الموسوعة الحديثية


- استَبْعثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: فانطَلَقْنا حتى أَتَيتُ مكانَ كذا وكذا فخطَّ لي خُطَّةً، فقال لي: كُنْ بينَ ظهرَيْ هذه حتى لا تخرُجَ منها، فإنَّكَ إنْ خرَجتَ هلَكتَ. قال: فكنتُ فيها. قال: فمضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَذَفةً أو أبعَدَ شيئًا، أو كما قال، ثمَّ إنَّه ذكَرَ هَنينًا كأنَّهم الزُّطُّ . قال عفَّانُ -أو كما قال عفَّانُ إنْ شاء اللهُ-: ليس عليهم ثيابٌ، ولا أرَى سَوْآتِهم طِوالًا، قليلٌ لَحْمُهم. قال: فأَتَوا فجعَلوا يركَبونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال: وجعَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقرَأُ عليهم. قال: وجعَلوا يأتوني فيُحيلونَ حَوْلي، ويَعْترِضونَ لي. قال عبدُ اللهِ: فأُرعِبتُ منهم رُعْبًا شديدًا. قال: فجلَستُ. أو كما قال. قال: فلمَّا انشَقَّ عَمودُ الصُّبحِ جعَلوا يذهَبونَ. أو كما قال. قال: ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جاء ثَقيلًا وَجِعًا، أو يكادُ أنْ يكونَ وَجِعًا ممَّا ركِبوه. قال: إنِّي لأَجِدُني ثَقيلًا. أو كما قال. فوضَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأسَه في حِجْري . أو كما قال. قال: ثمَّ إنَّ هَنينًا أَتَوا عليهم ثيابٌ بيضٌ طِوالٌ . أو كما قال. وقد أَغْفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال عبدُ اللهِ: فأُرعِبتُ أشَدَّ ممَّا أُرعِبتُ المرةَ الأولى. قال عارمٌ في حديثِه قال: فقال بعضُهم لبعضٍ: لقد أُعطِيَ هذا العبدُ خيرًا. أو كما قالوا: إنَّ عينَيْه نائمتانِ. أو قال: عَيْنَه -أو كما قالوا- وقلبُه يَقْظانُ. ثمَّ قال: قال عارمٌ وعَفَّانُ: قال بعضُهم لبعضٍ: هلُمَّ فلْنضرِبْ له مَثلًا -أو كما قالوا- قال بعضُهم لبعضٍ: اضرِبوا له مَثلًا، ونُؤوِّلُ نحنُ، أو نضرِبُ نحنُ وتُؤوِّلونَ أنتم. فقال بعضُهم لبعضٍ: كمَثلِ سيِّدٍ ابتَنَى بُنْيانًا حَصينًا، ثمَّ أرسَلَ إلى الناسِ بطعامٍ -أو كما قال- فمَن لم يأتِ طعامَه -أو قال: لم يتبَعْه- عذَّبَه عذابًا شديدًا -أو كما قالوا- قال الآخرونَ: أمَّا السيِّدُ فهو ربُّ العالمينَ، وأمَّا البُنْيانُ فهو الإسلامُ، والطعامُ الجنَّةُ، وهو الداعي، فمَن اتَّبَعَه كان في الجنَّةِ -قال عارمٌ في حديثِه: أو كما قالوا- ومَن لم يتَّبِعْه عُذِّبَ -أو كما قال- ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَيقَظَ، فقال: ما رأَيتَ يا ابنَ أمِّ عبدٍ؟ فقال عبدُ اللهِ: رأَيتُ كذا وكذا. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما خفِيَ عليَّ ممَّا قالوا شيءٌ. قال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هم نفَرٌ مِن الملائكةِ. أو قال: هم مِن الملائكةِ. أو كما شاء اللهُ.

أصول الحديث:


[سنن الترمذي] (5/ 145)
2861- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود حتى خرج به إلى بطحاء مكة فأجلسه ثم خط عليه خطا ثم قال: ((لا تبرحن خطك فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك))، قال: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد، فبينا أنا جالس في خطي إذ أتاني رجال كأنهم الزط أشعارهم وأجسامهم لا أرى عورة ولا أرى قشرا وينتهون إلي، لا يجاوزون الخط ثم يصدرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان من آخر الليل، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءني وأنا جالس، فقال: ((لقد أراني منذ الليلة)) ثم دخل علي في خطي فتوسد فخذي فرقد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رقد نفخ، فبينا أنا قاعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال فانتهوا إلي، فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة منهم عند رجليه ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبدا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي، إن عينيه تنامان وقلبه يقظان، اضربوا له مثلا مثل سيد بنى قصرا ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه، فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ومن لم يجبه عاقبه- أو قال: عذبه- ثم ارتفعوا، واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقال: ((سمعت ما قال هؤلاء؟ وهل تدري من هؤلاء))؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((هم الملائكة، فتدري ما المثل الذي ضربوا))؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((المثل الذي ضربوا الرحمن تبارك وتعالى بنى الجنة ودعا إليها عباده، فمن أجابه دخل الجنة ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه)): (( هذا حديث حسن غريب، من هذا الوجه وأبو تميمة هو الهجيمي واسمه: طريف بن مجالد. وأبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن مل. وسليمان التيمي قد روى هذا الحديث عنه معتمر وهو سليمان بن طرخان، ولم يكن تيميا وإنما كان ينزل بني تيم فنسب إليهم))، قال علي: قال يحيى بن سعيد: ((ما رأيت أخوف لله تعالى من سليمان التيمي))

[مسند أحمد] (6/ 332 ط الرسالة)
((‌3788- حدثنا عارم، وعفان قالا: حدثنا معتمر، قال: قال أبي: حدثني أبو تميمة، عن عمرو، لعله أن يكون قد قال: البكالي يحدثه عمرو، عن عبد الله بن مسعود، قال عمرو: إن عبد الله قال: استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقنا، حتى أتيت مكان كذا وكذا فخط لي خطة، فقال لي: (( كن بين ظهري هذه لا تخرج منها، فإنك إن خرجت هلكت)). قال: فكنت فيها، قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حذفة، أو أبعد شيئا أو كما قال: ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزط. (قال عفان: أو كما قال عفان: إن شاء الله): ليس عليهم ثياب، ولا أرى سوآتهم، طوالا، قليل لحمهم. قال: فأتوا، فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم. قال: وجعلوا يأتوني فيحيلون حولي، ويعترضون لي. قال عبد الله: فأرعبت منهم رعبا شديدا. قال: فجلست، أو كما قال. قال: فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون، أو كما قال. قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلا وجعا، أو يكاد أن يكون وجعا، مما ركبوه. قال: (( إني لأجدني ثقيلا))، أو كما قال. فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري. أو كما قال. قال: ثم إن هنين أتوا، عليهم ثياب بيض طوال. أو كما قال، وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله: فأرعبت أشد مما أرعبت المرة الأولى. (قال عارم في حديثه): قال: فقال بعضهم لبعض: لقد أعطي هذا العبد خيرا أو كما قالوا: إن عينيه نائمتان، أو قال: عينه، أو كما قالوا: وقلبه يقظان، ثم قال: (قال عارم وعفان): قال بعضهم لبعض: هلم فلنضرب له مثلا، أو كما قالوا. قال بعضهم لبعض: اضربوا له مثلا ونؤول نحن، أو نضرب نحن وتؤولون أنتم. فقال بعضهم لبعض: مثله كمثل سيد ابتنى بنيانا حصينا، ثم أرسل إلى الناس بطعام، أو كما قال. فمن لم يأت طعامه، أو قال: لم يتبعه، عذبه عذابا شديدا. أو كما قالوا. قال الآخرون: أما السيد: فهو رب العالمين، وأما البنيان: فهو الإسلام، والطعام: الجنة، وهو الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة. (قال عارم في حديثه): أو كما قالوا، ومن لم يتبعه عذب. أو كما قال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ، فقال: (( ما رأيت يا ابن أم عبد؟)) فقال عبد الله: رأيت كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما خفي علي مما قالوا شيء))، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (( هم نفر من الملائكة، أو قال: هم من الملائكة، أو كما شاء الله)).