الموسوعة الحديثية


- قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكةَ يومَ الجمعةِ لعشرِ ليالٍ بقِين من شهرِ رمضانَ فبثَّ السَّرايا في كلِّ وجهٍ وأمرَهم أن يُغِيروا على من لم يكن على الإسلامِ فخرج هشامُ بنُ العاصِ في مئتينِ قبل يلَمْلمَ وخرج خالدُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ في ثلاثمائةٍ قِبَلَ عُرَنةَ وبعث خالدَ بنَ الوليدِ إلى العُزّى يهدِمُها فخرج خالدُ بنُ الوليدِ في ثلاثين فارسًا على العُزَّى حتى انتهى إليها فهدمها ثم رجع إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال له أَهَدَمْتَها قال نعم قال فهل رأيتَ شيئًا قال لا قال قال فإنك لم تهدِمْها فارجع فاهدِمْها فرجع إليها فخرجتْ له امرأةٌ سوداءُ عُريانةٌ ناشرةٌ شعرَها فأقبل عليها خالدُ بنُ الوليدِ ضربًا بالسَّيفِ فجزلها باثنين وهو يقولُ يا عُزُّ كُفرانَك لا سُبحانَك إني رأيتُ اللهَ قد أهانَك ثم رجع فأخبر النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال نعم تلك العُزَّى وقد أَيِستْ أن تُعبدَ أبدًا
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : سعيد بن عمرو الهذلي | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف الصفحة أو الرقم : 3/382
التخريج : أخرجه الواقدي في ((المغازي)) (3/ 873)، والأزرقي في ((أخبار مكة)) (1/ 127)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (16/ 231) جميعا بلفظه مطولا .
التصنيف الموضوعي: سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم مغازي - فتح مكة إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام سرايا - ترتيب السرايا والجيوش
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مغازي الواقدي (3/ 873)
: حدثني عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن عمرو الهذلي، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان، فبث السرايا في كل وجه. أمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام. فخرج هشام بن العاص فى مائتين قبل يلملم ، وخرج خالد ابن سعيد بن العاص فى ثلاثمائة، قبل عرنة. وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها، فخرج خالد في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى انتهى إليها وهدمها. ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هدمت؟ قال: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت شيئا ما؟ قال: لا. قال: فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ، فلما انتهى إليها جرد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء، عريانة، ناشرة الرأس. فجعل السادن يصيح بها. قال خالد: وأخذني اقشعرار في ظهري، فجعل يصيح: أيا عز شدي شدة لا تكذبى … على خالد ألقي القناع وشمرى أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدا … فبوئي بذنب عاجل أو تنصرى قال: وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك … إني وجدت الله قد أهانك قال: فضربها بالسيف فجز لها باثنين، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: نعم، تلك العزى وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا. ثم قال خالد: أي رسول الله، الحمد لله الذي أكرمنا وأنقذنا من الهلكة! إني كنت أرى أبي يأتي إلى العزى بحتره ، مائة من الإبل والغنم، فيذبحها للعزى، ويقيم عندها ثلاثا ثم ينصرف إلينا مسرورا، فنظرت إلى ما مات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله، كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الأمر إلى الله، فمن يسره للهدى تيسر، ومن يسره للضلالة كان فيها. وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان. وكان سادنها أفلح بن نضر الشيباني من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين، فقال له أبو لهب: فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك. فجعل كل من لقي قال: إن تظهر العزى كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها، وإن يظهر محمد على العزى- ولا أراه يظهر- فابن أخي! فأنزل الله عز وجل: تبت يدا أبي لهب ، ويقال إنه قال هذا فى اللات. وقال حسان بن ثابت... .

أخبار مكة للأزرقي (1/ 127)
: حدثني جدي، عن محمد بن إدريس، عن الواقدي، عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن عمرو الهذلي، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من شهر رمضان، فبث السرايا في كل جهة وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام، فخرج هشام بن العاصي في مائتين قبل يلملم، وخرج خالد بن سعيد بن العاصي في ثلاثمائة قبل عرنة، وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها، فخرج خالد في ثلاثين فارسا من أصحابه إلى العزى، حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أهدمت ؟ قال: نعم، يا رسول الله. قال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا. قال: فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها . فخرج خالد بن الوليد وهو متغيظ، فلما انتهى إليها جرد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة شعرها، فجعل السادن يصيح بها. قال خالد: وأخذني اقشعرار في ظهري، فجعل يصيح بها ويقول: أعزى شدي شدة لا تكذبي … أعزى ألقي القناع وشمري أعزى إن لم تقتلي المرء خالدا … فبوئي بإثم عاجل أو تنصري فأقبل خالد بن الوليد بالسيف إليها وهو يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك … إني رأيت الله قد أهانك قال: فضربها بالسيف، فجزلها باثنتين، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: نعم، تلك العزى، قد أيست أن تعبد ببلادكم أبدا ثم قال خالد: يا رسول الله، الحمد لله الذي أكرمنا بك، وأنقذنا بك من الهلكة، لقد كنت أرى أبي يأتي العزى بخير ماله من الإبل والغنم، فيذبحها للعزى، ويقيم عندها ثلاثا، ثم ينصرف إلينا مسرورا، ونظرت إلى ما مات عليه أبي، وإلى ذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله، وكيف خدع حتى صار يذبح لما لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الأمر إلى الله، فمن يسره للهدى تيسر له، ومن يسره للضلالة كان فيها وكان هدمها لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان، وكان سادنها أفلح بن النضر السلمي من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه أبو لهب يعوده وهو حزين، فقال له: ما لي أراك حزينا؟ قال: أخاف أن تضيع العزى من بعدي. قال له أبو لهب: فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك. فجعل أبو لهب يقول لكل من لقي: إن تظهر العزى كنت قد اتخذت عندها يدا بقيامي عليها، وإن يظهر محمد على العزى - وما أراه يظهر - فابن أخي. فأنزل الله تبارك وتعالى: تبت يدا أبي لهب وتب .

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (16/ 231)
: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن يزيد يعني الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان فبث السرايا في كل وجه وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام فخرج هشام بن العاص في مائتين قيل يلملم وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عرنة وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها فخرج خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هدمت قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت شيئا فقال لا قال فإنك لم تهدمها فارجع إليها فاهدمها فرجع خالد وهو متغيظ فلما انتهى إليها جرد سيفه فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة الرأس فجعل السادن يصيح بها قال خالد وأخذني اقشعرار في ظهري فجعل يصيح أعزى شدة شدي لا تكذبي * أعزى فالقي القناع وشمري أعزى إن لم تقتلي اليوم خالدا * فبوئي بذنب عاجل وتنصري قال وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول كفرانك لا سبحانك * إني وجدت الله قد أهانك * قال فضربها بالسيف فجزلها باثنتين ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال نعم تلك العزى قد آيست أن تعبد ببلادكم أبدا ثم قال خالد أي رسول الله الحمد لله الذي أكرمنا بك وأنقذنا من الهلكة ولقد كنت أرى أبي يأتي إلى العزى بحتره مائة من الإبل والغنم فيذبحها للعزى ويقيم عندها ثلاثا ثم ينصرف إلينا مسرورا فنظرت إلى ما مات عليه أبي وذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الأمر إلى الله فمن يسره للهدى تيسر ومن يسر للضلالة كان فيها وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان وكان سادنها أفلح بن النضر الشيباني من بني سليم فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين فقال له أبو لهب ما لي أراك حزينا قال أخاف أن تضيع العزى من بعدي قال أبو لهب فلا تحزن فأنا أقوم عليها بعدك فجعل كل من لقي قال إن تظهر العزى كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها وإن يظهر محمد على العزى ولا أراه يظهر فابن أخي فأنزل الله عز وجل " تبت يدا أبي لهب وتب " .