الموسوعة الحديثية


- مَرَّتْ جُهَينَةُ، فقال [أبو سُفيانَ]: أيْ عبَّاسُ، مَن هؤلاء؟ قال: هذه جُهَينَةُ، قال: ما لي ولِجُهَينَةَ، واللهِ ما كان بيني وبينَهم حَربٌ قَطُّ.
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم : 7/600
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (38055 ) أثناء حديث الفتح مطولًا
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل العرب مناقب وفضائل - فضائل القبائل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


(مصنف ابن أبي شيبة)
(14/ 473) 38055-حدثنا يزيد بن هارون ، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، قالا: كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين هدنة ، فكان بين بني كعب ، وبين بني بكر قتال بمكة ، فقدم صريخ بني كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [[البحر الرجز]] اللهم إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا فانصر هداك الله نصرا عتدا … وادع عباد الله يأتوا مددا ‌فمرت ‌سحابة ‌فرعدت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذه لترعد بنصر بني كعب ، ثم قال لعائشة: " جهزيني ولا تعلمن بذلك أحدا ، فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها ، فقال: ما هذا؟ قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجهزه ، قال: إلى أين؟ قالت: إلى مكة ، قال: فوالله ما انقضت الهدنة بيننا وبينهم بعد ، فجاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم أول من غدر ، ثم أمر بالطريق فحبست ، ثم خرج وخرج المسلمون معه ، فغم لأهل مكة لا يأتيهم خبر ، فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أي حكيم ، والله لقد غمنا واغتممنا ، فهل لك أن تركب ما بيننا وبين مرة ، لعلنا أن نلقى خبرا ، فقال له بديل بن ورقاء الكعبي من خزاعة: وأنا معكم ، قالا: وأنت إن شئت ، قال: فركبوا حتى إذا دنوا من ثنية مرة أظلموا فأشرفوا على الثنية ، فإذا النيران قد أخذت الوادي كله ، قال أبو سفيان لحكيم: ما هذه النيران؟ قال بديل بن ورقاء: هذه نيران بني عمرو ، جوعتها الحرب ، قال أبو سفيان: لا وأبيك، لبنو عمرو أذل وأقل من هؤلاء ، فتكشف عنهم الأراك ، فأخذهم حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الأنصار ، وكان عمر بن الخطاب تلك الليلة على الحرس ، فجاءوا بهم إليه ، فقالوا: جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة ، فقال عمر وهو يضحك إليهم: والله لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم ، قالوا: قد والله أتيناك بأبي سفيان ، فقال: احبسوه ، فحبسوه حتى أصبح ، فغدا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: بايع ، فقال: لا أجد إلا ذاك أو شرا منه ، فبايع ، ثم قيل لحكيم بن حزام: بايع ، فقال: أبايعك ولا أخر إلا قائما ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما من قبلنا فلن تخر إلا قائما ، فلما ولوا، قال أبو بكر: أي رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب السماع، يعني الشرف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن إلا ابن خطل ، ومقيس بن صبابة الليثي ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، والقينتين ، فإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فاقتلوهم ، قال: فلما ولوا قال أبو بكر: يا رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، لو أمرت بأبي سفيان فحبس على الطريق، وأذن في الناس بالرحيل ، فأدركه العباس فقال: هل لك إلى أن تجلس حتى تنظر؟ قال: بلى ، ولم يكن ذلك إلا أن يرى ضعفة فيتناولهم ، فمرت جهينة فقال: أي عباس ، من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة ، قال: ما لي ولجهينة ، والله ما كانت بيني وبينهم حرب قط ، ثم مرت مزينة فقال: أي عباس ، من هؤلاء؟ قال: هذه مزينة ، قال: ما لي ولمزينة ، والله ما كانت بيني وبينهم حرب قط ، ثم مرت سليم، فقال: أي عباس ، من هؤلاء؟ قال: هذه سليم ، قال: ثم جعلت تمر طوائف العرب فمرت عليه أسلم وغفار، فيسأل عنها فيخبره العباس ، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس في المهاجرين الأولين والأنصار في لأمة تلتمع البصر ، فقال: أي عباس ، من هؤلاء؟ قال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين الأولين والأنصار قال: لقد أصبح ابن أخيك عظيم الملك ، قال: لا والله ، ما هو بملك ، ولكنها النبوة ، وكانوا عشرة آلاف، أو اثني عشر ألفا ، قال: ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية إلى سعد بن عبادة ، فدفعها سعد إلى ابنه قيس بن سعد ، وركب أبو سفيان فسبق الناس حتى اطلع عليهم من الثنية ، قال له أهل مكة: ما وراءك؟ قال: ورائي الدهم ، ورائي ما لا قبل لكم به ، ورائي من لم أر مثله ، من دخل داري فهو آمن ، فجعل الناس يقتحمون داره ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف بالحجون بأعلى مكة ، وبعث الزبير بن العوام في الخيل في أعلى الوادي ، وبعث خالد بن الوليد في الخيل في أسفل الوادي ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله ، إني والله لو لم أخرج منك ما خرجت ، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، وإنما أحلت لي ساعة من النهار ، وهي ساعتي هذه ، حرام لا يعضد شجرها ، ولا يحتش حشيشها، ولا يلتقط ضالتها إلا منشد " فقال له رجل يقال له شاه ، والناس يقولون: قال له العباس: يا رسول الله ، إلا الإذخر ، فإنه لبيوتنا وقبورنا وقيوننا أو لقيوننا وقبورنا ، فأما ابن خطل فوجد متعلقا بأستار الكعبة فقتل ، وأما مقيس بن صبابة فوجدوه بين الصفا والمروة فبادره نفر من بني كعب ليقتلوه ; فقال ابن عمه نميلة: خلوا عنه ، فوالله لا يدنو منه رجل إلا ضربته بسيفي هذا حتى يبرد ، فتأخروا عنه فحمل عليه بسيفه ففلق به هامته ، وكره أن يفخر عليه أحد ، ثم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت ، ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: أي عثمان ، أين المفتاح؟ فقال هو عند أمي سلامة ابنة سعد ، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا واللات والعزى ، لا أدفعه إليه أبدا ، قال: إنه قد جاء أمر غير الأمر الذي كنا عليه ، فإنك إن لم تفعلي قتلت أنا وأخي ، قال: فدفعته إليه ، قال: فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عثر فسقط المفتاح منه ، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحنى عليه ثوبه ، ثم فتح له عثمان فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ، فكبر في زواياها وأرجائها ، وحمد الله ، ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين ، ثم خرج فقام بين البابين ، فقال علي: فتطاولت لها ورجوت أن يدفع إلينا المفتاح ، فتكون فينا السقاية والحجابة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان ، هاكم ما أعطاكم الله ، فدفع إليه المفتاح ، ثم رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن ، فقال خالد بن أسيد: ما هذا الصوت؟ قالوا: بلال بن رباح ، قال: عبد أبي بكر الحبشي ، قالوا ، نعم ، قال: أين؟ قالوا: على ظهر الكعبة ، قال: على مرقبة بني أبي طلحة؟ قالوا: نعم ، قال: ما يقول؟ قالوا: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، قال: لقد أكرم الله أبا خالد عن أن يسمع هذا الصوت، يعني أباه ، وكان ممن قتل يوم بدر في المشركين ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، وجمعت له هوازن بحنين ، فاقتتلوا ، فهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا} [[التوبة: 25]] الآية ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دابته فقال: اللهم إنك إن شئت لم تعبد بعد اليوم ، شاهت الوجوه ، ثم رماهم بحصاة كانت في يده ، فولوا مدبرين ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السبي والأموال فقال لهم: إن شئتم فالفداء ، وإن شئتم فالسبي، قالوا: لن نؤثر اليوم على الحسب شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خرجت فاسألوني، فإني سأعطيكم الذي لي ، ولن يتعذر علي أحد من المسلمين ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحوا إليه ، فقال: أما الذي لي فقد أعطيتكموه ، وقال المسلمون مثل ذلك إلا عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فإنه قال: أما الذي لي فإني لا أعطيه ، قال: أنت على حقك من ذلك ، قال: فصارت له يومئذ عجوز عوراء ، ثم حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف قريبا من شهر ، فقال عمر بن الخطاب: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعني أدخل عليهم فأدعوهم إلى الله ، قال: إنهم إذا قاتلوك ، فدخل عليهم عروة فدعاهم إلى الله فرماه رجل من بني مالك بسهم فقتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثله في قومه مثل صاحب ياسين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا مواشيهم وضيقوا عليهم ، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا حتى إذا كان بنخلة جعل الناس يسألونه ، قال أنس: حتى انتزعوا رداءه عن ظهره ، فأبدوا عن مثل فلقة القمر ، فقال: ردوا علي ردائي ، لا أبا لكم ، أتبخلونني، فوالله أن لو كان ما بينهما إبلا وغنما لأعطيتكموه ، فأعطى المؤلفة يومئذ مائة مائة من الإبل ، وأعطى الناس ، فقالت الأنصار عند ذلك ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قلتم كذا وكذا ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ، قالوا: بلى ، قال: ألم أجدكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي ، قالوا: بلى، قال: أما إنكم لو شئتم قلتم: قد جئتنا مخذولا فنصرناك ، قالوا: الله ورسوله أمن ، قال: لو شئتم قلتم: جئتنا طريدا آويناك ، قالوا: الله ورسوله آمن ، ولو شئتم لقلتم: جئتنا عائلا فآسيناك ، قالوا: الله ورسوله أمن ، قال: أفلا ترضون أن ينقلب الناس بالشاء والبعير ، وتنقلبون برسول الله إلى دياركم ، قالوا: بلى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس دثار ، والأنصار شعار ، وجعل على المقاسم عباد بن وقش أخا بني عبد الأشهل ، فجاء رجل من أسلم عاريا ليس عليه ثوب ، فقال: اكسني من هذه البرود بردة ، قال: إنما هي مقاسم المسلمين ، ولا يحل لي أن أعطيك منها شيئا ، فقال قومه: اكسه منها بردة ، فإن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا وأعطياتنا ، فأعطاه بردة ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما كنت أخشى هذا عليه ، ما كنت أخشاكم عليه ، فقال: يا رسول الله ، ما أعطيته إياها حتى قال قومه: إن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا وأعطياتنا ، فقال: جزاكم الله خيرا ، جزاكم الله خيرا "