الموسوعة الحديثية


- عن عدِّي بنِ حاتمٍ كان يقول ما رجلٌ من العربِ كان أشدَّ كراهةٍ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين سمع به مني أما أنا فكنتُ امرءًا شريفًا وكنتُ نصرانيًّا وكنتُ أسيرُ في قومي بالمِرباعِ وكنتُ في نفسي على دِينٍ وكنتُ ملِكًا في قومي لما كان يصنعُ بي فلما سمعتُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كرهتُه فقلتُ لغلامٍ كان لي عربيٌّ وكان راعيًا لإبلي لا أبا لك أعددُ لي من إبلي أجمالًا ذللا سمانًا فاحتَبِسْها قريبًا مني فإذا سمعتَ بجيشٍ لمحمدٍ قد وطئَ هذه البلادَ فآذِنِّي ففعل ثم أنه أتاني ذاتِ غداةٍ فقال يا عديُّ ما كنتَ صانعًا إذا غشَيتْك خيلُ محمدٍ فاصنَعْه الآن فإني قد رأيتُ راياتٍ فسألتُ عنها فقالوا هذه جيوشُ محمدٍ قال قلتُ فقرِّبْ إليَّ أجمالي فقرَّبها فاحتملتُ بأهلي وولدي ثم قلتُ أَلحقُ بأهل ديني من النصارى بالشامِ فسلكتُ الحُوشِيَّةَ وخلَّفتُ بنتًا لحاتمٍ في الحاضرِ فلما قدمتُ الشامَ أقمتُ بها فتخالفَتْني خيلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتصيَّبتْ ابنةَ حاتمٍ فيمن أصابت فقدِم بها على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سبايا من طَيِّءٍ وقد بلغ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هربي إلى الشامِ قال فجُعِلَتِ ابنةُ حاتمٍ في حظيرةٍ ببابِ المسجدِ كانت السبايا تُحبَسُ بها فمرَّ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقامت إليه وكانت امرأةً جزلةً فقالت يا رسولَ اللهِ هلك الوالدُ وغاب الوافدُ فامنُنْ عليَّ مَنَّ اللهُ عليك قال ومن وافدُك قالت عديُّ بنُ حاتمٍ قال الفارُّ من اللهِ ورسولِه قالت ثم مضى وتركني حتى إذا كان الغدُ مرَّ بي فقلتُ له مثلَ ذلك وقال لي مثلَ ما قال بالأمسِ قالت حتى إذا كان بعد الغدِ مرَّ بي وقد يئِستُ فأشار إليَّ رجلٌ خلفَه أنْ قومي فكَلِّمِيه قالت فقمتُ إليه فقلتُ يا رسولَ اللهِ هلك الوالدُ وغاب الوافدُ فامنُنْ عليَّ منَّ اللهُ عليك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد فعلتُ فلا تعْجَلي بخروجٍ حتى تجدي من قومِك من يكون لك ثقةً حتى يُبَلِّغَك إلى بلادكِ ثم آذِنيني فسألتُ عن الرجلِ الذي أشار إلي أن كلِّميه فقيل لي عليُّ بنُ أبي طالبٍ قالت فقمتُ حتى قدِم من بَلى أو قُضاعةَ قالت وإنما أريد أن آتيَ أخي بالشامِ فجئتُ فقلتُ يا رسولَ اللهِ قد قدم رهطٌ من قومي لي فيهم ثقةٌ وبلاغٌ قالت فكساني وحمَلني وأعطاني نفقةً فخرجتُ معهم حتى قدمتُ الشامَ قال عديٌّ فواللهِ إني لقاعدٌ في أهلي فنظرتُ إلى ظعينةٍ تصوب إلى قومِنا قال فقلتُ ابنةُ حاتمٍ قال فإذا هي هي فلما وقفتْ عليَّ استَحَلَّتْ تقولُ القاطعُ الظالمُ احتملتَ بأهلِك وولدِك وتركتَ بقِيَّةَ والدِك عورتِك قال قلتُ أيْ أُخَيَّةَ لا تقولي إلا خيرًا فواللهِ مالي من عذرٍ لقد صنعتُ ما ذكرتِ قال ثم نزلتْ فأقامتْ عندي فقلتُ لها وكانت امرأةً حازمةً ماذا ترين في أمرِ هذا الرجلِ قالت أرى واللهِ أن تلحقَ به سريعًا فإن يكن الرجلُ نبيًّا فللسابقِ إليه فضلُه وإن يكن ملِكًا فلن تزَلْ في عزِّ اليمنِ وأنت أنت قال قلتُ واللهِ إنَ هذا الرأيُ قال فخرجتُ حتى أقدمَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ فدخلتُ عليه وهو في مسجدِه فسلمتُ عليه فقال من الرجلُ فقلتُ عديُّ بنُ حاتمٍ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانطلق بي إلى بيتِه فواللهِ إنه لعامدٌ بي إليه إذ لقِيَتْه امرأةٌ ضعيفةٌ كبيرةٌ فاستوقَفَتْه فوقف لها طويلًا تُكلِّمه في حاجتِها قال قلتُ في نفسي واللهِ ما هذا بملِكٍ قال ثم مضى بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى إذا دخل بيتَه تناول وسادةً من أدَمٍ مَحشُوَّةٍ لِيفًا فقذفها إليَّ فقال اجلِسْ على هذه قال قلتُ بل أنت فاجلسْ عليها قال بل أنت فجلستُ وجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأرضِ قال قلتُ في نفسي واللهِ ما هذا بأمرِ ملَكٍ ثم قال إيه يا عديُّ بنَ حاتمٍ ألم تكُ رَكوسيًّا قال قلتُ بلى قال أو لم تكن تسيرُ في قومِك بالمِرباعِ قال قلتُ بلى قال فإنَّ ذلك لم يكن يَحِلُّ لك في دِينِك قال قلتُ أجَلْ واللهِ قال وعرفتُ أنه نبيٌّ مرسلٌ يعلم ما يجهلُ ثم قال لعلكَ يا عديُّ إنما يمنعك من دخولِ في هذا الدينِ ما ترى من حاجتِهم فواللهِ ليوشِكنَّ المالُ أن يُفيضَ فيهم حتى لا يوجد من يأخذُه ولعلك إنما يمنعُك من دخولٍ فيه ما ترى من كثرةِ عدوِّهم وقلَّةِ عددِهم فواللهِ ليوشِكَنَّ أن تسمعَ بالمرأةِ تخرجُ من القادسيةِ على بعيرِها حتى تزورَ هذا البيتَ لا تخاف ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه أنك ترى أن المُلكَ والسلطانَ في غيرِهم وأَيْمُ اللهِ ليوشِكَنَّ أن تسمعَ بالقصورِ البِيض ِمن أرضِ بابلٍ قد فُتِحَتْ عليهم قال فأسلمتُ قال فكان عديٌّ يقول مضتِ اثنتانِ وبقيتِ الثالثةُ واللهِ لتكوننَّ وقد رأيتُ القصورَ البيضَ من أرضِ بابلٍ قد فُتِحَتْ ورأيتُ المرأةَ تخرج من القادسيَّةِ على بعيرِها لا تخافُ حتى تحجَّ هذا البيتَ وأَيْمُ اللهِ لتكوننَّ الثالثةُ لَيفيضُ المالَ حتى لا يوجدَ من يأخذُه
خلاصة حكم المحدث : له شواهد من وجوه أخر
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية الصفحة أو الرقم : 5/57
التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى - متمم الصحابة)) (2/ 642) والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6614) بنحوه، والترمذي (2953) وأحمد (18260) مختصرا بمعناه.
التصنيف الموضوعي: إسلام - إظهار دين الإسلام على الأديان جهاد - الحكم في رقاب أهل العنوة من الأسارى والسبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - عدي بن حاتم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الرابعة] (2/ 642)
: 291 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن أبي عمير الطائي قال: " كان من خبر عدي بن حاتم وإسلامه أنه كان يقول: " ما كان رجل من العرب أشد كراهة مني لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أميرا شريفا قد سدت قومي، فقلت: إن اتبعته كنت ذنبا، وكنت نصرانيا أرى أني على دين ، وكنت أسير على قومي بالمرباع، فكنت ملكا لما يصنع بي قومي، وما يصنع بي أهل ديني، فلما سمعت بمحمد كرهته، وقلت لغلام لي، وكان عربيا راعيا لإبلي: أعد لي من إبلي أجمالا ذللا سمانا ، احبسها قريبا مني ، لا تغرب بها عني، فإذا سمعت بجيش محمد قد وطئ هذه البلاد فآذني؛ فإني أرى خيله قد وطئت بلاد العرب كلها. ويقال: كان له عين بالمدينة فلما سمع بحركة علي بن أبي طالب حذره، قال: فلبثت ما شاء الله. فلما كان ذات غداة جاءني غلام فقال: يا عدي، ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن؛ فإني قد رأيت رايات فسألت عنها، فقالوا: هذه جيوش محمد. قلت: قرب لي أجمالي، فقربها، فاحتملت بأهلي وولدي ، ثم قلت: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام، فسلكت الجوشية من صحراء إهالة ، وخلفت ابنة حاتم في الحاضر. فلما قدمنا الشام أقمت بها، وتخالفني خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الفلس يهدمه ويشن الغارات، فخرج في مائتي رجل ، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم في الفجر ، فأصابوا نساء وأطفالا وشاء، ولم يصيبوا من الرجال أحدا، وأصابوا ابنة حاتم فيمن أصابوا، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيء، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام، فجعلت ابنة حاتم في حضيرة بباب المسجد كن النساء يحبسن فيها، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت إليه، وكانت امرأة جميلة جزلة ، فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد ، فامنن علي من الله عليك. قال: من وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم. قال: ‌الفار ‌من ‌الله ‌ورسوله قالت: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني، حتى إذا كان من الغد مر بي ، فقلت مثل ذلك، وقال لي مثل ذلك، حتى إذا كان بعد الغد ، مر بي وقد يئست فلم أقل شيئا، فأشار إلي رجل خلفه: أن قومي فكلميه، قالت: فقمت فقلت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علي من الله عليك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني قد فعلت، ولا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة ، حتى يبلغك إلى بلادك ، ثم آذنيني قالت: وسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن كلميه، فقيل لي: هو علي بن أبي طالب، أما تعرفينه؟ هو الذي سباك. قالت: والله ما هو إلا أن سبيت ألقيت البرقع على وجهي، فما رأيت أحدا حتى دخلت المدينة، قالت: وأقمت حتى قدم ركب من قضاعة، قالت: وإنما أريد أن آتي أخي بالشام، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد جاءني من قومي من لي ثقة وبلاغ، قالت: فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة، وخرجت معهم حتى قدمت الشام. قال عدي: فوالله إني لقاعد في أهلي، إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلي، تؤمنا ، فقلت: ابنة حاتم، قال: فإذا هي هي، قال: فلما قدمت علي انسحلت تقول: القاطع، الظالم، احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك. قال: قلت: يا أخية، لا تقولي إلا خيرا ، فوالله مالي من عذر، قد صنعت ما ذكرت، قال: ثم نزلت فأقامت عندي ، فقلت لها: ما ترين في أمر هذا الرجل؟ وكانت امرأة حازمة، قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فالسبق إليه أفضل، وإن يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن، وأنت أنت ، وأبوك أبوك، مع أني نبئت أن علية أصحابه قومك ، الأوس والخزرج. قال: فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلت عليه وهو في مسجده، فسلمت، فقال: من الرجل؟ ، فقلت: عدي بن حاتم. قال: فانطلق بي إلى بيته، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها، فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك، إن للملك لحالا غير هذا. ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا ، فقدمها إلي ، فقال: اجلس على هذه. فقلت: لا، بل أنت فاجلس عليها. فوقع في قلبي أنه بريء من أن يكون ملكا، فجلس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى في عنقي وثنا من ذهب، فتلا هذه الآية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} [[التوبة: 31]] فقلت: والله ما كانوا يعبدونهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه ؟ قال: قلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم . قال: " إيها يا عدي، ألم تكن ركوسيا؟ قال: قلت: بلى. قال: أولم تكن تسير في قومك بالمرباع؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن ذلك لم يحل لك في دينك قال: قلت: أجل والله، قال: فعرفت أنه نبي مرسل يعرف ما نجهل. ثم قال: لعلك يا عدي بن حاتم إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله ليوشكن المال يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعله إنما يمنعك ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم، فوالله ليوشكن يسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعير حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من الدخول فيه أن الملك والسلطان في غيرهم، وأيم الله، ليوشكن أن يسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم . فقال عدي: فأسلمت، فكان عدي يقول: قد مضت اثنتان وبقيت واحدة: ليفيضن المال حتى لا يوجد من يأخذه "

المعجم الأوسط (6/ 359)
6614 - حدثنا محمد بن جعفر ابن الإمام، ثنا أبو حفص عمرو بن علي، ثنا عبد الله بن هشام الدستوائي، حدثني أبي، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: كنت أسأل الناس عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة، فأتيته، فقلت: ما حديث بلغني عنك؟ فقال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث، فكنت من أشد الناس له كراهة، حتى انطلقت هاربا، حتى لحقت بأرض الشام، فبينا أنا كذلك إذ بلغنا أن خالد بن الوليد قد وجه إلينا، فانطلقت هاربا حتى لحقت بأرض الروم، فبينا أنا كذلك في ظل حائط قاعدا إذا أنا بظعينة قد أقبلت، فقمت إليها، فإذا هي عمتي، فقالت: يا عدي بن حاتم، هربت وتركتني، ما هو إلا أن خرجت من عندنا، فصبحنا خالد بن الوليد فسبى الذرية، وقتل المقاتلة، فانطلقنا حتى أتينا المدينة. فبينا أنا ذات يوم قاعدة إذ مر بي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يريد الصلاة، فقلت: يا محمد، هلك الوالد، وهرب الوافد، أعتقني أعتقك الله قال: ومن وافدك؟ ، قلت: عدي بن حاتم قال: الهارب من الله ورسوله؟ ومضى، فلما كان اليوم الثاني مر بي، وهو يريد الصلاة، فقلت: يا محمد، هلك الوالد، وهرب الوافد، أعتقني أعتقك الله قال: ومن وافدك؟ قلت: عدي بن حاتم قال: الهارب من الله ورسوله ومضى، ولم يرد علي شيئا، فلما كان اليوم الثالث مر، فاحتشمت أن أقول له شيئا، فغمزني علي بن أبي طالب، فقلت: يا محمد، هلك الوالد، وهرب الوافد، أعتقني، أعتقك الله قال: ومن وافدك؟ قلت: عدي بن حاتم قال: الهارب من الله ورسوله ، قلت: نعم قال: فإن الله قد أعتقك، فأقيمي، ولا تبرحي حتى يجيئنا شيء فنجهزك ، فأقمت ثلاثا، فقدمت رفقة من سرح تحمل الطعام، فحملني على هذا القعود، وزودني، يا عدي بن حاتم ائته، ائته، فخذ نصيبك منه قبل أن يسبقك إليه من ليس مثلك من قومك، فأقبلت حتى أتيت المدينة فاستشرفني الناس، وقالوا: جاء عدي بن حاتم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عدي بن حاتم، أنت الهارب من الله ورسوله؟ ، قلت: إن لي دينا قال: أنا أعلم بدينك منك، ألست ركوسيا، أو لست رئيس قوم، أو لست تأخذ المرباع؟ فأخذني لذلك غضاضة قال: أما إنه لا يمنعك أن تسلم إلا أنك ترى لمن حولنا خصاصة، وترى الناس علينا إلبا واحدا، يا عدي يوشك أن ترى الظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، ويوشك أن تفتح علينا كنوز كسرى قال: قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله ولا يجد من يقبلها منه قال: فكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى، ورأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي مكة بغير جوار، وايم الله لتكونن الثالثة، إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حق لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام الدستوائي، تفرد به ابنه عبد الله "

سنن الترمذي ت شاكر (5/ 202)
2953 - حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد قال: أخبرنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال القوم: هذا عدي بن حاتم وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك: إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي، قال: فقام فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إن لنا إليك حاجة. فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها، وجلست بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما يفرك أن تقول لا إله إلا الله. فهل تعلم من إله سوى الله؟. قال: قلت: لا. قال: ثم تكلم ساعة ثم قال: إنما تفر أن تقول الله أكبر، وتعلم شيئا أكبر من الله؟ قال: قلت: لا، قال: فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضلال قال: قلت: فإني ضيف مسلم، قال: فرأيت وجهه تبسط فرحا، قال: ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار جعلت أغشاه آتيه طرفي النهار، قال: فبينا أنا عنده عشية إذ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النمار، قال: فصلى وقام فحث عليهم، ثم قال: " ولو صاع ولو بنصف صاع ولو قبضة ولو ببعض قبضة يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة ولو بشق تمرة، فإن أحدكم لاقي الله وقائل له ما أقول لكم: ألم أجعل لك سمعا وبصرا؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالا وولدا؟ فيقول: بلى، فيقول، أين ما قدمت لنفسك؟ فينظر قدامه وبعده، وعن يمينه وعن شماله، ثم لا يجد شيئا يقي به وجهه حر جهنم، ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، فإن الله ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أو أكثر ما يخاف على مطيتها السرق " قال: فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طيئ: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب وروى شعبة، عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله.

مسند أحمد مخرجا (30/ 196)
18260 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن رجل، قال: قلت لعدي بن حاتم: حديث بلغني عنك أحب أن أسمعه منك، قال: نعم، لما بلغني خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكرهت خروجه كراهة شديدة، خرجت حتى وقعت ناحية الروم، وقال يعني يزيد ببغداد، حتى قدمت على قيصر، قال: فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهيتي لخروجه، قال: فقلت: والله، لولا أتيت هذا الرجل، فإن كان كاذبا لم يضرني، وإن كان صادقا علمت، قال: فقدمت فأتيته، فلما قدمت قال الناس: عدي بن حاتم، عدي بن حاتم. قال: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم ثلاثا، قال: قلت: إني على دين، قال: أنا أعلم بدينك منك فقلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: نعم، ألست من الركوسية، وأنت تأكل مرباع قومك؟ قلت: بلى، قال: فإن هذا لا يحل لك في دينك ، قال: فلم يعد أن قالها، فتواضعت لها، فقال: " أما إني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام، تقول: إنما اتبعه ضعفة الناس، ومن لا قوة له، وقد رمتهم العرب. أتعرف الحيرة؟ " قلت: لم أرها، وقد سمعت بها. قال: فوالذي نفسي بيده، ليتمن الله هذا الأمر، حتى تخرج الظعينة من الحيرة، حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز قال: قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: نعم، كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها