الموسوعة الحديثية


- لما وادعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أهلَ مكةَ، وكانت خزاعةُ في صلحِه وبنو بكرٍ في صلحِ قريشٍ فكان بينهم قتالٌ، فأمدَّتْهم قريشٌ بسلاحٍ وطعامٍ، فظهروا على خزاعةَ وقتلوا منهم. قال : وجاء وفدُ خزاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فدعاهُ إلى النصرِ، وذكر الشِّعْرَ
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم : 7/593
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (39673)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (5444)، وابن زنجويه في ((الأموال)) (675) جميعا مطولا.
التصنيف الموضوعي: صلح - الصلح مع المشركين مغازي - صلح الحديبية مغازي - فتح مكة جزية - الجزية والموادعة مع أهل الحرب شعر - استماع النبي للشعر وإنشاده في المسجد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


مصنف ابن أبي شيبة (21/ 37 ت الشثري)
: 39673 - حدثنا سليمان بن حرب قال: (حدثنا) حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما (وادع) رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة، وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكانت بنو بكر حلفاء قريش، فدخلت خزاعة في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في صلح قريش. فكان بين خزاعة وبين بني بكر قتال (فأمدتهم) قريش بسلاح وطعام، وظللوا عليهم، فظهرت بنو بكر على خزاعة وقتلوا (فيهم)، فخافت قريش أن يكونوا (قد) نقضوا، فقالوا لأبي سفيان: اذهب إلى محمد (فأجد) (الحلف) وأصلح بين الناس. فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم أبو سفيان وسيرجع راضيا بغير حاجته"، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر (أجد) الحلف وأصلح بين الناس، أو قال: بين قومك، قال: ليس الأمر لي الأمر إلى الله وإلي رسوله، قال: وقد قال له فيما قال: ليس من قوم ظللوا على (قوم) وأمدوهم بسلاح وطعام أن يكونوا نقضوا، فقال أبو بكر: الأمر إلى الله و (إلى) رسوله. ثم أتى عمر بن الخطاب فقال: له نحوا مما قال لأبي بكر، قال: فقال له عمر: أنقضتم فما كان منه جديدا فأبلاه الله، وما كان منه شديدا أو (متينا) فقطعه الله، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة. ثم أتى فاطمة فقال: ‌يا ‌فاطمة ‌هل ‌لك ‌في ‌أمر ‌تسودين ‌فيه ‌نساء ‌قومك، ثم ذكر لها نحوا مما ذكر لأبي بكر فقالت: ليس الأمر إلي، الأمر إلى الله وإلى رسوله، ثم أتى عليا فقال: فقال له: نحوا مما قال لأبي بكر، فقال له علي: ما رأيت كاليوم رجلا أضل، أنت (سيد) الناس (فأجد) الحلف وأصلح بين الناس، قال: فضرب إحدى يديه على الأخرى وقال: قد أجرت الناس بعضهم من بعض. ثم ذهب حتى قدم على (أهل) مكة فأخبرهم بما صنع، فقالوا: والله ما رأينا اليوم وافد قوم، والله ما (أتيتنا) بحرب فنحذر، ولا (أتيتنا) (بصلح) فنأمن، ارجع. قال: وقدم وافد خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع القوم (ودعا) إلى النصرة وأنشده في ذلك شعرا: (لا هم) إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه (الأتلدا) ووالدا (كنت وكنا) ولدا … إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك (المؤكدا) … وجعلوا لي (بكداء) (رصدا) وزعمت أن لمست أدعو أحدا … فهم أذل وأقل عددا وهم أتونا بالوتير هجدا … (نتلوا) القرآن ركعا وسجدا ثمت أسلمنا ولم (ننزع) يدا … فانصر رسول الله نصرا (أعتدا) وابعث جنود الله (تأتي) مددا … في فيلق كالبحر يأتي مزبدا فيهم رسول الله قد تجردا … إن (سيم) (خسفا) وجهه تربدا قال حماد: هذا الشعر بعضه (عن أيوب، وبعضه عن) يزيد بن حازم وأكثره عن محمد بن إسحاق. ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: قال حسان بن ثابت: أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة … (رجال) بني كعب تحز رقابها وصفوان عود (خر) من (ودق) استه … فذاك (أوان) الحرب شد عصابها فلا تجزعن يا ابن أم مجالد … فقد صرحت (صرفا) وعصل نابها فياليت شعري هل ينالن مرة … سهيل بن عمرو حوبها وعقابها قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل فارتحلوا، فساروا حتى نزلوا مرا، قال: وجاء أبو سفيان حتى نزل مرا ليلا، قال: فرأى العسكر والنيران فقال: (من) هؤلاء؟ فقيل: هذه تميم محلت بلادها (فانتجعت) بلادكم، قال: والله لهؤلاء أكثر من أهل (منى)، (أو قال: مثل أهل منى). فلما علم أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: دلوني على (العباس)، فأتى العباس فأخبره الخبر، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة (له) فقال له: "يا أبا سفيان أسلم تسلم"، فقال: كيف أصنع باللات والعزى؟. قال أيوب: (فحدثني) أبو (الخليل) عن سعيد بن جبير، قال: قال له عمر بن الخطاب وهو خارج من القبة في عنقه السيف: اخر عليها، أما والله (أن) لو كنت خارجا من القبة ما قلتها أبدا، قال: قال أبو سفيان: من هذا؟ قالوا: عمر بن الخطاب. ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة: فأسلم أبو سفيان وذهب به العباس إلى منزله، فلما أصبحوا ثار الناس لطهورهم، قال: فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل ما للناس أمروا بشيء؟ قال: لا ولكنهم قاموا إلى الصلاة، قال: فأمره العباس فتوضأ ثم ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة كبر، فكبر الناس، ثم ركع فركعوا ثم رفع فرفعوا، فقال أبو سفيان: (ما) رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من هاهنا وههنا، ولا فارس (الأكارم) ولا الروم ذات القرون بأطوع منهم له. قال: حماد وزعم يزيد بن حازم عن عكرمة أن أبا سفيان قال: يا أبا الفضل أصبح بن أخيك -والله- عظيم الملك، قال: (فقال له) العباس: إنه ليس بملك ولكنها (نبوة)، قال: أو ذاك؟ (أو ذاك). (ثم) رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: قال أبو سفيان: واصباح قريش، قال: فقال العباس: يا رسول الله، لو أذنت لي (فأتيتهم) فدعوتهم (فأمنتهم)، وجعلت لأبي سفيان شيئا يذكر به، فانطلق العباس فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء، وانطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ردوا علي أبي، ردوا علي أبي، فإن عم الرجل صنو أبيه، إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود، دعاهم إلى الله فقتلوه، أما والله لئن ركبوها منه لأضرمنها عليهم نارا". فانطلق العباس حتى قدم مكة، فقال: يا أهل مكة أسلموا تسلموا، قد استبطنتم بأشهب (بازل)، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الزبير من قبل أعلى مكة، (وبعث) خالد (بن الوليد) من قبل أسفل مكة، فقال لهم العباس: هذا الزبير من قبل أعلى مكة، وهذا خالد من قبل أسفل مكة، وخالد (وما) خالد؟ وخزاعة (المجدعة) الأنوف، ثم قال: من ألقى سلاحه فهو آمن. ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتراموا بشيء من النبل، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر عليهم فأمن الناس إلا خزاعة (من) بني بكر (فذكر) أربعة: مقيس بن صبابة، وعبد الله بن أبي سرح، وابن (خطل)، وسارة (مولاة) بني هاشم، قال حمادة: سارة -في حديث أيوب، (أو) في حديث (غيره). قال: فقتلهم خزاعة إلى نصف النهار، وأنزل الله: {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (13) قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} (قال: خزاعة): {ويذهب غيظ قلوبهم} قال: خزاعة: {ويتوب الله على من يشاء. .} [[التوبة: 13 - 15]]، (قال: خزاعة)

[شرح معاني الآثار - ط مصر] (3/ 312)
: 5444 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا سليمان بن حرب ، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال: " لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة ، وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ، وكانت بنو بكر حلفاء قريش ، فدخلت خزاعة في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخلت بنو بكر في صلح قريش ، فكان بين خزاعة وبين بني بكر بعد قتال ، فأمدهم قريش بسلاح وطعام ، وظللوا عليهم ، وظهرت بنو بكر على خزاعة ، فقتلوا فيهم ، فخافت قريش أن يكونوا على قوم قد نقضوا ، فقالوا لأبي سفيان: اذهب إلى محمد فأجد الحلف ، وأصلح بين الناس وأن ليس في قوم ظللوا على قوم وأمدوهم بسلاح وطعام ما إن يكونوا نقضوا ، فانطلق أبو سفيان وسار ، حتى قدم المدينة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جاءكم أبو سفيان ، وسيرجع راضيا بغير حاجة ، فأتى أبا بكر رضي الله عنه ، فقال: يا أبا بكر أجد الحلف وأصلح بين الناس أو بين قومك ، قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه الأمر إلى الله تعالى وإلى رسوله ، وقد قال فيما قال له بأن ليس في قوم ظللوا على قوم وأمدوهم بسلاح وطعام ، ما إن يكونوا نقضوا ، قال فقال أبو بكر رضي الله عنه: الأمر إلى الله عز وجل ، وإلى رسوله ، قال: ثم أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر له نحوا مما ذكر لأبي بكر رضي الله عنه ، فقال عمر رضي الله عنه: أنقضتم؟ فما كان منه جديدا ، فأبلاه الله تعالى ، وما كان منه شديدا ، أو قال متينا ، فقطعه الله تعالى ، فقال أبو سفيان: وما رأيت كاليوم شاهد عشرة ، ثم أتى فاطمة رضي الله عنها ، فقال لها: ‌يا ‌فاطمة ، ‌هل ‌لك ‌في ‌أمر ‌تسودين ‌فيه ‌نساء ‌قومك ، ثم ذكر لها نحوا مما قال لأبي بكر رضي الله عنه ، ثم قال لها: فتجددين الحلف ، وتصلحين بين الناس ، فقالت رضي الله عنها: ليس إلا إلى الله وإلى رسوله ، قال: ثم أتى عليا رضي الله عنه ، فقال له نحوا مما قال لأبي بكر رضي الله عنه ، فقال علي رضي الله عنه: ما رأيت كاليوم رجلا أصل ، أنت سيد الناس فأجد الحلف وأصلح بين الناس ، فضرب أبو سفيان إحدى رجليه على الأخرى وقال قد أخذت بين الناس بعضهم من بعض ، قال: ثم انطلق حتى قدم ، والله ما أتيتنا بحرب فيحذر ، ولا أتيتنا بصلح فيأمن ، ارجع ارجع ، قال وقدم وفد خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع القوم ، ودعاه بالنصرة وأنشد في ذلك: لاهم إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا والدا كنا وكنت ولدا … إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا … وجعلوا لي بكداء رصدا وزعموا أن لست تدعوا أحدا … وهم أذل وأقل عددا وهم أتونا بالوتير هجدا … نتلوا القرآن ركعا وسجدا ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا … فانصر رسول الله نصرا أعتدا وابعث جنود الله تأتي مددا … في فيلق كالبحر يأتي مزبدا فيهم رسول الله قد تجردا … إن سيم خسفا وجهه تربدا قال حماد: هذا الشعر بعضه عن أيوب ، وبعضه عن يزيد بن حازم ، وأكثره ، عن محمد بن إسحاق ، ثم رجع إلى حديث أيوب ، " عن عكرمة قال: ما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة … رجال بني كعب تحز رقابها وصفوان عود خر من ودق استه … فذاك أوان الحرب حان غضابها فيا ليت شعري هل لنا مرة … سهيل بن عمرو حولها وعقابها قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل فارتحلوا فساروا ، حتى نزلوا بمر الظهران ، قال: وجاء أبو سفيان حتى نزل ليلا ، فرأى العسكر والنيران ، فقال: ما هذا؟ قيل: هذه تميم ، أمحلت بلادها فانتجعت بلادكم ، قال: هؤلاء والله أكثر من أهل منى ، أو مثل أهل منى ، فلما علم أنه النبي صلى الله عليه وسلم تنكر وقال: دلوني على العباس بن عبد المطلب ، وأتى العباس فأخبره الخبر وانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له فقال يا أبا سفيان ، أسلم تسلم قال: وكيف أصنع باللات والعزى "؟ قال أيوب: 5445 - حدثني أبو الخليل عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: " قال عمر رضي الله عنه وهو خارج من التيه ما قلتها أبدا ، قال أبو سفيان: من هذا؟ قالوا: عمر رضي الله عنه ، فأسلم أبو سفيان فانطلق به العباس ، فلما أصبحوا ، ثار الناس لظهورهم ، قال: فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل ، ما للناس أمروا في شيء؟ قال: فقال: لا ، ولكنهم قاموا إلى الصلاة فأمره فتوضأ ، وانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ، كبر ، فكبر الناس ، ثم ركع فركعوا ، ثم رفع فرفعوا ، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من هاهنا وهاهنا، ولا فارس الأكارم ولا الروم ذات القرون بالطوع منهم " ، قال حماد: وزعم يزيد بن حازم عن عكرمة قال: قال أبو سفيان: يا أبا الفضل أصبح ، والله ، ابن أخيك عظيم الملك ، قال: ليس بملك ولكنها نبوة ، قال: أو ذاك أو ذاك " قال: ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: فقال أبو سفيان: واصباح قريش ، قال: " فقال العباس رضي الله عنه: يا رسول الله ، لو أذنت لي فأتيت أهل مكة فدعوتهم وأمنتهم ، وجعلت لأبي سفيان شيئا يذكر به ، قال: فانطلق فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء ، وانطلق ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ردوا علي أبي ، ردوا علي أبي ، إن عم الرجل صنو أبيه ، إني أخاف أن تفعل بك قريش ، كما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود ، دعاهم إلى الله فقتلوه ، أما والله لئن ركبوها منه ، لأضرمنها عليهم نارا قال: فانطلق العباس رضي الله عنه: فقال يا أهل مكة ، أسلموا تسلموا ، فقد استبطنتم بأشهب بازل ، قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الزبير من قبل أعلى مكة ، وبعث خالد بن الوليد من قبل أسفل مكة ، قال: فقال لهم: هذا الزبير من قبل أعلى مكة ، وهذا خالد من قبل أسفل مكة ، وخالد وما خالد ، وخزاعة مجدعة الأنوف ، ثم قال: من ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فتراموا بشيء من النبل ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر عليهم فأمن الناس إلا خزاعة عن بني بكر ، وذكر أربعة ، مقيس بن ضبابة ، وعبد الله بن أبي سرح ، وابن خطل ، وسارة مولاة بني هاشم " ، قال حماد: سارة في حديث أيوب ، أو في حديث غيره ، قال: " فقاتلهم خزاعة إلى نصف النهار ، فأنزل الله عز وجل {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول} [[التوبة: 13]] إلى قوله عز وجل {ويشف صدور قوم مؤمنين} [[التوبة: 14]] قال: خزاعة ، {ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء} [[التوبة: 15]]

[الأموال لابن زنجويه] (1/ 405)
: 675 - حدثنا حميد أنا سليمان بن حرب، أنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة. قال: وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ، وكانت بنو بكر حلفاء قريش ، فكان بين خزاعة وبين بني بكر بعد قتال ، فأمدتهم قريش بسلاح وطعام ، وظللوا عليهم ، فظهرت بنو بكر على خزاعة ، وقتلوا فيهم فخافت قريش أن يكونوا قد نقضوا ، فقالوا لأبي سفيان: اذهب إلى محمد فأجد الحلف ، وأصلح بين الناس ، فإنه ليس قوم ظللوا على قوم وأمدوهم بسلاح وطعام ما يكونوا نقضوا.، قال حماد: هذا الكلام ، أو كلام إلى هذا صار، قال: فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جاءكم أبو سفيان ، وسيرجع راضيا بغير حاجة ، فقال: يا أبا بكر أجد الحلف وأصلح بين الناس ، أو قال بين قومك، فقال أبو بكر: الأمر إلى الله وإلى رسوله ، قال: وقد قال له فيما قال: إنه ليس في قوم ظللوا على قوم ، وأمدوهم بسلاح وطعام ، ما يكونوا نقضوا ، فقال أبو بكر: الأمر إلى الله وإلى رسوله ، ثم أتى عمر ، فقال له نحوا مما قال لأبي بكر فقال له عمر: أنقضتم؟ فما كان منه جديدا فأبلاه الله ، وما كان منه شديدا أو قال: متينا فقطعه الله، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة ، وأتى فاطمة فقال لها: يا فاطمة هل لك إلى أمر تسودين فيه نساء قومك؟، قال: ثم قال لها نحوا مما قال لأبي بكر ، وقال تجددين الحلف وتصلحين بين الناس، فقالت: ليس الأمر إلي ، الأمر إلى الله وإلى رسوله ، قال: ثم أتى عليا ، فقال له نحوا مما قال لأبي بكر ، فقال له علي: ما رأيت كاليوم رجلا أضل ، أنت سيد الناس ، فأجد الحلف وأصلح بين الناس، قال: فضرب أبو سفيان إحدى يديه على الأخرى ، وقال: قد أجرت الناس بعضهم من بعض، وانطلق حتى قدم على أهل مكة ، فأخبرهم بما صنع، فقالوا: والله ما رأينا كاليوم وارد قوم ، والله ما أتيتنا بحرب فنحذر ، ولا أتيتنا بصلح فنأمن، ارجع ارجع. قال: وقدم وافد خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع القوم ودعاه إلى النصر وأنشده في ذلك شعرا: اللهم إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا ووالدا كنا وكنت ولدا … إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا … وجعلوا لي بكداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا … وهم أذل وأقل عددا وهم أتونا بالوتير هجدا … نتلوا القرآن ركعا وسجدا ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا … فانصر رسول الله نصرا أعتدا وابعث جنود الله تأتي مددا … في فيلق كالبحر يأتي مزبدا فيهم رسول الله قد تجردا … إن سيم خسفا وجهه تربدا قال حماد: هذا شعر بعضه عن أيوب وبعضه عن يزيد بن حازم وأكثره عن محمد بن إسحاق ، ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة ، قال: وقال حسان بن ثابت: أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة … رجال بني كعب تحز رقابها وصفوان عن زجر مزور استه … فذاك وآن الحرب شد عصابها فلا تجزعن يا ابن أم مجالد … فقد صرفت صرفا وعطل بابها فيا ليت شعري هل. . هده … سهيل بن عمرو جدبها وعقابها قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل فساروا حتى نزلوا مر ، ثم ذكر فتح مكة