الموسوعة الحديثية


- عن عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّه قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بعَثَ [محمَّدًا] صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحقِّ، وأنْزَلَ معه الكِتابَ، فكان ممَّا أنْزَلَ عليه آيةُ الرَّجمِ، فرجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورجَمْنا بعدَه، ثمَّ قال: قد كنَّا نَقرَأُ: ولا تَرغَبوا عن آبائِكُم؛ فإنَّه كُفْرٌ بكم، أو: إنَّ [كُفْرًا] بكُم أنْ تَرغَبوا عن آبائِكُم. ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: لا تُطْرُوني كما أُطْرِيَ ابنُ مريمَ، وإنَّما أنا عبْدٌ، فقولوا: عبْدُه ورسولُه. وربَّما قال مَعمَرٌ: كما أَطْرَتِ النَّصارى ابنَ مَريمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر الصفحة أو الرقم : 1/167
التخريج : أخرجه البخاري (6830)، والبزار (194)، وابن حبان (413) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - ما جاء في المدح والمداحين حدود - حد الرجم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


مسند أحمد (1/ 414 ط الرسالة)
: 331 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس عن ‌عمر، أنه قال: إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل معه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، ‌فرجم ‌رسول ‌الله ‌صلى ‌الله ‌عليه وسلم، ورجمنا بعده

صحيح البخاري (8/ 168)
: 6830 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، قال: ‌كنت ‌أقرئ ‌رجالا ‌من ‌المهاجرين، منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند ‌عمر بن الخطاب، في آخر حجة حجها، إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم، فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان؟ يقول: لو قد مات ‌عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت، فغضب ‌عمر، ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم. قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال ‌عمر: أما والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة. قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس، حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج ‌عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا، قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله، فجلس ‌عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل أو الاعتراف، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم. ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم، وقولوا: عبد الله ورسوله " ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول: والله لو قد مات ‌عمر بايعت فلانا، فلا يغترن امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم، لقينا منهم رجلان صالحان، فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفت دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم، قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك من إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن. فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير، ومنكم أمير، يا معشر قريش. فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار. ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله سعد بن عبادة، قال ‌عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة: أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا

مسند البزار = البحر الزخار (1/ 299)
: 194 - حدثنا أحمد بن عبدة، وأبو بكر بن خلاد، واللفظ لأبي بكر، وأكثر كلام هذا الحديث لأبي بكر بن خلاد قالا: نا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن ‌عباس قال: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف في آخر خلافة ‌عمر آخر حجة حجها ونحن بمنى أتانا عبد الرحمن بن عوف فقال: لو شهدت أمير المؤمنين اليوم وأتاه رجل فقال : إني سمعت فلانا يقول: لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا، فقال ‌عمر: لأقومن العشية في الناس فلأحذرنهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمورهم، فقلت: يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وهم الذين يغلبون على مجلسك فلو أخرت ذلك حتى تقدم المدينة فتقول ما تقول وأنت متمكنا فيعونها عنك ويضعونها موضعها، قال: فقدمنا المدينة وجاءت الجمعة وذكرت ما حدثني به عبد الرحمن بن عوف فهجرت إلى المسجد فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد سبقني بالتهجير فجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته فلما زالت الشمس ودخل ‌عمر، قلت لسعيد بن زيد: ليقولن أمير المؤمنين اليوم مقالة لم تقل قبله، فغضب سعيد وقال: وأي مقالة يقولها لم تقل قبله؟ فلما صعد ‌عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه فلما فرغ قام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها ولا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن حفظها ووعاها فليتحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن لم يحفظها ولم يعها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي، إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وأنزل عليه آية الرجم ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده، ألا وإني قد خشيت أن يطول بالناس الزمان فيقولون: لا نعرف آية الرجم فيضلون بترك فريضة أنزلها الله عز وجل، ألا وإن الرجم حق على من زنى وكان محصنا وقامت بينة أو كان حملا أو اعترافا، ألا وإنا كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ‌لا ‌تطروني ‌كما ‌أطرت ‌النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده، ولكن قولوا: عبده ورسوله، ألا وإنه قد كان من خبرنا لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنا علي والعباس، ومن معهم في بيت فاطمة فاجتمعت المهاجرون إلى أبي بكر واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فخرجنا فلقينا منهم رجلين صالحين، قال الزهري: هما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي، فقالا: أين تريدون يا معشر قريش؟ فقلنا: نريد إخواننا من الأنصار، فقال: أمهلوا حتى تقضوا أمركم بينكم فقلنا لنأتينهم، فأتيناهم وإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة، وإذا رجل مزمل فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا سعد، قلت: وما شأنه؟ قالوا: وعك، وقام خطيبا للأنصار فقال: إنه قد دف إلينا منكم دافة يا معشر قريش وأنتم إخواننا ونحن كتيبة الإسلام تريدون أن تختزلونا وتختصمون بالأمر أو تستأثرون بالأمر دوننا، وقد كنت رويت مقالة أقولها بين يدي كلام أبي بكر، فلما ذهبت أن أتكلم بها قال لي: على رسلك فوالله ما ترك شيئا مما أردت أن أتكلم به إلا جاء به وبأحسن منه، فقال: يا معشر الأنصار مهما قلتم من خير فيكم فأنتم له أهل ولكن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح فكنت لأن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أتأمر، أو أتولى على قوم فيهم أبو بكر، فقام حباب بن المنذر فقال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير وإلا أعدنا الحرب بيننا وبينكم جذعة، فقلت: إنه لا يصلح سيفان في غمد واحد ولكن منا الأمراء ومنكم الوزراء، ابسط يدك يا أبا بكر أبايعك، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار وارتفعت الأصوات وكثر اللغط ونزوا على سعد فقالوا: قتلتم سعدا، فقلت: قتل الله سعدا فمن زعم أن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت فلتة، ولكن وقى الله شرها، فمن كان فيكم تمد الأعناق إليه مثل أبي بكر رضي الله عنه إلا من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فإنه لا يبايع لا هو ولا من بويع له تغرة أن يقتل " وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ‌عمر، بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ورواه عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن ‌عباس، عن ‌عمر غير واحد، وابن عيينة حسن السياق له

صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 146)
413 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم، قال: سمعت الزهري، يحدث عن عبيد الله بن عبد الله، قال: حدثني ابن عباس، قال: انقلب عبد الرحمن بن عوف إلى منزله بمنى، في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب، فقال: إن فلانا يقول: لو قد مات عمر بايعت فلانا، قال عمر: إني قائم العشية في الناس، وأحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم، قال عبد الرحمن: فقلت: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن الموسم يجمع رعاع الناس، وغوغاءهم، وإن أولئك الذين يغلبون على مجلسك إذا أقمت في الناس، فيطيروا بمقالتك، ولا يضعوها مواضعها أمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة، فتخلص بعلماء الناس وأشرافهم، وتقول ما قلت متمكنا، ويعون مقالتك، ويضعونها مواضعها، فقال عمر: لئن قدمت المدينة سالما إن شاء الله لأ تكلمن في أول مقام أقومه فقدم المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح في شدة الحر، فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني، فجلس إلى ركن المنبر الأيمن، وجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن طلع عمر، فقلت لسعيد: أما إنه سيقول اليوم على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف، قال: وما عسى أن يقول؟ فجلس عمر على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم، قال: أما بعد، فإني قائل لكم مقالة قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها، فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن لم يعقلها، فلا يحل لمسلم أن يكذب علي: إن الله تبارك وتعالى، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأ بها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده، وأخاف إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم حق على من زنى من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان حمل، أو اعتراف، وايم الله، لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله، لكتبتها ألا وإنا كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم، فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ألا وإنه بلغني أن فلانا، قال: لو قد مات عمر، بايعت فلانا، فمن بايع امرأ من غير مشورة من المسلمين، فإنه لا بيعة له، ولا للذي بايعه، فلا يغترن أحد فيقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، ألا وإنها كانت فلتة، إلا أن الله وقى شرها وليس منكم اليوم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر ألا وإنه كان من خيرنا يوم توفى الله رسوله صلى الله عليه وسلم إن المهاجرين اجتمعوا إلى أبي بكر، وتخلف عنا الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ننظر ما صنعوا، فخرجنا نؤمهم، فلقينا رجلان صالحان منهم، فقالا: أين تذهبون يا معشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا من الأنصار، قال: فلا عليكم أن لا تأتوهم، اقضوا أمركم، يا معشر المهاجرين فقلت: والله لا نرجع حتى نأتيهم، فجئناهم، فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة، وإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة، قلت: ما له؟ قالوا: وجع، فلما جلسنا قام خطيبهم فحمد الله، وأثنى عليه، ثم، قال: أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وقد دفت إلينا - يا معشر المسلمين - منكم دافة، وإذا هم قد أرادوا أن يختصوا بالأمر، ويخرجونا من أصلنا، قال عمر: فلما سكت، أردت أن أتكلم، وقد كنت زورت مقالة قد أعجبتني أريد أن أقولها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، وكان أحلم مني وأوقر، فأخذ بيدي وقال: اجلس، فكرهت أن أغضبه، فتكلم، فوالله ما ترك مما زورته في مقالتي إلا قال مثله في بديهته أو أفضل، فحمد الله وأثنى عليه، ثم، قال: أما بعد، فما ذكرتم من خير، فأنتم أهله، ولن يعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب دارا ونسبا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح، وهو جالس بيننا، فلم أكره شيئا من مقالته غيرها، كان والله لأن أقدم فتضرب عنقي في أمر لا يقربني ذلك إلى إثم، أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر، فقال فتى الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، فكثر اللغط، وخشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسطها، فبايعته، وبايعه المهاجرون والأنصار، ونزونا على سعد، فقال قائل: قتلتم سعدا فقلت: قتل الله سعدا فلم نجد شيئا هو أفضل من مبايعة أبي بكر، خشيت إن فارقنا القوم أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم، فيكون فسادا واختلافا، فبايعنا أبا بكر جميعا، ورضينا به.