعيدُ فأسجدُ فأقولُ مثل ذلك فيُقالُ لي : ارفعْ رأسَك وقُلْ تُسمعْ وسلْ تعطهْ واشفعْ تُشفَّعْ. فأقول : أي ربِّ أمتي أمتي. فيقال : أخرِجْ من كان في قلبهِ مثقالُ كذا وكذا دون ذلك.
خلاصة حكم المحدث : فيه علي بن زيد صالح في الشواهد والمتابعات , وهو هنا في الشواهد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الشفاعة للوادعي الصفحة أو الرقم : 36
التخريج : أخرجه أحمد (2546)، والطيالسي (2834)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (1488) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهنم - ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل النبي على جميع الخلائق قيامة - الشفاعة قيامة - أهوال يوم القيامة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (4/ 330 ط الرسالة)
: 2546 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: خطبنا ابن عباس على منبر البصرة، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يكن نبي إلا له دعوة قد تنجزها في الدنيا، وإني قد اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد، ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي، ولا فخر. ويطول يوم القيامة على الناس، فيقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فيشفع إلى ربنا عز وجل، فليقض بيننا. فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، اشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني قد أخرجت من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين. فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، اشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني دعوت بدعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله. فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم، اشفع لنا إلى ربنا، فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات - والله إن حاول بهن إلا عن دين الله: قوله: {إني سقيم} [الصافات: 89]، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} [الأنبياء: 63]، وقوله لامرأته حين أتى على الملك: أختي - وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى، الذي اصطفاه الله برسالته وكلامه. فيأتونه، فيقولون: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك، فاشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا. فيقول: لست هناكم إني قتلت نفسا بغير نفس، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني اتخذت إلها من دون الله، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم عليه، أكان يقدر على ما في جوفه حتى يفض الخاتم؟ قال: فيقولون: لا. قال: فيقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقد حضر اليوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيأتوني فيقولون: يا محمد، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا. فأقول: أنا لها، حتى يأذن الله عز وجل، لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يصدع بين خلقه نادى مناد: أين أحمد وأمته؟ فنحن الآخرون الأولون، نحن آخر الأمم، وأول من يحاسب، فتفرج لنا الأمم عن طريقنا، فنمضي غرا محجلين من أثر الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها، فآتي باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب، فأقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فأقول: أنا محمد، فيفتح لي، فآتي ربي عز وجل على كرسيه - أو سريره، شك حماد - فأخر له ساجدا، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، وليس يحمده بها أحد بعدي، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع. فأرفع رأسي فأقول: أي رب، أمتي، أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا - لم يحفظ حماد - ثم أعود، فأسجد، فأقول ما قلت، فيقال: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أي رب، أمتي، أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا؛ دون الأول، ثم أعود، فأسجد، فأقول مثل ذلك، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أي رب، أمتي، أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا؛ دون ذلك ".

مسند أبي داود الطيالسي (4/ 430)
: ‌2834 - حدثنا أبو داود قال: حدثنا حماد بن سلمة ، قال: حدثنا علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، قال: خطبنا ابن عباس على منبر البصرة، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نبي إلا وله دعوة، كلهم قد تنجزها في الدنيا، وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، ألا وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه ولا فخر، ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فليشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا. فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، فاشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: إني لست هناكم، إني أخرجت من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحا أول النبيين. فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: لست هناكم، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله. فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: إني لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما حاول بهن إلا عن دين الله; قوله: {إني سقيم}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وقوله لسارة: قولي: إنه أخي - ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالاته وبكلامه. فيأتون موسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: إني لست هناكم، إني قتلت نفسا بغير نفس، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني اتخذت وأمي إلهين من دون الله، ولكن أرأيتم لو أن متاعا في وعاء قد ختم عليه، أكان يوصل إلى ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا، فيقول: فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد حضر اليوم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتيني الناس فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا، فأقول: أنا لها، أنا لها، حتى يأذن الله عز وجل لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله عز وجل أن يقضي بين خلقه نادى منادي: أين أحمد وأمته؟ فأقوم ويتبعني أمتي، غر محجلون من أثر الطهور. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن الآخرون الأولون، أول من يحاسب، وتفرج لنا الأمم عن طريقنا، وتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنتهي إلى باب الجنة، فأستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول: أحمد، فيفتح لي، فأنتهي إلى ربي، وهو على كرسيه، فأخر ساجدا، فأحمد ربي بمحامد لم يحمده أحد قبلي، ولا يحمده بها أحد بعدي، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأشفع فيقال: فاذهب فأخرج من النار من كان في قلبه من الخير كذا وكذا، فأنطلق فأخرجهم، ثم أرجع إلى ربي، فأخر ساجدا، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، قال: فيحد لي حدا، فأخرجهم.

شعب الإيمان (1/ 285 ت زغلول)
: 308 - أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون، فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم عليه السلام فيقولون يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول إني لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا عليه السلام أول رسول بعثه الله عز وجل فيأتون نوحا عليه السلام فيقول لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السلام ‌خليل ‌الرحمن، فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه، ولكن ائتوا موسى عليه السلام عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون موسى عليه السلام فيقول إني لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه فيأتون عيسى عليه السلام فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عليه السلام عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق، فأستأذن على ربي عز وجل فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي تبارك وتعالى وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة حتى أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود. رواه البخاري ومسلم من حديث هشام الدستوائي وغيره. وفي حديث أبي عوانة عن قتادة يجمع الله الناس يوم القيامة وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال: يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس ويبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون ثم ذكر هذه القصة. قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث يجمع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم الذي بلغوا فيه من الغم والكرب ما لا يطيقون من طول القيام في الشمس ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمته. وفي رواية معبد بن هلال عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ما دل على أن ذلك لأهل الكبائر من أمته فإنه قال في حديث: فأقول ربي أمتي أمتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها وقال في المرة الثانية: مثقال حبة خردل من إيمان وفي المرة الثالثة: فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار. 309 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس قال: يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من خير، ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من خير. ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه أدنى من شطر خردلة من خير. قال البيهقي رحمه الله: وفي كل ذلك دلالة على أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته. ‌1488 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يكن نبي إلا له دعوة يتنجزها في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة وأنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وبيدي لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر. وذكر حديث الشفاعة بطوله.