الموسوعة الحديثية


- حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، ولَا لأحَدٍ بَعْدِي، أُحِلَّتْ لي سَاعَةً مِن نَهَارٍ، لا يُخْتَلَى خَلَاهَا ولَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، ولَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إلَّا لِمُعَرِّفٍ فَقالَ العَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: إلَّا الإذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وقُبُورِنَا؟ فَقالَ: إلَّا الإذْخِرَ وقالَ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِقُبُورِنَا وبُيُوتِنَا، وقالَ أبَانُ بنُ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُسْلِمٍ، عن صَفِيَّةَ بنْتِ شيبَةَ سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثْلَهُ، وقالَ مُجَاهِدٌ: عن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما لِقَيْنِهِمْ وبُيُوتِهِمْ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [قوله: قال أبان بن صالح... معلق][قوله: قال مجاهد... معلق وصله في موضع آخر]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 1349
التخريج : أخرجه البخاري (1349) وحديث صفية: أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم، وأخرجه موصولاً ابن ماجه (3109)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3143). وحديث مجاهد: أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم.
التصنيف الموضوعي: حج - حرمة مكة والنهي عن استحلالها فضائل المدينة - ما يجوز قطعه من شجر مكة لقطة - اللقطة في مكة حج - حرم مكة مناقب وفضائل - مكة شرفها الله تعالى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (2/ 92)
1349- حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حرم الله مكة، فلم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي، أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلى خلاها، ولا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف. فقال العباس رضي الله عنه: إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا؟ فقال: إلا الإذخر)). وقال أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لقبورنا وبيوتنا؟ وقال أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: مثله. وقال مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما: لقينهم وبيوتهم.

[سنن ابن ماجه] (2/ 1038 )
‌3109- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن صفية بنت شيبة، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح، فقال: ((يا أيها الناس إن الله حرم مكة، يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يأخذ لقطتها إلا منشد)) فقال العباس: إلا الإذخر، فإنه للبيوت والقبور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إلا الإذخر)).

[شرح مشكل الآثار] (8/ 169)
((‌3143- حدثنا محمد بن علي بن داود قال: حدثنا عبيد بن يعيش الكوفي قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا ابن إسحاق قال: حدثنا أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن صفية ابنة شيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الفتح فقال: (( أيها الناس، إن الله عز وجل حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يأخذ لقطتها إلا منشد))، فقال العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله، إلا الإذخر؛ فإنه لظهور البيوت والقبور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إلا الإذخر)). 3144- حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته لما فتحت مكة: (( إن الله عز وجل حبس عن أهل مكة القتل هكذا، قال: وإنما هي الفيل، وسلط عليهم رسوله والمؤمنين، فإنها لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، وإنها ساعتي هذه، حتى إنه لا يعضد شجرها، ولا يختلى شوكها))، فقام العباس فقال: يا رسول الله، إلا الإذخر؛ فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إلا الإذخر)). 3145- حدثنا بكار بن قتيبة قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: ثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، غير أنه قال: (( إن الله عز وجل حبس عن أهل مكة الفيل))، غير أنه قال: فقام رجل من قريش مكان ما في الحديث الأول من قول راويه: فقام العباس. 3146- وحدثنا علي بن عبد الرحمن قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا ابن الدراوردي قال: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجون فقال: (( والله، إنك لخير أرض الله عز وجل، وأحب أرض الله إلى الله، ولو أني لم أخرج منك ما خرجت، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي))، ثم ذكر مثله غير أنه قال فيه: (( ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد))، فقال رجل يقال له شاه: يا رسول الله، إلا الإذخر، ثم ذكر بقية الحديث. فسأل سائل عما أضيف في هذه الأحاديث إلى العباس أو إلى من ذكر سواه، من قوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر حرمة شجر مكة وحرمة خلاها: إلا الإذخر، استثناء من ذلك، وأنكر أن يكون ذلك كان من العباس وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقار أحدا على ذلك. فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن هذه الآثار ثابتة صحيحة المجيء مقبولة كلها، وأن الذي كان من العباس أو ممن سواه فيها غير منكر من مثله، وأن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكار ذلك عليه غير منكر أيضا، وكيف ينكر عليه ما هو محمود فيه، إذ قد علم من حاجة أهل مكة إلى الإذخر ما هم عليه منها، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، طلب منه مراجعة ربه في ذلك، كما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج ربه عز وجل لما افترض على أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة التخفيف مرة بعد مرة، حتى ردها إلى خمس صلوات، وكما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ القرآن على حرف فراجع في ذلك مرة بعد مرة، حتى رد إلى سبعة أحرف، فكان مثل ذلك ما كان من العباس أو من غيره مما ذكرنا، وكان قوله: إلا الإذخر، وقطعه الكلام عند ذلك لعلمه بفهم النبي صلى الله عليه وسلم ما أراده منه، من سؤاله ربه عز وجل عن ذلك، فغني عن الكلام به، كما تستعمل العرب في كلامها للاختصار السكوت عن الكلام به، لعلمها بفهم من تخاطبه بذلك ما خاطبته به من أجله حتى يأتوا ببعض الكلمة، ويتركوا بقيتها. ومن ذلك قولهم: كفى بالسيف شا، يريدون شاهدا، حتى تعالى ذلك أن جاء القرآن به، فمن ذلك قوله عز وجل: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} [الرعد: 31]، ثم قطع بقية الكلام، وهو مما قد اختلف أهل العلم فيه ما هو، فقال بعضهم: هو: لكفروا به، وقال بعضهم: هو: لكان هذا القرآن. ومن ذلك قوله عز وجل: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم} [النور: 10] وترك ذكر ما كان يكون لولا فضله ورحمته. ومن ذلك قوله: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} [الزمر: 9] ثم قال: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9] وترك ذكر من ليس هو مثله لغناه عن ذلك بفهم المخاطبين به. فمثل ذلك قول العباس، أو من قاله سواه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إلا الإذخر)) غني عن استتمام الكلام بما أراد؛ لعلمه بفهم النبي صلى الله عليه وسلم عما أراد. فقال هذا القائل: فقد كان من النبي صلى الله عليه وسلم له ذلك الجواب بلا زمان فيما بين السؤال وبين الجواب يكون فيه الوحي لذلك الجواب. فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أنه قد يحتمل في لطيف قدرة الله تعالى مجيء الوحي في ذلك الوقت من حيث لا نعقل نحن مجيء مثله فيه، ويحتمل أن يكون كان من النبي صلى الله عليه وسلم فيه ما كان بإلقاء جبريل صلى الله عليه وسلم ذلك إليه، كما قال للذي سأله في حديث أبي قتادة: (( أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، يكفر الله عني خطاياي؟)) فقال: (( نعم))، فلما ولى قال له: (( إلا أن يكون عليك دين، كذلك قال لي جبريل صلى الله عليه وسلم)). فدل ذلك على حضور جبريل صلى الله عليه وسلم جوابه الأول وقوله ما قاله لسائله جوابا ثانيا. وإذا كنا قد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سنذكره فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى من قوله صلى الله عليه وسلم لحسان في وقت مهاجاته المشركين عنه: (( اهجهم وجبريل معك)). وإذا كان جبريل لمهاجاته قريشا مع حسان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بكونه معه في خطبته التي يخبر الناس فيها عن الله عز وجل بشرائع دينهم وبفرائضه عليهم أولى، وبكون جبريل صلى الله عليه وسلم معه في ذلك الوقت أحرى، فبان بحمد الله ونعمته أن لا منكر في شيء مما أنكره هذا الجاهل بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ذكرناه عنه، والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق.