الموسوعة الحديثية


- أتيتُ سعيدَ بنَ أبي بردةَ فسألتُه عن رسائلَ عمرَ الَّتي كان يكتُبُ إلى أبي موسَى، وكان أبو موسَى قد أوصَى إلى أبي بردةَ، قال : فأخرج إليَّ كُتبًا فرأيتُ في كتابٍ منها : أمَّا بعدُ فإنَّ القضاءَ فريضةٌ محكمةٌ وسُنَّةٌ متَّبعةٌ، فافهَمْ إذا أُدْلِي إليك فإنَّه لا ينفعُ تكلُّمٌ بحقٍّ لا نفاذَ له، آسِ بين الاثنين في مجلسِك ووجهِك حتَّى لا يطمعُ شريفٌ في حيفِك ولا ييئسُ وضيعٌ أو قال : ضعيفٌ من عدلِك. الفهمَ الفهمَ فيما تلجلج في صدرِك ويشكُلُ عليك، اعرَفِ الأشباهَ والأمثالَ ثمَّ قسِ الأمورَ بعضَها ببعضٍ وانظرْ أقربَها إلى اللهِ وأشبهَها بالحقِّ فاتَّبِعْه، واعهدْ إليك ولا يمنعُك قضاءٌ قضيتَه بالأمسِ راجعتَ فيه نفسَك وهُدِيتَ فيه لرشدِك من أن تراجعَ الحقَّ، فإنَّ مراجعةَ الحقِّ خيرٌ من التَّمادي في الباطلِ، المسلمون عدولٌ بعضُهم على بعضٍ إلَّا مجلودًا في حدٍّ أو مجرَّبًا عليه شهادةُ زورٍ أو ظَنينًا في ولاءٍ أو قرابةٍ، اجعلْ لمن ادَّعَى حقًّا غائبًا أمدًا ينتهي إليه أو ينتهي عادلُه فإنَّه أثبتُ في الحجَّةِ وأبلغُ في العُذرِ، فإن أُحضِر ببيِّنةً وإلَّا وجَّهتَ عليه القضاءَ، البيِّنةُ على من ادَّعَى واليمينُ على من أنكر، إنَّ اللهَ تولَّى منكم السَّرائرَ ودرَأ عنكم الشُّبهاتِ، إيَّاك والقلقَ والضَّجرَ والتَّأذِّي بالنَّاسِ والتَّنكُّرِ للخصمِ في مجالسِ القضاءِ. إلى أن قال : والصُّلحُ جائزٌ بين المسلمين إلَّا صلحًا أحلَّ حرامًا أو حرَّم حلالًا، ومن يُزيِّنُ للنَّاسِ بما لم يعلمِ اللهُ منه شانه اللهُ، فما ظنُّك بثوابِ غيرِ اللهِ في عاجلِ دنيا وآجلِ آخرةٍ
خلاصة حكم المحدث : مشهور وهو من هذا الوجه غريب ويسمى وجادة ، والصحيح أنه يحتج بها إذا تحقق الخط
الراوي : والد عبدالله بن إدريس | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق الصفحة أو الرقم : 2/546
التخريج : أخرجه وكيع في ((أخبار القضاة)) (1/283) باختلاف يسير، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (1/492) نصفه الأول
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الترغيب في القضاء بالحق شهادات - البينة على المدعي شهادات - شهادة القاذف والمحدود أقضية وأحكام - آداب القضاء وكيفية الحكم أقضية وأحكام - جلوس الخصمين بين يدي الحاكم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[أخبار القضاة] (1/ 283)
: حدثني علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب؛ قال: حدثنا إبراهيم بن بشار؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا إدريس أبو عبد الله بن إدريس؛ قال: أتيت سعيد بن أبي بردة فسألته عن رسائل عمر التي كان يكتب بها إلى أبي موسى، وكان أبو موسى ‌قد ‌أوصى ‌إلى ‌أبي ‌بردة، فأخرج لي كتابا فرأيت في كتاب منها:أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلى إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، واس بين الاثنين في مجلسك، ووجهك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا يأيس وضيع، وربما قال: ضعيف من عدلك؛ الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك، وربما قال: في نفسك؛ ويشكل عليك ما لم ينزل في الكتاب، ولم تجر به سنة، وأعرف الأشباه، والأمثال، ثم قس الأمور بعضها ببعض، فانظر أقربها إلى الله، وأشبهها بالحق فاتبعه، واعمد إليه؛ لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس، راجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك، فإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل؛ المسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجلودا أو مجربا عليه شهادة زور، أو ظنينا في ولاء قرابة، اجعل لمن ادعى حقا غائبا أمدا ينتهي إليه، أو بينة عادلة فإنه أثبت للحجة، وأبلغ في العذر، فإن أحضر بينته إلى ذلك الأجل أخذ حقه، وإلا وجهت عليه البينة على من أدعى، واليمين على من أنكر، إن الله عز وجل تولى منكم السرائر، ودرأ عنكم بالشبهات، وإياك والغلق، والضجر، والتأذي بالناس، والتنكر للخصم في مجالس القضاء التي يوجب الله فيها الأجر، ويحسن فيها الذخر؛ من حسنت نيته، وخلصت فيما بينه وبين الله، كفاه الله ما بينه وبين الناس؛ والصلح جائز بين الناس إلا صلحا أحل حراما، أو حرم حلالا، ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل دنيا، وآجر آخرة، والسلام.

[الفقيه والمتفقه - الخطيب البغدادي] (1/ 492)
: أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، نا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، نا إبراهيم بن بشار ، نا سفيان بن عيينة ، نا إدريس أبو عبد الله بن إدريس قال: أتيت سعيد بن أبي بردة ، فسألته عن رسائل ، عمر بن الخطاب التي كان يكتب بها إلى أبي موسى الأشعري ، وكان أبو موسى قد أوصى إلى أبي بردة ، فأخرج إلي كتبا ، فرأيت في كتاب منها: أما بعد: " فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم إذا أدلي إليك ، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ، آس بين الاثنين في مجلسك ووجهك ، حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس وضيع - وربما قال: ضعيف - من عدلك ، الفهم الفهم فيما ينخلج في صدرك - وربما قال: في نفسك - ويشكل عليك ما لم ينزل في الكتاب ولم تجر به سنة ، واعرف الأشباه والأمثال ، ثم قس الأمور بعضها ببعض وانظر أقربها إلى الله ، وأشبهها بالحق فاتبعه "