الموسوعة الحديثية


- كانت عاتِكَةُ بِنْتُ عبدِ المطَّلِبِ عمَّةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ساكِنَةً مع أَخِيهَا عَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فَرَأَتْ رُؤْيا قُبَيْلَ بدرٍ ففزِعَتْ فأرْسلتْ إلى أخيهَا عَبَّاسٍ من لَيْلَتِهَا حين فزِعَتْ واسْتَيْقَظَتْ من نومِها فقالتْ قد رأيتُ رؤيا وقد خَشِيتَ منها على قومِكَ الهلكةَ قال وما رَأَيْتِ؟ قالتْ لَنْ أُحَدِّثَكَ حتى تُعَاهِدَنِي أنْ لا تَذْكُرَهَا فإِنَّهُمْ إِنْ يسمعوهَا آذَوْنَا فأَسْمَعُونَا ما لا نُحِبُّ فعاهدَهَا عَبَّاسٌ فقالتْ رأيتُ راكِبًا أَقْبَلَ على راحلتِه من أَعْلَى مكةَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِه يا آلَ غَدْرٍ ويا آلَ فُجْرٍ اخْرُجُوا من لَيْلَتَيْنِ أو ثلاثٍ ثمَّ دخل المسجدَ على راحِلَتِهِ فصرخ في المسجدِ ثلاثَ صرخاتٍ ومَالَ عليْه من الرجالِ والنساءِ والصبيانِ وفَزِعَ الناسُ لهُ أصْلِ الجَبَلِ ارْفَضَّتْ فلا أعلمُ بِمَكَّةَ بَيْتًا ولا دارًا إلَّا قَدْ دَخلهَا فِرْقَةٌ من تِلْكَ الصَّخْرَةِ فَلَقَدْ خَشِيتُ على قَوْمِكَ أنْ يَنْزِلَ بهم شَرٌّ فَفَزِعَ منها عَبَّاسٌ وخَرَجَ من عِنْدِهَا فَلَقِيَ من لَيْلَتِهِ الوَلِيدَ بنَ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ وكَانَ خَلِيلًا لِلْعَبَّاسِ فقصَّ عليْه رُؤْيا عاتكَةَ وأمره أنْ لا يَذكرَهَا لِأحَدٍ فذكرَها الوليدُ لِأبِيه وذكرها عُتْبَةُ لِأَخِيهِ شَيْبَةَ وارْتَفَعَ حدِيثُهَا حتى بلغ أبا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ واسْتَفَاضَتْ فَلمَّا أَصْبَحُوا غَدَا العَبَّاسُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ حتى أَصْبَحَ فَوَجْدَ أَبا جَهْلٍ وعتبةَ بنَ ربيعةَ وشيبةَ بنَ رَبِيعَةَ وأُمَيَّةَ بنَ خلفٍ وزَمْعَةَ بنَ الأَسْوَدِ وأَبا البَخْتَرِيِّ في نفرٍ يَتَحَدَّثُونَ فَلمَّا نَظَرُوا إلى عَبَّاسٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ نَادَاهُ أَبُو جَهْلِ بنُ هِشَامٍ يا أَبا الفَضْلِ إِذَا قَضَيْتَ طَوَافَكَ فَائْتِنَا فَلمَّا قَضَى طَوَافَهُ أَتَى فَجَلَسَ فقال أَبُو جَهْلٍ يا أَبا الفَضْلِ ما رُؤْيا رَأَتْهَا عَاتِكَةُ؟ قال ما رَأَتْ من شَيْءٍ قال بَلَى أَمَا رَضِيتُمْ يا بَنِي هَاشِمٍ بِكَذِبِ الرِّجَالِ حتى جِئْتُمُونَا بِكَذِبِ النِّسَاءِ إِنَّا كُنَّا وأَنْتُمْ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ فَاسْتَبَقْنَا المَجْدَ مُنْذُ حِينٍ فَلمَّا حاذَتِ الرَّكْبُ قُلْتُمْ مِنَّا نَبِيٌّ فَمَا بَقِيَ إِلَّا أنْ تَقُولُوا مِنَّا نَبِيَّةٌ ولَا أَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتٍ أَكْذَبَ رَجُلًا ولَا أَكْذَبَ امْرَأَةً مِنْكُمْ فَآذَوْهُ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الأَذَى وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ زَعَمَتْ عَاتِكَةُ أَنَّ الرَّاكِبَ قال اخْرُجُوا في لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ فَلَوْ قَدْ مَضَتْ هذه الثَّلَاثُ تَبَيَّنَ لِقُرَيْشٍ كَذِبُكُمْ وكَتَبْنَا سِجِلًّا ثمَّ عَلَّقْنَاهُ بِالْكَعْبَةِ إِنَّكُمْ أَكْذَبُ بَيْتٍ في العَرَبِ رَجُلًا وامْرَأَةً أَمَا رَضِيتُمْ يا بَنِي قُصَيٍّ أَنَّكُمْ ذَهَبْتُمْ بِالْحِجَابَةِ والنَّدْوَةِ والسِّقَايَةِ واللِّوَاءِ حتى جِئْتُمُونَا زَعَمْتُمْ بِنَبِيٍّ مِنْكُمْ فَآذَوْهُ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الأَذَى وقَالَ لَهُ العَبَّاسُ مَهْلًا يا مُصَفِّرَ اسْتِهِ هل أَنْتَ مُنْتَهٍ فَإِنَّ الكَذِبَ فِيكَ وفِي أَهْلِ بَيْتِكَ فقال لَهُ مَنْ حَضَرَهُ يا أَبا الفَضْلِ ما كُنْتَ بِجَاهِلٍ ولَا خَرِفٍ ونَالَ عَبَّاسٌ من عَاتِكَةَ أَذًى شَدِيدًا فِيمَا أَفْشَى من حَدِيثِهَا فَلمَّا كَانَ مَسَاءُ لَيْلَةِ الثَّالِثَةِ من اللَّيالِي الَّتِي رَأَتْ فِيهَا عَاتِكَةُ الرُّؤْيا جَاءَهُمُ الرَّكْبُ الذي بَعَثَ أَبُو سُفْيانَ ضَمْضَمَ بنَ عَمْرٍو الغِفَارِيَّ فقال يا آلَ غَدْرٍ انْفِرُوا فَقَدْ خرج مُحَمَّدٌ وأَصْحابُهُ لِيَعْرِضُوا لِأَبِي سُفْيانَ فَأَحْرِزُوا عِيَرَكُمْ فَفَزِعَتْ قُرَيْشٌ أَشَدَّ الفَزَعِ وأَشْفَقُوا من قِبَلِ رُؤْيا عَاتِكَةَ ونَفَرُوا على كُلِّ صَعْبٍ وذَلُولٍ
خلاصة حكم المحدث : مرسل وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/73
التخريج : أخرجه الطبراني (24/ 346)، (860) بلفظه، والحاكم (4297) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه أقارب النبي - خالات النبي وعماته رؤيا - تأويل الرؤيا رؤيا - رؤيا أهل السجون والفساد والشرك مغازي - غزوة بدر
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (24/ 346)
860 - حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: " كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكنة مع أخيها العباس بن عبد المطلب، فرأت رؤيا قبيل بدر ففزعت، فأرسلت إلى أخيها عباس من ليلتها حين فزعت، واستيقظت من نومها، وقالت: رأيت رؤيا وقد خشيت منها على قومك الهلكة، قال: وما رأيت؟ قالت: لن أحدثك حتى تعاهدني أن لا تذكرها فإنهم إن سمعوها آذونا، فأسمعونا ما لا نحب، فعاهدها عباس فقالت: رأيت راكبا أقبل على راحلته من أعلى مكة يصيح بأعلى صوته: يا آل غدر، ويا آل فجر، اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، ثم دخل المسجد على راحلته فصرخ في المسجد ثلاث صرخات، ومال إليه من الرجال والنساء والصبيان، وفزع الناس له أشد الفزع، ثم أراه على ظهر الكعبة على راحلته، فصاح ثلاث صرخات: يا آل غدر، ويا آل فجر، اخرجوا في ليلتين أو ثلاث حتى أسمع من بين الأخشبين من أهل مكة، ثم عمد لصخرة عظيمة فنزعها من أصلها، ثم أرسلها على أهل مكة، فأقبلت الصخرة لها دوي، حتى إذا كانت عند أصل الجبل ارفضت، فلا أعلم بمكة بيتا ولا دارا إلا قد دخلها فلقة من تلك الصخرة، فلقد خشيت على قومك أن ينزل بهم شر، ففزع منها عباس، وخرج من عندها فلقي من آخر ليلته الوليد بن عتبة بن ربيعة، وكان خليلا للعباس، فقص عليه رؤيا عاتكة وأمره أن لا يذكرها لأحد، فذكرها الوليد لأبيه، وذكرها عتبة لأخيه شيبة، وارتفع حديثها حتى بلغ أبا جهل بن هشام، واستفاضت، فلما أصبحوا غدا عباس يطوف بالبيت حين أصبح فوجد أبا جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود، وأبا البختري في نفر يتحدثون، فلما نظروا إلى عباس يطوف بالبيت ناداه أبو جهل: يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فائتنا، فلما قضى طوافه أتى فجلس، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل ما رؤيا رأتها عاتكة؟ قال: ما رأت من شيء، قال: بلى، أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء، إنا كنا وأنتم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين، فلما تحاذت الركب قلتم منا نبي، فما بقي إلا تقولوا منا نبية، لا أعلم في قريش أهل بيت أكذب رجلا، ولا أكذب امرأة منكم، فآذوه يومئذ أشد الأذى، وقال أبو جهل: زعمت عاتكة أن الراكب قال: اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، فلو قد مضت هذه الثلاث تبينت لقريش كذبكم، وكتبنا سجلا ثم علقناه بالكعبة أنكم أكذب بيت في العرب رجلا وامرأة، أما رضيتم يا بني قصي أنكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية، والرواء والرفادة حتى جئتمونا زعمتم بنبي منكم، فآذوه يومئذ أشد الأذى، وقال له عباس: مهلا يا مصفر استه، هل أنت منته فإن الكذب فيك وفي أهل بيتك، وقال له من حضره: يا أبا الفضل، ما كنت بجاهل ولا خرف، ولقي عباس من عاتكة أذى شديدا فيما أفشى من حديثها، فلما كان مساء ليلة الثالثة من الليالي، التي رأت فيها عاتكة الرؤيا جاءهم الراكب الذي بعث أبو سفيان، ضمضم بن عمرو الغفاري فقال: يا آل غالب، انفروا فقد خرج محمد وأصحابه ليعترضوا لأبي سفيان فأحرزوا عيركم، ففزعت قريش أشد الفزع، وأشفقوا من رؤيا عاتكة، ونفروا على كل صعب وذلول "

المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 21)
4297 - ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قالا: " رأت عاتكة بنت عبد المطلب رضي الله عنها فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو الغفاري على قريش بمكة بثلاث ليال رؤيا، فأصبحت عاتكة فأعظمتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له: يا أخي، لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني ليدخلن على قومك منها شر وبلاء، فقال: وما هي؟ فقالت: رأيت فيما يرى النائم أن رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم أرى بعيره دخل به المسجد، واجتمع الناس إليه، ثم مثل به بعيره، فإذا هو على رأس الكعبة، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، ثم إن بعيره مثل به على رأس أبي قبيس، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، ثم أخذ صخرة، فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في أسفل الجبل، أرفضت فما بقيت دار من دور قومك، ولا بيت إلا دخل فيه بعضها، فقال العباس: والله، إن هذه لرؤيا فاكتميها، قالت: وأنت فاكتمها لئن بلغت هذه قريشا ليؤذوننا، فخرج العباس من عندها ولقي الوليد بن عتبة، وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه، فتحدث بها ففشا الحديث، قال العباس: والله، إني لغاد إلى الكعبة لأطوف بها إذ دخلت المسجد، فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدثون، عن رؤيا عاتكة، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل، متى حدثت هذه النبية فيكم؟ قلت: وما ذاك، قال: رؤيا رأتها عاتكة بنت عبد المطلب، أما رضيتم يا بني عبد المطلب، أن يتنبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم فسنتربص بكم هذه الثلاث التي ذكرت عاتكة، فإن كان حقا فسيكون، وإلا كتبنا عليكم كتابا إنكم أكذب أهل بيت في العرب، فوالله ما كان إليه مني من كبير إلا أني أنكرت ما قالت، فقلت: ما رأت شيئا ولا سمعت بهذا، فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني، فقلن: أصبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم تناول النساء وأنت تسمع فلم يكن عندك في ذلك غيرة؟ فقلت: قد والله صدقتن، وما كان عندي في ذلك من غيرة إلا أني قد أنكرت ما قال، فإن عاد لأكفينه، فقعدت في اليوم الثالث أتعرضه ليقول شيئا فأشاتمه، فوالله إني لمقبل نحوه، وكان رجلا حديد الوجه، حديد المنظر، حديد اللسان إذ ولى نحو باب المسجد يشتد، فقلت في نفسي: اللهم العنه كل هذا فرقا من أن أشاتمه، وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو واقف على بعيره بالأبطح قد حول رحله، وشق قميصه، وجدع بعيره، يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان، وتجارتكم قد عرض لها محمد وأصحابه، فالغوث، فشغله ذلك عني، فلم يكن إلا الجهاز حتى خرجنا، فأصاب قريشا ما أصابها يوم بدر، من قتل أشرافهم، وأسر خيارهم، فقالت عاتكة بنت عبد المطلب: [البحر الطويل] ألم تكن الرؤيا بحق وعابكم ... بتصديقها قل من القوم هارب فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما ... يكذبن بالصدق من هو كاذب" وذكر قصة طويلة