الموسوعة الحديثية


- عن سلمانَ في قصةِ إسلامِه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : لِمن أنت قلتُ لامرأةٍ من الأنصارِ جعلَتْني في حائطٍ لها قال : يا أبا بكرٍ اشتَرِه فاشتراني أبو بكرٍ فأعتقَني.
خلاصة حكم المحدث : فيه علي واه
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن الصفحة أو الرقم : 8/4348
التخريج : أخرجه البيهقي (21653) باختلاف يسير والحاكم (6543) وابن عساكر في ((تاريخ دمشق))(21/ 402) في أثناء حديث باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام عتق وولاء - فضل العتق مناقب وفضائل - سلمان الفارسي مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

أصول الحديث:


السنن الكبير للبيهقي (21/ 457 ت التركي)
: 21653 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن أبى طالب، حدثنا على بن عاصم، أنبأنا حاتم بن أبى صغيرة، عن سماك بن حرب، عن زيد بن صوحان، عن سلمان في قصة إسلامه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "‌لمن ‌أنت؟ ". ‌قلت: ‌لامرأة ‌من ‌الأنصار ‌جعلتنى ‌في حائط لها. قال: "يا أبا بكر". قال: لبيك. قال: "اشتره". قال: فاشترانى أبو بكر -رضى الله عنه- فأعتقنى. وهذا يخالف الروايات قبله، وقد يجوز أن يكون عتاقه لم يحصل بأن لم

[المستدرك على الصحيحين] (3/ 692)
: 6543 - حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، من أصل كتابه، ثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ببغداد، ثنا علي بن عاصم، ثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن زيد بن صوحان، أن رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد بن صوحان أتياه ليكلم لهما سلمان أن يحدثهما حديثه كيف كان إسلامه فأقبلا معه حتى لقوا سلمان، وهو بالمدائن أميرا عليها، وإذا هو على كرسي قاعد، وإذا خوص بين يديه وهو يسفه، قالا: فسلمنا وقعدنا، فقال له زيد: يا أبا عبد الله، إن هذين لي صديقان ولهما أخ، وقد أحبا أن يسمعا حديثك كيف كان بدء إسلامك؟ قال: فقال سلمان: كنت يتيما من رام هرمز، وكان ابن دهقان رام هرمز يختلف إلى معلم يعلمه، فلزمته لأكون في كنفه، وكان لي أخ أكبر مني وكان مستغنيا بنفسه، وكنت غلاما قصيرا، وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظهم، فإذا تفرقوا خرج فيضع بثوبه، ثم صعد الجبل، وكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا، قال: فقلت له: إنك تفعل كذا وكذا، فلم لا تذهب بي معك؟ قال: أنت غلام، وأخاف أن يظهر منك شيء، قال: قلت: لا تخف، قال: فإن في هذا الجبل قوما في برطيلهم لهم عبادة، ولهم صلاح يذكرون الله تعالى، ويذكرون الآخرة، ويزعموننا عبدة النيران، وعبدة الأوثان، وأنا على دينهم، قال: قلت فاذهب بي معك إليهم، قال: لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم، وأنا أخاف أن يظهر منك شيء، فيعلم أبي فيقتل القوم فيكون هلاكهم على يدي، قال: قلت: لن يظهر مني ذلك، فاستأمرهم، فأتاهم، فقال: غلام عندي يتيم فأحب أن يأتيكم ويسمع كلامكم، قالوا: إن كنت تثق به، قال: أرجو أن لا يجيء منه إلا ما أحب، قالوا: فجيء به، فقال لي: لقد استأذنت في أن تجيء معي، فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فأتني، ولا يعلم بك أحد، فإن أبي إن علم بهم قتلهم، قال: فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته فصعدنا الجبل، فانتهينا إليهم، فإذا هم في برطيلهم قال علي: وأراه، قال: وهم ستة أو سبعة، قال:، وكأن الروح قد خرج منهم من العبادة يصومون النهار، ويقومون الليل، ويأكلون عند السحر، ما وجدوا، فقعدنا إليهم، فأثنى الدهقان على حبر، فتكلموا، فحمدوا الله، وأثنوا عليه، وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام، فقالوا: بعث الله تعالى عيسى عليه السلام رسولا وسخر له ما كان يفعل من إحياء الموتى، وخلق الطير، وإبراء الأكمه، والأبرص، والأعمى، فكفر به قوم وتبعه قوم، وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه، قال: وقالوا قبل ذلك: يا غلام، إن لك لربا، وإن لك معادا، وإن بين يديك جنة ونارا، إليهما تصيرون، وإن هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة لا يرضى الله ما يصنعون وليسوا على دين، فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرف وانصرفت معه، ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن، ولزمتهم فقالوا لي يا سلمان: إنك غلام، وإنك لا تستطيع أن تصنع كما نصنع فصل ونم وكل واشرب، قال: فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى أتاهم في برطيلهم، فقال: يا هؤلاء، قد جاورتموني فأحسنت جواركم، ولم تروا مني سوءا فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه علي قد أجلتكم ثلاثا، فإن قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت عليكم برطيلكم هذا، فالحقوا ببلادكم، فإني أكره أن يكون مني إليكم سوء، قالوا: نعم، ما تعمدنا مساءتك، ولا أردنا إلا الخير، فكف ابنه عن إتيانهم. فقلت له: اتق الله، فإنك تعرف أن هذا الدين دين الله، وأن أباك ونحن على غير دين إنما هم عبدة النار لا يعبدون الله، فلا تبع آخرتك بدين غيرك، قال: يا سلمان، هو كما تقول: وإنما أتخلف عن القوم بغيا عليهم إن تبعت القوم طلبني أبي في الجبل وقد خرج في إتياني إياهم حتى طردهم، وقد أعرف أن الحق في أيديهم فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه، فقالوا: يا سلمان: قد كنا نحذر مكان ما رأيت فاتق الله تعالى واعلم أن الدين ما أوصيناك به، وأن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله تعالى ولا يذكرونه، فلا يخدعنك أحد عن دينك قلت: ما أنا بمفارقكم، قالوا: أنت لا تقدر أن تكون معنا نحن نصوم النهار، ونقوم الليل ونأكل عند السحر ما أصبنا وأنت لا تستطيع ذلك ، قال: فقلت: لا أفارقكم، قالوا: أنت أعلم وقد أعلمناك حالنا، فإذا أتيت خذ مقدار حمل يكون معك شيء تأكله، فإنك لا تستطيع ما نستطيع بحق قال: ففعلت ولقينا أخي فعرضت عليه، ثم أتيتهم يمشون وأمشي معهم فرزق الله السلامة حتى قدمنا الموصل فأتينا بيعة بالموصل، فلما دخلوا احتفوا بهم وقالوا: أين كنتم؟ قالوا: كنا في بلاد لا يذكرون الله تعالى فيها عبدة النيران، وكنا نعبد الله فطردونا، فقالوا: ما هذا الغلام؟ فطفقوا يثنون علي، وقالوا: صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه إلا خيرا، قال سلمان فوالله: إنهم لكذلك إذا طلع عليهم رجل من كهف جبل، قال: فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذين كنت معهم وأحدقوا به، فقال: أين كنتم؟ فأخبروه، فقال: ما هذا الغلام معكم؟ فأثنوا علي خيرا وأخبروه بإتباعي إياهم، ولم أر مثل إعظامهم إياه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه وما لقوا، وما صنع به وذكر " مولد عيسى بن مريم عليه السلام، وأنه ولد بغير ذكر فبعثه الله عز وجل رسولا، وأحيا على يديه الموتى، وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة، وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل فكفر به قوم وآمن به قوم، وذكر بعض ما لقي عيسى ابن مريم، وأنه كان عبد الله أنعم الله عليه فشكر ذلك له ورضي الله عنه حتى قبضه الله عز وجل وهو يعظهم ويقول: اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام، ولا تخالفوا فيخالف بكم، ثم قال: من أراد أن يأخذ من هذا شيئا، فليأخذ فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام فقام أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه وقال لهم: الزموا هذا الدين وإياكم أن تفرقوا واستوصوا بهذا الغلام خيرا، وقال لي: يا غلام هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما سواه الكفر، قال: قلت: ما أنا بمفارقك، قال: إنك لا تستطيع أن تكون معي إني لا أخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد، ولا تقدر على الكينونة معي، قال: وأقبل على أصحابه، فقالوا: يا غلام، إنك لا تستطيع أن تكون معه، قلت: ما أنا بمفارقك، قال له أصحابه: يا فلان، إن هذا غلام ويخاف عليه، فقال لي: أنت أعلم، قلت: فإني لا أفارقك، فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي، فقال: يا غلام، خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الآخر، وخذ من الماء ما تكتفي به، ففعلت فما رأيته نائما ولا طاعما إلا راكعا وساجدا إلى الأحد الآخر، فلما أصبحنا، قال لي: خذ جرتك هذه وانطلق فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة، وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال ينتظرون خروجه فقعدوا وعاد في حديثه نحو المرة الأولى، فقال: الزموا هذا الدين ولا تفرقوا، واذكروا الله واعلموا أن عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام كان عبد الله تعالى أنعم الله عليه، ثم ذكرني ، فقالوا له: يا فلان كيف وجدت هذا الغلام؟ فأثنى علي، وقال خيرا: فحمدوا الله تعالى، وإذا خبز كثير، وماء كثير فأخذوا وجعل الرجل يأخذ ما يكتفي به، وفعلت فتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه فلبثنا ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد، ويخرجون معه ويحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد، فلما اجتمعوا حمد الله تعالى ووعظهم وقال: مثل ما كان يقول لهم، ثم قال لهم آخر ذلك: يا هؤلاء إنه قد كبر سني، ورق عظمي، وقرب أجلي، وأنه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا، ولا بد من إتيانه فاستوصوا بهذا الغلام خيرا، فإني رأيته لا بأس به، قال: فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم، وقالوا: يا فلان، أنت كبير فأنت وحدك، ولا نأمن من أن يصيبك شيء يساعدك أحوج ما كنا إليك، قال: لا تراجعوني، لا بد من اتباعه، ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا، قال: فقلت: ما أنا بمفارقك، قال: يا سلمان قد رأيت حالي وما كنت عليه وليس هذا كذلك أنا أمشي أصوم النهار وأقوم الليل، ولا أستطيع أن أحمل معي زادا ولا غيره وأنت لا تقدر على هذا قلت ما أنا بمفارقك، قال: أنت أعلم، قال: فقالوا: يا فلان، فإنا نخاف على هذا الغلام، قال: فهو أعلم قد أعلمته الحال وقد رأى ما كان قبل هذا قلت: لا أفارقك، قال: فبكوا وودعوه وقال لهم: اتقوا الله وكونوا على ما أوصيتكم به فإن أعش فعلي أرجع إليكم، وإن مت فإن الله حي لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه، وقال لي: أحمل معك من هذا الخبز شيئا تأكله فخرج وخرجت معه يمشي واتبعته يذكر الله تعالى ولا يلتفت ولا يقف على شيء حتى إذا أمسينا، قال: يا سلمان، صل أنت ونم وكل واشرب ثم قام وهو يصلي حتى انتهينا إلى بيت المقدس، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء حتى أتينا إلى باب المسجد، وإذا على الباب مقعد، فقال: يا عبد الله، قد ترى حالي فتصدق علي بشيء فلم يلتفت إليه ودخل المسجد ودخلت معه فجعل يتبع أمكنة من المسجد فصلى فيها، فقال: يا سلمان إني لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم النوم، فإن فعلت أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت، فإني أحب أن أنام في هذا المسجد وإلا لم أنم، قال: قلت فإني أفعل، قال: فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني إذا غلبتني عيني فنام فقلت في نفسي: هذا لم ينم مذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم، قال: وكان فيما يمشي وأنا معه يقبل علي فيعظني ويخبرني أن لي ربا وأن بين يدي جنة ونارا وحسابا ويعلمني ويذكرني نحو ما يذكر القوم يوم الأحد حتى قال فيما يقول: يا سلمان إن الله عز وجل سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهمة - وكان رجلا أعجميا لا يحسن القول - علامته أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب فأما أنا فإني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه فإن أدركته أنت فصدقه واتبعه، قال: قلت وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه، قال: اتركه فإن الحق فيما يأمر به ورضي الرحمن فيما قال: فلم يمض إلا يسيرا حتى استيقظ فزعا يذكر الله تعالى، فقال لي: يا سلمان، مضى الفيء من هذا المكان ولم أذكر أين ما كنت جعلت على نفسك، قال: أخبرتني أنك لم تنم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك فأحببت أن تشتفي من النوم فحمد الله تعالى وقام فخرج وتبعته فمر بالمقعد، فقال المقعد: يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني وخرجت فسألتك فلم تعطني فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال له: ناولني يدك فناوله، فقال: بسم الله فقام كأنه أنشط من عقال صحيحا لا عيب به فخلا عن بعده، فانطلق ذاهبا فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه ، فقال لي المقعد: يا غلام احمل علي ثيابي حتى أنطلق فأسير إلى أهلي فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي فخرجت في إثره أطلبه، فكلما سألت عنه قالوا: أمامك حتى لقيني ركب من كلب، فسألتهم: فلما سمعوا الفتى أناخ رجل منهم لي بعيره فحملني خلفه حتى أتوا بلادهم فباعوني فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط بها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرت به فأخذت شيئا من تمر حائطي فجعلته على شيء، ثم أتيته فوجدت عنده ناسا، وإذا أبو بكر أقرب الناس إليه فوضعته بين يديه، وقال ما هذا؟ قلت: صدقة، قال للقوم: كلوا، ولم يأكل ، ثم لبثت ما شاء الله، ثم أخذت مثل ذلك فجعلت على شيء، ثم أتيته فوجدت عنده ناسا، وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه، فقال لي: ما هذا؟ قلت: هدية، قال: بسم الله، وأكل وأكل القوم قلت: في نفسي هذه من آياته كان صاحبي رجلا أعجمي لم يحسن أن، يقول: تهامة، فقال: تهمة وقال: اسمه أحمد فدرت خلفه ففطن بي فأرخى ثوبا فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته، ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال: من أنت قلت مملوك، قال: فحدثته حديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما أمرني به، قال: ‌لمن ‌أنت؟ ‌قلت: ‌لامرأة ‌من ‌الأنصار ‌جعلتني ‌في حائط لها، قال: يا أبا بكر، قال: لبيك، قال: اشتره فاشتراني أبو بكر رضي الله عنه فأعتقني فلبثت ما شاء الله أن ألبث فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله ما تقول في دين النصارى، قال: لا خير فيهم ولا في دينهم فدخلني أمر عظيم فقلت: في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت ما رأيته ثم رأيته أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه وقال: لا خير في هؤلاء، ولا في دينهم فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله، فأنزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} [[المائدة: 82]] إلى آخر الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بسلمان ، فأتى الرسول وأنا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه " فقرأ بسم الله الرحمن {ذلك بأن منهم قسيسين، ورهبانا، وأنهم لا يستكبرون} [[المائدة: 82]] إلى آخر الآية يا سلمان إن أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى، إنما كانوا مسلمين " فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لهو الذي أمرني باتباعك، فقلت له: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه، قال: فاتركه، فإن الحق وما يجب فيما يأمرك به قال الحاكم رحمه الله تعالى: هذا حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، ولم يخرجاه. وقد روي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن سلمان من وجه صحيح بغير هذه السياقة فلم أجد من إخراجه بدا لما في الروايتين من الخلاف في المتن والزيادة والنقصان

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (21/ 402)
: أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ في زيادات الفوائد نا أبو العباس محمد بن ‏يعقوب نا يحيى بن أبي طالب نا علي بن عاصم نا حتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن زيد بن صوحان أن ‏رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد بن صوحان أتياه أن يكلم لهما سلمان أن يحدثهما بحديثه كيف كان أول ‏إسلامه فأقبلا معه حتى أتوا سلمان وهو بالمدائن أمير عليها وإذا هو على كرسي قاعد وإذا خوص بين يديه وهو يسفه ‏قالا فسلمنا وقعدنا فقال له زيد يا عبد الله إن هذين لي صديقين ولهما إخاء وقد أحبا أن يسمعا حديثك كيف كان أول ‏إسلامك قال فقال سلمان كنت يتيما من رامهرمز وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في ‏كنفه وكان لي أخ أكبر من وكان مستغنيا في نفسه وكنت غلاما فقيرا وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظه فإذا ‏تفرقوا خرج فتقنع بثوبه ثم يصعد الجبل فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال فقلت أما إنك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب ‏بي معك قال أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شئ قال قلت لا تخف قال فإن في هذا الجبل قوما في برطيل لهم عبادة ‏ولهم صلاح يذكرون الله ويذكرون الآخرة ويزعمون أنا عبدة النيران وعبدة الأوثان وأنا على غير دين قلت فاذهب بي ‏معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم وأنا أخاف أن يظهر منك شئ فيعلم أبي فيقتلهم فيجري هلاكهم على ‏يدي قال قلت لم يظهر من ذلك شئ فاستأمرهم فأتاهم فقال غلام عندي يتيم فأحب أن يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا إن ‏كنت تثق به قال أرجو أن لا يجئ منه إلا ما أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استاذنت القوم أن تجئ معي فإذا كانت ‏الساعة التي رأيتني أخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فإن أبي إن علم بهم قتلهم قال فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته ‏فصعد الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم قال علي وأراه قال هم ستة أو سبعة قال وكأن الروح قد خرجت منهم ‏من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل يأكلون الشجر وما وجدوا فقعدنا إليهم فأثنى ابن الدهقان علي خيرا فتكلموا ‏فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم فقالوا بعثه الله وولد ‏لغير ذكر بعثه الله رسولا وسخر له ما كان يفعل من إحياء الموتى وخلق الطير وإبراء الأعمى والأبرص فكفر به قوم ‏وتبعه قوم وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلي به خلقه قال وقالوا قبل ذلك يا غلام إن لك ربا وإن لك معادا وإن بين يديك ‏جنة ونارا إليهما تصير وإن هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة فلا يرضى الله تعالى بما يصنعون ‏وليسوا على دين فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرفت وانصرفت معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك ‏وأحسن ولزمتهم فقالوا لي يا سلمان إنك غلام وإنك لا تستطيع أن تصنع ما نصنع فصل ونم وكل واشرب قال فاطلع ‏الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال يا هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا ‏مني سوءا فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه علي قد أجلتكم ثلاثا فإن قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت عليكم برطيلكم هذا ‏فاحقوا ببلادكم فإني أكره أن يكون مني إليكم سوء قالوا نعم ما تعمدنا مساءتك ولا أردنا إلا الخير فكف ابنه عن إتيانهم ‏فقلت له اتق الله فإنك تعرف أن هذا الدين دين الله وأن أباك ونحن على غير دين إنما هم عبدة النيران لا يعرفون الله ولا ‏تبع آخرتك بدنيا غيرك قال يا سلمان هو كما تقول وإنما أتخلف عن القوم بقياعليهم إن تبعت القوم طلبني أبي في الخيل ‏وقد جزع من إتياني إياهم حتى طردهم وقد أعرف أن الحق في أيديهم قلت أنت أعلم ثم لقيت أخي فعرضت عليه فقال ‏أنا مشتغل بنفسي في طلب المعيشة فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر فكان ما ‏رأيت اتق الله واعلم أن الدين ما وصيناك به وأن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله ولا يذكرونه فلا يخدعنك أحد عن ‏ذلك قلت ما أنا بمفارقكم قالوا إنك لا تقدر أن تكون معنا نحن نصوم النهار ونقوم الليل ونأكل الشجر وما أصبنا وأنت ‏لا تستطيع ذلك قال قلت لا أفارقكم قالوا أنت أعلم قد أعلمناك حالنا فإذا أتيت فاطلب حذاء يكون معك واحمل معك شيئا ‏تأكله فإنك لن تستطيع ما نستطيع نحن قال ففعلت ولقيت أخي فعرضت عليه فأبى فأتيتهم فتحملوا فكانوا يمشون ‏وأمشي معهم فرزق الله السلامة حتى قدمنا الموصل فأتينا بيعة بالموصل فلما دخلوا حفوا بهم وقالوا أين كنتم قالوا كنا ‏في بلاد لا يذكرون الله بها عبدة نيران فطردونا فقدمنا عليكم فلما كان بعد قالوا يا سلمان إن ها هنا قوما في هذه الجبال ‏هم أهل دين وإنا نريد لقاءهم فكن أنت ها هنا مع هؤلاء فإنهم أهل دين وستري منهم ما تحب قلت ما أنا بمفارقكم قال ‏وأوصوا أي هل البيعة فقال أهل البيعة أقم معنا يا غلام فإنه لا يعجزك شئ يسعنا قال قلت ما أنا بمفارقكم فخرجوا وأنا ‏معهم فأصبحنا بين جبال وإذا صخرة وماء كثير في جرار وخير كثير فقعدنا عند الصخرة فلما طلعت الشمس خرجوا ‏من بين تلك الجبال فخرج كل رجل من مكانه كأن الأرواح انتزعت منهم حتى كثروا فرحبوا بهم وحفوا وقالوا أين ‏كنتم لم نركم قالوا كنا في بلاد لا يذكر الله فيها عبدة النيران وكنا نعبد الله فيها فطردونا فقال ما هذا الغلام قال فطفقوا ‏يثنون علي وقالوا صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه إلا خير قال فوالله إنهم لكذا إذ طلع عليهم رجل من كهف رجل ‏طوال فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذين كنتم معهم وأحدقوا به فقال لهم أين كنتم فأخبروه قال ما ‏هذا الغلام معكم فأثنوا علي خيرا وأخبروه باتباعي إياهم ولم أر مثل إعظامهم إياه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من ‏أرسل الله من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم حتى ذكر مولد عيسى بن مريم وأنه ولد لغير ذكر فبعثه الله رسولا ‏وأجرى على يديه إحياء الموتى وإبراء الأعمى والأبرص وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا ‏بإذن الله وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل فكفر به قوم وآمن به قوم وذكر بعض ما ‏لقي عيسى بن مريم وأنه لما كان عبدا أنعم الله عليه فشكر ذلك له ورضي عنه حتى قبضه الله وهو يعظهم ويقول ‏اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى ولا تخالفوا فيخالف بكم ثم قال من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ فجعل الرجل ‏يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام والشئ فقام إليه أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه فقال لهم الزموا ‏هذا الدين وإياكم أن تفرقوا واستوصوا بهذا الغلام خيرا فقال لي يا غلام هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما سواه كفر ‏قال قلت ما أفارقك قال إنك لا تستطيع أن تكون معي إني لا أخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد لا تقدر على الكينونة ‏معي قال وأقبل علي أصحابه فقالوا يا غلام إنك لا تستطيع أن تكون معه قلت ما أنا بمفارقك قال يا غلام فإني أعلمك ‏الآن أني أدخل هذا الكهف ولا أخرج منه إلى الأحد الآخر فأنت أعلم قلت ما أنا بمفارقك قال له أصحابه يا أبا فلان هذا ‏غلام ونخاف عليه قال قال لي أنت أعلم قلت أني لا أفارقك فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي ‏فقال خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الآخر وخذ من هذا الماء ما تكتفي به ففعلت وتفرقوا وذهب كل ‏إنسان إلى مكانه الذي يكون فيه وتبعته حتى دخل الكهف في الجبل وانفتل وقال ضع ما معك وكل واشرب وقام ‏يصلي فقمت خلفه أصلي قال وانفتل إلي فقال إنك لا تستطيع هذا ولكن صل ونم وكل واشرب ففعلت فما رأيته نائما ‏ولا طاعما إلا راكعا ساجدا إلى الأحد الآخر فلما أصبحنا قال خذ جرتك هذه وانطلق فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى ‏الصخرة وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال واجتمعوا إلى الصخرة ينتظرون خروجه فقعدوا وعاد في حديثه نحو المرة ‏الأولى فقال الزموا هذا الدين ولا تفرقوا واتقوا الله واعلموا أن عيسى بن مريم كان عبد الله أنعم الله عليه ثم ذكرني ‏فقالوا يا أبا فلان كيف وجدت هذا الغلام فأثنى علي وقال خيرا فحمدوا الله وإذا خير كثير وماء فأخذوا وجعل الرجل ‏يأخذ قدر ما يكتفي به وفعلت وتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه فرجعت معه فلبثت ما شاء الله نخرج في كل يوم ‏أحد ويخرجون معه فيحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله ووعظهم وقال مثل ‏ما كان يقول لهم ثم قال آخر ذلك يا هؤلاء إنه قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي وإنه لا عهد لي بهذا البيت منذ ‏كذا وكذا ولا بد لي من إتيانه فاستوصوا بهذا لغلام خيرا فإني رأيته لا بأس به قال فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم ‏وقالوا يا أبا فلان أنت كبير وأنت وحدك ولا نأمن أن يصيبك الشئ فلسنا أحوج ما كنا إليك قال لا تراجعوني لا بد لي ‏من إتيانه ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا قال قلت ما أنا بمفارقك قال يا سلمان قد رأيت حالي وما ‏كنت عليه وليس هذا كذلك أنا أمشي أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معي زادا ولا غيره ولا يقدر على ‏هذا قال قلت ما أنا بمفارقك قال أنت أعلم قال يا أبا فلان إنا نخاف على هذا الغلام قال هو أعلم قد أعلمته الحال وقد ‏رأى ما كان قبل هذا قلت لا أفارقك قال فبكوا ودعوه وقال لهم اتقوا الله وكونوا على ما أوصيتكم به فإن أعش فلعلي ‏أرجع إليكم وإن أمت فإن الله حي لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه وقال لي أحمل معك من هذا الخبز شيئا ‏تأكله فخرج وخرجت معه فمشى واتبعته يذكر الله ولا يلتفت ولا يقف على شئ حتى إذا أمسى قال يا سلمان صل أنت ‏ونم وكل واشرب ثم قام هو يصلي إلى أن انتهى إلى بيت المقدس وكان لا يرفع طرفه إلى السماء إذا مشى حتى إذا ‏انتهينا إلى بيت المقدس وإذ على الباب مقعد قال يا عبد الله قد ترى حالي فتصدق علي بشئ فلم يلتفت إليه ودخل ‏المسجد ودخلت معه فجعل يتتبع أمكنة من المسجد فصلى فيها ثم قال يا سلمان إني لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم ‏نوم فإن أنت جعلت لي أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت فإني أحب أن أنام في هذا المسجد وإلا لم أنم قال ‏قلت فإني أفعل قال فانظر إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني إذا غلبتني عيني فنام فقلت في نفسي هذا لم ينم منذ كذا ‏وكذا وقد رأيت بعض ذلك لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم وكان فيما يمشي وأنا معه يقبل علي فيعظني ويخبرني أن ‏لي ربا وأن بين يدي جنة ونارا وحسابا ويعلمني ويذكرني نحو ما كان يذكر القوم يوم الأحد حتى قال فيما يقول لي يا ‏سلمان إن الله تعالى سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة وكان رجلا أعجميا لا يحسن أن يقول تهامة ولا محمد ‏علامته أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب فأما أنا فإني شيخ كبير ‏ولا أحسبني أدركه فإن أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه قال وإن أمرك فإن الحق ‏فيما يجيئ به ورضا الرحمن فيما قال قال فلم يمض إلا يسير حتى استيقظ فزعا يذكر الله فقال يا سلمان مضى الفئ من ‏هذا المكان ولم أذكر الله أين ما جعلت لي على نفسك قال قلت أخبرتني أنك لم تنم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك ‏فأحببت أن تشتفي من النوم فحمد الله وقام فخرج وتبعه فمر بالمقعد فقال المقعد يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني ‏وخرجت فسألتك فلم تعطني فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال ناونلي يدك فناولته فقال قم بسم الله فقام كأنه ‏نشط من عقال صحيحا لا عيب به فخلا عن يده فانطلق ذاهبا وكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه فقال لي المقعد يا ‏غلام احمل علي ثيابي حتى أنظلق وأبشر أهلي فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي أحد فخرجت في أثره أطلبه ‏وكلما سألت عنه قالوا أمامك حتى لقيني الركب من كلب فسألتهم فلما سمعوا الغتى أناخ رجل بعيره فحملني فجعلني ‏خلفه حتى أتوا بي إلى بلادهم قال فباعوني فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏فأخبرت به فأخذت شيئا من تمر حائطي فجعلته على شئ ثم أتيته فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر القوم منه فوضعته ‏بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة قال للقوم كلوا ولم يأكل هو ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك فجعلته على شئ ثم ‏أتيته فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية قال بسم الله فأكل وأكل ‏القوم قال قلت في نفسي هذه من آياته كان صاحبي رجل أعجمي لم يحسن يقول تهامة قال تهمة وقال أحمد فدرت خلفه ‏ففطن لي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت أشهد أن لا إله إلا ‏الله وأنك رسول الله قال من أنت قلت مملوك فحدثته حديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما أمرني به قال لمن أنت ‏قلت لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها قال يا أبا بكر قال لبيك قال اشتره قال فاشتراني أبو بكر فأعتقني فلبثت ما ‏شاء الله أن ألبث ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله ما تقول في دين النصاري قال لا خير فيهم ‏ولا في دينهم فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيت ثم رأيته أخذ بيد المقعد فأقامه ‏الله على يديه لا خير في هؤلاء ولا في دينهم فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله عز وجل فأنزل الله تعالى على النبي ‏صلى الله عليه وسلم " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " إلى آخر القصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بسلمان فأتاني ‏الرسول فدعاني وأنا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم ‏لا يستكبرون " إلى آخر الآية فقال يا سلمان أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى إنما كانوا مسلمين ‏فقلت يا رسول الله فوالذي بعثك بالحق لهو أمرني باتباعك فقلت له وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه فأتركه قال ‏نعم فاتركه فإن الحق وما يجب الله فيما يأمرك به