الموسوعة الحديثية


- أنَّه [سهْلُ بنُ أبي أُمامةَ] دخَلَ هو وأبوه على أنَسِ بنِ مالكٍ بالمدينةِ، في زمانِ عمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ وهو أميرُ المدينةِ، فإذا هو يُصَلِّي صلاةً خفيفةً، كأنَّها صلاةُ المُسافِرِ، أو قريبًا منها، فلمَّا سلَّمَ قال: يرحَمُك اللهُ، أرأَيْتَ هذه: الصَّلاةُ المكتوبةُ أمْ شَيءٌ تنفَّلْتَه؟ قال: إنَّها لَلْمكتوبةُ، وإنَّها لَصلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كان يقولُ: لا تُشَدِّدوا على أنفُسِكم؛ فيُشَدِّدَ اللهُ عليكم، فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفُسِهم فشدَّدَ اللهُ عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامِعِ والدِّياراتِ، رهبانيةً ابْتَدَعوها ، ما كتَبْناها عليهم، ثمَّ غَدَا مِن الغدِ ، فقال: ألَا تركَبُ لِتنظُرَ ولِتعتبِرَ؟ قال: نعم، فرَكِبوا جميعًا، فإذا بديارٍ بَادَ أهلُها وانْقَضَوْا وفَنُوا، خاويةٍ على عُروشِها . قال: أتعرِفُ هذه الدِّيارَ؟ فقال: نعم، ما أعرَفَني بها وبأهْلِها، هؤلاءِ أهلُ ديارٍ أهلَكَهم اللهُ ببغْيِهم وحسَدِهم، إنَّ الحسَدَ يُطْفِئُ نورَ الحسناتِ، والبغْيُ يصدِّقُ ذلك أو يكذِّبُه. والعينُ تَزْني، والكفُّ والقدَمُ، والجسَدُ واللِّسانُ، والفرْجُ يُصَدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُه.
خلاصة حكم المحدث : له شواهد في الصحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن تيمية | المصدر : اقتضاء الصراط المستقيم الصفحة أو الرقم : 1/296
التخريج : أخرجه أبو داود (4904)، وأبو يعلى (3694) واللفظ لهما، والبخاري (708) بمعناه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - البغي رقائق وزهد - الحسد رقائق وزهد - القصد والمداومة على العمل رقائق وزهد - زنا الجوارح إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث

أصول الحديث:


سنن أبي داود (4/ 276)
4904 - حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة، حدثه، أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، فإذا هو يصلي صلاة خفيفة دقيقة كأنها صلاة مسافر أو قريبا منها، فلما سلم قال أبي: يرحمك الله، أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شيء تنفلته، قال: إنها المكتوبة، وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} [الحديد: 27] " ثم غدا من الغد فقال: ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال: نعم، فركبوا جميعا فإذا هم بديار باد أهلها وانقضوا وفنوا خاوية على عروشها، فقال: أتعرف هذه الديار؟ فقلت: ما أعرفني بها وبأهلها، هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد، إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني، والكف، والقدم، والجسد، واللسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه

مسند أبي يعلى الموصلي (6/ 365)
3694 - حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة، حدثه، أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز وهو أمير، فصلى صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر أو قريب منها، فلما سلم قال: يرحمك الله، أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أم شيء تنفلته؟ قال: إنها المكتوبة، وإنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات: {رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} [الحديد: 27]، " ثم غدوا من الغد فقالوا: نركب فننظر ونعتبر، قال: نعم، فركبوا جميعا، فإذا هم بديار قفر، قد باد أهلها وانقرضوا ونفوا، خاوية على عروشها، فقالوا: أتعرف هذه الديار؟ قال: ما أعرفني بها وبأهلها، هؤلاء أهل ديار أهلكهم البغي والحسد، إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني، والكف، والقدم، واليد، واللسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "

[صحيح البخاري] (1/ 143)
708 - حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا شريك بن عبد الله، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصبي، فيخفف مخافة أن تفتن أمه