الموسوعة الحديثية


- وَ فَتَرَ الوحِي فترةً حتَّى حزِنَ النَّبيُّ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ فيمَا بلغَنَا حُزْنًا غَدَا منه مرارًا كي يتردَّى مِن رُؤُوسِ الجبالِ فكلَّمَا أوفى بذروةِ جبلٍ لكي يُلْقِيَ مِنْهُ نفسُه يتراءَى لَهُ جبريلُ عليهِ السَّلامُ فقالَ يا محمَّدُ إنَّكَ رسولُ اللهِ حقًّا فيسكُنُ لذلِك جأشُه وتقرُّ عينُه حتَّى يرجعَ فإذَا طالَتْ عليهِ فترةُ الوَحِي غدَا لمثْلِ ذلِكَ فإذَا أوفى بذروةِ جبلٍ يتراءى لَهُ جبريلُ فقالَ لَهُ مثلَ ذلِكَ
خلاصة حكم المحدث : من بلاغات معمر
الراوي : معمر بن راشد | المحدث : العيني | المصدر : عمدة القاري الصفحة أو الرقم : 1/102
التخريج : أخرجه البخاري (6982) واللفظ له وفي أوله زيادة، ومسلم (160)، والترمذي (3632) بنحوه، والطبري في ((جامع البيان)) (23/ 403) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: وحي - صفة نزول الوحي إيمان - الإيمان بالوحي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (6/ 2561)
: 6982 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر: قال الزهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زملوني زملوني). فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: (يا خديجة، ما لي). وأخبرها الخبر، وقال: (قد خشيت على نفسي). فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أومخرجي هم). فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر ‌الوحي ‌فترة ‌حتى ‌حزن ‌النبي صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك

[صحيح مسلم] (1/ 139)
(160) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى [ص:140] رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي أولات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني، فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قال: قلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: أقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني، فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} [العلق: 2] [ص:141]، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: أي خديجة، ما لي وأخبرها الخبر، قال: لقد خشيت على نفسي، قالت له خديجة: كلا أبشر، فوالله، لا يخزيك الله أبدا، والله، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي عم، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة بن نوفل: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعا، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا "،

[سنن الترمذي] (5/ 596)
3632 - حدثنا الأنصاري إسحاق بن موسى قال: حدثنا يونس بن بكير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به أن لا يرى شيئا إلا جاءت كفلق الصبح، فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث، وحبب إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو: هذا حديث حسن صحيح غريب

تفسير الطبري (23/ 403)
: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، قال: فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة، فحزن حزنا، فجعل يغدو إلى شواهق رءوس الجبال ليتردى منها، ‌فكلما ‌أوفى ‌بذروة ‌جبل تبدى له جبريل عليه السلام فيقول: إنك نبي الله. فيسكن لذلك جأشه، و [ترجع إليه] نفسه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن ذلك، قال: "فبينما أنا أمشى يوما [إذ رأيت] الملك الذي كان يأتيني بحراء على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه رعبا، فرجعت إلى خديجة، فقلت: زملوني". فرملناه، أي: فدثرناه، فأنزل الله: {ياأيها المدثر (1) قم فأنذر (2) وربك فكبر (3) وثيابك فطهر}. قال الزهري: فكان أول شيء أنزل عليه: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} حتى بلغ: {ما لم يعلم}. واختلف أهل التأويل في معنى قوله: {ياأيها المدثر}؛ فقال بعضهم: معنى ذلك: يا أيها النائم في ثيابه