الموسوعة الحديثية


- قام موسَى صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يومًا في قومِهِ فذَكَّرَهُم بأيَّامِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وأيَّامُهُ نُعماهُ ثمَّ قالَ ليسَ أحدٌ خيرًا منِّي ولا أعلَمَ منِّي فأوحى اللَّهُ تبارَكَ وتعالى إليهِ: أمَّا خيرٌ مِنكَ فاللَّهُ أعلمُ من هوَ خيرٌ منكَ وأمَّا أعلَمُ منك فرجُلٌ على شاطئِ البحرِ فلمَّا أرادَ أن يطلبَهُ قيلَ لَهُ: تزوَّد معَكَ حوتًا مالِحًا فحيثُ تفقِدُ الحوتَ ثمَّ تجدُ الرَّجلَ قالَ: فخرجَ هوَ وفَتاهُ حتى أتيا الصَّخرةَ وهي علَى شاطئِ البحرِ قالَ موسى لفتاهُ مَكانَكَ حتَّى آتيَكَ فانطلقَ موسَى لحاجتِهِ فخرَّ الحوتُ فوقعَ في البحرِ فاضطربَ فجعلَ لا يُصيبُ شيئًا مِن ذلِكَ الماءِ إلَّا جمدَ فاتَّخذَ سبيلَهُ في البحرِ شبهَ النَّقبِ فقالَ الفتَى: لو جاءَ موسى لأخبرتُهُ بما رأيتُ منَ العَجبِ فجاءَ موسى ونسيَ الفتى قالَ: فانطلقا فأصابَهُما ما يصيبُ المسافرَ منَ التَّعبِ والنَّصبِ فقالَ موسَى لفتاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قالَ: فذَكَرَ الفتى فأخبرَهُ فقالَ موسى ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا يقتصَّانِ الأثرَ حتَّى جاءا شطَّ البحرِ فإذا رجُلٌ نائمٌ مُستَغشي ثَوبَهُ فسلَّما عليهِ فردَّ عليهِما فقالَ: مَن أنتُما ؟ قالَ: موسَى بَني إسرائيلَ قالَ: ما جاءَ بِكَ ؟ قالَ: جِئتُ لتعلِّمَني مِمَّا علِّمتَ رُشدًا قالَ: فما كانَ فيما أنزلَ اللَّهُ تباركَ وتعالى عليكَ من التَّوراةِ شفاءٌ إنَّكَ ستَراني أعملُ أشياءَ أُمِرتُ بِها لا تَستطيعُ علَيها صبرًا قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا فانطلقا حتى إذا أتَيا سفينةً وكانت تلك السَّفينةُ لا يركبُها أحدٌ حتَّى يُعْطيَ الكَريَّ فرَكِبا ولم يُعْطيا الكَريَّ فلمَّا بلغَ شطَّ البحرِ خرقَها قالَ لَهُ موسَى: سبحانَ اللَّهِ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ، قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا فانطلقا حتَّى أتيا على غلمانٍ يَلعبونَ فنظرَ على أنضرِهِم وجهًا وأخدَرِهم فأخذَهُ فذبحَهُ فقالَ لَهُ موسَى: سبحانَ اللَّهِ: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا - والزكيَّةُ التي لم تُذنِبْ - قال: فكأنَّ موسَى صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ تذَمَّمَ مِمَّا قال له فانطلقا حتَّى أتيا أهلَ قريةٍ استَطعَما أهلَها فلم يُطعِموهُما وتَضيَّفوهما فلم يُضيِّفوهما فوجَدا فيها جِدارًا يريدُ أن ينقضَّ مائلًا فنقضَهُ وأقامَهُ فقالَ موسى: سبحانَ اللَّهِ واللَّهِ ما أبلوكَ هذا البلاءَ استَطعمتَهُم فلم يُطعموكَ وتضيَّفتَهُم فلم يُضيِّفوكَ فلوِ اتَّخذتَ عليهِ أجرًا قالَ: فقالَ لَهُ الخضِرُ عليهِ السَّلامُ سأنبِّئُكَ بتأويلِ ما لم تستَطِعْ عليهِ صبرًا قال قال: فأخذ موسى بثَوبِهِ فقال بيِّنْ لي فقالَ: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ.. إلى قوله غَصْبًا إلا سفينةً يَرى بِها عيبًا فخرقتُها فإذا تركَها الملِكُ رقعَها أصحابَها بخَشبَةٍ وانتفَعوا بِها وأمَّا الغلامُ فإنَّهُ طُبِعَ على الكفرِ وَكانَ قد أُلْقيَ عليهِ من أبويهِ مَحبَّةٌ منهُ فتخوَّفنا أن يُرْهِقَهما طُغيانًا وَكُفرًا فأرادَ ربُّكَ أن يُبْدِلَهما خَيرًا منهُ زَكاةً وأقرَبَ رُحما فثَقُلَت أمَّهُ بغُلامٍ هو خيرًا منهُ زَكاةً وأقربَ رُحمًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: رحمةُ اللَّهِ علَينا وعلى موسى أما إنَّهُ لو صبرَ لرأَى الأعاجيبَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح وهو غريب
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : النخشبي | المصدر : فوائد الحنائي الحنائيات الصفحة أو الرقم : 1/626
التخريج : أخرجه البخاري (122)، ومسلم (2380) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: أنبياء - موسى تفسير آيات - سورة الكهف أنبياء - الخضر علم - القصص إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (1/ 41)
122- حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عمرو قال : أخبرني سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل. إنما هو موسى آخر فقال كذب عدو الله ، حدثنا أبى بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال يا رب وكيف به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما فانسل الحوت من المكتل {فاتخذ سبيله في البحر سربا} ، وكان لموسى وفتاه عجبا فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما فلما أصبح قال موسى لفتاه {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به فقال له فتاه {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت} قال موسى {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا} فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب ، أو قال تسجى بثوبه - فسلم موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام فقال أنا موسى فقال موسى بني إسرائيل قال نعم قال {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا} قال {إنك لن تستطيع معي صبرا} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه لا أعلمه {قال ستجدني إن شاء الله صابرا ، ولا أعصي لك أمرا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة ، أو نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها قال {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال : لا تؤاخذني بما نسيت} فكانت الأولى من موسى نسيانا فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده فقال موسى {أقتلت نفسا زكية بغير نفس} {قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا}- قال ابن عيينة وهذا أوكد - {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه} قال الخضر بيده فأقامه فقال له موسى {لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك} قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما.

صحيح مسلم (4/ 1847)
170 - (2380) حدثنا عمرو بن محمد الناقد، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد بن أبي عمر المكي، كلهم عن ابن عيينة، واللفظ لابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى عليه السلام، صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر، عليه السلام، فقال: كذب عدو الله، سمعت أبي بن كعب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: أي رب كيف لي به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فحيث تفقد الحوت فهو ثم، فانطلق وانطلق معه فتاه، وهو يوشع بن نون، فحمل موسى عليه السلام، حوتا في مكتل وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة، فرقد موسى عليه السلام وفتاه، فاضطرب الحوت في المكتل، حتى خرج من المكتل، فسقط في البحر، قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق، فكان للحوت سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، ونسي صاحب موسى أن يخبره، فلما أصبح موسى عليه السلام، قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، قال: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال موسى: {ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا} [[الكهف: 64]]، قال يقصان آثارهما، حتى أتيا الصخرة، فرأى رجلا مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى، فقال له الخضر: أنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه، قال له موسى عليه السلام: (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال: إنك لن تستطيع معي صبرا. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا. قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) قال له الخضر {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} [[الكهف: 70]]، قال: نعم، فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة، فكلماهم أن يحملوهما، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} [[الكهف: 72]]، ثم خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه، فاقتلعه بيده، فقتله، فقال موسى: (أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) قال: وهذه أشد من الأولى، {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني، قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه} [[الكهف: 76]]، يقول مائل، قال الخضر بيده هكذا فأقامه، قال له موسى: قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله موسى، لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانت الأولى من موسى نسيانا، قال: " وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة، ثم نقر في البحر، فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " قال سعيد بن جبير: وكان يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا