الموسوعة الحديثية


- لمَّا رجع وفدُ المشركينَ إلى مكةَ أقبل عُميرُ بنُ وهبٍ الجُمَحِيُّ حتَّى جلس إلى صفوانَ بنِ أميةَ في الحجرِ، فقال صفوانُ : قبُح العيشُ بعد قتلَى بدرٍ، قال : أجلْ واللهِ ما في العيشِ خيرٌ بعدَهم ولولا دينٌ عليَّ لا أجدُ له قضاءً وعيالٌ لا أدعُ لهم شيئًا لرحلتُ إلى محمدٍ فقتلتُهُ إنْ ملأتُ عيني منه، إنَّ لي عنده علةٌ أعتلُّ بها أقولُ : قدمتُ على ابني هذا الأسيرِ، ففرِح صفوانُ بقولهِ وقال : عليَّ دَينُك وعيالُكَ أسوةُ عيالي في النفقةِ لا يسعُني شيءٌ ويعجزُ عنهم، فحملَهُ صفوانُ وجهزَهُ وأمر بسيفِ عميرٍ فصُقِلَ وسُمَّ وقال عميرٌ لصفوانَ : اكتُمني أيامًا، فأقبل عميرٌ حتَّى قدِمَ المدينةَ فنزل ببابِ المسجدِ وعقل راحلتَهُ وأخذ السيفَ فعمدَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فدخل هو وعمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم لعمرَ : تأخَّر ثمَّ قال : ما أقدمكَ يا عميرُ ؟ قال : قدمتُ على أسيري عندكم، قال : اصدُقْني ما أقدمكَ ؟ قال : ما قدمتُ إلَّا في أسيري، قال : فماذا شرطتَ لصفوانَ بنِ أميَّةَ في الحِجرِ ؟ ففزِعَ عميرٌ وقال : ماذا شرطتَ له ؟ قال : تحملتُ له بقتلي على أنْ يعولَ بنيكَ ويقضي دينَكَ، واللهُ حائلٌ بينكَ وبين ذلك، قال عمَيرٌ : أشهدُ أنكَ رسولُ اللهِ، إنَّ هذا الحديثَ كان بيني وبين صفوانَ في الحجرِ لم يطَّلعْ عليه أحدٌ غيري وغيرُه فأخبركَ اللهُ به فآمنتُ باللهِ ورسولِه، ثمَّ رجع إلى مكةَ فدعا إلى الإسلامِ فأسلمَ على يدهِ بشرٌ كثيرٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى الصفحة أو الرقم : 1/208
التخريج : أخرجه الطبراني (17/62) (120) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة مناقب وفضائل - عمير بن وهب بن خلف الجمحي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إطلاع الله نبيه على ما يتكلم به أعداؤه مغازي - أسرى غزوة بدر
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] - دار إحياء التراث (17/ 62)
120- حدثنا أحمد بن زهير التستري ، حدثنا محمد بن سهل بن عسكر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني ، لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك ، قال : كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا فأصابته جراحة فكان في القتلى ، فمر به رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ، ثم تركه فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة ، فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر فقال وهب : لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا فقال له صفوان : فكيف تصنع ؟ فقال : أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف فألحق بالخيل ولا يلحقني أحد ، فقال له صفوان : فعيالك مع عيالي ودينك علي فخرج يشحذ سيفه وسمه ، ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهانه ذلك وشق عليه فقال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إني رأيت وهبا فرابني قدومه ، وهو رجل غادر فأطيفوا نبيكم ، فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنعم صباحا يا محمد ، قال : قد أبدلنا الله خيرا منها قال : عهدي بك تحدث بها وأنت معجب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما أقدمك ؟ قال : جئت أفدي أساراكم ، قال : ما بال السيف ؟ قال : أما إنا قد حملناه يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح ، قال : فما شيء قلت لصفوان في الحجر : لولا عيالي ودين علي لكنت أنا الذي أقتل محمدا بنفسي فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبره ، فقال وهب هاه ، كيف قلت : فأعاد عليه ، قال وهب : قد كنت تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، قال : يا رسول الله ، أعطني عمامتك ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته ، ثم خرج إلى مكة فقال عمر : لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من بعض ولدي.