الموسوعة الحديثية


- ذَهَبتُ أنا وصاحِبٌ لي إلى عائِشةَ فاستَأْذَنَّا عليها، فألقَتْ لنا وِسادةً ، وجَذَبَتْ إليها الحِجابَ، فقال صاحِبي: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، ما تقولينَ في العَراكِ؟ قالَتْ: وما العَراكُ؟ وضرَبْتُ مَنْكِبَ صاحِبي، فقالَتْ: مَهْ، آذَيتَ أخاكَ! ثم قالَتْ: ما العَراكُ؟! المَحيضُ، قولوا: ما قال اللهُ: المَحيضُ، ثم قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتَوَشَّحُني ، ويَنالُ مِن رَأْسي، وبَيْني وبَيْنَه ثَوبٌ، وأنا حائِضٌ، ثم قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مَرَّ بِبابي ممَّا يُلْقي الكَلِمةَ يَنفَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ بها، فمَرَّ ذاتَ يومٍ فلم يَقُلْ شَيئًا، ثم مَرَّ أيضًا فلم يَقُلْ شَيئًا -مرَّتَينِ أو ثَلاثًا- قُلتُ: يا جاريةُ، ضَعي لي وِسادةً على البابِ، وعَصَبتُ رَأْسي فمَرَّ بي، فقال: يا عائِشةُ، ما شَأنُكِ؟ فقُلتُ: أشْتَكي رَأْسي، فقال: أنا وارَأْساهُ، فذَهَبَ فلم يَلبَثْ إلا يَسيرًا حتى جيءَ به مَحمولًا في كِساءٍ، فدخَلَ علَيَّ، وبعَثَ إلى النساءِ، فقال: إنِّي قدِ اشتَكَيتُ، وإنِّي لا أستَطيعُ أنْ أدورَ بَينَكُنَّ؛ فائْذَنَّ لي فلْأكُنْ عِندَ عائِشةَ، فكُنتُ أُوَضِّئُه، ولم أكُنْ أُوَضِّئُ أحَدًا قَبلَه، فبَينَما رَأْسُه ذاتَ يومٍ على مَنْكِبَيَّ إذ مالَ رَأْسُه نحوَ رَأْسي، فظَنَنتُ أنَّه يُريدُ مِن رَأْسي حاجةً، فخرَجَتْ مِن فيه نُطْفةٌ بارِدةٌ، فوَقَعَتْ على ثُغْرةِ نَحْري، فاقْشَعَرَّ لها جِلْدي، فظَنَنتُ أنَّه غُشِيَ عليه فسَجَّيتُه ثَوبًا، فجاء عُمَرُ والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ فاسْتَأْذَنا، فأَذِنتُ لهما، وجَذَبتُ إليَّ الحِجابَ، فنَظَرَ عُمَرُ إليه، فقال: واغَشْياه، ما أشَدَّ غَشْيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! ثم قاما، فلمَّا دَنَوا مِن البابِ قال المُغيرةُ: يا عُمَرُ، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: كَذَبتَ، بلْ أنتَ رَجُلٌ تَحوسُكَ فِتنةٌ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفْنيَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُنافِقينَ، ثم جاء أبو بَكرٍ فرَفَعتُ الحِجابَ فنَظَرَ إليه، فقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم أتاه مِن قِبَلِ رَأْسِه فحَدَرَ فاه، وقبَّلَ جَبْهَتَه، ثم قال: وانَبيَّاه، ثم رفَعَ رَأْسَه ثم حَدَرَ فاه وقبَّلَ جَبْهَتَه، ثم قال: واصَفيَّاه، ثم رفَعَ رَأْسَه وحَدَرَ فاه وقبَّلَ، وقال: واخَليلاه، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ إلى المسجِدِ وعُمَرُ يَخطُبُ الناسَ ويتَكَلَّمُ، ويقولُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفْنيَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُنافِقينَ، فتَكَلَّمَ أبو بَكرٍ فحَمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، ثم قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، حتى فَرَغَ مِن الآيةِ، {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144]، حتى فَرَغَ مِن الآيةِ، فمَن كان يَعبُدُ اللهَ عزَّ وجلَّ فإنَّ اللهَ حيٌّ، ومَن كان يَعبُدُ مُحمَّدًا، فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، فقال عُمَرُ: أوَإنَّها لَفي كِتابِ اللهِ؟ ما شعَرتُ أنَّها في كِتابِ اللهِ، ثم قال عُمَرُ: يا أيُّها الناسُ، هذا أبو بَكرٍ وهو ذو شَيْبةِ المُسلِمينَ، فبايِعوه؛ فبايَعوه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم : 25841
التخريج : أخرجه أبو داود (2137) مختصراً باختلاف يسير، وأحمد (25841) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حيض - بدء الحيض تفسير آيات - سورة الزمر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق وضوء - المساعدة في الوضوء
|أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


[سنن أبي داود] (2/ 243)
2137- حدثنا مسدد، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، حدثني أبو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى النساء،- تعني في مرضه- فاجتمعن، فقال: ((إني لا أستطيع أن أدور بينكن، فإن رأيتن أن تأذن لي فأكون عند عائشة، فعلتن فأذن له)).

[مسند أحمد] (43/ 34)
25841- حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرني أبو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، قال ذهبت أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها، فألقت لنا وسادة، وجذبت إليها الحجاب، فقال صاحبي يا أم المؤمنين ما تقولين في العراك؟ قالت: وما العراك، وضربت منكب صاحبي، فقالت: مه آذيت أخاك؟ ثم قالت: ما العراك: المحيض، قولوا: ما قال الله: المحيض، ثم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم)) يتوشحني، وينال من رأسي، وبيني وبينه ثوب، وأنا حائض)) ثم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر ببابي مما يلقي الكلمة ينفع الله عز وجل بها، فمر ذات يوم فلم يقل شيئا، ثم مر أيضا فلم يقل شيئا- مرتين أو ثلاثا- قلت: يا جارية ضعي لي وسادة على الباب، وعصبت رأسي فمر بي، فقال: يا عائشة ما شأنك؟ فقلت: ((أشتكي رأسي فقال: ((أنا وارأساه))، فذهب فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء، فدخل علي، وبعث إلى النساء، فقال: إني قد اشتكيت، وإني لا أستطيع أن أدور بينكن، فائذن لي فلأكن عند عائشة فكنت أوضئه، ولم أكن أوضئ أحدا قبله، فبينما رأسه ذات يوم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه يريد من رأسي حاجة، فخرجت من فيه نطفة باردة، فوقعت على ثغرة نحري، فاقشعر لها جلدي، فظننت أنه غشي عليه فسجيته ثوبا، فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا، فأذنت لهما، وجذبت إلي الحجاب، فنظر عمر إليه، فقال: واغشياه ما أشد غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاما، فلما دنوا من الباب قال المغيرة: يا عمر مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين، ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب فنظر إليه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه، وقبل جبهته، ثم قال: وانبياه ثم رفع رأسه ثم حدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: واصفياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل، وقال: واخليلاه مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويتكلم، ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين، فتكلم أبو بكر فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30] حتى فرغ من الآية {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل، انقلبتم على أعقابكم} [آل عمران: 144] حتى فرغ من الآية، فمن كان يعبد الله عز وجل فإن الله حي، ومن كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، فقال عمر: أوإنها لفي كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله، ثم قال عمر: يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايعوه فبايعوه)).