الموسوعة الحديثية


- اعتزالُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قريشًا لمَّا آذَوْه وجفَوْه, ودخل الشِّعبَ ! وأمر أصحابَه باعتزالِهم والهجرةِ إلى أرضِ الحبشةِ, ثمَّ تَلاحقوا به إلى المدينةِ, بعد أن أعلَى اللهُ كلمتَه.
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري | المحدث : العراقي | المصدر : تخريج الإحياء للعراقي الصفحة أو الرقم : 2/282
التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4915)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/311)
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره مغازي - إذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين في الهجرة إلى المدينة مغازي - الهجرة إلى الحبشة اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[معرفة الصحابة لأبي نعيم] (4/ 1955)
: ‌4915 - حدثنا فاروق الخطابي، ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا محمد بن فليح، ثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: " اشتد البلاء على من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دين الله من أبنائهم وإخوانهم وقبائلهم فكانت فتنة شديدة، وزلزالا شديدا، فمنهم من عصمه الله، ومنهم من افتتن، فلما فعل ذلك بالمسلمين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الشعب مع بني عبد المطلب في الخروج إلى أرض الحبشة فانطلق إليها عامتهم حين قهروا وتخوفوا الفتنة، فخرجوا وأميرهم عثمان بن مظعون، فمكث هو وأصحابه بأرض الحبشة حتى أنزلت سورة والنجم، فألقى الشيطان لما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكر الآلهة من سجعه وفتنته في قلب المشركين بمكة، وتباشروا بها، وسجدوا، ولم يكن المسلمون سمعوا إلقاء الشيطان في أسماع المشركين، ففشت تلك الكلمة حتى بلغت أرض الحبشة. . ومر بها عثمان بن مظعون وأصحابه وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه وحدثوا أن المسلمين قد أمنوا بمكة، فأقبلوا سراعا، وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته، وحفظه الله من الفرية والباطل، فانقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم للمسلمين، وكان عثمان وأصحابه لم يستطيعوا أن يدخلوا مكة إلا بجوار، فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون، فلما رأى عثمان الذي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلاء، وعذبت طائفة منهم بالنار والسياط، وعثمان معافى لا يعرض له، استحب البلاء على العافية، فقال: أما من كان في عهد الله وذمته وذمة رسوله التي اختار لأوليائه من أهل الإسلام فهو مبتلى، ومن دخل فيه فهو خائف، وأما من كان في عهد الشيطان وأوليائه من الناس فهو معافى، فعمد إلى الوليد فقال: يا عم، قد أجرتني وأحسنت إلي، وأنا أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتتبرأ بين ظهرانيهم، فقال الوليد: لعل أحدا آذاك أو شتمك وأنت في ذمتي؟ قال: لا والله ما اعترض لي أحد ولا آذاني فلما أبى عثمان، أخرجه الوليد إلى المسجد وقريش فيه أحفل ما كانوا، ولبيد بن ربيعة ينشدهم فقال: إن هذا لقد غلبني وحملني أن أتبرأ منه ومن جواره، وإني أشهدكم أني منه بريء إلا أن يشاء، قال: صدق أنا والله أكرهته على ذلك، وهو مني بريء، ثم جلسا ولبيد ينشدهم فقال: ألا كل شيء ما خلا الله باطل،فقال عثمان: صدقت، ثم أتم البيت فقال:وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت، فأسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته، ثم أعادها لبيد ثانية، فقال عثمان مثل كلمته الأولى، فإذا ذكر: ما خلا الله باطل صدقه، وإذا ذكر أن كل نعيم لا محالة زائل كذبه، لأن نعيم الجنة لا يزول، فنزل عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان فاخضرت، فقال له الوليد وأصحابه: كنت عن التي لقيت عينك غنيا، فقال عثمان: بل كنت للذي لقيت عيني منكم فقيرا وعيني إلى مثل ما لقيت صاحبتها فقيرة، ولي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة، فقال له الوليد: إن شئت أجرتك ثانية، فقال عثمان: لا إرب لي في جوارك"

دلائل النبوة للبيهقي مخرجا (2/ 311)
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال: حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال: حدثنا جدي قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري وهذا لفظ حديث القطان قال: ثم إن المشركين اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا حتى بلغ المسلمين الجهد، واشتد عليهم البلاء، واجتمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية، فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عبد المطلب، وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم، ويمنعوه ممن أراد قتله، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية، ومنهم من فعله إيمانا ويقينا، فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا على ذلك، اجتمع المشركون من قريش فأجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق لا يقبلوا من بني هاشم أبدا صلحا ولا تأخذهم به رأفة حتى يسلموه للقتل، فلبث بنو هاشم في شعبهم يعني ثلاث سنين، واشتد عليهم البلاء والجهد، وقطعوا عنهم الأسواق، فلا يتركوا طعاما يقدم مكة ولا بيعا إلا بادروهم إليه فاشتروه، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع على فراشه حتى يرى ذلك من أراد مكرا به واغتياله، فإذا نوم الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بني عمه فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بعض فرشهم فينام عليه، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من بني عبد مناف ومن بني قصي، ورجال سواهم من قريش قد ولدتهم نساء من بني هاشم، ورأوا أنهم قد قطعوا الرحم واستخفوا بالحق، واجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه، وبعث الله عز وجل على صحيفتهم التي المكر فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من عهد وميثاق. ويقال: كانت معلقة في سقف البيت، ولم تترك اسما لله عز وجل فيها إلا لحسته، وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلمة أو قطيعة رحم، وأطلع الله عز وجل رسوله على الذي صنع بصحيفتهم، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، فقال أبو طالب: لا والثواقب ما كذبني، فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطلب حتى أتى المسجد، وهو حافل من قريش، فلما رأوهم عامدين لجماعتهم، أنكروا ذلك، وظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء فأتوا ليعطوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم أبو طالب فقال: قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم، فأتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح، وإنما قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها، فأتوا بصحيفتهم معجبين بها لا يشكون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفوع إليهم، فوضعوها بينهم وقالوا: قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا إلى أمر يجمع قومكم، فإنما قطع بيننا وبينكم رجل واحد جعلتموه خطرا لهلكة قومكم وعشيرتكم وفسادهم، فقال أبو طالب: إنما أتيتكم لأعطيكم أمرا لكم فيه نصف، إن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني: أن الله عز وجل بريء من هذه الصحيفة التي في أيديكم، ومحا كل اسم هو له فيها، وترك فيها غدركم وقطيعتكم إيانا وتظاهركم علينا بالظلم، فإن كان الحديث الذي قال ابن أخي كما قال فأفيقوا، فوالله لا نسلمه أبدا حتى نموت من عند آخرنا، وإن كان الذي قال باطلا دفعناه إليكم فقتلتم أو استحييتم. قالوا: قد رضينا بالذي يقول، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قد أخبر خبرها، فلما رأتها قريش كالذي قال أبو طالب، قالوا: والله إن كان هذا قط إلا سحرا من صاحبكم، فارتكسوا وعادوا بشر ما كانوا عليه من كفرهم والشدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين رهطه، والقيام بما تعاهدوا عليه، فقال أولئك النفر من بني عبد المطلب: إن أولى بالكذب والسحر غيرنا، فكيف ترون؟ فإنا نعلم أن الذي اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر من أمرنا، ولولا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد صحيفتكم وهي في أيديكم، طمس الله ما كان فيها من اسم وما كان من بغي تركه، أفنحن السحرة أم أنتم؟ فقال عند ذلك النفر من بني عبد مناف، وبني قصي ورجال من قريش ولدتهم نساء من بني هاشم منهم: أبو البختري، والمطعم بن عدي، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة، وزمعة بن الأسود، وهشام بن عمرو، وكانت الصحيفة عنده، وهو من بني عامر بن لؤي في رجال من أشرافهم ووجوههم: نحن برآء مما في هذه الصحيفة. فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، وأنشأ أبو طالب يقول الشعر في شأن صحيفتهم ويمتدح النفر الذين تبرءوا منها ونقضوا ما كان فيها من عهد ويمتدح النجاشي، وذكر موسى بن عقبة تلك الأبيات " وهكذا ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله هذه القصة، عن أبي جعفر البغدادي، عن محمد بن عمرو بن خالد، عن أبيه عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير