الموسوعة الحديثية


- لمَّا فَرَغَ خالِدُ بنُ الوَليدِ مِن اليَمامةِ بعَثَ العَلاءَ بنَ الحَضرَميِّ إلى البَحرينِ، وكان العَلاءُ هو الذي بعَثَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المُنذِرِ بنِ ساوَى العبديِّ فأسلَمَ المُنذِرُ، فأقامَ العَلاءُ بها أميرًا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وارتَدَّتْ رَبيعةُ بالبَحرينِ فيمَنِ ارتَدَّ مِن العَرَبِ إلَّا الجارودَ بنَ عَمرٍو؛ فإنَّه ثَبَتَ على الإسلامِ ومَن تَبِعَه مِن قَومِه، واجتَمَعتْ رَبيعةُ بالبَحرينِ، وارتَدَّتْ، وقالوا: تَرُدُّ المُلكَ في آلِ المُنذِرِ. فكَلَّموا المُنذِرَ بنَ النُّعمانِ بنِ المُنذِرِ، وكان يُسَمَّى الغَرورَ، وكان يقولُ بَعدُ حينَ أسلَمَ وأسلَمَ الناسُ وعليهمُ السَّيفُ: لستُ بالغَرورِ، ولكِنِّي المَغرورُ. فلمَّا اجتَمَعتْ رَبيعةُ بالبَحرينِ سارَ إليهمُ العَلاءُ بنُ الحَضرَميِّ وأمَدَّه بثُمامةَ بنِ أُثالٍ، سار معه بمَن معه مِن بني سُحَيمٍ حتى خاضَ إلى رَبيعةَ البَحرَ، فسارَتْ رَبيعةُ إليهم، فحَصَروهم بجُوَاثا -حِصنٌ بالبَحرينِ- حتى إذا كادَ المُسلِمونَ أنْ يَهلِكوا مِن الجَهدِ، فقال عبدُ اللهِ بنُ حَدَقٍ العامِريُّ في ذلكَ حين أصابَهم ما أصابَهم: ألَا بَلِّغْ أبا بَكرٍ رسولًا وفِتيانَ المَدينةِ أَجْمَعِينا فهل لكَ في شَبابٍ مِنكَ أمسَوْا جَميعًا في جُوَاثا مُحْصَرِينا تَوَكَّلْنا على الرَّحمنِ إنَّا وَجَدْنا النَّصرَ للمُتَوَكِّلينا فقال عبدُ اللهِ بنُ حَدَقٍ: دَعوني أهبِطْ مِن الحِصنِ وأنا آتيكم بالخَبَرِ. وكان مع عبدِ اللهِ بنِ حَدَقٍ امرأةٌ مِن بني عِجلٍ، ونزَلَ مِن الحِصنِ وأخذوه، وقالوا: مِمَّن أنتَ؟ فانتَسَبَ وجعَلَ يُنادي: يا أبْجَراهُ. وكان في القَومِ، فجاءَ أبجَرُ وعَرَفَه، وقال: ما شأنُكَ؟ فقال: إنِّي قد هَلَكتُ مِن الجُوعِ. فحَمَلَه وسَقاه، وقال: احمِلْني وخَلِّ سَبيلي. فانطَلَقَ وحَمَلَه على بَغلٍ وقال: انطَلِقْ لشَأْنِكَ. فلمَّا خرَجَ مِن عِندِهم عبدُ اللهِ بنُ حَدَقٍ رجَعَ إلى أصحابِه، فأخبَرَهم أنَّ القَومَ سُكارى، لا غَناءَ عندَهم، فبَيَّتَهمُ العَلاءُ فيمَن معَه مِن المُسلِمينَ مِن العَرَبِ والعَجَمِ، فقَتَلوهم قَتلًا شَديدًا، وانهَزَموا.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات إلى ابن إسحاق
الراوي : محمد بن إسحاق | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/223
التخريج : أخرجه أبو يوسف في ((الخراج)) (155)، والطبري في ((التاريخ)) (3/ 302)، والطبراني (166) (18/ 93) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جهاد - قتال أهل الردة سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم مناقب وفضائل - العلاء الحضرمي مناقب وفضائل - خالد بن الوليد ردة - أخبار الردة والمرتدين
|أصول الحديث

أصول الحديث:


الخراج لأبي يوسف (ص155)
: قال أبو يوسف: وحدثني محمد بن إسحاق وغيره من أهل العلم بالفتوح والسير، بعضهم يزيد في الحديث على بعض، قالوا: لما قدم ‌خالد ‌بن ‌الوليد ‌من ‌اليمامة دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وخرج فأقام أياما، ثم قال له أبو بكر، تهيأ حتى تخرج إلى العراق؛ فوجهه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه إلى العراق، فخرج في ألفين، ومعه من الأتباع مثلهم؛ فمر بفائد فخرج معه خمسمائة من طيء ومعهم مثلهم فانتهي إلى شراف، ومعه خمسة آلاف أو أقل أو أكثر؛ فتعجب أهل شراف من خالد ومن معه ووغولهم في أرض العجم فانتهوا إلى المغيثة؛ فإذا طلائع خيل العجم فنظروا إليهم ورجعوا، فانتهوا إلى حصنهم ودخلوه، فأقبل خالد ومن معه إلى الحصن فحاصرهم وفتح الحصن وقتل من فيه من المقاتلة وسبى النساء والذراري، وأخذ جميع ما كان فيه من السلاح والمتاع والدواب وهدم الحصن. ثم مضى حتى انتهى إلى العذيب وفيه حصن فيه مسلحة لكسرى فواقعهم خالد فقتلهم وأخذ ما كان في الحصن من متاع وسلاح ودواب وهدم الحصن وضرب أعناق

تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 302)
: قال أبو جعفر: وأما ابن إسحاق فإنه قال في ذلك ما حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عنه، قال: ‌لما ‌فرغ ‌خالد ‌بن ‌الوليد من اليمامة بعث أبو بكر رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي وكان العلاء هو الذى كان رسول الله ص بعثه إلى المنذر بن ساوى العبدي، فأسلم المنذر، فأقام بها العلاء أميرا لرسول الله ص، فمات المنذر بن ساوى بالبحرين بعد متوفى رسول الله ص، وكان عمرو بن العاص بعمان، فتوفي رسول الله ص وعمرو بها فأقبل عمرو، فمر بالمنذر بن ساوى وهو بالموت فدخل عليه فقال المنذر له كم كان رسول الله ص يجعل للميت من المسلمين من ماله عند وفاته؟ قال عمرو: فقلت له: كان يجعل له الثلث، قال: فما ترى لي أن أصنع في ثلث مالي؟ قال عمرو: فقلت له: إن شئت قسمته في أهل قرابتك، وجعلته في سبيل الخير، وإن شئت تصدقت به فجعلته صدقة محرمة تجري من بعدك على من تصدقت به عليه قال: ما أحب أن أجعل من مالي شيئا محرما كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي ولكن أقسمه، فأنفذه على من أوصيت به له يصنع به ما يشاء قال:: فكان عمرو يعجب لها من قوله وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب، إلا الجارود بن عمرو بن حنش بن معلى، فإنه ثبت على الإسلام ومن معه من قومه، وقام حين بلغته وفاه رسول الله ص وارتداد العرب، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأكفر من لا يشهد واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت، فقالوا: نرد الملك في آل المنذر، فملكوا المنذر بن النعمان بن المنذر، وكان يسمى الغرور، وكان يقول حين أسلم وأسلم الناس وغلبهم السيف: لست بالغرور، ولكني المغرور

 [المعجم الكبير – للطبراني] (18/ 93)
: 166 - حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: " ولما فرغ ‌خالد ‌بن ‌الوليد ‌من ‌اليمامة بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وكان العلاء هو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم المنذر وأقام العلاء بها أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا: نرد الملك في آل المنذر فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى العرور وكان يقول بعد ذلك حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف: لست بالعرور ولكني المغرور فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين سار إليهم العلاء بن الحضرمي وأمده بثمامة بن أثال الحنفي وكان قد أسلم وأسلم قومه، فلما أمر العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال سار معه بمن معه من بني سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر فسارت ربيعة إليهم فحصروهم وهم بجواثا حصن بالبحرين حتى كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد، فقال عبد الله بن حدق العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم: [البحر الوافر] ألا أبلغ أبا بكر رسولا … وفتيان المدينة أجمعينا فهل لك في شباب منك أمسوا … جميعا في جواثا محضرينا توكلنا على الرحمن إنا … وجدنا النصر للمتوكلينا فقال عبد الله بن حدق: دعوني أهبط من الحصن، وأنا آتيكم بالخبر وكان مع عبد الله بن حدق امرأة من بني عجل فنزل من الحصن فأخذوه فقالوا: ممن أنت؟ فانتسب وجعل ينادي: يا أبجراه، وكان في القوم، فجاء أبجر فعرفه فقال: ما شأنك؟ فقال: إني قد هلكت من الجوع فأطعمه وسقاه وقال: احملني وخل سبيلي، فانطلق فحمله على بغل وقال: انطلق لشأنك، فلما خرج من عندهم عبد الله بن حدق رجع إلى أصحابه، فأخبرهم أن القوم سكارى لا غناء عندهم، فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلا شديدا وانهزموا "