الموسوعة الحديثية


- عن عبادةَ بنِ الصامتِ قال : بعثني أبو بكرٍ إلى ملكِ الرومِ ومعي عمرو بنُ العاصِ وأخوه هشامٌ وعديُّ بنُ كعبٍ ونعيمُ بنُ عبدِ اللهِ فخرجنا حتى قَدِمْنا على جبلةَ بنِ الأيهمِ بدمشقَ …
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة الصفحة أو الرقم : 2/471
التخريج : أخرجه المعافى في ((الجليس الصالح)) (614)، وابن عساكر (40/ 154) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عبادة بن الصامت مناقب وفضائل - عمرو بن العاص مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (ص614)
: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، قال حدثنا الحسن ابن علي بن زكرياء العدوي أبو سعيد البصري قال حدثنا أحمد بن محمد المكي أبو بكر قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن المديني عن محمد بن عبد الواحد الكوفي قال حدثنا محمد بن أبي بكر الأنصاري عن عبادة بن الصامت، وكان عقبيا بدريا نقيبا، أنه قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه إلى ملك الروم يدعوه إلى الإسلام ويرغبه فيه، ومعي عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وهشام بن العاص بن وائل السهمي وعدي بن كعب ونعيم بن عبيد الله النحام، فخرجنا حتى قدمنا على جبلة بن الأيهم دمشق، فأدخلنا على ملكهم بها الرومي، فإذا هو على فرش له مع الأسقف، فأجلسنا وبعث إلينا رسوله وسألنا أن نكلمه، فقلنا: لا والله لا نكلمه برسول بيننا وبينه، فإن كان له في كلامنا حاجة فليقربنا منه، فأمر بسلم فوضع ونزل إلى فرش له في الأرض فقربنا، فإذا هو عليه ثياب سود مسوح، فقال له هشام بن العاص بن وائل: ما هذه المسوح التي عليك؟ قال: لبستها ناذرا أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، فقلنا: قال القاضي: وذكر كلاما خفي علي من كتابي معناه: بل نملك مجلسك وبعده ملككم الأعظم فوالله لنأخذنه إن شاء الله، فإنه قد أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم الصادق البار، قال: إذا أنتم السمراء، قلنا: وما السمراء؟ قال: لستم بها، قلنا: ومن هم قال: الذين يقومون الليل ويصومون النهار، قال فقلنا: نحن والله هم، قال فقال: وكيف صومكم وصلاتكم وحالكم؟ فوصفنا له أمرنا، فنظر إلى أصحابه وراطنهم وقال لنا: ارتفعوا، ثم علا وجهه سواد حتى كأنه قطعة مسح من شدة سواده، وبعث معنا رسلا إلى ملكهم الأعظم بالقسطنطينية فخرجنا حتى انتهينا إلى مدينتهم، ونحن على رواحلنا علينا العمائم والسيوف، فقال لنا الذين معنا: إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فإن شئتم جئناكم ببراذين وبغال، قلنا: لا والله لا ندخلها إلا على رواحلنا، فبعثوا إليه يستأذنونه، فبعث إليهم أن خلوا سبيلهم، فدخلنا على رواحلنا حتى انتهينا إلى غرفة مفتوحة الباب، فإذا هو جالس فيها ينظر، قال: فأنخنا تحتها ثم قلنا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيعلم الله لانتفضت حتى كأنها نخلة تصفقها الريح، فبعث إلينا رسولا: إن هذا ليس لكم أن تجهروا بدينكم في بلادنا، وأمر بنا فأدخلنا عليه، فإذا هو مع بطارقته، وإذا عليه ثياب حمر، وإذا فرشه وما حواليه أحمر، وإذا رجل فصيح بالعربية يكتب، فأومأ إلينا فجلسنا ناحيته فقال لنا وهو يضحك: ما منعكم أن تحيوني بتحيتكم فيما بينكم؟ فقلنا: نرغب بها عنك، وأما تحيتك التي لا ترضى إلا بها فإنا لا يحل لنا أن نحييك بها، قال: وما تحيتكم فيما بينكم؟ قلنا: السلام، قال: فما كنتم تحيون به نبيكم؟ قلنا: بها، قال: فما كان تحيته هو؟؟ قلنا: بها، قال: فبم تحيون ملككم اليوم؟ قلنا: بها، قال: فبم يحييكم؟ قلنا: بها، قال: فما كان نبيكم يرث منكم؟ قلنا: ما كان يرث إلا ذا قرابة، قال: وكذلك ملككم اليوم؟ قلنا: نعم، قال: فما أعظم كلامكم عندكم؟ قلنا: لا إله إلا الله، قال: فيعلم الله لانتفض حتى كأنه طير ذو ريش من حسن ثيابه، ثم فتح عينيه في وجوههنا، قال فقال هذه الكلمة التي قلتموها حين نزلتم تحت غرفتي؟ قلنا: نعم، قال: كذلك إذا قلتموها في بيوتكم تنفضت لها سقوفكم؟ قلنا: والله ما رأيناها صنعت هذا قط إلا عندك، وما ذلك إلا لأمر أراده الله تعالى، قال: ما أحسن الصدق! أما والله لوددت أني خرجت من نصف ما أملك وأنكم لا تقولونها على شيء إلا انتفض لها، قلنا: ولم ذاك؟ قال: ذلك أيسر لشأنها وأحرى أن لا تكون من النبوة وأن تكون من حيل ولد آدم، قال: فماذا تقولون إذا فتحتم المدائن والحصون؟ قلنا: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: تقولون لا إله إلا الله والله أكبر ليس غيره شيء؟ قلنا: نعم، قال وتقولون: الله أكبر الله أكبر هو أكبر من كل شيء، قلنا: نعم، قال: فنظر إلى أصحابه فراطنهم ثم أقبل علينا فقال: تدرون ما قلت لهم؟ قلت: ما أشد اختلاطهم. ثم أمر لنا بمنزل وأجرى لنا نزلا فأقمنا في منزلنا تأتينا ألطافه غدوة وعشية ثم بعث إلينا فدخلنا عليه ليلا وحده ليس معه أحد، فاستعادنا الكلام فأعدناه عليه، ثم دعا بشيء كهيئة الربعة ضخمة مذهبة فوضعها بين يديه ثم فتحها فإذا فيها بيوت صغار عليها أبواب، ففتح منها بيتا فاستخرج منه خرقة حرير سوداء فنشرها، فإذا فيها صورة حمراء، وإذا رجل ضخم العينين عظيم الأليتين لم ير مثل طول عنقه في مثل جسده، أكثر الناس شعرا، فقال لنا: هل تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم صلى الله عليه، ثم أعاده وفتح بابا آخر فاستخرج منه خرقة حرير سوداء فنشرها فإذ فيها صورة بيضاء، وإذا رجل أشعر كثير الشعر قال القاضي: أراه قال: ضخم العينين بعيد ما بين المنكبين عظيم الهامة فقال: هل تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح عليه السلام، ثم أعادها في موضعها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء، فإذا فيها صورة شديدة البياض، فإذا رجل حسن العينين شارع الأنف سهل الخدين أشيب الرأس أبيض اللحية كأنه حي يتنفس فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ثم أعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة محمد صلى الله عليه وسلم فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: هذا محمد صلى الله عليه وسلم وبكينا، فقال: بدينكم أنه محمد؟ قلنا: نعم بديننا إنها صورته كأنما ننظر إليه حيا، قال: فاستخف حتى قام على رجليه قائما ثم جلس فأمسك طويلا فنظر في وجوهنا قال: أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم، فأعاده وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة رجل جعد أبيض قطط غائر العينين حديد النظر عابس متراكب الأسنان مقلص الشفة كأنه من رجال أهل البادية فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا موسى صلى الله عليه وسلم وإلى جانبه صورة شبيهة به رجل مدور الرأس عريض الجبين بعينه قبل قال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا هارون عليه السلام. وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء وإذا رجل شبه المرأة ذو عجيزة وساقين، وسأل قال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا داود عليه السلام، فأعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل أوقص قصير الظهر طويل الرجلين على فرس لكل شيء منه جناح، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا سليمان وهذه الريح تحمله عليه السلام. ثم أعادها وفتح بيتا آخر فيه حريرة خضراء، فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل شاب حسن الوجه حسن العينين شديد سواد اللحية يشبه بعضه بعضا فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا عيسى بن مريم عليه السلام فأعادها وأطبق الربعة، قال قلنا: فأخبرنا عن قصة الصور ما حالها فإنا نعلم أنها تشبه الذين صورت صورهم فإنا رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم يشبه صورته قال: أخبرت أن آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه أنبياء بنيه فأنزل عليه صورهم فاستخرجها ذو القرنين من خزانة آدم في مغرب الشمس فصورها لنا دانيال في خرق الحرير على تلك الصور فهي هذه بعينها، أما والله لوددت أن نفسي طابت بالخروج من ملكي فتابعتكم على دينكم، وأن أكون عبدا لأسوئكم ملكة، ولكن نفسي لا تطيب، فأجازنا وأحسن جوائزنا وبعث معنا من يخرجنا إلى مأمننا فانصرفنا إلى رحالنا. صغار عليها أبواب، ففتح منها بيتا فاستخرج منه خرقة حرير سوداء فنشرها، فإذا فيها صورة حمراء، وإذا رجل ضخم العينين عظيم الأليتين لم ير مثل طول عنقه في مثل جسده، أكثر الناس شعرا، فقال لنا: هل تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم صلى الله عليه، ثم أعاده وفتح بابا آخر فاستخرج منه خرقة حرير سوداء فنشرها فإذ فيها صورة بيضاء، وإذا رجل أشعر كثير الشعر قال القاضي: أراه قال: ضخم العينين بعيد ما بين المنكبين عظيم الهامة فقال: هل تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح عليه السلام، ثم أعادها في موضعها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء، فإذا فيها صورة شديدة البياض، فإذا رجل حسن العينين شارع الأنف سهل الخدين أشيب الرأس أبيض اللحية كأنه حي يتنفس فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ثم أعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة محمد صلى الله عليه وسلم فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: هذا محمد صلى الله عليه وسلم وبكينا، فقال: بدينكم أنه محمد؟ قلنا: نعم بديننا إنها صورته كأنما ننظر إليه حيا، قال: فاستخف حتى قام على رجليه قائما ثم جلس فأمسك طويلا فنظر في وجوهنا قال: أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم، فأعاده وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة رجل جعد أبيض قطط غائر العينين حديد النظر عابس متراكب الأسنان مقلص الشفة كأنه من رجال أهل البادية فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا موسى صلى الله عليه وسلم وإلى جانبه صورة شبيهة به رجل مدور الرأس عريض الجبين بعينه قبل قال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا هارون عليه السلام. وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء وإذا رجل شبه المرأة ذو عجيزة وساقين، وسأل قال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال هذا داود عليه السلام، فأعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل أوقص قصير الظهر طويل الرجلين على فرس لكل شيء منه جناح، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا سليمان وهذه الريح تحمله عليه السلام. ثم أعادها وفتح بيتا آخر فيه حريرة خضراء، فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل شاب حسن الوجه حسن العينين شديد سواد اللحية يشبه بعضه بعضا فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا عيسى بن مريم عليه السلام فأعادها وأطبق الربعة، قال قلنا: فأخبرنا عن قصة الصور ما حالها فإنا نعلم أنها تشبه الذين صورت صورهم فإنا رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم يشبه صورته قال: أخبرت أن آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه أنبياء بنيه فأنزل عليه صورهم فاستخرجها ذو القرنين من خزانة آدم في مغرب الشمس فصورها لنا دانيال في خرق الحرير على تلك الصور فهي هذه بعينها، أما والله لوددت أن نفسي طابت بالخروج من ملكي فتابعتكم على دينكم، وأن أكون عبدا لأسوئكم ملكة، ولكن نفسي لا تطيب، فأجازنا وأحسن جوائزنا وبعث معنا من يخرجنا إلى مأمننا فانصرفنا إلى رحالنا

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (40/ 154)
: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا المعافى بن زكريا ثنا الحسن بن علي بن زكريا العدوي أبو سعيد البصري نا أحمد بن محمد المكي أبو بكر نا محمد بن عبد الرحمن المديني عن محمد بن عبد الواحد الكوفي ثنا محمد بن أبي بكر الأنصاري عن عبادة بن الصامت وكان عقبيا بدريا نقيبا أنه قال بعثني أبو بكر إلى ملك الروم يدعوه إلى الإسلام ويرغبه فيه ومعي عمرو بن العاص بن وائل السهمي وهشام بن العاص بن وائل السهمي وعدي بن كعب ونعيم بن عبد الله بن النحام فخرجنا حتى قدمنا على جبلة بن الأيهم دمشق فأدخلنا على ملكهم بها الرومي فإذا هو على فرش له مع الأسقف فأجلسنا فبعث إلينا رسوله وسألنا أن نكلمه فقلنا لا والله لا نكلمه برسول بيننا وبينه فإن كان له في كلامنا حاجة فليقربنا منه فأمر بسلم فوضع ونزل إلى فرش له في الأرض بقربنا فإذا هو عليه ثياب سود مسوح فقال له هشام بن العاص بن وائل ما هذه المسوح التي عليك قال لبستها ناذرا أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام فقلنا قال القاضي وذكر كلاما خفي علي من كتابي معناه بل نملك مجلسك وبعده ملككم الأعظم فوالله لنأخذنه إن شاء الله فإنه قد أخبرنا وذلك نبينا (صلى الله عليه وسلم) الصادق البار قال إذا أنتم السمراء قال قلنا ما السمراء قال لستم بها قلنا ومن هم قال الذين يقومون الليل ويصومون النهار قال فقلنا نحن والله هم قال فقال وكيف صومكم وصلاتكم وحالكم فوصفنا له أمرنا فنظر إلى أصحابه وراطنهم وقال لنا ارتفعوا قال ثم علا وجهه سواد حتى كأنه قطعة مسح من شدة سواده وبعث معنا رسولا إلى ملكهم الأعظم بالقسطنطينية فخرجنا حتى انتهينا إلى مدينتهم ونحن على رواحلنا علينا العمائم والسيوف فقال لنا الذين معنا إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك فإن شئتم جئناكم ببراذين وبغال قلنا لا والله لا ندخلها إلا على رواحلنا فبعثوا إليه يستأذنونه فأرسل إليهم أن خلوا سبيلهم ودخلنا على رواحلنا حتى انتهينا إلى غرفة مفتوحة الباب وإذا هو فيها جالسس ينظر قال فأنخنا تحتها ثم قلنا لا إله إلا الله والله أكبر فيعلم الله لانتفضت حتى كأنها نخلة تصفقها الريح فبعث إلينا رسولا إن هذا ليس لكم أن تجهروا بدينكم في بلادنا وأمر بنا فدخلنا عليه وإذا هو مع بطارقته وإذا عليه ثياب حمراء وإذا فرشه وما حواليه أحمر وإذا رجل فصيح بالعربية يكتب فأومأ إلينا فجلسنا ناحية فقال لنا وهو يضحك ما منعكم أن تحيوني بتحيتكم فيما بينكم فقلنا نرغب بها عنك وأما تحيتك التي لا ترضى إلا بها فإنها لا تحل لنا أن نحييك بها قال وما تحيتكم فيما بينكم قلنا السلام قال فما كنتم تحيون به نبيكم قلنا بها قال فما كان تحيته هو قلنا بها قال فبما تحيون ملككم اليوم قلنا بها قال فبم يحييكم قلنا بها قال فما كان نبيكم يرث منكم قلنا ما كان يرث إلا ذا قرابة قال وكذلك ملككم اليوم قلنا نعم قال فما أعظم كلامكم عندكم قلنا لا إله إلا الله قال فيعلم الله لانتفض حتى كأنه ذو ريش من حسن ثيابه ثم فتح عينيه في وجوهنا قال فقال هذه الكلمة التي قلتموها حين نزلتم تحت غرفتي قلنا نعم قال كذلك إذا قلتموها في بيوتكم تنفضت لها سقوفكم قلنا والله ما رأيناها صنعت هذا قط إلا عندك وما ذاك إلا لأمر أراده الله تعالى قال ما أحسن الصدق أما والله لوددت أني خرجت من نصف ما أملك وأنكم لا تقولونها على شئ إلا انتفض لها قلنا ولم ذاك قال ذاك أيسر لشأنها وأحرى أن لا تكون من النبوة وأن تكون من حيولد آدم قال فماذا تقولون إذا فتحتم المدائن والحصون قلنا نقول لا إله إلا الله والله أكبر قال تقولون لا إله إلا الله والله أكبر قال تقولون لا إله إلا الله والله أكبر ليس غيره شئ قلنا نعم قال تقولون الله أكبر هو أكبر من كل شئ قلنا نعم قال فنظر إلى أصحابه فراطنهم ثم أقبل علينا فقال تدرون ما قلت لهم قلت ما أشد اختلاطهم فأمر لنا بمنزل وأجرى لنا نزلا فأقمنا في منزلنا تأتينا ألطافه غدوة وعشية ثم بعث إليناد فدخلنا عليه ليلا وحده ليس معه أحد فاستعادنا الغلام فأعدناه عليه ثم دعا بشئ كهيئة الربعة ضخمة مذهبة فوضعها بين يديه ثم فتحها فإذا فيها بيوت صغار عليها أبواب ففتح منها بيتا فاستخرج منها خرقة حرير سوداء فنشرها فإذا فيه صورة حمراء وإذا فيها رجل صخم العينين عظيم الإليتين لم ير مثل طول عنقه في مثل جسده أكثر الناس شعرا فقال لنا أتدرون من هذا قلنا لا قال هذا آدم (صلى الله عليه وسلم) ثم أعاده وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة سوداء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء وإذا رجل له شعر كثير كشعر القبط قال القاضي أراه قال ضخم العينين بعيد ما بين المنكبين عظيم الهامة فقال تدرون من هذا قلنا لا قال هذا نوح (صلى الله عليه وسلم) ثم أعادها في موضعها وفتح بيتا آخر فاستخرج منخرقة خضراء فإذا فيها صورة شديدة البياض وإذا رجل حسن الوجه حسن العيش شارع الأنف سهل الخدين أشهيب الرأس أبيض اللحية كأنه حي يتنفس فقال تدرون من هذا قلنا لا قال هذا إبراهيم ثم أعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال تدرون من هذا قلنا هذا محمد صلى الله عليه وسلم وبكينا فقال الله يعلم أنه محمد قلنا نعم بديننا إنها صورته كأنما ننظر إليه حيا قال فاستخف حتى قام على رجليه قائما ثم جلس فأمسك طويلا فنظر في وجوهنا فقال أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم فأعاده وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة رجل جعد أبيض قطط غائر العينين حديد النظر عابس متراكب الأسنان مقلص الشفة كأنه من رجال أهل البادية فقال تدرون من هذا قلنا لا قال هذا موسى وإلى جانبه صورة شبيهة به رجل مدور الراس عريض الجبين بعينه قبل قال تدرون من هذا قلنا لا قال هذا هارون وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء وإذا رجل يشبه المرأة وعجيزة وساقين قال تدرون من هذا قلنا لا قال هذا داود فأعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء فإذا رجل أوقص قصير الظهر طويل الرجلين على فرس لكل شئ منه جناج فقال تدرون من هذا قلنالا قال هذا سليمان وهذه الريح تحمله ثم أعادها وفتح بيتا آخر فيه حريرة خضراء فنشرها فإذا صورة بيضاء وإذا رجل شاب حسن الوجه حسن العينين شديد سواد اللحية يشبه بعضه بعضا فقال تدرون من هذا قلنا لا قال هذا عيسى بن مريم فأعادها وأطبق الربعة قال قلنا أخبرنا عن قصة الصور ما حالها فإنا نعلم أنها تشبه الذين صور ت صورهم وإنا رأينا نبينا (صلى الله عليه وسلم) تشبه صورته قال أخبرت أن آدم سأل ربه أن يريه أنبياء نبيه فأنزل عليه صورهم فاستخرجها ذو القرنين من خزانة آدم في مغرب الشمس فصورها لنا دانيال في خرق الحرير على تلك الصور فهي هذه بعينها أما والله لوددت أن نفسي طابت بالخروج من ملكي وتابعتكم على دينكم وأن أكون عبدا لأسوئكم ملكة ولكن نفسي لا تطيب فأجازنا فأحسن جوائزنا وبعث معنا من يخرجنا إلى مأمننا فانصرفنا إلى رحالنا