الموسوعة الحديثية


- حدَّثني سعدُ بنُ عُبَيدةَ، قال: تنازَع أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَميُّ وحِبَّانُ بنُ عَطيَّةَ، فقال: أبو عبدِ الرحمنِ لِحِبَّانَ: قد علِمْتَ ما الذي جرَّأ صاحبَكَ -يعني عليًّا- قال: فما هو لا أبَا لكَ؟ قال: قولٌ سمِعْتُه يقولُه، قال: بعَثني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والزُّبَيرَ، وأبا مَرثَدٍ، وكلُّنا فارسٌ، قال: انطلِقوا حتى تَبلُغوا رَوْضةَ خاخٍ ؛ فإنَّ فيها امرأةً معها صحيفةٌ من حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعةَ إلى المُشرِكينَ، فأْتوني بها، فانطلَقْنا على أفراسِنا، حتى أَدرَكْناها حيثُ قال: لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَسيرُ على بَعيرٍ لها، قال: وكان كتَب إلى أهلِ مكَّةَ بمَسيرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْنا لها: أين الكتابُ الذي معكِ؟ قالت: ما معي كتابٌ. فأَنَخْنا بها بَعيرَها، فابْتَغَيْنا في رَحْلِها، فلم نَجِدْ فيه شيئًا، فقال صاحِبايَ: ما نَرَى معها كتابًا. فقُلتُ: لقد علِمْتُما ما كذَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُم حلَفْتُ: والذي أَحلِفُ به، لَئِنْ لم تُخْرِجي الكتابَ لأُجَرِّدَنَّكِ. فأَهوَتْ إلى حُجْزَتِها وهي مُحْتَجِزةٌ بكِساءٍ، فأَخرَجتِ الصَّحيفةَ، فأَتَوْا بها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، قد خان اللهَ ورسولَه والمُؤمِنينَ، دَعْني أَضرِبْ عُنُقَه. قال: يا حاطِبُ، ما حمَلكَ على ما صنَعْتَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، واللهِ ما بي ألَّا أكونَ مُؤمِنًا باللهِ ورسولِه، ولكِنِّي أَردْتُ أنْ تكونَ لي عندَ القومِ يَدٌ يدفَعُ اللهُ بها عن أَهْلي ومالي، ولم يكنْ أحَدٌ من أصحابِكَ إلَّا له هُناكَ من قومِه مَن يدفَعُ اللهُ تعالى به عن أَهْلِه، ومالِه. قال: صدَقْتَ، فلا تَقولوا له إلَّا خَيرًا، فقال عمرُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّه قد خان اللهَ ورسولَه والمُؤمِنينَ، دَعْني أَضرِبْ عُنُقَه. قال: أوليس من أَهْلِ بَدرٍ؟ وما يُدْريكَ لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَع عليهم فقال: اعمَلوا ما شِئْتم، فقد وجَبتْ لكمُ الجَنَّةُ، فاغْرَوْرَقتْ عَيْنا عمرَ، وقال: اللهُ تعالى ورسولُه أعلَمُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم : 827
التخريج : أخرجه البخاري (3983)، ومسلم (2494)، وأبو داود (2650)، والترمذي (3305)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11585)، وأحمد (827) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهاد - حكم الجاسوس مناقب وفضائل - حاطب بن أبي بلتعة مناقب وفضائل - فضل من شهد بدرا الولاء والبراء - موالاة غير المسلمين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (5/ 77)
: 3983 - حدثني إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير، وكلنا فارس، قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين. فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: الكتاب، فقالت: ما معنا كتاب، فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا، فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ما صنعت. قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق، ولا تقولوا له إلا خيرا. فقال عمر: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: أليس من أهل بدر؟ فقال: لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة، أو: فقد غفرت لكم. فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم.

صحيح مسلم (4/ 1941 ت عبد الباقي)
: 161 - (2494) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر - واللفظ لعمرو - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) سفيان بن عيينة عن عمرو، عن الحسن بن محمد. أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وهو كاتب علي. قال: سمعت عليا رضي الله عنه وهو يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد. فقال "ائتوا روضة خاخ. فإن بها ظعينة معها كتاب. فخذوه منها" فانطلقنا تعادى بنا خيلنا. فإذا نحن بالمرأة. فقلنا: أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب. فأخرجته من عقاصها. فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين، من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا حاطب! ما هذا؟ " قال: لا تعجل علي يا رسول الله! إني كنت امرأ ملصقا في قريش (قال سفيان: كان حليفا لهم. ولم يكن من أنفسها) وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم. فأحببت، إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي. ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني. ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صدق" فقال عمر" دعني. يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق. فقال "إنه قد شهد بدرا. وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم. فقد غفرت لكم". فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} [[60 /الممتحنة /1]]. وليس في حديث أبي بكر وزهير ذكر الآية. وجعلها إسحاق، في روايته، من تلاوة سفيان. صحيح مسلم (4/ 1942 ت عبد الباقي): 161 - م - (2494) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن فضيل. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عبد الله بن إدريس. ح وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي. حدثنا خالد (يعني ابن عبد الله). كلهم عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام. وكلنا فارس. فقال "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ. فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب إلى المشركين" فذكر بمعنى حديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي.

سنن أبي داود (3/ 47 ت محيي الدين عبد الحميد)
: 2650 - حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن عمرو، حدثه الحسن بن محمد بن علي، أخبره عبيد الله بن أبي رافع، وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب، قال: سمعت عليا يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير، والمقداد، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها. فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا: هلمي الكتاب. قالت: ما عندي من كتاب. فقلت: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا حاطب؟ فقال: يا رسول الله لا تعجل علي فإني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وإن قريشا لهم بها قرابات يحمون بها أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ فيهم يدا يحمون قرابتي بها، والله يا رسول الله، ما كان بي من كفر ولا ارتداد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقكم. فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر؟ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

[سنن الترمذي] (5/ 409)
: 3305 - حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد هو ابن الحنفية، عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها فأتوني به، فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها قال: فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا حاطب؟ قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا وارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه قد شهد بدرا، فما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ". قال: وفيه أنزلت هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} [[الممتحنة: 1]] السورة. قال عمرو: وقد رأيت ابن أبي رافع وكان كاتبا لعلي هذا حديث حسن صحيح " وفيه عن عمر، وجابر بن عبد الله وروى غير واحد عن سفيان بن عيينة، هذا الحديث نحو هذا، وذكروا هذا الحرف وقالوا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب. وهذا حديث قد روي أيضا عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب، نحو هذا الحديث. وذكر بعضهم فيه: لتخرجن الكتاب أو لنجردنك

مسند أحمد (2/ 195 ط الرسالة)
: 827 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا حصين، حدثني سعد بن عبيدة، قال: تنازع أبو عبد الرحمن السلمي وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان: قد علمت ما الذي جرأ صاحبك - يعني عليا -. قال: فما هو لا أبا لك؟ قال: قول سمعته يقوله، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وأبا مرثد، وكلنا فارس، قال: " انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ، فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فائتوني بها " فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تسير على بعير لها، قال: وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا لها: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب. فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رحلها، فلم نجد فيه شيئا، فقال صاحباي: ما نرى معها كتابا. فقلت: لقد علمتما ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حلفت: والذي أحلف به لئن لم تخرجي الكتاب لاجردنك. فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه. قال: " يا حاطب، ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله، والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله، ولكني أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، ولم يكن أحد من أصحابك إلا له هناك من قومه من يدفع الله تعالى به عن أهله وماله. قال: " صدقت، فلا تقولوا له إلا خيرا " فقال عمر: يا رسول الله، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه. قال: " أوليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة " فاغرورقت عينا عمر وقال: الله تعالى ورسوله أعلم