الموسوعة الحديثية


- مَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَذَا وكَذَا، يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَأْتي أهْلَهُ ولَا يَأْتِي، قالَتْ عَائِشَةُ: فَقالَ لي ذَاتَ يَومٍ: يا عَائِشَةُ، إنَّ اللَّهَ أفْتَانِي في أمْرٍ اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ: أتَانِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أحَدُهُما عِنْدَ رِجْلَيَّ والآخَرُ عِنْدَ رَأْسِي، فَقالَ الذي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: ما بَالُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبُوبٌ، يَعْنِي مَسْحُورًا، قالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قالَ: لَبِيدُ بنُ أعْصَمَ، قالَ: وفيمَ؟ قالَ: في جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ، تَحْتَ رَعُوفَةٍ في بئْرِ ذَرْوَانَ فَجَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: هذِه البِئْرُ الَّتي أُرِيتُهَا، كَأنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ، وكَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ فأمَرَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَأُخْرِجَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ فَهَلَّا، تَعْنِي تَنَشَّرْتَ؟ فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا اللَّهُ فقَدْ شَفَانِي، وأَمَّا أنَا فأكْرَهُ أنْ أُثِيرَ علَى النَّاسِ شَرًّا قالَتْ: ولَبِيدُ بنُ أعْصَمَ، رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، حَلِيفٌ لِيَهُودَ.

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (8/ 18)
: 6063 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: مكث النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ‌يخيل ‌إليه ‌أنه يأتي أهله ولا يأتي، قالت عائشة: فقال لي ذات يوم: يا عائشة، إن الله أفتاني في أمر استفتيته فيه، أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي والآخر عند رأسي، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب، يعني مسحورا قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن أعصم، قال: وفيم؟ قال: في جف طلعة ذكر في مشط ومشاقة تحت رعوفة في بئر ذروان، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه البئر التي أريتها، كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين، وكأن ماءها نقاعة الحناء، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، فهلا، تعني تنشرت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرا. قالت ولبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود.

[صحيح مسلم] (4/ 1719 )
: 43 - (2189) حدثنا أبو كريب. حدثنا ابن نمير عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق. يقال له: لبيد بن الأعصم. قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء، وما يفعله. حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم دعا. ثم دعا. ثم قال "يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي. فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي، أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطه. قال وجب طلعة ذكر. قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان". قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه. ثم قال "يا عائشة! والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء. ولكأن نخلها رؤوس الشياطين". قالت فقلت: يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ قال "لا. أما أنا فقد عافاني الله. وكرهت أن أثير على الناس شرا. فأمرت بها فدفنت".

[صحيح مسلم] (4/ 1721 )
: 44 - م - (2189) حدثنا أبو كريب. حدثنا أو أسامة. حدثنا هشام عن أبيه، عن عائشة. قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وساق أبو كريب الحديث بقصته، نحو حديث ابن نمير. وقال فيه: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البئر. فنظر إليها وعليها نخل. وقالت: قلت: يا رسول الله! فأخرجه. ولم يقل: أفلا أحرقته؟ ولم يذكر" فأمرت بها فدفنت".