الموسوعة الحديثية


- أتيْتُ عبدَ اللهِ بنِ مسعودٍ فقُلْتُ لهُ : حُدِّثْتُ أنَّكَ كُنْتَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَوَفْدَ الجِنِّ، قال : أَجَلْ، قُلْتُ : حَدِّثْنِي كَيْفَ كان شَأْنُهُ ؟ فقال : إِنَّ أهلَ الصُّفَّةِ أَخَذَ كلُّ رجلٍ مِنْهُمْ رجل يعشيُهُ وتُرِكْتُ فلمْ يَأْخُذْنِي مِنْهُمْ أحدٌ فمرَّ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : من هذا ؟ فقُلْتُ : أنا ابْنُ مسعودٍ، فقال : ما أخذَكَ أحدٌ يُعَشِّيكَ ؟ فقُلْتُ : لا، قال : فَانْطَلِقْ لِعليٍّ أَجِدُ لكَ شيئًا قال : فَانْطَلَقْنا حتى أَتَى حُجْرَةَ أُمِّ سَلَمَةَ فَتركَنِي ودخلَ إلى أهلِهِ ثُمَّ خَرَجَتِ الجَارِيَةُ فقالتْ : يا ابنَ مسعودٍ إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمْ يجدْ لكَ عشاءً، فَارْجِعْ إلى مَضْجَعَكَ، قال : فَرَجَعْتُ إلى المسجدِ فَجَمَعْتُ حَصَى المسجدِ فَتَوَسَّدْتُهُ والتَفَفْتُ بِثَوْبي، فلمْ أَلْبَثْ إلَّا قَلِيلًا حتى جاءتِ الجَارِيَةُ فقالتْ : أَجِبْ رسولَ اللهِ فَاتَّبَعْتُها وأنا أرْجو العَشاءَ، حتى إذا بَلَغْتُ مَقَامِي خرجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وفي يَدِه عَسِيبٌ من نَخْلٍ فَعرضَ بهِ على صَدْرِي فقال : أتنطلقُ أنتَ مَعِي حيثُ انطلقْتُ ؟ قُلْتُ : ما شاءَ اللهُ، فَأَعادَها عَلِيَّ ثلاثَ مراتٍ كلُّ ذلكَ أَقُولُ : ما شاءَ اللهُ، فانطلقَ وانْطَلَقْتُ مَعَهُ حتى أَتَيْنا بَقِيعَ الغَرْقَدِ فَخَطَّ بِعَصاهُ خَطًّا ثُمَّ قال : اجْلِسْ فيها ولا تَبْرَحْ، حتى آتِيَكَ ثُمَّ انطلقَ يَمْشِي وأنا أنظرُ إليهِ خِلالَ النخلِ حتى إذا كان من حيثُ أَرَاهُ ثَارَتْ مِثْلَ العُجَاجَةِ السَّوْدَاءِ فَفَرِقْتُ فقُلْتُ : أَلْحَقُ بِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فإني أَظُنُّ أن هَوَازِنَ مَكَرُوا بِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِيَقْتُلوهُ فَأَسْعَى إلى البُيُوتِ فَأَسْتَغِيثُ الناسَ، فذكرْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أوْصانِي أنْ لا أَبْرَحَ مَكَانِي الذي أنا فيهِ، فَسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَقْرَعُهُمْ بِعَصاهُ ويقولُ : اجْلِسْوا، فَجَلَسُوا حتى كَادَ يَنْشَقُّ عَمُودُ الصُّبْحِ ثُمَّ ثَارُوا وذَهَبُوا، فَأتاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : أَنِمْتَ بَعْدِي ؟ فقُلْتُ : لا ولقدْ فَزِعْتُ الفَزْعَةَ الأُولَى حتى رأيْتُ أنْ آتِيَ البُيُوتَ فَأَسْتَغِيثَ الناسَ حتى سَمِعْتُكَ تَقْرَعُهُمْ بِعَصاكَ، وكُنْتُ أَظُنُّها هَوَازِنَ مَكَرُوا بِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِيَقْتُلوهُ، فقال : لَوْ أنَّكَ خَرَجْتَ من هذه الحَلَقَةِ ما أَمِنْهُمْ عليكَ أنْ يختطفَكَ بعضُهُمْ، فَهل رَأَيْتَ مِنَ شيءٍ مِنْهُمْ ؟ فقُلْتُ : رأيْتُ رِجَالا سُودًا مستشعرينَ بِثِيابٍ بيضٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أولئكَ وفْدُ جِنِّ نَصِيبينَ أتُونِي فَسَأَلونِي الزادَ والمتاعَ، فَمَتَّعْتُهُمْ بكلِّ عَظْمٍ حائلٍ أوْ رَوْثَةٍ أوْ بَعْرَةٍ قُلْتُ : وما يُغْنِي عنهُمْ ذلكَ ؟ قال : إنَّهُمْ لا يَجِدُونَ عَظْمًا إلَّا وجَدُوا عليهِ لَحْمَهُ الذي كان عليهِ يومَ أُكِلَ، ولا رَوْثَةٍ إلَّا وجَدُوا فيها حَبَّها الذي كان فيها يومَ أُكِلَتْ، فلا يَسْتَنْقِي أحدٌ مِنكمْ بِعَظْمٍ ولا بعرةٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده غريب جدا
الراوي : عمرو بن غيلان الثقفي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم الصفحة أو الرقم : 7/283
التخريج : أخرجه الطبراني في ((مسند الشاميين )) (2871) بنحوه ، وابن جرير في ((تفسيره)) (22/ 137) بعضه .
التصنيف الموضوعي: آداب قضاء الحاجة - ما ينهى عن الاستنجاء به جن - وفد الجن مساجد ومواضع الصلاة - النوم في المسجد طهارة - آداب دخول الخلاء مناقب وفضائل - عبد الله بن مسعود
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ] (13/ 36)
: قال ابن جرير: وحدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن يحيى بن أبي محمير، عن عبد الله بن ‌عمرو ‌بن ‌غيلان الثقفي: أنه قال لابن مسعود: حدثت أنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌ليلة ‌وفد ‌الجن؟ قال: أجل. قال: فكيف كان؟ فذكر الحديث كله، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط عليه خطا، وقال: "لا تبرح منها" … فذكر مثل العجاجة السوداء غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذعر ثلاث مرات، حتى إذا كان قريبا من الصبح، أتاني النبي صلى الله عليه وسلم [[فقال: "أنمت؟ " فقلت: لا والله، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك، تقول: "اجلسوا" فقال: "لو خرجت لم آمن أن يخطفك بعضهم". ثم قال: "هل رأيت شيئا؟ " فقلت: نعم، رأيت رجالا سودا مستشعرين ثيابا بياضا. قال: "أولئك جن نصيبين، سألوني المتاع - والمتاع: الزاد -فمتعتهم بكل عظم حائل ، أو بعرة، أو روثة". فقلت: يا رسول الله، وما يغني ذلك عنهم؟ فقال: "إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمة يوم أكل، ولا روثا إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت، فلا يستنقين أحد منكم إذا خرج من الخلاء بعظم ولا بعرة ولا روثة".

[مسند الشاميين للطبراني] (4/ 113)
: 2871 - حدثنا محمد بن عبدة المصيصي، ثنا أبو توبة، ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام، يقول: حدثني من، حدثه ‌عمرو ‌بن ‌غيلان الثقفي، قال: أتيت عبد الله بن مسعود، فقلت له : حدثت أنك، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌ليلة ‌وفد ‌الجن؟ فقال: أجل، فقلت: حدثني كيف كان شأنه؟ قال: " إن أهل الصفة أخذ كل رجل منهم رجلين يعيشهما، وتركت فلم يأخذني منهم أحد، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا ابن مسعود، فقال: ما أجدك أحد يعشيك؟ قلت: لا، قال: فانطلق لعلي أجد لك شيئا فانطلقنا حتى أتى حجرة أم سلمة، فتركني رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ودخل إلى أهله، ثم خرجت الجارية، فقالت: يا ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجد لك عيشا، فارجع إلى مضجعك، فرجعت إلى المسجد، فجمعت حصى المسجد فتوسدته، والتففت بثوبي، فلم ألبث إلا قليلا حتى جاءت الجارية، فقالت: عبد الله بن مسعود أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعتها وأنا أرجو العشاء، حتى إذا بلغت مقامي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عسيب من نخل، فعرض به على صدري، فقال: انطلق أنت معي حيث أنطلق قلت: ما شاء الله، فأعادها علي ثلاث مرات، كل ذلك أقول: ما شاء الله، فانطلق وانطلقت معه حتى أتينا بقيع الغرقد، فخط بعصاه خطا، ثم قال: اجلس فيها ولا تبرح حتى آتيك ثم انطلق يمشي وأنا أنظر إليه خلال النخل، حتى إذا كان من حيث أراه ثارت مثل العجاجة السوداء، ففرقت فقلت ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أظن هذه هوازن مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، فأسعى إلى البيوت فأستغيث الناس، فذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن لا أبرح مكاني الذي أنا فيه، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعهم بعصاه، ويقول: اجلسوا فجلسوا حتى كاد ينشق عمود الصبح، ثم ثاروا وذهبوا، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال، أنمت بعدي؟ قلت: لا والله، لقد فزعت الفزعة الأولى حتى أردت أن آتي البيوت فأستغيث، حتى سمعتك تقرعهم بعصاك، وكنت أظنها هوازن مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، قال: لوأنك خرجت من هذه الحلقة ما أمنت عليك أن يخطفك بعضهم، فهل رأيت من شيء منهم؟ قلت: رأيت رجالا سودا مستدبرين بثياب بيض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك وفد جن نصيبين، فسألوني المتاع والزاد، فمتعتهم بكل عظم حامل أو روثة أو بعرة قلت: وما يغني عنهم ذلك؟ قال: إنهم لا يجدون عظما، إلا وجدوا لحمه الذي كان عليه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها الذي كان فيها يوم أكلت، فلا يستنقي أحد منكم بعظم وروثة

تفسير الطبري (22/ 137 ط التربية والتراث)
: قال: ثنا ابن ثور، عن معمر. عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن ‌عمرو ‌بن ‌غيلان الثقفي أنه قال لابن مسعود: " حدثت أنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌ليلة ‌وفد ‌الجن، قال: أجل، قال: فكيف كان؟ فذكر الحديث كله. وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط عليه خطا وقال: ولا تبرح منها، فذكر أن مثل العجاجة السوداء غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذعر ثلاث مرات، حتى إذا كان قريبا من الصبح، أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنمت؟ قلت: لا والله، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول: واجلسوا، قال: ولو خرجت لم آمن أن يختطفك بعضهم، ثم قال: وهل رأيت شيئا؟ قال: نعم رأيت رجالا سودا مستشعري ثياب بيض، قال: أولئك جن نصيبين، سألوني المتاع، والمتاع الزاد، فمتعتهم بكل عظم حائل أو بعرة أو روثة، فقلت: يا رسول الله، وما يغني ذلك عنهم؟ قال: إنهم لن يجدوا عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت، فلا يستنقين أحد منكم إذا خرج من الخلاء بعظم ولا بعرة ولا روثة".