الموسوعة الحديثية


- قال ابنُ عبَّاسٍ: إنَّ اللهَ جلَّ ذِكرُه خلَقَ العَرْشَ فاسْتَوى عليه، ثم خلَقَ القَلَمَ فأمَرَه أنْ يَجرِيَ بإذْنِه، وعظَّمَ القَلَمَ ما بين السَّماءِ والأرضِ، فقال القَلَمُ: بِمَ يا ربِّ أَجْري؟ قال: بما أنا خالِقٌ، وكائِنٌ في خَلْقي: من قَطْرٍ أو نَباتٍ أو نَفْسٍ أو أَثَرٍ، يعني به: العَمَلَ أو الرِّزقَ أو الأجَلَ، فجَرى القَلَمُ بما هو كائِنٌ إلى يَومِ القيامةِ فأثبَتَه اللهُ في الكتابِ المكنونِ عندَه تحت العَرْشِ وأمَّا قَولُه: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29]؛ فإنَّ اللهَ وكَّلَ ملائكَةً يَنسَخون من ذلك العامِ في رَمَضانَ لَيلَةَ القَدْرِ ما يكونُ في الأرضِ من حَدَثٍ إلى مِثلِها من السَّنَةِ المُقبِلَةِ يَتَعارَضون به حَفَظةَ اللهِ على العبادِ عَشيَّةَ كُلِّ خَميسٍ، فيَجِدون ما رفَعَ الحَفَظةُ مُوافِقًا لِمَا في كتابِهم ذلك، ليس فيه زيادَةٌ ولا نُقصانٌ، وقَولُه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، فإنَّ اللهَ خلَقَ لكُلِّ شَيءٍ ما يُشاكِلُه من خَلْقِه، وما يُصلِحُه من رِزقِه، وخلَقَ البَعيرَ خَلْقًا لا يَصلُحُ شَيءٌ من خَلْقِه على غيرِه من الدوابِّ، وكذلك كُلُّ شَيءٍ من خَلْقِه، وخلَقَ لدوابِّ البَرِّ وطَيرِها من الرِّزقِ ما يُصلِحُها في البَرِّ، وخلَقَ لدوابِّ البَحْرِ وطَيرِها ما يُصلِحُها في البَحْرِ؛ فذلك قَولُه تَعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
خلاصة حكم المحدث : فيه الضحاك ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال‏‏ لم يسمع من ابن عباس وبقية رجاله وثقوا
الراوي : الضحاك بن مزاحم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 7/193
التخريج : أخرجه الطبراني (10/303) (10595) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الجاثية خلق - القلم خلق - العرش قدر - جف القلم على علم الله إيمان - استواء الله على العرش
|أصول الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] - دار إحياء التراث (10/ 303)
10595- حدثنا أحمد بن رشدين ، حدثنا أبو صالح الحراني ، سنة ثلاثة وعشرين ومائتين ، حدثنا حيان بن عبيد الله بن زهير المصري أبو زهير منذ ستين سنة قال : سألت الضحاك بن مزاحم عن قوله : {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} وعن قوله : {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} وعن قوله : {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فقال : قال ابن عباس : إن الله عز وجل خلق العرش فاستوى عليه ، ثم خلق القلم فأمره ليجري بإذنه ، وعظم القلم ما بين السماء والأرض ، فقال القلم : بم يا رب أجري ؟ قال : بما أنا خالق وكان في خلقي من قطر ، أو نبات ، أو نفس ، أو أثر ، يعني به العمل أو الرزق أو الأجل ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأثبته الله في الكتاب المكنون عنده تحت العرش ، وأما قوله {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} فإن الله وكل ملائكة يستنسخون من ذلك الكتاب كل عام في رمضان ليلة القدر ما يكون في الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المقبلة ، يتعارضون به حفظة الله على العباد كل عشية خميس ، فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ، ليس فيه زيادة ولا نقصان ، وأما قوله {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فإن الله خلق لكل شيء ما يشاكله من خلقه ، وما يصلحه من رزقه ، وخلق البعير خلقا ، لا يصلح شيئا من خلقه على غيره من الدواب ، وكذلك كل شيء من خلقه ، وخلق لدواب البر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر ، وخلق لدواب البحر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البحر ، فذلك قوله {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.