الموسوعة الحديثية


- كُنَّا عند عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ فذُكِرَ عنده الدَّجَّالُ، فذكَرَ حديثًا طويلًا قال في آخِرِه: ثُم يأذَنُ اللهُ عزَّ وجلَّ في الشفاعةِ، فيكونُ أوَّلَ شافعٍ يومَ القيامةِ رُوحُ القُدُسِ جِبريلُ، ثُم إبراهيمُ خَليلُ اللهِ، ثُم موسى، وعيسى -لا أَدْري أيَّهما قال- ثُم يكونُ نَبيُّكم رابعًا، لا يُدفَعُ فيما يَشفَعُ فيه، وهو المَقامُ المَحمودُ الذي ذكَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ، قال: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، فليستْ نفْسٌ إلَّا وهي تَنظُرُ إلى بيتٍ في الجَنَّةِ وبيتٍ في النَّارِ، وهو يومُ الحَسْرةِ، قال: فيَنظُرُ أهْلُ النَّارِ إلى البيتِ الذي في الجَنَّةِ، فيُقالُ: لو عَلِمْتم، ويَنظُرُ أهْلُ الجَنَّةِ إلى البيتِ الذي في النَّارِ، فيُقالُ: لولا أنْ مَنَّ اللهُ عليكم، قال: ثُم تَشفَعُ الملائكةُ، والنَّبيُّونَ، والشهَداءُ، والصالِحونَ، والمُؤمِنونَ، فيُشَفِّعُهم، قال: ثُم يقولُ اللهُ تَبارَكَ وتعالى: أنا الرحمنُ، أنا أرحَمُ الراحمينَ، فيُخرِجُ مِنَ النَّارِ أكثرَ ممَّا أخرَجَ جميعُ الخَلقِ برَحمتِه، قال: حتى ما يَترُكُ أحَدًا فيه خَيرٌ، قال: ثُم قرَأَ عبدُ اللهِ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42-43] إلى قولِه: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 45-46]، ثُم عقَدَ بيَدِه أربعًا، فقال: هل تَرَونَ في هؤلاء خَيرًا؟ ألَا لا يُترَكُ أحَدٌ فيه خَيرٌ، فإذا أرادَ اللهُ عزَّ وجلَّ ألَّا يُخرِجَ منها أحَدًا غيرَ وُجوهِهم وألوانِهم، فيَجيءُ الرَّجلُ منَ المُؤمِنينَ، فيقولُ: يا ربِّ، فيقولُ: مَن عرَفَ أحَدًا فلْيُخرِجْه، فيَجيءُ الرَّجلُ رَجلًا يَعرِفُه، فيقولُ: ما أعرِفُكَ، فيقولُ: أنا فُلانٌ أنا فُلانٌ، فيقولُ: ما أعرِفُكَ، فيقولُ عند ذلك أهْلُ النَّارِ: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107]، فيقولُ عند ذلك: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]، قال: فتَنطَبِقُ عليهم، فلا يَخرُجُ منها أحَدٌ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] الحسن بن أبي الربيع -وهو الحسن بن يحيى بن الجعد بن أبي الربيع الجرجاني.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار الصفحة أو الرقم : 14/ 180
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (14/ 180) بلفظه، وابن أبي شيبة (38792)، والحاكم (8772) كلاهما مطولا بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم أنبياء - موسى تفسير آيات - سورة الإسراء قيامة - الشفاعة إيمان - الملائكة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


شرح مشكل الآثار (14/ 180)
: وإن علي بن الحسين بن حرب قد حدثنا قال: حدثنا الحسن بن أبي الربيع، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء قال: كنا عند عبد الله بن مسعود، فذكر عنده الدجال، فذكر حديثا طويلا قال في آخره: " ثم يأذن الله عز وجل في الشفاعة، فيكون أول شافع يوم القيامة روح القدس جبريل، ثم إبراهيم خليل الله، ثم موسى، وعيسى ، لا أدري أيهما قال ، ثم يكون نبيكم رابعا ، لا يدفع فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي ذكر الله عز وجل قال: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79] ، فليست نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة، وبيت في النار، وهو يوم الحسرة ، قال: فينظر أهل النار إلى البيت الذي في الجنة، فيقال: لو علمتم، وينظر أهل الجنة إلى البيت الذي في النار، فيقال: لولا أن من الله عليكم ، قال: ثم تشفع الملائكة، والنبيون، والشهداء، والصالحون، والمؤمنون ، فيشفعهم قال: ثم يقول الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن، أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج جميع الخلق برحمته ، قال: حتى ما يترك أحدا فيه خير " ، قال: ثم قرأ عبد الله: " {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} [المدثر: 43] ، إلى قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين} [المدثر: 45] "، ثم عقد بيده أربعا، فقال: " هل ترون في هؤلاء خيرا؟ ألا لا يترك أحد فيه خير، فإذا أراد الله عز وجل أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم، فيجيء الرجل من المؤمنين، فيقول: يا رب، فيقول: ‌من ‌عرف ‌أحدا ‌فليخرجه، فيجيء الرجل رجلا يعرفه، فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا فلان، أنا فلان، فيقول: ما أعرفك، فيقول عند ذلك أهل النار: {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} [المؤمنون: 107] فيقول عند ذلك: {اخسئوا فيها ولا تكلمون} قال: فتنطبق عليهم، فلا يخرج منها أحد

مصنف ابن أبي شيبة (عوامة)
(21/ 282) 38792- حدثنا عبد الله بن نمير , قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله ، أنه ذكر عنده الدجال ، فقال عبد الله : تفترقون أيها الناس لخروجه ثلاث فرق : فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بغربي الشام فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر ، أو فرس أبلق ، فيقتلون لا يرجع منهم بشر. 2- قال سلمة : فحدثني أبو صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، أن عبد الله ، قال : فرس أشقر. 3- ثم قال عبد الله : ويزعم أهل الكتاب ، أن المسيح عيسى ابن مريم ينزل فيقتله ، قال أبو الزعراء : ما سمعت عبد الله يذكر عن أهل الكتاب حديثا غير هذا. 4- قال : ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرحون في الأرض فيفسدون فيها ، ثم قرأ عبد الله : {وهم من كل حدب ينسلون} قال : ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذا النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها ، قال : فتنتن الأرض منهم فيجأر إلى الله , فيرسل عليهم ماء فيطهر الله الأرض منهم ، ثم قال : يرسل الله ريحا زمهريرا باردة ، فلا تذر على الأرض مؤمنا إلا كفتته تلك الريح ، قال : ثم تقوم الساعة على شرار الناس. 5- قال : ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه ، قال : والصور قرن ، قال : فلا يبقى خلق لله في السماء ولا في الأرض إلا مات إلا ما شاء ربك ، قال : ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون ، قال : فيرش الله ماء من تحت العرش كمني الرجال ، قال : فليس من ابن آدم خلق في الأرض إلا منه شيء ، قال : فتنبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ، ثم قرأ عبد الله : {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور} 6- قال : ثم يقوم ملك بين السماء (15/192) والأرض بالصور فينفخ فيه ، قال : فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه ، قال : ثم يقومون فيحيون تحية رجل واحد قياما لرب العالمين 7- ثم يتمثل الله للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق ممن يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد عزيرا ، فيقول : هل يسركم الماء ، قالوا : نعم ، قال : فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، ثم قرأ عبد الله : {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا}(15/193). 8- ثم يلقى النصارى فيقول : من تعبدون ؟ قالوا : نعبد المسيح ، قال : يقول : هل يسركم الماء ، قالوا : نعم ، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، قال : ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ، ثم قرأ عبد الله : {وقفوهم إنهم مسئولون} 9- حتى يمر المسلمون فيقول : من تعبدون فيقولون : نعبد الله ولا نشرك به شيئا ، قال : فيقول : هل تعرفون ربكم ؟ فيقولون : سبحانه ، إذا إعترف لنا عرفناه ، قال : فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى أحد إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد ، قال : فيقولون : قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون. 10- ويأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم ، (15/193) قال : فيمر الناس زمرا على قدر أعمالهم ، أولهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كأسرع البهائم ، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعيا ، وحتى يمر الرجل ماشيا ، وحتى يكون آخرهم رجل يتلبط على بطنه ، فيقول : أبطأت بي ، فيقول : لم أبطئ ، إنما أبطأ بك عملك. 11- قال : ثم يأذن الله بالشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة روح القدس جبريل ، ثم إبراهيم خليل الرحمن ، ثم موسى ، أو عيسى لا أدري موسى ، أو عيسى ، ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رابعا لا يشفع أحد بعده فيما شفع فيه , (15/194) وهو المقام المحمود الذي ذكر الله : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} فليس من نفس إلا تنظر إلى بيت من النار ، أو بيت في الجنة وهو يوم الحسرة ، فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة فيقال : لو عملتم فتأخذهم الحسرة ويرى أهل الجنة البيت الذي في الجنة فيقولون : {لولا أن من الله علينا لخسف بنا}. 12- قال : ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون ، فيشفعهم الله ، قال : ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ، قال : فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته (15/194) حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير ، ثم قرأ عبد الله : {ما سلككم في سقر} قال : وجعل يعقد حتى عد أربعا {قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين} 13- ثم قال عبد الله : أترون في هؤلاء خيرا ، ما ترك فيها أحد فيه خير ، فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجيء الرجل من المؤمنين فيقول : يا رب ، فيقول : من عرف أحدا فليخرجه ، قال : فيجيء فينظر فلا يعرف أحدا ، قال : فيناديه الرجل : يا فلان ، أنا فلان ، فيقول ما أعرفك ، قال : فعند ذلك يقولون : {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} ، قال : فيقول عند ذلك : {اخسئوا فيها ولا تكلمون} قال : فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلا يخرج منهم بشر.

المستدرك على الصحيحين (4/ 641)
: 8772 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أسد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان بن سعيد، ثنا سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، قال: ذكر الدجال عند عبد الله، فقال: " يفترق الناس عند خروجه ثلاث فرق: فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأهلها منابت الشيح، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يقتلون بغربي الشام، فيبعثون طليعة فيهم فرس أشقر - أو أبلق - فيقتتلون فلا يرجع منهم أحد، قال: وأخبرني أبو صادق، عن ربيعة بن ناجذ أنه فرس أشقر، قال: ويزعم أهل الكتاب أن المسيح عليه السلام ينزل فيقتله ويخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيبعث الله عليهم دابة مثل النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون، فتنتن الأرض منهم فيجأر إلى الله عز وجل فيرسل ماء فيطهر الأرض منهم، ويبعث الله ريحا فيها زمهرير باردة فلا تدع على الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح، ثم تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى من خلق الله في السماوات والأرض إلا مات، إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله، فليس من بني آدم أحد إلا في الأرض منه شيء، ثم يرسل الله ماء من تحت العرش كمني الرجال فتنبت لحمانهم وجثمانهم كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ عبد الله: {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت} حتى بلغ {كذلك النشور} [فاطر: 9] ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فينطلق كل روح إلى جسدها فتدخل فيه، فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين، ثم يتمثل الله تعالى للخلق فيلقى اليهود فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد عزيرا، فيقول: هل يسركم الماء؟ قالوا: نعم، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب، ثم قرأ عبد الله {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا} [الكهف: 100] ، ثم يلقى النصارى فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد المسيح، فيقول: هل يسركم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب، ثم كذلك من كان يعبد من دون الله شيئا، ثم قرأ عبد الله {وقفوهم إنهم مسئولون} [الصافات: 24] حتى يبقى المسلمون فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك به شيئا فينتهرهم مرتين أو ثلاثا: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك به شيئا، فيقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: إذا اعترف لنا سبحانه عرفناه، فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا، ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد، فيقولون: ربنا، فيقول: قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون، ثم يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم، فيمر الناس بقدر أعمالهم زمرا أوائلهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كمر البهائم حتى يمر الرجل سعيا، ثم يمر الرجل مشيا، حتى يجيء آخرهم رجل يتلبط على بطنه فيقول: يا رب لم أبطأت بي؟ قال: إني لم أبطئ، بك إنما أبطأ بك عملك، ثم يأذن الله تعالى في الشفاعة فيكون أول شافع روح الله القدس جبريل، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم فلا يشفع أحد فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله تعالى {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79] فليس من نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة "، قال سفيان: أراه قال: " لو علمتم يوم يرى أهل الجنة الذي في النار فيقولون: لولا أن من الله علينا، ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله، ثم يقول: أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج جميع الخلق برحمته حتى لا يترك أحدا فيه خير، ثم قرأ عبد الله {ما سلككم في سقر} [المدثر: 42] وقال: بيده فعقده {قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين} [المدثر: 44] هل ترون في هؤلاء من خير؟ وما يترك فيها أحد فيه خير، فإذا أراد الله أن لا يخرج أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجئ الرجل فيشفع فيقول: ‌من ‌عرف ‌أحدا ‌فليخرجه، فيجئ فلا يعرف أحدا، فيناديه رجل فيقول: أنا فلان، فيقول: ما أعرفك، فعند ذلك قالوا: {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون} فإذا قال ذلك انطبقت عليهم، فلم يخرج منهم بشر هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه