الموسوعة الحديثية


- قالَ: لَمَّا كانَ يومُ فَتحِ مكَّةَ هرَبَ عِكْرمةُ بنُ أبي جَهلٍ، وكانتِ امْرأتُه أمُّ حَكيمٍ بنتُ الحارِثِ بنِ هِشامٍ امْرأةً عاقِلةً أسلَمَتْ، ثمَّ سألَتْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَها برَدِّه، وقالَتْ له: جِئتُكَ من عندِ أوصَلِ النَّاسِ وأبَرِّ النَّاسِ وخَيرِ الناس، وقدِ استَأمَنْتُ لكَ فأمَّنَكَ، فرجَعَ معَها، فلمَّا دَنا من مكَّةَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه: «يَأْتيكم عِكْرمةُ بنُ أبي جَهلٍ مؤمِنًا مُهاجِرًا، فلا تَسُبُّوا أباهُ، فإنَّ سبَّ الميِّتِ يُؤْذي الحيَّ، ولا يَبلُغُ الميِّتَ»، فلمَّا بلَغَ بابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَبشَرَ ووثَبَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمًا على رِجلَيْه فرَحًا بقُدومِه.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو حبيبة مولى عبدالله بن الزبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين الصفحة أو الرقم : 5138
التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6/ 85) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان مغازي - فتح مكة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم نكاح - الزوجان الكافران يسلم أحدهما قبل الآخر
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[المستدرك على الصحيحين] (3/ 269)
: 5055 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، ثنا الحسن بن الجهم، ثنا الحسين، ثنا محمد بن عمر، أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة حدثه موسى بن عقبة، عن أبي ‌حبيبة مولى عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم فتح مكة ‌هرب ‌عكرمة بن أبي جهل وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عاقلة أسلمت، ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمان لزوجها فأمرها برده، فخرجت في طلبه وقالت له: جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس وقد استأمنت لك فأمنك، فرجع معها، فلما دنا من مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي، ولا يبلغ الميت ، فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر ووثب له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رجليه فرحا بقدومه

الطبقات الكبير (6/ 85 ط الخانجي)
: قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة عن موسى بن عقبة عن أبى ‌حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بني الزبير قال: لما كان يوم فتح مكة، ‌هرب ‌عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن، وخاف أن يقتله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة لها عقل، وكانت قد اتبعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجاءت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن ابن عمى عكرمة قد هرب منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمنه، قال: قد أمنته بأمان الله، فمن لقيه فلا يعرض له. فخرجت في طلبه فأدركته في ساحل من سواحل تهامة، وقد ركب البحر، فجعلت تلوح إليه وتقول: يا ابن عمى جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وأخير الناس، فلا تهلك نفسك، وقد استأمنت لك منه فأمنك، فقال: أنت فعلت ذلك؟ قالت: نعم، أنا كلمته فأمنك. فرجع معها. فلما دنا من مكة، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأصحابه: يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذى الحى ولا يبلغ الميت، قال: فقدم عكرمة فانتهى إلى باب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وزوجته معه منتقبة، قال: فاستأذنت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فدخلت فأخبرت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقدوم عكرمة فاستبشر ووثب قائما على رجليه وما على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رداء فرحا بعكرمة، وقال: أدخليه، فدخل فقال: يا محمد، إن هذه أخبرتنى أنك أمنتنى، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: صدقت فأنت آمن، قال عكرمة: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبد الله ورسوله، وقلت: أنت أبر الناس وأصدق الناس وأوفى الناس، أقول ذلك وإنى لمطأطئ الرأس استحياء منه، ثم قلت: يا رسول الله، استغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مركب أوضعت فيه أريد به إظهار الشرك، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لعكرمة كل عداوة عادانيها أو منطق تكلم به أو مركب أوضع فيه يريد أن يصد عن سبيلك. فقلت: يا رسول الله، مرنى بخير ما تعلم فأعلمه، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وجاهد في سبيله، ثم قال عكرمة: أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله. ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا يوم أجنادين في خلافة أبى بكر الصديق، وقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، استعمله عام الحج على هوازن يصدقها، فتوفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعكرمة يومئذ بتبالة.