الموسوعة الحديثية


- كان أبو ذَرٍّ يَختلِفُ مِن الرَّبَذةِ إلى المدينةِ مَخافةَ الأعرابيَّةِ؛ فكان يُحِبُّ الوَحدةَ، فدخَلَ على عُثمانَ وعندَه كَعبٌ... الحَديثَ. وفيه: فشَجَّ كَعبًا، فاستَوهَبَه عُثمانُ، فوَهَبَه له، وقال: يا أبا ذَرٍّ، اتَّقِ اللهَ، واكفُفْ يَدَكَ ولِسانَكَ. موسى بنُ عُبَيدةَ: أخبَرَنا ابنُ نُفَيعٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قال: استَأذَنَ أبو ذَرٍّ على عُثمانَ، فتَغافَلوا عنه ساعةً، فقُلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، هذا أبو ذَرٍّ بالبابِ. قال: ائْذَنْ له إنْ شِئتَ أنْ تُؤذيَنا وتُبرِّحَ بنا. فأذِنتُ له، فجلَسَ على سَريرٍ مَرْمولٍ، فرجَفَ به السَّريرُ -وكان عَظيمًا طَويلًا-، فقال عُثمانُ: أمَا إنَّكَ الزَّاعِمُ أنَّكَ خَيرٌ مِن أبي بَكرٍ وعُمَرَ! قال: ما قُلتُ. قال: إنِّي أنزِعُ عليك بالبَيِّنةِ. قال: واللهِ ما أدري ما بَيِّنتُكَ، وما تَأتي به، وقد علِمتُ ما قُلتُ. قال: فكيف إذا قُلتَ؟ قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أحَبَّكم إلَيَّ، وأقرَبَكم منِّي الذي يَلحَقُ بي على العَهدِ الذي عاهَدتُه عليه. وكلُّكم قد أصابَ مِن الدُّنيا، وأنا على ما عاهَدتُه عليه، وعلى اللهِ تَمامُ النِّعمةِ. وسَألَه عن أشياءَ، فأخبَرَه بالذي يَعلَمُه، فأمَرَه أنْ يَرتحِلَ إلى الشَّامِ، فيَلحَقَ بمُعاويةَ، فكان يُحدِّثُ بالشَّامِ، فاستَهوى قُلوبَ الرِّجالِ، فكان مُعاويةُ يُنكِرُ بَعضَ شَأْنِ رَعيَّتِه، وكان يقولُ: لا يَبيتَنَّ عندَ أحدِكم دينارٌ، ولا دِرهَمٌ، ولا تِبْرٌ، ولا فِضَّةٌ، إلَّا شيءٌ يُنفِقُه في سَبيلِ اللهِ، أو يَعُدُّه لغَريمٍ. وإنَّ مُعاويةَ بعَثَ إليه بألْفِ دينارٍ في جُنحِ اللَّيلِ ، فأنفَقَها. فلما صلَّى مُعاويةُ الصُّبحَ، دَعا رسولَه، فقال: اذهَبْ إلى أبي ذَرٍّ، فقُلْ: أنقِذْ جَسدي مِن عَذابِ مُعاويةَ، فإنِّي أخطَأْتُ. قال: يا بُنَيَّ، قُلْ له: يقولُ لك أبو ذَرٍّ: واللهِ ما أصبَحَ عندَنا منه دينارٌ، ولكنْ أنظِرْنا ثَلاثًا حتى نَجمَعَ لك دَنانيرَكَ. فلمَّا رَأى مُعاويةُ أنَّ قَولَه صَدَّقَ فِعلَه، كتَبَ إلى عُثمانَ: أمَّا بعدُ، فإنْ كان لك بالشَّامِ حاجةٌ أو بأهلِه، فابعَثْ إلى أبي ذَرٍّ؛ فإنَّه قد وَغَّلَ صُدورَ النَّاسِ. فكتَبَ إليه عُثمانُ: اقدَمْ علَيَّ، فقدِمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 2/68
التخريج : أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (66/ 198) معلقًا، واللفظ له، والطبري في ((تاريخه)) (4/ 284) بمعناه.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - أبو ذر الغفاري مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها زكاة - الترهيب من كنز المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (66/ 198)
قال سيف بن عمر عن محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس قال كان أبو ذر يختلف من الربذة إلى المدينة مخافة الأعرابية فكان يحب الوحدة والخلوة فدخل على عثمان وعنده كعب الأحبار فقال عثمان ألا ترضون من الناس بكف الأذى حتى يبذلوا المعروف وقد ينبغي للمؤدي الزكاة ألا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والإخوان ويصل القرابات فقال كعب من أدى الفريضة فقد قضى ما عليه فرفع أبو ذر محجنه فضربه فشجه فاستوهبه عثمان فوهبه له وقال يا أبا ذر اتق الله واكفف يدك ولسانك وقد كان قال له يا ابن اليهودية ما أنت وما ها هنا والله لتسمعن مني أو لا أدخل عليك والله لا يسمع أحد من اليهود إلا فتنوه قال زيد بن وهب حدثني أبو ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا بلغ البناء سلعا فارتحل إلى الشام فلما بلغ البناء سلعا قدمت الشام وكنت بها فتلوت هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة " فقال معاوية هذه للكفار فقلت هي لأهل الإسلام فكتب إلى عثمان إن هذا يفسد فكتب إلي عثمان فقدمت المدينة فأجفل الناس ينتظرونني كأنهم لم يروني قط فقال لي عثمان لو ارتحلت إلى الربذة قال فارتحلنا إلى الربذة وفي رواية مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر فقلت ما أنزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة " فقال معاوية نزلت في أهل الكتاب وقلت نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمت المدينة فكثر الناس علي كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكر ذلك لعثمان فقال إن شت تنحيت فكنت قريبا قال فذلك أنزلني هذا المنزل ولو أمر علي حبشي لسمعت وأطعت قال موسى بن عبيدة أخبرني ابن نفيع عن ابن العباس قال استأذن أبو ذر على عثمان وأنا عنده فتغافلوا عنه ساعة فقلت يا أمير المؤمنين هذا أبو ذر بالباب يستأذنك فقال ائذن له إن شئت إنه يؤذينا ويبرح بنا قال فأذنت له فجلس على سرير مرمول من هذه البحرية فرجف به السرير وكان عظيما طويلا فقال له عثمان أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر قال ما قلت قال عثمان إني أنزع عليك بالبينة قال والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به وقد علمت ما قلت قال فكيف قلت إذا قال قلت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحق بي على العهد الذي عاهدته عليه وكلكم قد أصاب من الدنيا وأنا على ما عاهدني عليه وعلى الله تمام النعمة وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه فأمره أن يرتحل إلى الشام فيلحق بمعاوية فكان يحدث بالشام فاستهوى قلوب الرجال فكان معاوية ينكر بعض شأن رعيته وكان يقول لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم لا تبر ولا فضة إلا شئ ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم وإن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال اذهب إلى أبي ذر فقل أنقذ جسدي من عذاب معاوية أنقذك الله من النار فإني أخطأت بك قال يا بني قل له يقول لك أبو ذر والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك فلما رأى معاوية أن قوله صدق فعله كتب إلى عثمان أما بعد فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى أبي ذر فإنه قد أوغل صدور الناس فكتب إليه عثمان أقدم علي فقدم عليه المدينة.

تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (4/ 284)
وكتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن عون، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان أبو ذر يختلف من الربذة إلى المدينة مخافة الأعرابية، وكان يحب الوحدة والخلوة فدخل على عثمان، وعنده كعب الأحبار، فقال لعثمان: لا ترضوا من الناس بكف الأذى حتى يبذلوا المعروف، وقد ينبغي للمؤدي الزكاة ألا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والإخوان، ويصل القرابات فقال كعب: من أدى الفريضة فقد قضى ما عليه فرفع أبو ذر محجنه فضربه فشجه، فاستوهبه عثمان، فوهبه له، وقال: يا أبا ذر، اتق الله واكفف يدك ولسانك، وقد كان قال له: يا بن اليهودية، ما أنت وما هاهنا! والله لتسمعن مني أو لأدخل عثمان لا ينزع له، وأخرج معاوية أهله من بعده، فخرجوا إليه ومعهم جراب يثقل يد الرجل، فقال: انظروا إلى هذا الذي يزهد في الدنيا ما عنده! فقالت امرأته: أما والله ما فيه دينار ولا درهم، ولكنها فلوس كان إذا خرج عطاؤه ابتاع منه فلوسا لحوائجنا. ولما نزل أبو ذر الربذة أقيمت الصلاة، وعليها رجل يلي الصدقة، فقال: تقدم يا أبا ذر، فقال: لا، تقدم أنت، [فان رسول الله ص قال لي: اسمع وأطع، وإن كان عليك عبد مجدع،] فأنت عبد ولست بأجدع- وكان من رقيق الصدقة، وكان أسود يقال له مجاشع.