الموسوعة الحديثية


- سمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ: اتَّقُوا اللهَ أيُّها النَّاسُ، إيَّاكُمْ والغُلُوَّ في عُثمانَ، وقَولَكم: حَرَّاقُ المصاحِفِ؛ فواللهِ ما حرَّقَها إلَّا على مَلَأٍ مِنَّا أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جميعًا، فقالَ: ما تقولونَ في هذِهِ القراءةِ الَّتي اختلَفَ النَّاسُ فيها؟ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ، فيقولُ: قِراءَتي خَيرٌ مِن قِراءَتِكَ، وقِراءَتي أفضَلُ مِن قِراءَتِكَ، وهذا شبيهٌ بالكفرِ، فقُلْنا: ما الرأيُ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قالَ: فإنِّي أَرَى أنْ أجمَعَ النَّاسَ على مصحفٍ واحدٍ؛ فإنَّكُمْ إذا اختلَفْتُمُ اليومَ كانَ مَنْ بَعدَكم أشدَّ اختلافًا، فقُلْنا: نِعْمَ ما رأيتَ؛ فأرسَلَ إلى زَيْدِ بنِ ثابتٍ، وسعيدِ بنِ العاصِ، فقالَ: لِيَكْتُبْ أحدُكما، ويُمْلِ الآخَرُ، فإذا اختلَفْتُمْ في شيءٍ، فارفعاهُ إليَّ، فما اختَلَفْنا في شيءٍ مِن كتابِ اللهِ إلَّا في حرفٍ واحدٍ في سورةِ البقرةِ، قال سعيدٌ: {التَّابُوتُ} [البقرة: 248]، وقالَ زَيدٌ: التَّابُوهُ، فرفعناهُ إلى عُثمانَ، فقالَ: اكتُبوهُ: {التَّابُوتُ} [البقرة: 248]. قالَ عليٌّ: ولَوْ وَلِيتُ الَّذي وَلِيَ عُثمانُ لَصنَعْتُ مِثْلَ الَّذي صنَعَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سويد بن غفلة | المحدث : شعيب الأرناووط | المصدر : تخريج شرح السنة الصفحة أو الرقم : 4/524
التخريج : أخرجه البغوي في ((شرح السنة)) (4/ 524) بلفظه معلقا، وأبو داود في ((المصاحف)) (96) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: قرآن - الاختلاف والمراء في القرآن قرآن - جمع القرآن مناقب وفضائل - زيد بن ثابت مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


[شرح السنة - للبغوي] (4/ 524)
: وروي عن سويد بن غفلة، قال: سمعت علي بن أبي طالب، يقول: " اتقوا الله أيها الناس، إياكم والغلو في عثمان، وقولكم: حراق المصاحف، فوالله ما حرقها إلا على ملإ منا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم جميعا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة التي اختلف الناس فيها؟ يلقى الرجل الرجل، فيقول: قراءتي خير من قراءتك، وقراءتي أفضل من قراءتك، وهذا شبيه بالكفر، فقلنا: ما الرأي يا أمير المؤمنين؟ قال: فإني أرى أن أجمع الناس على مصحف واحد، فإنكم إذا اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافا، فقلنا: نعم ما رأيت، فأرسل إلى زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، فقال: ليكتب أحدكما، ويمل الآخر، فإذا اختلفتم في شيء، فارفعاه إلي، فما اختلفنا في شيء من كتاب الله إلا في حرف واحد في سورة البقرة، قال سعيد: {التابوت} [البقرة: 248]، وقال زيد: 0 التابوه 0، فرفعناه إلى عثمان، فقال: اكتبوه {التابوت} [البقرة: 248]، قال علي: ولو وليت الذي ولي عثمان لصنعت مثل الذي صنع.

المصاحف لابن أبي داود (ص96)
: حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرثد الحضرمي، قال أبو داود: وحدثنا محمد بن أبان الجعفي، سمعه من علقمة بن مرثد [وحديث محمد أتم عن عقبة رواه أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني المقرئ في كتاب المصاحف والهجاء، عن محمد بن الصلت الأسدي، عن محمد بن أبان وقال عن العيزار بن جرول الحضرمي] قال: لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضرموت أول من تسرع إليه، فأتانا سويد بن غفلة الجعفي فقال: إن لكم علي حقا وإن لكم جوارا [أو إن لكم قرابة] ، والله لا أحدثكم اليوم إلا شيئا سمعته من المختار، أقبلت من مكة وإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فإذا المختار فقال لي: يا شيخ ما بقي في قلبك من حب ذلك الرجل؟ يعني عليا، قلت: إني أشهد الله أني أحبه بسمعي وقلبي وبصري ولساني قال: ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي وسمعي وبصري ولساني قال: قلت: أبيت والله إلا تثبيطا عن آل محمد، وترثيثا في إحراق المصاحف، [أو قال حراق، هو أحدهما يشك أبو داود] ، فقال سويد: والله لا أحدثكم إلا شيئا سمعته من علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعته يقول: " يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرا [أو قولوا له خيرا] في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة، ولا يكون اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت قال: فقيل: أي الناس أفصح، وأي الناس أقرأ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدهما ويمل الآخر ففعلا وجمع الناس على مصحف " قال: قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل.