الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا عُرِج به إلى السَّماءِ نظر في سماءِ الدُّنيا فإذا رجالٌ بُطونُهم كأمثالِ البيوتِ العِظامِ قد مالت بطونُهم وهم مُنضَّدون على سابلةِ آلِ فرعونَ يُوقَفون على النَّارِ كلَّ غداةٍ وعشيٍّ يقولون ربَّنا لا تُقِمِ السَّاعةَ أبدًا قلتُ يا جبريلُ من هؤلاء قال هؤلاء أكَلةُ الرِّبا من أمَّتِك لايقومون إلَّا كما يقومُ الَّذي يتخبَّطُه الشَّيطانُ من المسِّ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عمارة بن جوين واه
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب الصفحة أو الرقم : 3/70
التخريج : أخرجه قوام السنة الأصبهاني في ((الترغيب والترهيب)) (1400) بلفظه، وعبد الرزاق في ((تفسيره)) (1527)، والحارث كما في ((بغية الباحث)) للهيثمي (27) كلاهما في أثناء حديث بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة ربا - ذم الربا وآكله وموكله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - الإسراء والمعراج رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني] (2/ 593)
: 1400 - أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا أحمد بن موسى الحافظ، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا السري بن سهل، حدثنا عبد الله بن رشيد، نا مجاعة بن الزبير، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا، فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سابلة آل فرعون، يوقفون على النار كل غداة وعشي، يقولون: ربنا لا تقم الساعة أبدا. قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

[تفسير عبد الرزاق] (2/ 282)
: 1527 - نا عبد الرزاق عن معمر ، قال: حدثني أبو هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، في قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} [[الإسراء: 1]] ، قال: حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل له أذنان مضطربتان ، وهو البراق الذي كانت تركبه الأنبياء قبلي ، فركبته فانطلق تقع يده عند منتهى بصره ، فسمعت نداء عن يميني يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليه ، ثم سمعت نداء ، عن شمالي يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت فلم أعرج عليه ، ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة الدنيا رافعة يدها تقول: على رسلك أسألك ، فمضيت فلم أعرج عليها ، ثم أتيت بيت المقدس ، أو قال المسجد الأقصى ، فنزلت عن الدابة فأوثقتها بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه فقال له جبريل: ماذا رأيت في وجهك؟ ، فقلت: سمعت نداء عن يميني أن يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليه ، قال: ذاك داعي اليهود ، أما إنك لو وقفت عليه تهودت أمتك ، قال: ثم سمعت نداء عن يساري أن يا محمد على رسلك فمضيت ولم أعرج عليه ، قال: ذلك داعي النصارى أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك ، ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة الدنيا رافعة يديها تقول: على رسلك يا محمد أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليها ، قال: تلك الدنيا تزينت لك أما إنك لو وقفت عليها اختارت أمتك الدنيا على الآخرة ، ثم أتيت بإناءين ، أحدهما لبن والآخر فيه خمر ، فقيل لي: اشرب أيهما ، فأخذت اللبن فشربته ، فقال: أصبت الفطرة أو أخذت الفطرة " قال معمر: وأخبرني الزهري ، عن ابن المسيب أنه قيل له: أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك ثم قال أبو هارون: عن أبي سعيد الخدري في حديثه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثم جيء بالمعراج الذي كانت تعرج فيه أرواح بني آدم ، فإذا أحسن ما رأيت ، ألم تروا إلى الميت كيف يحدج ببصره إليه ، فعرج بنا فيه حتى انتهينا إلى باب السماء الدنيا ، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل ، قيل ومن معه؟ ، قال: محمد ، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم ، ففتحوا لي وسلموا علي ، وإذا ملك موكل يحرس السماء يقال له: إسماعيل معه سبعون ألف ملك مع كل ملك مائة ألف ، ثم قرأ: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [[المدثر: 31]] وإذا أنا برجل كهيئته يوم خلقه الله لم يتغير منه شيء ، وإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته ، فإذا كان روح مؤمن ، قال: روح طيب وريح طيبة اجعلوا كتابه في عليين ، وإذا كان روح كافر ، قال: روح خبيث وريح خبيثة اجعلوا كتابه في سجين ، فقلت: يا جبريل من هذا؟ ، قال: أبوك آدم ، فسلم علي ورحب بي ، وقال: مرحبا الابن الصالح ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل ، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرة من نار تخرج من أسافلهم ، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء {الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا} [[النساء: 10]] ، قال: ثم نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويدس في أفواههم ، ويقال لهم: كلوا كما أكلتم ، فإذا أكره ما خلق الله لهم ذلك ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الهمازون الذين يأكلون لحوم الناس ، ثم نظرت وإذا بقوم على مائدة لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم ، وإذا حولهم جيف منتنة فجعلوا يميلون على الجيف يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم ، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزناة عمدوا إلى ما حرم الله عليهم وتركوا ما أحل الله لهم ، ثم نظرت ، وإذا أنا بقوم لهم بطون مثل البيوت وهم على سابلة آل فرعون ، فإذا مر بهم آل فرعون ، يميل بأحدهم بطنه فيقع فتتوطأه آل فرعون بأرجلهم وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا في بطونهم ، فمثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس ، ثم نظرت فإذا نساء معلقات بثديهن ونساء بأرجلهن ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هن اللاتي تزنين وتقتلن أولادهن ، ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا بيوسف وحوله تبع كثير من أمته ووجهه مثل القمر ليلة البدر ، فسلم علي ورحب بي ، ثم مضينا إلى السماء الثالثة ، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى يشبهان أحدهما ثيابهما وشعورهما ، فسلما علي ورحبا بي ، ثم مضينا إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس ، فسلم علي ورحب بي ، فقال عليه الصلاة والسلام: وقد قال الله تعالى: {ورفعناه مكانا عليا} [[مريم: 57]] ، ثم مضينا إلى السماء الخامسة ، فإذا أنا بهارون المحبب في قومه وحوله تبع كثير من أمته ، فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم: طويل اللحية تكاد لحيته تمس سرته ، فسلم علي ورحب بي ، ثم مضينا إلى السماء السادسة ، فإذا أنا بموسى فسلم علي ورحب بي فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رجل كثير الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما ، فقال موسى: يزعم الناس أني أكرم الخلق على الله ، وهذا أكرم مني على الله ، ولو كان وحده لم أبال ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته ، ثم مضينا إلى السماء السابعة ، فإذا أنا بإبراهيم ، وهو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور ، فسلم علي ، وقال: مرحبا بابني الصالح ، قال: إن هذا مكانك ومكان أمتك ، ثم تلا: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [[آل عمران: 68]] ، قال: ثم دخلت البيت المعمور فصليت فيه ، فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ، ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كانت الورقة منها لمغطية هذه الأمة ، وإذا في أصلها عين تجري فانشعبت شعبتين ، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما هذا فهو نهر الرحمة وأما هذا فهو نهر الكوثر الذي أعطاكه الله ، فقال: فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة فإذا فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وإذا فيها رمانة كأنها جلود الإبل المقتبة ، وإذا فيها طير كأنها البخت " فقال أبو بكر: يا رسول الله ، إن تلك الطير لناعمة ، قال: " آكلها أنعم منها يا أبا بكر إني لأرجو أن تأكل منها ، قال: ورأيت جارية فسألتها لمن أنت؟ فقالت: لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ثم إن الله تبارك وتعالى أمرني بأمره وفرض علي خمسين صلاة فمررت على موسى ، فقال: بم أمرك ربك؟ ، قلت: فرض علي خمسين صلاة ، قال: فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك لا يقومون بهذا فرجعت إلى ربي فسألته فوضع عني عشرا ، ثم رجعت إلى موسى فلم أزل أرجع إلى ربي إذا مررت بموسى حتى فرض علي خمس صلوات ، فقال لي موسى: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فقلت: لقد رجعت حتى استحييت ، أو قال: قلت: ما أنا براجع ، قال: فقيل لي: إن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلاة ، الحسنة بعشرة أمثالها ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، ومن عملها كتبت عشرا ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء فإن عملها كتبت واحدة "

[مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث] (1/ 170)
: 27 - حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي، عن أبي ‌سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتيت بالبراق وهو دابة أبيض ‌مضطرب ‌الأذنين فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته فسار بي نحو بيت المقدس فبينما أنا أسير إذ ناداني مناد عن يميني يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني ثلاثا فلم أعرج عليه ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني ثلاثا فلم أعرج عليه ثم استقبلتني امرأة عليها من كل حلي وزينة ناشرة يديها تقول يا محمد على رسلك أسألك تقول ذلك حتى كادت تغشاني فلم أعرج عليها حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء فيه خمر وإناء فيه لبن فاخترت اللبن فقال: أصبت الفطرة ثم قال: ما لقيت في وجهك هذا قلت: بينما أنا أسير إذ ناداني مناد عن يميني يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني يا محمد على رسلك حتى ناداني بذلك ثلاثا قال: فما فعلت قلت: فلم أعرج عليه قال: ذاك داعي اليهود لو كنت عرجت عليه لتهودت أمتك قلت: ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني بذلك ثلاثا قال: فما فعلت قلت: فلم أعرج عليه قال: ذاك داعي النصارى لو كنت عرجت عليه لتنصرت أمتك، قلت: ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة ناشرة يديها تقول يا محمد على رسلك أسألك حتى كادت تغشاني قال: فما فعلت؟ قلت: فلم أعرج عليها قال: تلك الدنيا لو عرجت عليها لاخترت الدنيا على الآخرة ثم أتينا بالمعراج فإذا أحسن ما خلق الله ألم تر إلى الميت إذا شق بصره إنما يتبعه المعراج عجبا به، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} [[المعارج: 4]] قال: فقعدت في المعراج أنا وجبريل صلى الله عليهما وسلم حتى انتهينا إلى باب الحفظة فإذا عليه ملك يقال له إسماعيل معه سبعون ألف ملك ومع كل ملك سبعون ألف ملك قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [[المدثر: 31]] فاستفتح جبريل قال: من أنت قال: جبريل قيل ومن معك قال: محمد قيل وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلق قلت: من هذا يا جبريل قال: هذا أبوك آدم فرحب ودعا لي بخير فإذا الأرواح تعرض عليه فإذا مر به روح المؤمن قال: روح طيبة وريح طيبة وإذا مر عليه روح كافر قال: روح خبيثة وريح خبيثة، قال: ثم مضيت فإذا أنا بأخاوين عليها لحوم منتنة وأخاوين عليها لحوم طيبة وإذا رجال ينتهبون اللحوم المنتنة ويدعون اللحوم الطيبة فقلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء الزناة يدعون الحلال ويتبعون الحرام ثم مضيت فإذا أناس قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يجيئون بالصخر من النار يقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم قلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء {الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [[النساء: 10]] قال: ثم مضيت فإذا أنا برجال قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يقطعون لحومهم فيضفزوهم إياها بدمائها فقلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء الهمازون، اللمازون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} [[الحجرات: 12]] قال: ثم مضيت فإذا أنا بأناس معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الظؤرات يقتلن أولادهن قال: ثم مضيت حتى انتهيت إلى سابلة آل فرعون، فإذا رجال بطونهم كالبيوت إذا عرض آل فرعون على النار غدوا وعشيا، فيوقفون لآل فرعون مستلقين على ظهورهم وبطونهم فيثردونهم آل فرعون ثردا بأرجلهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} [[البقرة: 275]] فإذا عرض آل فرعون على النار قالوا: ربنا لا تقوم الساعة، لما يرون من عذاب الله. قال: ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك يوسف، فرحب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعيا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب ودعا لي بخير، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {ورفعناه مكانا عليا} [[مريم: 57]] . قال: ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بهارون، فإذا أكثر من رأيت تبعا، وإذا لحيته شطران: شطر سواد وشطر بياض، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل، فقيل: من؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى، فرحب ودعا لي بخير، فقال موسى: تزعم بنو إسرائيل أني أكرم الخلق على الله، وهذا أكرم على الله مني، فلو كان إليه وحده لهان علي ولكن النبي معه أتباعه من أمته. ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، فرحب ودعا لي بخير، وقال: يا محمد هذه منزلتك ومنزلة أمتك ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [[آل عمران: 68]] . فدخلت إلى البيت المعمور فصليت فيه، ثم نظرت فإذا أمتي شطران: شطر عليهم ثياب رمد، وشطر عليهم ثياب بيض، فدخل الذين عليهم ثياب بيض واحتبس الآخرون. قال: ثم ذهب جبريل إلى سدرة المنتهى، فإذا الورقة من ورقها لو غطيت بها هذه الأمة لغطتهم، وإذا السلسبيل قد انفجر من أصلها، أو من أسفلها نهران: نهر الرحمة، ونهر الكوثر قال: فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأعطيت الكوثر، فسلكته حتى انفجر في الجنة. فنظرت في الجنة، فإذا طيرها كالبخت، وإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقور، وإذا أنا بجارية فقلت: يا جارية، لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة، فبشرت بها زيدا، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ونظرت إلى النار فإذا عذاب الله شديد، لا تقوم له الحجارة والحديد. قال: فرجعت إلى الكوثر حتى انتهيت إلى السدرة المنتهى، فغشيها من أمر الله ما غشي، ووقع على كل ورقة منها ملك، فأيدها الله بإداوته وأوحى إلي ما أوحى، وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ فقلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فقلت: أي رب، خفف عن أمتي، فحط عني خمسا، فرجعت إلى موسى، فقال: ما فعلت؟ فقلت: حط عني خمسا، فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله التخفيف، فرجعت فقلت: أي رب خفف عن أمتي، فحط عني خمسا، فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى، ويحط عني خمسا، حتى فرض علي خمس صلوات في كل يوم وليلة، وقال: يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، هي خمس صلوات لكل صلاة عشر، فهي خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت "