الموسوعة الحديثية


- أنَّ وَفدَ بني فزارةَ أتوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا فصَل من غزوةِ تبوكَ مُقِرِّين بالإسلامِ، وقَدِموا على إبِلٍ ضِعافٍ عِجافٍ فسألهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بلادِهم، فقالوا: يا رسولَ اللهِ أسِنَت بلادُنا، وأجدَبَت جِنانا، وعَزَر عيالُنا، وهلَكَت مواشينا، فادعُ اللهَ لنا أن يُغيثَنا، واشفَعْ لنا إلى ربِّك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سبحانَ اللهِ! وَيلَك أن اشفَعْ إلى ربِّي، فمن ذا الذي يشفَعُ رَبُّنا إليه لا إلهَ إلَّا اللهُ العَليُّ العظيمُ، وَسِع كرسيُّه السَّمواتِ والأرضَ، تَئِطُّ من عظمتِه وجلالِه كما يئطُّ الرَّجُلُ الحديدُ. وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّ اللهَ ليَضحَكُ من شَعَثِكم، وقُربِ غِياثِكم»، فقال الأعرابيُّ: أوَ يضحَكُ رَبُّنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: نعم، فقال الأعرابيُّ: لن نعدَمَ من ربٍّ يَضحَكُ خيرًا، فضَحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من قولِه. فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصَعِد المنبَرَ وتكلَّم بكَلِماتٍ، ورفع يدَيه حتى رُئِيَ بياضُ إبْطَيه، وكان ممَّا حُفِظ من دعائِه، قال: اللَّهمَّ اسقِ بَلدكَ وبهائِمَكَ وانشُرْ رحمتَكَ وأحيِ بلدَكَ الميِّتَ، اللَّهمَّ اسقِنا غيثًا مُغيثًا مَريئًا مريعًا طَبَقًا واسِعًا عاجِلًا غيرَ آجلٍ، نافعًا غيرَ ضارٍّ، اللَّهمَّ سُقْيا رَحمَةٍ لا سُقْيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرَقٍ ولا مَحْقٍ، اللَّهمَّ اسقِنا الغيثَ وانصُرْنا على الأعداءِ، فقامَ أبو لُبابةَ بنُ عبدِ المنذِرِ الأنصاريُّ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ  صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إنَّ التَّمرَ في المرابدِ،  ثلاثَ مرَّاتٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ اسقِنا حتَّى يقومَ أبو لبابَةَ عُريانًا يَسُدَّ ثعلبَ مِربَدِهِ بإزارهِ، قالَ فلا واللَّهِ ما في السَّماءِ من سحابٌ ولا قَزَعةٌ، وما بينَ المسجدِ وسَلَعٍ مِنْ بِناءٍ ولا دارٍ، فطلعَتْ مِنْ ورَاءِ سَلَعٍ سحابَةٌ مثلُ التُّرسِ، فلمَّا توسَّطتِ السَّماءَ انتشرَتْ وهُمْ ينظُرونَ ثمَّ أمْطَرَتْ، فوَاللَّهِ ما رَأوا الشَّمسَ سِتًّا، وقامَ أبو لبابَةَ عُريانًا يسدُّ ثعلبَ مِربَدِهِ بإزارِهِ لئَلَّا يخرُجَ التَّمرُ منهُ،  فجاء ذلك الرَّجُلُ أو غيرُه فقال: يا رسولَ اللَّهِ هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبلُ، فصَعِدَ  رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المنبرَ فدعا ورفعَ يدَيهِ حتَّى رُئيَ بياضُ إبْطيهِ، ثمَّ قال: اللَّهمَّ حَوالَينا ولا علينا، اللَّهمَّ على الآكامِ والظِّرابِ وبطونِ الأودِيَةِ ومنابِتِ الشَّجرِ، فانجابتِ السَّحابةُ عنِ المدينةِ كانجيابِ الثَّوبِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن.
الراوي : أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 9/442
التخريج : أخرجه أبو عوانة (2568)، والطبراني في ((الدعاء)) (2186)، والبيهقي (6509) جميعهم باختلاف يسير.

أصول الحديث:


مستخرج أبي عوانة (معتمد)
(7/ 65) 2568 - ز- أخبرني محمد بن حماد أبو عبد الله الطهراني بمكة، حدثنا السندي سهل بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن عبد الله المدني -ويقال: إنه هو أبو أويس-، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة بن عبد المنذر، قال: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اسقنا، فقال أبو لبابة: يا رسول الله! إن التمر في المرابد!، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره، قال: وما يرى في السماء سحاب، قال: فأمطرت قال: فاجتمعوا إلى أبي لبابة، فقالوا: إنها لن تقلع حتى تقوم عريانا فتسد ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل، فاستهلت السماء".

الدعاء للطبراني (ص: 599)
2186 - حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق النيسابوري الحافظ، ثنا محمد بن حماد الطهراني، ثنا السندي سهل بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن عبد الله المدني، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة عبد المنذر، قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا فقال أبو لبابة: يا رسول الله إن التمر في المرابد، فقال: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره ، قال: وما يرى في السماء سحاب، فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة فقالوا: إنها لن تقلع حتى تقوم عريانا وتسد ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل فأمسكت السماء

السنن الكبير للبيهقي (معتمد)
(7/ 98) 6509- وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا أبو العباس عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني بالري، أخبرنا أبي، أخبرنا السندي، يعني ابن عبدويه الدهكي، عن عبد الله بن عبد الله المدني هو أبو أويس، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، فقام أبو لبابة فقال: يا رسول الله إن التمر في المرابد، قال: وما في السماء سحاب نراه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره. قال: فاستهلت السماء فأمطرت، وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثم طافت الأنصار بأبي لبابة يقولون له: يا أبا لبابة، إن السماء والله لن تقلع أبدا حتى تقوم عريانا، فتسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقام أبو لبابة عريانا؛ فسد ثعلب مربده بإزاره، قال: فأقلعت السماء