الموسوعة الحديثية


- قُلْ لهُنَّ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبايِعُكُنَّ على أنْ لا تُشْرِكْنَ باللهِ شيئًا، وكانتْ هِندُ بنتُ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ التي شقَّتْ بطنَ حمزةَ مُتَنَكِّرةً في النِّساءِ، فقالتْ: إنِّي إنْ أتكلَّمْ يَعرِفْني، وإنْ عرَفَني قتَلَني، وإنَّما تنكَّرْتُ فَرَقًا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسكَتَ النِّسوةُ اللَّاتي مع هِنْدَ وأَبَيْنَ أنْ يتكلَّمْنَ، فقالتْ هِنْدُ وهي مُنَكَّرَةٌ: كيف تقبَلُ مِنَ النِّساءِ شيئًا لم تقبَلْه مِنَ الرِّجالِ؟ ففَطِنَ إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال لِعُمرَ رَضِيَ اللهُ عنه: قُلْ لهُنْ: ولا تَسْرِقْنَ، قالتْ هِندُ: واللهِ، إنِّي لَأُصيبُ مِن أبي سُفيانَ الهَنَاتِ، وما أَدْري أَيُحِلُّهُنَّ لي أَمْ لا؟ قال أبو سُفيانَ: ما أصَبْتِ مِن شيءٍ مَضَى أوْ قد بَقِيَ فهو لكِ حَلالٌ، فضحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعرَفَها، فدَعاها، فأخذَتْ بيدِهِ، فعاذَتْ بهِ، فقال: أنتِ هِندُ؟ قالتْ: عَفا اللهُ عمَّا سَلَفَ، فصرَفَ عنها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ولا تَزنينَ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، وهل تَزْني الحُرَّةُ؟ قال: لا واللهِ، ما تَزني الحُرَّةُ، فقال: ولا يَقْتُلْنَ أولادَهُنَّ، قالتْ هِندُ: أنتَ قتلْتَهم يومَ بَدْرٍ، فأنتَ وهُمْ أَبْصَرُ، فقال: ولا يَأْتينَ بِبُهتانٍ يَفْتَرينَهُ بينَ أَيْديهِنَّ وأَرجُلِهِنَّ، قال: ولا يَعصينَكَ في معروفٍ، قال: مَنَعَهُنَّ أنْ يَنُحْنَ، وكان أهلُ الجاهليَّةِ يُمزِّقْنَ الثِّيابَ، ويَخْدِشْنَ الوجوهَ، ويُقَطِّعْنَ الشُّعورَ، ويَدْعونَ بالثُّبُورِ -والثُّبورُ: الوَيْلُ-.
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم الصفحة أو الرقم : 8/125
التخريج : أخرجه الطبري في ((جامع البيان)) (22/ 596) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة بيعة - البيعة على ماذا تكون حدود - ذم الزنا وتحريمه مناقب وفضائل - هند بنت عتبة بن ربيعة جنائز وموت - الزجر عن النياحة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تفسير الطبري (22/ 596)
: حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كانت محنة النساء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "قل لهن: إن رسول الله يبايعكن على ألا تشركن بالله شيئا". وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة رحمة الله عليه متنكرة في النساء، فقالت: إني إن أتكلم يعرفني، وإن عرفني قتلني. وإنما تنكرت فرقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكت النسوة اللاتي مع هند، وأبين أن يتكلمن، قالت هند وهي متنكرة: كيف يقبل من النساء شيئا لم يقبله من الرجال؟ فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعمر: "قل لهن: ولا يسرقن". قالت هند: والله إني لأصيب من أبي سفيان الهنات ما أدري أيحلهن لي أم لا. قال أبو سفيان: ما أصبت من شيء مضى أو قد بقي، فهو لك حلال. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها، فدعاها فأتته، فأخذت بيده فعاذت به، فقال: "أنت هند؟ ". فقالت: عفا الله عما سلف، فصرف عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " {ولا يزنين} ". فقالت: يا رسول الله، وهل تزني الحرة؟ قال: "لا والله ما تزني الحرة". قال: " {ولا يقتلن أولادهن} ". قالت هند: أنت قتلتهم يوم بدر، فأنت وهم أبصر. قال: " {ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف} ". قال: منعهن أن ينحن، وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب، ويخدشن الوجوه، ويقطعن الشعور، ويدعون بالثبور والويل.