الموسوعة الحديثية


- جمَعَ القُرآنَ خَمسةٌ: مُعاذٌ، وعُبادةُ بنُ الصَّامتِ، وأبو الدَّرداءِ، وأُبَيٌّ، وأبو أيُّوبَ، فلمَّا كان زَمنُ عُمَرَ، كتَبَ إليه يَزيدُ بنُ أبي سُفيانَ: إنَّ أهلَ الشَّامِ قد كَثُروا، ومَلَؤوا المَدائنَ، واحتاجوا إلى مَن يُعلِّمُهم القُرآنَ، ويُفقِّهُهم؛ فأعِنِّي برِجالٍ يُعلِّمونَهم. فدَعا عُمَرُ الخَمسةَ، فقال: إنَّ إخوانَكم قد استَعانوني مَن يُعلِّمُهم القُرآنَ، ويُفقِّهُهم في الدِّينِ، فأعينوني -يَرحَمُكم اللهُ- بثَلاثةٍ منكم إنْ أحبَبتُم، وإنِ انتُدِبَ ثَلاثةٌ منكم، فليَخرُجوا. فقالوا: ما كنَّا لنَتساهَمُ، هذا شَيخٌ كَبيرٌ -لأبي أيُّوبَ-، وأمَّا هذا فسَقيمٌ -لأُبَيٍّ-. فخرَجَ مُعاذٌ، وعُبادةُ، وأبو الدَّرداءِ. فقال عُمَرُ: ابدَؤوا بحِمصَ؛ فإنَّكم ستَجِدونَ النَّاسَ على وُجوهٍ مُختلِفةٍ، منهم مَن يُلقَّنُ، فإذا رَأيْتُم ذلك، فوَجِّهوا إليه طائفةً مِن النَّاسِ، فإذا رَضيتُم منهم، فليَقُمْ بها واحدٌ، وليَخرُجْ واحدٌ إلى دِمَشقَ، والآخَرُ إلى فِلَسطينَ. قال: فقَدِموا حِمصَ، فكانوا بها، حتى إذا رَضُوا مِن النَّاسِ، أقامَ بها عُبادةُ بنُ الصَّامتِ، وخرَجَ أبو الدَّرداءِ إلى دِمَشقَ، ومُعاذٌ إلى فِلَسطينَ، فمات في طاعونِ عَمْواسٍ. ثُمَّ صار عُبادةُ بعدُ إلى فِلَسطينَ، وبها مات، ولم يَزَلْ أبو الدَّرداءِ بدِمَشقَ حتى مات. "العبر" 1 / 21، 22. ونَتساهَمُ: نَتقارَعُ، مِن القُرْعةِ. ويُلقَّنُ: يُفهَّمُ، مِن لَقِنَ الشيءَ يَلقَنُه لَقَنًا، وكذلك الكَلامُ، وتَلقَّنَه: فَهِمَه، ولَقَّنَه إيَّاه: فَهَّمَه.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : محمد بن كعب القرظي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 2/344
التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (2/ 272)، وابن عساكر (47/ 137) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: قرآن - جمع القرآن مناقب وفضائل - أبي بن كعب مناقب وفضائل - معاذ بن جبل قرآن - من يؤخذ عنهم القرآن مناقب وفضائل - خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[الطبقات الكبرى - ط العلمية] (2/ 272)
: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس. حدثني سليمان بن بلال عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن محمد بن كعب القرظي قال: جمع القرآن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل وعباده بن صامت وأبي بن كعب وأبو أيوب وأبو الدرداء. فلما كان زمن عمر بن الخطاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: ‌أن ‌أهل ‌الشام ‌قد ‌كثروا وملئوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم. فدعا عمر أولئك الخمسة فقال لهم: إن إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين. فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم. إن أجبتم فاستهموا وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا. فقالوا: ما كنا لنتساهم. هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأبي بن كعب. فخرج معاذ وعباده وأبو الدرداء. فقال عمر: ابدءوا بحمص فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة. منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس. فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين. وقدموا حمص فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عباده وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين فمات بها. وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات.

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (47/ 137)
: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن محمد بن كعب القرظي قال جمع القرآن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب وأبو ايوب وأبو الدرداء فلما كان زمان عمربن الخطاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان ‌إن ‌أهل ‌الشام ‌قد ‌كثروا وربلوا وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم فدعا عمر أولئك الخمسة فقال لهم إن إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم إن أجبتم فاستهموا وإن انتدب منكم ثلاثة فليخرجوا فقالوا ما كنا لنتساهم هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأبي بن كعب فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء فقال عمر ابدءوا بحمص فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين فقدموا حمص فكانوا بها حتى رضوا من الناس أقام بها عبادة وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين فأما معاذ فمات عام طاعون عمواس وأما عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات