الموسوعة الحديثية


- أنَّ عُمَرَ قال لأُمِّ سعدِ بنِ معاذٍ وهي تَبكِي عليه: انظُرِي ما تقولينَ يا أمَّ سعدٍ؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعْها يا عُمَرُ؛ كلُّ نائحةٍ مُكذَّبةٌ إلَّا أُمَّ سعدٍ، ما قالتْ مِن خيرٍ فلن تُكذَّبَ، ثمَّ احتُمِل فوُضِع في قبرِه، فتَغيَّرَ لونُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال المُسلِمونَ: يا رسولَ اللهِ، إنْ كنتَ لَتقطَعُنا! يَعْنُونَ في السُّرعةِ، قال: خَشِيتُ أنْ تَسبِقَنا الملائكةُ إلى غُسلِه كما سبَقَتْنا إلى غُسلِ حَنْظَلَةَ بنِ أبي عامرٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، رأَيْنا لونَك قد تغيَّرَ حينَ قعَدْتَ على القبرِ! قال: ضُمَّ سعدٌ في القبرِ ضَمَّةً، ولو أُعفِيَ منها أحدٌ أُعفِيَ منها سعدٌ، وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نزَلَ الأرضَ سبعونَ ألفَ ملَكٍ لِشُهودِ سعدٍ، ما نزَلوها قطُّ، واستبشَرَ به جميعُ أهلِ السَّماءِ، واهتَزَّ له العرشُ. قال صالحٌ -يعني: ابنَ مُحمَّدٍ-: قال أبي: قال رجلٌ لسعدِ بنِ إبراهيمَ: إنَّ العرشَ تدْعُوه العربُ السريرَ، وإنَّما يعني سريرَ سعدِ بنِ معاذٍ، فقال سعدٌ: ما بلَغَ سريرُ سعدِ بنِ معاذٍ أنْ يذكُرَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ذكر من جرحه]
الراوي : أبو عامر بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار الصفحة أو الرقم : 4174
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4174) واللفظ له، وابن سعد في ((الطبقات)) (3/ 429)، وإسحاق كما في ((المطالب العالية)) (843) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - البكاء على الميت مناقب وفضائل - سعد بن معاذ جنائز وموت - الزجر عن النياحة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي مناقب وفضائل - حنظلة بن الراهب

أصول الحديث:


شرح مشكل الآثار (10/ 369)
4174 - ووجدنا أبا أمية قد حدثنا قال: حدثنا يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، قال: حدثنا صالح بن محمد بن صالح التمار، ومعن بن عيسى، وعبد العزيز بن عمران، عن محمد بن صالح، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه أن عمر، قال لأم سعد بن معاذ وهي تبكي عليه: انظري ما تقولين يا أم سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعها يا عمر، كل نائحة مكذبة إلا أم سعد، ما قالت من خير، فلن تكذب " ثم احتمل فوضع في قبره، فتغير لون النبي صلى الله عليه وسلم، فقال المسلمون: يا رسول الله، إن كنت لتقطعنا، يعنون في السرعة، قال: " خشيت أن تسبقنا الملائكة إلى غسله كما سبقتنا إلى غسل حنظلة بن أبي عامر " قالوا: يا رسول الله، رأينا لونك قد تغير حين قعدت على القبر، قال: " ضم سعد في القبر ضمة، ولو أعفي منها أحد، أعفي منها سعد " وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نزل الأرض سبعون ألف ملك لشهود سعد، ما نزلوها قط، واستبشر به جميع أهل السماء، واهتز له العرش "، قال صالح يعني ابن محمد: قال أبي: قال رجل لسعد بن إبراهيم: إن العرش تدعوه العرب السرير، وإنما يعني سرير سعد بن معاذ، فقال سعد: ما بلغ سرير سعد بن معاذ أن يذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو جعفر: فكان في هذا الحديث إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دفنه سعدا باهتزاز العرش له، فاحتمل أن يكون ذلك العرش هو العرش الذي قاله ابن عمر، وأسيد بن الحضير، واحتمل أن يكون هو خلافه فقال قائل: كيف يكون كما قاله ابن عمر وأسيد بن حضير، وإنما ذلك إخبار عن سرير لا نفس له، ولا يكون من مثله الاهتزاز الذي ذكراه عنه؟ فكان جوابنا له في ذلك أن السرير إن كان كما قال ابن عمر وأسيد، فإنه يحتمل أن يكون عز وجل فهمه بعد أن حمل عليه سعد مكانه من الله عز وجل ومنزلته منه، فصار من أهل العلم والمعرفة بذلك، فاهتز له كما ذكر ابن عمر وأسيد من اهتزازه، كما ألهم الله عز وجل الخشبة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس عليها قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر، وتحول إليه عنها، كان منها الحنين المروي في ذلك كما سنذكره فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله عز وجل، وكان ذلك علما عظيما من أعلام النبوة، وفضلا جليلا فضل الله به رسوله، وشرفا كبيرا شرفه به، وألهمه من ألهمه من جلالة موضعه منه ما ألهمه إياه مما ذكر في هذا الحديث وقد روي أن العرش الذي كان اهتز لموت سعد بن معاذ كان غير السرير الذي حمل عليه، وأنه كان عرش الرحمن عز وجل

الطبقات الكبرى ط دار صادر (3/ 429)
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: " فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم سعد تبكي وهي تقول: [[البحر الرجز]] ويل أم سعد سعدا ... جلادة وجدا فقال عمر بن الخطاب: مهلا يا أم سعد، لا تذكري سعدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهلا يا عمر، فكل باكية مكذبة إلا أم سعد ما قالت من خير فلم تكذب

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (5/ 351)
843 – إسحاق أخبرنا محمد بن بشر العبدي حدثنا محمد بن عمرو حدثني الأشعث بن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ركبتيه فدخل ملك فلم يجد مجلسا قال فأوسعت له وأم سعد يعني ابن معاذ تبكيه وهي تقول [[البحر الرجز]] (ويل أم سعد سعدا ... براعة ومجدا) (بعد أياد له ومجدا ... يقدم شبابه سدا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل البواكي تكذب إلا أم سعد