الموسوعة الحديثية


- يُحشَرُ النَّاسُ كَما وَلَدَتْهم أُمُّهُم، حُفاةً عُراةً غُرْلًا . فَقالت عائشَةُ: النِّساءُ والرِّجالُ، بِأبي أنتَ وأمِّي ؟! فَقال: نَعَم، فَقالت: واسَوْءَتاه! فَقال: ومِن أيِّ شيءٍ تَعجَبينَ يا بنتَ أبي بَكرٍ؟ قالتْ: عَجِبتُ مِن حَديثِك: يُحشَرُ الرِّجالُ والنِّساءُ حُفاةً عُراةً غُرْلًا ، يَنظُر بَعضُهُم إلى بعضٍ! قال: فَضَرَب على مَنكِبِها وقال: يا بنتَ أبي قُحافةَ، شُغِل النَّاسُ يَومئذٍ عنِ النَّظرِ، وسَمَوْا بِأَبصارِهم مَوْقوفينَ، لا يَأكُلونَ ولا يَشرَبون، شاخِصينَ بِأَبصارِهِم إلى السَّماءِ أَربعينَ سنةً؛ فمِنهُم مَن يَبلُغُ العَرَقُ قَدَمَيه، ومِنهُم مَن يَبلُغُ ساقَيهِ، ومِنهُم مَن يَبلُغ بَطنَه، ومِنهُم مَن يُلجِمُه العَرَقُ مِن طولِ الوقوفِ، ثُمَّ يَرحَمُ اللهُ مِن بعدِ ذلك العِبادَ، فيَأمُرُ اللهُ المَلائكةَ المُقرَّبينَ، فيَحمِلون عَرْشَه مِنَ السَّمواتِ إلى الأَرضِ، حتَّى يوضَعَ عَرشُه في أرضٍ بَيضاءَ لم يُسفَكْ عليها دمٌ، ولَم تُعمَلْ فيها خَطيئةٌ، كأنَّها الفِضَّةُ البَيضاءُ، ثُمَّ تَقومُ المَلائكةُ حافِّينَ مِن حولِ العَرشِ، وذلكَ أوَّلُ يومٍ نَظرَتْ عينٌ إلى اللهِ، فيَأمُرُ مناديًا، فيُنادي بِصوتٍ يَسمَعُه الثَّقلانِ مِن الجنِّ والإنسِ: أينَ فُلانُ بنُ فُلانِ بنِ فُلانِ بنِ فُلانِ؟ فيَشْرَئِبُّ النَّاسُ لِذلكَ الصَّوتِ، ويَخرُجُ ذلكَ المُنادي مِنَ المَوقفِ، فيَعرِّفُه اللهُ للنَّاسِ. ثُمَّ يُقالُ: تَخرُجُ معَه حَسناتُه، يُعرِّفُ اللهُ أهلَ المَوقفِ بتلكَ الحَسناتِ، فإذا وَقَف بينَ يدَيْ ربِّ العالَمينَ، قيل: أينَ أَصحابُ المَظالمِ؟ فيُجيبونَ رجلًا، فيُقالُ لكلِّ واحدٍ مِنهُم: أَظَلَمتَ فُلانًا لِكَذا وَكذا؟ فيَقولُ: نَعم يا ربِّ، فَذلكَ اليومُ الَّذي تَشهَدُ عَليهِم أَلسِنَتُهم وأَيديهِم وأَرجُلُهم بِما كانوا يَعمَلونَ، فتُؤخَذُ حَسَناتُ الظَّالمِ فتُدفَعُ إلى مَن ظَلَمَه، ثَمَّ لا دينارٌ ولا دِرهمٌ إلَّا أُخِذ مِن الحَسناتِ، ورُدَّ مِن السِّيئاتِ، فَلا يَزالُ أَصحابُ المَظالِم يَستوْفونَ مِن حَسناتِ الظَّالمِ حتَّى لا تَبْقى له حَسنةٌ، ثُمَّ يَقومُ مَن بَقي ممَّن لم يَأخُذْ شيئًا، فيَقولونَ: ما بالُ غَيرِنا استَوفَى ومُنِعْنا؟ فيُقالُ لَهُم: لا تَعجَلوا، فيُؤخَذُ مِن سيِّئَاتِهم، فتُرَدُّ عَليه، حتَّى لا يَبقى أَحدٌ ظَلمَه بِمَظلِمةٍ، فيُعرِّفُ اللهُ أهلَ المَوقفِ أَجمَعينَ ذلكَ، فإذا فَرَغَ مِن حسابِ الظَّالمِ قيلَ: ارجِع إلى أُمِّك الهاويَةِ، فإنَّه لا ظُلمَ اليومَ، إنَّ اللهَ سريعُ الحِسابِ، ولا يَبقى يَومئِذٍ مَلَكٌ، ولا نَبيٌّ مُرسلٌ، ولا صِدِّيقٌ، ولا شَهيدٌ، إلَّا ظنَّ لِما رَآه مِن شِدَّةِ الحسابِ أنَّه لا يَنجو، إلَّا مَن عَصَمَه اللهُ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : غريب من هذا الوجه، ولبعضه شاهد في الصحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية الصفحة أو الرقم : 1/286
التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (7702) باختلاف يسير، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (11/ 133) وابن الجوزي في ((المقلق)) (81).
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحساب والقصاص قيامة - الحشر قيامة - رؤية المؤمنين ربهم في أرض المحشر قيامة - شهادة الأعضاء على ما اقترف صاحبها مظالم - قصاص المظالم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تاريخ بغداد - العلمية (11/ 131)
أخبرنا هلال بن محمد الحفار أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الآدمي المعدل حدثنا محمد بن احمد بن البراء حدثنا عبد المنعم بن إدريس حدثنا كوثر بن حكيم عن نافع بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم عراة حفاة غرلا فقالت له عائشة واسوأتاه ينظر بعضهم إلى بعض فضرب على منكبها وقال يا بنت أبي قحافة شغل الناس يومئذ عن النظر وسموا بأبصارهم إلى السماء فيوقفون أربعين سنة لا يأكلون ولا يشربون ولا يجلسون ولا يكلمون سامين أبصارهم إلى السماء حتى يلجمهم العرق فمنهم من يبلغ العرق قدميه ومنهم من يبلغ العرق ساقيه ومنهم من يبلغ فخذيه وبطنه ومنهم من يلجمه العرق ثم يترحم الله بعد ذلك على العباد فيأمر الملائكة المقربين فيحملون عرش الرب عز و جل حتى يوضع في أرض بيضاء كأنها الفضة لم يسفك فيها دم حرام ولم تعمل فيها خطيئة وذلك أول يوم نظرت عين إلى الله ثم تقوم الملائكة حافين من حول العرش ثم يأمر مناديا فينادي بصوت يسمعه الثقلان الجن والإنس فتشرئب الناس لذلك الصوت ثم يخرج الرجل من الموقف فيعرف الناس كلهم اسمه ثم يأمر بحسناته أن تخرج معه فيخرج بشيء لم ير الناس مثله كثرة وتعرف الناس تلك الحسنات فإذا وقف بين يدي رب العالمين قال أين أصحاب المظالم فيقول له الرحمن تعالى أظلمت فلان بن فلان في يوم كذا وكذا فيقول نعم يا رب وذلك يوم تشهد عليهم السنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فإذا فرغ من ذلك فيؤخذ من حسناته فيدفع إلى من ظلمه وذلك يوم لا دينار ولا درهم الا أخذ من الحسنات وتورك من السيئات فإذا لم يبق حسنة قال من بقي يا ربنا ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم وبقينا قيل لهم لا تعجلوا فيؤخذ من سيئاتهم فتورك فإذا لم يبق أحد يطلبه قيل له ارجع إلى أمك الهاوية فإنه لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ولا يبقى يومئذ ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد الا ظن أنه لن ينجو مما رأى من شدة الحساب.

المقلق لابن الجوزي (ص84)
: ‌81- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أنبأ أبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن جنابة قال: ثنا البغوي قال: حدثنا عبد الله بن مطيع قال: ثنا هشيم قال: حدثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهم، حفاة عراة غرلا)))) فقالت عائشة رضي الله عنها: الرجال والنساء بأبي أنت وأمي؟ قال: ((نعم)))) قالت: واسوءتاه. قال: ((ولأي شيء عجبت يا ابنة أبي بكر؟)))) قالت: عجبت من قولك: حفاة عراة غرلا فينظر بعضهم إلى بعض، فضرب على منكبها وقال: ((يا بنت أبي قحافة شغل الناس يومئذ عن النظر، وسموا بأبصارهم إلى السماء، موقوفون أربعين سنة لا يأكلون، ولا يشربون، فمنهم من يبلغ العرق قدميه، ومنهم من يبلغ ساقيه، ومنهم من يبلغ بطنه، ومنهم من يلجمه العرق من طول الوقوف، ثم يترحم الله بعد ذلك على العباد، فيأمر مناديا فينادي بصوت يسمعه الثقلان: أين فلان؟ فيخرج المنادى به من الموقف، فيعرفه الناس فإذا وقف بين يدي رب العالمين. قيل: أين أصحاب المظالم؟ فيقال له: أظلمت فلانا بكذا وكذا يوم كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيأخذ من حسناته فتدفع إلى من ظلمه، يوم لا دينار ولا درهم، إلا أخذ من الحسنات، ورد من السيئات، ولا يزال أصحاب تلك المظالم يستوفون من حسناته حتى لا يبقى أحد ظلمه بمظلمة فلا يبقى أحد إلا ظن أنه لن ينجو لما يرى من شدة الحساب)))) .