الموسوعة الحديثية


- كتبَ كفارُ قريشٍ إلى عبدِ اللهِ بنِ أُبي وغيرِهِ ممن يعبدُ الأوثانَ قبل بدرٍ يهددونَهم بإيوائِهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ، ويتوعدونَهم أن يغزوَهم بجميعِ العربِ، فهمَّ ابنُ أبي ومن معه بقتالِ المسلمينِ، فأتاهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : ما كادَكم أحدٌ بمثلٍ ما كادتُكم قريشٌ، يريدونَ أن تلقوا بأسَكم بينكم، فلمَّا سمعوا ذلك عرفوا الحقَّ فتفرقوا. فلمَّا كانَتْ وقعةُ بدرٍ كتبَتِ كفارُ قريشٍ بعدها إلى اليهودِ : إنَّكم أهلُ الحقةِ والحصونِ، يتهددونَهم، فأجمعَ بنو النضيرِ على الغدرِ، فأرسلوا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : اخرجْ إلينا في ثلاثةٍ من أصحابِكَ ويلقاكَ ثلاثةٌ من علمائِنا، فإن آمنوا بكَ اتبعناك. ففعلَ. فاشتملَ اليهودُ الثلاثةَ على الخناجرِ فأرسلَتِ امرأةٌ من بني النضيرِ إلى أخٍ لها منَ الأنصارِ مسلم تخبرُهُ بأمرِ بني النضيرِ، فأخبرَ أخوها النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قبل أن يصلَ إليهم، فرجعَ، وصبحَهم بالكتائبِ فحصرَهم يومَهُ، ثم غدا على بني قريظةَ فحاصرَهم فعاهدوهُ، فانصرفَ عنهم إلى بني النضيرِ، فقاتلَهم حتى نزلوا على الجلاءِ وعلى أن لهم ما أقلَّتِ الإبلُ إلا السلاحَ، فاحتملوا حتى أبوابِ بيوتِهم، فكانوا يخربونَ بيوتَهم بأيديهم فيهدمونَها، ويحملْنَ ما يوافقُهم من خشبِها، وكان جلاؤهم ذلك أولُ حشرِ الناسِ إلى الشامِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : رجل من الصحابة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم : 7/385
التخريج : أخرجه ابن مردويه كما في ((فتح الباري)) (7/ 331) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الحشر مغازي - غزوة بدر مغازي - غزوة بني النضير مغازي - غزوة بني قريظة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


فتح الباري لابن حجر (7/ 331 ط السلفية)
: وروى ابن مردويه قصة بني النضير بإسناد صحيح إلى معمر، عن الزهري: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‌كتب ‌كفار ‌قريش ‌إلى ‌عبد ‌الله ‌بن ‌أبي وغيره ممن يعبد الأوثان قبل بدر يهددونهم بإيوائهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويتوعدونهم أن يغزوهم بجميع العرب، فهم ابن أبي ومن معه بقتال المسلمين، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما كادكم أحد بمثل ما كادتكم قريش، يريدون أن تلقوا بأسكم بينكم، فلما سمعوا ذلك عرفوا الحق فتفرقوا. فلما كانت وقعة بدر كتبت كفار قريش بعدها إلى اليهود أنكم أهل الحلقة والحصون، يتهددونهم، فأجمع بنو النضير على الغدر، فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج إلينا في ثلاثة من أصحابك ويلقاك ثلاثة من علمائنا، فإن آمنوا بك اتبعناك. ففعل. فاشتمل اليهود الثلاثة على الخناجر فأرسلت امرأة من بني النضير إلى أخ لها من الأنصار مسلم تخبره بأمر بني النضير، فأخبر أخوها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليهم، فرجع، وصبحهم بالكتائب فحصرهم يومه، ثم غدا على بني قريظة فحاصرهم فعاهدوه فانصرف عنهم إلى بني النضير، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا السلاح، فاحتملوا حتى أبواب بيوتهم، فكانوا يخربون بيوتهم بأيديهم فيهدمونها، ويحملون ما يوافقهم من خشبها، وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام. وكذا أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق، وفي ذلك رد على ابن التين في زعمه أنه ليس في هذه القصة حديث بإسناد، قلت: فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحاق من أن سبب غزوة بني النضير طلبه صلى الله عليه وسلم أن يعينوه في دية الرجلين، لكن وافق ابن إسحاق جل أهل المغازي، فالله أعلم