الموسوعة الحديثية


- كانَ أبو طَلْحَةَ أكْثَرَ أنْصَارِيٍّ بالمَدِينَةِ نَخْلًا، وكانَ أحَبَّ أمْوَالِهِ إلَيْهِ بَيْرُحَاءَ ، وكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُهَا ويَشْرَبُ مِن مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أبو طَلْحَةَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ يقولُ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممَّا تُحِبُّونَ} وإنَّ أحَبَّ أمْوَالِي إلَيَّ بَيْرُحَاءَ ، وإنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أرْجُو برَّهَا وذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يا رَسولَ اللَّهِ حَيْثُ أرَاكَ اللَّهُ، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَخْ ذلكَ مَالٌ رَايِحٌ، ذلكَ مَالٌ رَايِحٌ، وقدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَهَا في الأقْرَبِينَ قَالَ أبو طَلْحَةَ: أفْعَلُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أبو طَلْحَةَ في أقَارِبِهِ وفي بَنِي عَمِّهِ، قَالَ عبدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، ورَوْحُ بنُ عُبَادَةَ: ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، حدَّثَني يَحْيَى بنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ علَى مَالِكٍ مَالٌ رَايِحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأنْصَارِيُّ، قَالَ: حدَّثَني أبِي، عن ثُمَامَةَ، عن أنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قَالَ فَجَعَلَهَا لِحَسَّانَ، وأُبَيٍّ وأَنَا أقْرَبُ إلَيْهِ ولَمْ يَجْعَلْ لي منها شيئًا.

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (6/ 37)
4554- حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ((كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما أنزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة، فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله، حيث أراك الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ، ذلك مال رايح، ذلك مال رايح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه)). قال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة: ذلك مال رابح. حدثني يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك: مال رايح

[صحيح مسلم] (2/ 693 )
((42- (998) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة؛ أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا. وكان أحب أمواله إليه بيرحى. وكانت مستقبلة المسجد. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [3/ آل عمران/ الآية 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وإن أحب أموالي إلي بيرحى. وإنها صدقة لله. أرجو برها وذخرها عند الله. فضعها! يا رسول الله، حيث شئت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((بخ! ذلك مال رابح. قد سمعت ما قلت فيها.وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)) فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه))