الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَعمَلَ رَجُلًا على بَعضِ الأعمالِ، فكان في عَمَلِهِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكونَ، ثم رجَعَ مِن عَمَلِهِ ذلك، وجاءَ معه بأموالٍ، فجعَلَ يَقولُ: هذا لكم، وهذه هَديَّةٌ أُهدِيتْ إلَيَّ. فبلَغَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فقال: أفَلا جلَسَ في بَيتِ أبيهِ أو في بَيتِ أُمِّهِ حتى تَأتيَهُ هَديَّتُهُ! ثم خرَجَ فصَعِدَ المِنبَرَ، فحمِدَ اللهَ تَعالى وأَثْنى عليه، ثم قال: ما بالُ رِجالٍ نَستَعمِلُهم على بَعضِ الأعمالِ، فإذا فرَغَ مِن عَمَلِهِ جاءَ، ثم قال: هذا لكم، وهذه هَديَّةٌ أُهدِيتْ إلَيَّ؟! أفَلا جلَسَ في بَيتِ أُمِّهِ، أو في بَيتِ أبيهِ، حتى تَأتيَهُ هَديَّتُهُ، والذي نَفْسي بيَدِه ما مِن أحدٍ يَأخُذُ مِن هذا المالِ شَيئًا بغَيرِ حَقِّهِ -أو مِن هذا الفَيءِ شَيئًا بغَيرِ حَقِّهِ- إلَّا جاءَ يَومَ القيامةِ يَحمِلُهُ على عُنُقِهِ، ألَا لا أعرِفَنَّ رَجُلًا جاءَ يَومَ القيامةِ وقد حمَلَ على عُنُقِهِ بَعيرًا له رُغاءٌ ، أو بَقَرةً لها خُوارٌ، وقد حمَلَ على عُنُقِهِ شاةً لها ثُغاءٌ ، ألَا هل بلَّغتُ؟ قالوا: نَعم. قال: فاللَّهمَّ اشهَدْ أنِّي بلَّغتُ.

أصول الحديث:


صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (3/ 209)
2597- حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي حميد الساعدي ، رضي الله عنه ، قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي قال فهلا جلس في بيت أبيه ، أو بيت أمه فينظر يهدى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر ، ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه - اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ثلاثا.

صحيح مسلم (3/ 1463)
26 - (1832) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، واللفظ لأبي بكر، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن أبي حميد الساعدي، قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد، يقال له: ابن اللتبية - قال عمرو: وابن أبي عمر - على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا لي، أهدي لي، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: " ما بال عامل أبعثه، فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه، أو في بيت أمه، حتى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر "، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه، ثم قال: اللهم، هل بلغت؟ مرتين