الموسوعة الحديثية


- لمَّا تُوفِّي أبو بكرٍ سُجِّي بثوبٍ فارتجَّتِ المدنيةُ بالبكاءِ ودُهِش النَّاسُ كيومِ قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وجاء عليُّ بنُ أبي طالبٍ مسرعًا مسترجِعًا وهو يقولُ اليومَ انقطَعَت خلافةُ النُّبوَّةِ حتَّى وقَف على بابِ البيتِ الَّذي هو فيه أبو بكرٍ فقال رحِمك اللهُ يا أبا بكرِ كُنْتَ أوَّلَ القومِ إسلامًا وأخلصَهم إيمانًا وأشدَّهم يقينًا وأخوفَهم للهِ وأعظمَهم غناءً وأحوطَهم على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأحدبَهم على الإسلامِ وأمنَهم على أصحابِه وأحسنَهم صحبةً وأفضلَهم مناقبَ وأكثرَهم سوابقَ وأرفعَهم درجةً وأقربَهم من رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأشبهَهم به هَدْيًا وخُلُقًا وسَمْتًا وأوثقَهم عندَه وأشرفَهم منزلةً وأكرمَهم عليه منزلةً فجزاك اللهُ عن الإسلامِ وعن رسولِه وعن المسلمينَ خيرًا صدَّقْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حينَ كذَّبه النَّاسُ فسمَّاك اللهُ في كتابِه صدِّيقًا فقال {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم {وَصَدَّقَ بِهِ} أبو بكرٍ آسَيْتَه حينَ بخِلوا وقُمْتَ معه حينَ عنه قعَدوا وصحِبْتَه في الشِّدَّةِ أكرمَ الصحبةِ والمنزَّلَ عليه السَّكينةُ رفيقَه في الهجرةِ ومواطنِ الكربةِ خلَفْتَه في أمَّتِه بأحسنِ الخلافةِ حينَ ارتدَّتِ النَّاسُ فقُمْتَ بدينِ اللهِ قيامًا لم يقُمْه خليفةُ نبيٍّ قطُّ فوثَبْتَ حينَ ضعُف أصحابُك ونهَضْتَ حينَ وهَنوا ولزَمْتَ مِنهاجَ رسولِه برغمِ المنافِقينَ وغيظِ الكافِرينَ فقُمْتَ بالأمرِ حينَ فشِلوا ومضَيْتَ بنورِ اللهِ إذ وقَفوا كُنْتَ أعلاهم فوقًا وأقلَّهم كلامًا وأصوبَهم منطقًا وأطولَهم صمتًا وأبلغَهم قولًا وكُنْتَ أكثرَهم رأيًا وأشجعَهم قلبًا وأشدَّهم يقينًا وأحسنَهم عملًا وأعرفَهم بالأمورِ كُنْتَ للدِّينِ يَعْسُوبًا وكُنْتَ للمؤمنينَ أبًا رحيمًا إذ صاروا عليك عيالًا فحمَلْتَ أثقالَ ما عنه ضعُفوا وحفِظْتَ ما أضاعوا ورعَيْتَ ما أهمَلوا وصبَرْتَ إذ جزَعوا فأدرَكْتَ آثارَ ما طلَبوا ونالوا بك ما لم يحتَسِبوا كُنْتَ على الكافرينَ عذابًا صبًّا وللمسلمينَ غيثًا وخصبًا فطِرْتَ بغناها وفُزْتَ بحياها وذهَبْتَ بفضائلِها وأحرَزْتَ سوابقَها لم تَفْلَلْ حُجَّتُك ولم يزِغْ قلبُك ولم تضعُفْ بصيرتُك ولم تجبُنْ نفسُك كُنْتَ كالجبلِ لا تحرِّكُه العواصفُ ولا تُزِيلُه القواصفُ كُنْتَ كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أمنَّ النَّاسِ عليه بصحبتِك وذاتِ يدِك وكما قال ضعيفًا في بدنِك قويًا في أمرِ اللهِ متواضعًا عظيمًا عندَ المسلمينَ جليلًا في الأرضِ لم يكُنْ لأحدٍ فيك مهمزٌ ولا لقائلٍ فيك مغمَزٌ ولا فيك مطمَعٌ ولا عندَك هَوادةٌ لأحدٍ الضَّعيفُ الذَّليلُ عندَك قويٌّ حتَّى تأخُذَ له بحقِّه والقويُّ العزيزُ عندَك ذليلٌ حتَّى يُؤخَذَ منه الحقُّ والقريبُ والبعيدُ عندَك في ذلك سواءٌ شأنُك الحقُّ والصِّدقُ والرِّفقُ قولُك فأقلَعْتَ وقد نهَج السَّبيلُ واعتَدَل بك الدِّينُ وقوي الإيمانُ وظهَر أمرُ اللهِ ولو كرِه الكافِرونَ فسبَقْتَ واللهِ سبقًا بعيدًا وأتعَبْتَ مَن بعدَك إتعابًا شديدًا وفُزْتَ بالجنَّةِ وعظُمَتْ رزيَّتُك في السَّماءِ وهَدَّتْ مصيبتُك الأنامَ فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ رضينا عنِ اللهِ قضاءَه وسلَّمْنا للهِ أمرَه فلن يُصابَ المسلِمونَ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم بمثلِك أبدًا كُنْتَ للدِّينَ عُدَّةً وكهفًا وللمسلِمينَ حصنًا وفَيْئةً وأُنسًا وعلى المنافِقينَ غلظةً وغيظًا فألحَقك اللهُ بنبيِّه ولا حرَمَنا اللهُ أجرَك ولا أضلَّنا بعدَك قال وسكَت النَّاسُ حتَّى قضى كلامَه ثُمَّ بكى أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وقالوا صدَقْتَ يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ورضي عنهم
خلاصة حكم المحدث : ‏‏ فيه عمر بن إبراهيم الهاشمي وهو كذاب
الراوي : أسيد بن صفوان | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 9/50
التخريج : أخرجه البزار (928) باختلاف يسير، وأبو بكر الخلال في ((السنة)) (350)، واللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد (2457) بنحوه
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الخلفاء تفسير آيات - سورة الزمر جنائز وموت - البكاء على الميت رقائق وزهد - الحزن والبكاء مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[مسند البزار = البحر الزخار] (3/ 138)
: ‌928 - حدثنا محمد بن صالح العدوي، قال: نا أحمد بن يزيد، قال: نا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسير بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما توفي أبو بكر رضي الله عنه، سجوه بثوب فارتجت المدينة بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء علي بن أبي طالب مسرعا مسترجعا وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر فقال: رحمك الله أبا بكر كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء، وأحوطهم على رسوله، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صحبة، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسوله، وأشبههم به هديا، وخلقا وسمتا، وأوثقهم عنده، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله، وعن المسلمين خيرا، صدقت رسول الله حين كذبه الناس فسماك في كتابه صديقا، فقال: {والذي جاء بالصدق} [[الزمر: 33]] محمد، وصدق به أبو بكر وآسيته حين بخلوا، وقمت معه حين عنه قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، والمنزل عليه السكينة رفيقه في الهجرة ومواطن الكربة، خلفته في أمته بأحسن الخلافة، حين ارتد الناس، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط، قويت حين ضعف أصحابك، ونهضت حين وهنوا، ولزمت مناهج رسوله برغم المنافقين وغيظ الكافرين، وقمت بالأمر حين فشلوا بنور الله إذ وقفوا كنت أعلاهم فوقا وأقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأطولهم صمتا، وأبلغهم قولا، وكنت أكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور. كنت للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما إذا صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وصبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا وللمسلمين غيثا وخصبا فطرت بغناها وقرت بحماها وذهبت بفضائلها وأحرزت سوابقها لم تقلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك. كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف. كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك وكما قال: ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا في الأرض لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا فيك مطمع، ولا عندك هوادة لأحد، الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه، القوي العزيز عندك ذليل ضعيف حتى يؤخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء. شأنك الحق والصدق والرفق قولك فأقلعت وقد نهج السبيل واعتدل بك الدين، وقوي الإيمان وظهر أمر الله ولو كره الكافرون. فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا وفزت بالجنة وعظمت رزيتك في السماء، وهزت مصيبتك الأنام فإنا لله، وإنا إليه راجعون ، رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره ، فلن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثلك أبدا كنت للدين عدة وكهفا، وللمسلمين حصنا وفئة وأنسا ، وعلى المنافقين غلظة وغيظا ، فألحقك الله بنبيك ، ولا حرمنا الله أجرك ، ولا أضلنا بعدك ، قال: وسكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

[السنة لأبي بكر بن الخلال] (1/ 283)
: ‌350 - أخبرنا أحمد بن منصور المروذي الخراساني يعرف بزاج يكنى أبا صالح، قال: ثنا أحمد بن مصعب المروزي، عن عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن حرب الطائي، قال: حدثني دلهم بن يزيد، قال: ثنا العوام بن حوشب، قال: حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي ، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكانت له صحبة برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لما قبض أبو بكر الصديق رحمه الله، وسجي عليه ارتجت المدينة بالبكاء، قال علي بن حرب، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء علي بن أبي طالب رحمه الله باكيا مسرعا، قال زاج مسترجعا، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة ، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر رحمه الله، قال علي بن حرب مسجى، فقال: " رحمك الله أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنسه ومستراحه، ونعته، وموضعا لسره ومشاورته، وأول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غنى في دين الله، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأيمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقبا، قال علي بن حرب: وأفضلهم مناقبا وأفضلهم سوابقا، قال علي بن حرب: وأكثرهم سوابقا، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديا وسيفا، درجة وفضلا، قال علي بن حرب: وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا، وأشبههم به هديا، وخلقا، وسمتا، وفعلا وأشرفهم منزلة، وأكرمهم علية ، وأوثقهم عنده فجزاك الله عن الإسلام خيرا، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، قال علي بن حرب: صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، فسماك الله في تنزيله صديقا فقال: {والذي جاء بالصدق وصدق به} [[الزمر: 33]] أبو بكر، وواسيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تخلوا، وقمت معه عند المكاره حين عنه قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، ثاني اثنين، وصاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخلفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة، قال علي بن حرب: ورفيقه في الهجرة، ومواطن الكره، خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتد الناس، وقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، قال علي بن حرب: وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي، قويت حين ضعف أصحابك، ونهضت حين وهنوا، قال زاج: حين وهن أصحابك، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هموا، قال علي بن حرب: إذ هم أصحابه كنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تصدع، قال علي بن حرب: ولم تصد برغم المنافقين، وكبت الكافرين وغيظ الباغين، وكره الحاسدين، وصغر الفاسقين، وقمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، مضيت بنور إذ وقفوا، قال علي بن حرب: ومضيت بنور الله إذ وهنوا، فاتبعوك فهدوا، كنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم فوقا، وأقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأطولهم صمتا، وأبلغهم قولا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم نفسا، قال علي بن حرب: وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عقلا، قال زاج: وأشرفهم عملا ، وأعرفهم بالأمور، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين نفر عنه الناس، وأخيرا حين أقبلوا، قال علي بن حرب: كنت أولا حين نفروا عنه، وأخيرا حين أفشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، قال علي بن حرب: صاروا عليك عيلا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، ورعيت ما أهملوا، وحفظت ما أضاعوا لعلمك بما جهلوا، شمرت إذ خنعوا، قال علي بن حرب: وشمرت ما اتجعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا، ودركت أوثار ما طلبوا، قال علي بن حرب وأدركت آثار ما طلبوا، وراجعوا رشدهم برأيك، فظفروا ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا، قال علي بن حرب: عذابا واصبا ونهبا، وللمسلمين غيثا وخصبا، قال زاج: وللمؤمنين رحمة، وأنسا وحصنا، فطرت والله بغنايها، وفزت بجبايها، وذهبت بفضايلها، وأدركت سوابقها، قال علي بن حرب: وأحرزت سوابقها، لم تفلل حجتك، ولم تضعف نصرتك، ولم تختر نفسك، ولم يزغ قلبك، كنت كما الجبل، فلا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك ، وكنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، جليلا في أعين المؤمنين، كبيرا في أنفسهم، قال علي بن حرب: جليلا في الأرض، كبيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لأحد فيك مطمع، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ذليل حتى تأخذ منه الحق، القريب والبعيد في ذلك سواء، أقرب الناس إليك أطوعهم لله وأتقاهم له، شأنك الحق، والصدق، والرفق، قول حكم وحتم، قال علي بن حرب: قولك حق وحتم، وأمرك حكم وحزم، قال علي بن حرب: وأمرك جبار وحزم، ورأيك علم وعزم، فأقلعت وقد نهج السبيل، وسهل العسير، وأطفئت النيران، وقوي الإيمان، واعتدل بك الدين، وثبت الإسلام والمسلمين، قال علي بن حرب: الإسلام والمؤمنون، وقوي الإيمان، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون، فجليت عنهم فأبصروا، فسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا، وفزت بالخير، قال علي بن حرب: بالحق فوزا مبينا، فجللت عن البكا، وعظمت رزيتك في السماء، قال علي بن حرب: في السنا، وهدت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا له أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبدا، كنت للدين عزا وحرزا وكهفا، وللمؤمنين فيئا وحصنا وغيثا، فألحقك الله بميتة نبيك، ولا أحرمنا أجرك، قال علي بن حرب: وللمسلمين حصنا وأنسا، وعلى المنافقين غليظا وغيظا وكظما، والحمد لله، لا أحرمنا الله أجرك، ولا أضلنا بعدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون، قال: فسكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكوا عليه حتى علت أصواتهم، وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي بن حرب: وقالوا: صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة] (7/ 1375)
: ‌2457 - أنا عبيد الله بن محمد، قال: نا علي بن محمد بن أحمد، قال: نا أبي قال: نا أبو العوام، قال: نا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى عليه وسلم، قال: لما توفي أبو بكر رضي الله عنه ارتجت المدينة بالبكاء ودهش القوم، كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء علي بن أبي طالب باكيا مسترجعا، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة. حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، فقال: رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم نفسا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غنى، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، أحسنهم صحبة، وأفضلهم مناقب، وأكبرهم سوابق، وأرفعهم درجة ، وأقربهم من رسوله، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده ، جزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا ، صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، فسماك الله في كتابه صديقا {والذي جاء بالصدق} [[الزمر: 33]] : محمد، {وصدق به} [[الزمر: 33]] : أبو بكر، آسيته حين يخلو، وقمت معه حين عنه قعدوا، صحبته في الشدة أكرم الصحبة ثاني اثنين، وصاحبه والمنزل عليه السكينة، رفيقه في الهجرة ومواطن الكره، خلفته في أمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط، قويت حين ضعف أصحابك، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسوله إذ هم أصحابه ، كنت خليفته حقا تنازع ولم تصدع برغم المنافقين، وصغر الفاسقين، وغيظ المنافقين، وكره الحاسدين، قمت بالأمة حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، اتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم قوة، وأقلهم كلاما، وأصونهم منطقا، أطولهم صمتا، وأبلغهم قولا ، كنت أكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس عنه، وأخيرا حين أقبلوا ، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقالا عنها ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، فرعيت ما أهملوا، وشمرت إذ خنعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا أدركت ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا ولهبا، وللمسلمين غيثا وخصبا؛ فطرت والله بغنائها، وفزت بحبائها، وذهبت بفضائلها، أحرزت سوابقها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن، كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك، وكما قال ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، جليلا في الأرض، كبيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لأحد فيك مطمع، ولا عندك هوادة لأحد، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ذليل حتى تأخذ منه الحق، القريب والبعيد عندك في ذلك سواء ، بيانك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، فأقلعت وقد نهج السبيل، وسهل العسير، وأطفيت النيران، فاعتدل بك الدين، وقوي الإيمان، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون، وثبت الإسلام والمؤمنون؛ فسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، وفزت بالخير فوزا مبينا؛ فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلك أبدا، كنت للدين عزا وكهفا، وللمؤمنين عزا وفيئة وأنسا، وعلى المنافقين غلظة وغيظا؛ فألحقك الله بنبيك، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وسكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم