الموسوعة الحديثية


- واللهِ إنِّي لأَنظُرُ يومئذٍ إلى ( خَدمِ ) النِّساءِ مُشَمِّرَاتٍ يَسعَيْنَ حينَ انهزَمَ القومُ، وما أَرَى دونَ أَخذِهِنَّ شيئًا، وإنَّا لَنحسَبُهُمْ قَتْلَى ما يَرجِعُ إلينا منهم أَحدٌ، ولقد أُصيبَ أصحابُ اللِّوَاءِ، وصَبروا عِندَه حتَّى صارَ إلى عبدٍ لهم حَبشِيٍ يُقالُ لهُ : صَوَابٌ، ثمَّ قُتِلَ صَوَابٌ فَطُرِحَ اللِّوَاءُ، فَمَا يَقرَبُه أَحدٌ من خَلْقِ اللهِ تعالى حتَّى وثَبَتْ إليه عَمْرةُ بنتُ عَلْقَمَةَ الحارِثِيَّةُ فَرفَعَتْهُ لهم، وثَابَ إليه النَّاسُ، قال الزُّبيرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ : فواللهِ إنَّا لَكذلِكَ قد عَلوْناهُمْ وظَهَرْنا عليهِم، إذْ خالفَتِ الرُّمَاةُ عن أَمْرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأقبَلوا إلى العَسْكَرِ حين رَأَوْهُ مُخْتَلًّا قد أَجهَضْناهُم عنهُ، فَرغِبوا في الغَنائمِ وتَركوا عَهْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فَجعَلوا يأخذونَ الأمتعةَ، فأَتَتْنَا الخيلُ مِن خَلفِنا فَحطَّمَتْنَا وكَرَّ النَّاسُ مُنْهَزِمينَ، فَصرخَ صارِخٌ يَرَوْنَ أنَّه الشَّيطانُ : أَلا إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ، ( فانحَطَمَ ) النَّاسُ ورَكِبَ بَعضُهمْ بَعضًا، فصاروا أثلاثًا : ثُلثًا جَريحًا، وثُلثًا مَقتولًا، وثُلثًا مُنهَزِمًا، قد بلغتِ الحربُ، وقد كانتِ الرُّماةُ اختَلفوا فيما بينهم، فقالتْ طائفةٌ ( رَأَوا ) النَّاسَ وقَعُوا في الغنائمِ، وقد هَزمَ اللهُ تعالى المشركينَ، وأَخَذَ المسلِمونَ الغنائِمَ : فماذا تَنتَظِرونَ ؟ وقالتْ طائفةٌ : قد تَقدَّمَ إليكُمْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونَهاكُمْ أن تُفَارِقُوا مَكانَكُمْ إن كانتْ عليهِ أَوْ لَهُ، فَتنازَعوا في ذلِكَ، ثمَّ إنَّ الطَّائفةَ الأُولَى من الرُّماِة أَبَتْ إلَّا أن تَلْحَقَ بالعَسْكَرِ، فَتَفَرَّقَ القومُ وتَرَكُوا مَكانَهُمْ، فعندَ ذلكَ حَملَتْ خَيْلُ المشرِكينَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية الصفحة أو الرقم : 4/393
التخريج : أخرجه إسحق بن راهويه كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (4/308)
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد اعتصام بالسنة - مخالفة السنة مظالم - شؤم المعصية وبركة الطاعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (4/ 308)
4260 - قال إسحاق : أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، حدثنا أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق يقول : حدثني يحيى بن عباد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير رضي الله عنه قال : والله إني لأنظر يومئذ إلى خدم النساء ، مشمرات يسعين حين انهزم القوم ، وما أرى دون أخذهن شيئا ، وإنا لنحسبهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد ، ولقد أصيب أصحاب اللواء ، وصبروا عنده حتى صار إلى عبد له حبشي ، يقال له صواب ، ثم قتل صواب فطرح اللواء ، فما يقربه أحد من خلق الله تعالى ، حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية ، فرفعته لهم ، وثاب إليه الناس . قال الزبير رضي الله عنه : فوالله إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم ، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلوا إلى العسكر حين رأوه مختلا قد أجهضناهم عنه ، فرغبوا إلى الغنائم ، وتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلوا يأخذون الأمتعة ، فأتتنا الخيل من خلفنا ، فحطمتنا ، وكر الناس منهزمين ، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان : ألا إن محمدا قد قتل ، فأعظم الناس ، وركب بعضهم بعضا ، فصاروا أثلاثا ثلثا جريحا ، وثلثا مقتولا ، وثلثا منهزما ، قد بلغت الحرب ، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم ، فقالت طائفة رأوا الناس وقعوا في الغنائم : قد هزم الله تعالى المشركين ، وأخذ المسلمون الغنائم فماذا تنتظرون ؟ وقالت طائفة : قد تقدم إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أو له . فتنازعوا في ذلك . ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالعسكر ، فتفرق القوم ، وتركوا مكانهم ، فعند ذلك حملت خيل المشركين . هذا إسناد صحيح ، له شاهد في الصحيح من حديث البراء رضي الله عنه