الموسوعة الحديثية


- كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأتينا بمكةَ كلَّ يومٍ مرتينِ فلمَّا كان يومٌ من ذلك جاءنا في الظهيرةِ فقالتْ يا أبتِ هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبأبي وأمي ما جاء به هذه الساعةَ إلا أمرٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هل شعرتَ أنَّ اللهَ قد أذِنَ لي في الخروجِ فقال أبو بكرٍ فالصحابةُ يا رسولَ اللهِ قال الصحابةُ قال إنَّ عندي راحلتينِ قد علفتُهما منذُ كذا وكذا انتظارًا لهذا اليومِ فَخُذْ إحْدَاهُمَا فقال بثمنِها يا أبا بكرٍ فقال بثمنِها بأبي وأمي إنْ شئتَ قالتْ فهيأْنا لهم سفرةً ثم قطعتْ نطاقَها فربَطَتْها ببعضِه فخرجا فمكثا في الغارِ في جبلِ ثورٍ فلما انتهيا إليه دخل أبو بكرٍ الغارَ قبلَه فلم يتركْ فيه جحرًا إلا أدخل فيه أصبعَه مخافةَ أنْ يكونَ فيه هامةٌ وخرجتْ قريشٌ حين فقدوهما في بغائِهما وجعلوا في النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مائةَ ناقةٍ وخرجوا يطوفون في جبالِ مكةَ حتى انتهوا إلى الجبلِ الذي هما فيه فقال أبو بكرٍ لرجلٍ مُواجِهٍ الغارَ يا رسولَ اللهِ إنه لَيرانا فقال كلا إنَّ ملائكةً تسترُنا بأجنحتِها فجلس ذلك الرجلُ فبال مُواجِهٍ الغارَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لو كان يرانا ما فعل هذا فمكثا ثلاثَ ليالٍ يروحُ عليهما عامرُ بنُ فهيرةَ مولى أبي بكرٍ غنمًا لأبي بكرٍ ويُدْلِجُ من عندِهما فيُصبحُ مع الرعاةِ في مَراعِيها ويروحُ معهم ويُبطئُ في المشيِ حتى إذا أظلمَ الليلُ انصرفَ بغنمِه إليهما فتظنُّ الرعاةُ أنه معهم وعبدُ اللهِ بنِ أبي بكرٍ يظلُّ بمكةَ يتَطَلبُ الأخبارَ ثم يأتيِهما إذا أظلَمَ الليلُ فيُخبرُهما ثم يُدلِجُ من عندِهما فيُصبحُ بمكةَ ثم خرجا من الغارِ فأخذا على الساحلِ فجعل أبو بكرٍ يسيرُ أمامَه فإذا خشي أن يُؤتى من خلفِه سارا خلْفَه فلم يزلْ كذلِك مسيرَه وكان أبو بكرٍ رجلًا معروفًا في الناسِ فإذا لقِيَه لاقٍ فيقولون من هذا معك فيقولُ هادٍ يهديني يريدُ الهدى في الدِّينِ وحَسِبَ الآخرُ دليلًا حتى إذا كان بأبياتِ قُدَيْدٍ وكان على طريقِهما جاء إنسانٌ إلى بني مُدْلِجٍ فقال قد رأيتُ راكبينِ نحو الساحلِ فإني لَأجدُهما لَصاحبَ قريشٍ الذي تبغون فقال سراقةُ بنُ مالكٍ ذانِك راكبينِ ممن بعثْنا في طلبةِ القومِ ثم دعا جاريتَه فسارَّها فأمرَها أنْ تُخْرِجَ فرسَه ثم خرج في آثارِهما قال سراقةُ فدنوتُ منهما حتى أني لَأسمعُ قراءةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثم رَكَضَتِ الفرسُ فوقعتْ بمَنْخِرَيْها فأخرجتُ قِداحتي من كنانتي فضربتُ بها أضرُّه أم لا أضرُّه فخرج لا تضرُّه فأبتْ نفسي حتى أتَّبِعَه فأتيتُ ذلك الموضعَ فوقعتِ الفرسُ فاسْتَخْرَجْتُ يدَيْه مرةً أُخرى فضربتُ بالقداحِ أضرُّه أم لا فخرج لا تضرُّه فأبَتْ نفسي حتى إذا كنتُ منه بمثلِ ذلك الموضعِ خشيةَ أن يُصيبَني مثلُ ما أصابني بأَذِيَّتِه فقلتُ إني أرى سيكونُ لك شأنٌ فقِفْ أُكَلِّمُك فوقفَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسألَه أنْ يكتبَ له أمانًا فأمر أنْ يكتبَ فكتب له قال سراقةُ فلمَّا كان يومَ حنينٍ وأخرجْتُه وناديتُ أنا سراقةُ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومُ وفاءٍ قال سراقةُ فما شُبِّهَتْ ساقُه في غَرْزِهِ إلا بحِمارٍ فذكرتُ شيئًا أسألُه عنه فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنِّي رجلٌ ذا نَعَمٍ، وإِنَّ الحِيَاضَ تُمْلَأُ من الماءِ، فنَشْرَبُ فيفْضُلُ من الماءِ في الحِيَاضِ، فيَرِدُ الْهَمَلُ فهل لي في ذلِك من أجرٍ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نعمْ في كلِّ كبدٍ حَرَّى أجرٌ
خلاصة حكم المحدث : فيه يعقوب بن حميد بن كاسب وبقية رجاله رجال الصحيح
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/56
التخريج : أخرجه الطبراني (24/106) (284) بنحوه، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/109) مختصرا بنحوه
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عصمة الله له من الناس مغازي - غزوة حنين مغازي - هجرة النبي إلى المدينة ملائكة - أعمال الملائكة مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (24/ 106)
: 284 - حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا يوسف بن الماجشون، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا بمكة كل يوم مرتين، فلما كان يوما من ذلك جاءنا في الظهيرة، فقلت: يا أبة، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بأبي وأمي ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل ‌شعرت ‌أن ‌الله ‌قد ‌أذن ‌لي في الخروج؟ فقال أبو بكر: فالصحابة يا رسول الله، قال: الصحابة فقال أبو بكر: إن عندي لراحلتين قد علفتهما منذ كذا وكذا انتظارا لهذا اليوم، فخذ إحداهما، فقال: بثمنها يا أبا بكر قال: بثمنها بأبي أنت وأمي إن شئت، قالت: فهيأنا لهم سفرة، ثم قطعت نطاقها فربطتها ببعضه فخرجا فمكثا في الغار في جبل ثور، فلما انتهيا إليه دخل أبو بكر الغار قبله، فلم يترك فيه جحرا إلا أدخل فيه أصبعه مخافة أن يكون فيه هامة، وخرجت قريش حين فقدوهما في بغائهما، وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة، وخرجوا يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه، فقال أبو بكر لرجل يراه مواجه الغار: يا رسول الله إنه ليرانا، فقال: كلا إن ملائكة تسترنا بأجنحتها فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان يرانا ما فعل هذا فمكثا ثلاث ليال يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر غنما لأبي بكر، ويدلج من عندهما، فيصبح مع الرعاة في مراعها، ويروح معهم ويتطأطأ في المشي حتى إذا أظلم انصرف بغنمه إليهما، فيظن الرعاة أنه معهم، وعبد الله بن أبي بكر يظل بمكة يبطش الأخبار، ثم يأتيهما إذا أظلم فيخبرهما، ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة كبائت، ثم خرجا من الغار فأخذا على الساحل فجعل أبو بكر يسير أمامه، فإذا خشي أن يؤتى من خلفه سار خلفه فلم يزل كذلك مسيره، وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس، فإذا لقيه لاق قال لأبي بكر: من هذا معك؟ فيقول: هاد يهديني، يريد الهداية في الدين ويحسبه الآخر دليلا، حتى إذا كانا بأبيات قديد وكان على طريقهما على الساحل جاء إنسان إلى مجلس بني مدلج، فقال: قد رأيت راكبين نحو الساحل، فإني أرى أحدهما لصاحب قريش الذي يبغون، فقال سراقة بن مالك: ذانك راكبان ممن بعثنا في طلبه يواس القوم، ثم دعا جاريته فسارها فأمرها أن تخرج بفرسه وتحط رمحه ولا تنصبه حتى يأتيه في قراره بموضوع كذا وكذا، ثم يجيئها فركب فرسه ثم خرج في آثارهما، فقال سراقة: فدنوت منهما حتى إني لأسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركضت الفرس فوقعت بمنخرها، فأخرجت قداحا في كنانتي فضربت بها أضره أم لا أضره فخرج لا تضره، فأبت نفسي حتى اتبعته، فأدركته بمثل ذلك الموضع، فوقعت الفرس فاستخرجت يده مرة أخرى، فضربت بالقداح أضره أم لا أضره فخرج لا تضره، فأبت نفسي حتى إذا كنت بمثل ذلك الموضع خشيت أن يصيبني مثل ما أصابني فناديته فقلت: إني أرى سيكون لك شأنا فقف أكلمك، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يكتب له أمانا، فأمره أن يكتب له فكتب له، قال سراقة: فلما كان يوم حنين جئت بالكتاب فأخرجته وناديت أنا سراقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يوم وفاء قال سراقة: فما شبهت ساقه في غرره إلا الجمار فذكرت له شيئا أسأله، فقلت: يا رسول الله إني رجل ذو نعم، وإن الحياض تملأ من الماء فيشرب فيفضل من الماء في الحياض فيرد الهمل، فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم في كل كبد حرى أجر.

[حلية الأولياء – لأبي نعيم] - ط السعادة (1/ 109)
: حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو بن الخلال ثنا يعقوب بن حميد ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر. قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه فمكثا في الغار ثلاث ليال، وكان يروح عليهما ‌عامر ‌ابن ‌فهيرة مولى أبي بكر يرعى غنما لأبي بكر ويدلج من عندهما فيصبح مع الرعاة في مراعيها، ويروح معهم ويتباطأ في المشي، حتى إذا أظلم انصرف بغنمه إليهما فيظن الرعاة أنه معهم.