الموسوعة الحديثية


- أنَّ إبراهيمَ جاء بإسماعيلَ عليهما السلامُ وهاجرُ فوضعَهما بمكةَ في موضعِ زمزمَ فذَكَرَ الحديثَ ثم جاءت من المروةِ إلى إسماعيلَ وقد نَبَعَتْ العَيْنُ فجعلت تَفْحَصُ العَيْنَ بيدِها هكذا حتى اجتمع الماءُ من شقِّهِ ثم تأخذُه بقَدَحِها فتجعلُه في سِقَائِها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يرحمُها اللهُ لو ترَكَتْها لكانت عينًا سائحةً تجري إلى يومِ القيامةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر الصفحة أو الرقم : 4/77
التخريج : أخرجه البخاري (3364)، والنسائي في ((الكبرى)) (8320)، والأزرقي في ((أخبار مكة)) (2/ 39) بنحوه مطولًا.
التصنيف الموضوعي: أشربة - شرب زمزم أنبياء - إبراهيم أنبياء - إسماعيل أنبياء - معجزات أنبياء - عام
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (4/ 139)
2285 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن إبراهيم، جاء بإسماعيل عليهما السلام وهاجر، فوضعهما بمكة في موضع زمزم، فذكر الحديث، ثم جاءت من المروة إلى إسماعيل، وقد نبعت العين، فجعلت تفحص العين بيدها هكذا، حتى اجتمع الماء من شقه، ثم تأخذه بقدحها، فتجعله في سقائها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحمها الله ولو تركتها لكانت عينا سائحة تجري إلى يوم القيامة

[صحيح البخاري] (4/ 142)
3364 - وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب السختياني، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة، فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: رب {إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} [إبراهيم: 37]- حتى بلغ - {يشكرون} [إبراهيم: 37] " وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذلك سعي الناس بينهما فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت صه - تريد نفسها -، ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء -، لكانت زمزم عينا معينا " قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم، قال فما شرابكم؟ قالت الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه. قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك، ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك، وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127]، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127]

السنن الكبرى للنسائي (7/ 399)
8320 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: " أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وابنها إسماعيل وهي ترضع، حتى وضعها عند البيت وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعها هنالك، ووضع عندها جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم، فاتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم قالت: إذا لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه، فقال: {إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} [إبراهيم: 37] إلى {لعلهم يشكرون} [إبراهيم: 37]، فجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في ذلك السقاء عطشت، وعطش ابنها وجاع، وانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل يليها، فقامت عليه، واستقبلت الوادي هل ترى أحدا؟ فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي المجهد، ثم أتت المروة، فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك سعى الناس بينهما، فلما نزلت عن المروة سمعت صوتا، فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا قالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم يبحث بعقبه أو بجناحه حتى ظهر الماء، فجاءت تحوضه هكذا وتقول بيدها، وجعلت، يعني تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بقدر ما تغرف قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم أو قال: لو لم تغترف من الماء لكانت عينا معينا، فشربت وأرضعت ولدها " فقال الملك: لا تخافي الضيعة، فإن هاهنا بيت الله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول عن يمينه وشماله، فكانوا كذلك حتى مرت رفقة، أو قال: بيت من جرهم مقبلين، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرا عارضا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، ولعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، وأم إسماعيل عند الماء فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم، ولا حق لكم في الماء قال ابن عباس: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس، فنزلوا وأرسلوا إلى أهاليهم، فنزلوا معهم، وشب الغلام، وتعلم العربية منهم، وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل

أخبار مكة للأزرقي (2/ 39)
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي، قال: أخبرني مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، قال: حدثنا عبد الله بن عباس، أنه حين كان بين أم إسماعيل بن إبراهيم وبين سارة امرأة إبراهيم ما كان، أقبل إبراهيم نبي الله بأم إسماعيل، وإسماعيل وهو صغير ترضعه حتى قدم بهما مكة، ومع أم إسماعيل شنة فيها ماء تشرب منه وتدر على ابنها وليس معها زاد ، يقول سعيد بن جبير: قال ابن عباس: " فعمد بهما إلى دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد - يشير لنا بين البئر وبين الصفا - يقول: فوضعهما تحتها، ثم توجه إبراهيم خارجا على دابته واتبعت أم إسماعيل أثره حتى وافى إبراهيم بكدا " يقول ابن عباس: " فقالت له أم إسماعيل: إلى من تتركها وولدها؟ قال: إلى الله عز وجل، فقالت: قد رضيت بالله عز وجل، فرجعت أم إسماعيل تحمل ابنها حتى قعدت تحت الدوحة، ووضعت ابنها إلى جنبها، وعلقت شنتها تشرب منها، وترضع ابنها حتى فني ماء شنتها، فانقطع درها، فجاع ابنها فاشتد جوعه حتى نظرت إليه أمه، يتشحط فخشيت أم إسماعيل أن يموت فأحزنها ذلك "، يقول ابن عباس: " قالت أم إسماعيل: لو تغيبت عنه حتى يموت، ولا أرى موته "، يقول ابن عباس: " فعمدت أم إسماعيل إلى الصفا حين رأته مشرفا تستوضح عليه - أي ترى أحدا بالوادي - ثم نظرت إلى المروة، فقالت: لو مشيت بين هذين الجبلين تعللت حتى يموت الصبي ولا أراه " يقول ابن عباس: فمشت بينهما أم إسماعيل ثلاث مرات أو أربع ولا تجيز ببطن الوادي في ذلك إلا رملا ، يقول ابن عباس: ثم رجعت أم إسماعيل إلى ابنها فوجدته ينشع كما تركته، فأحزنها فعادت إلى الصفا تتعلل حتى يموت ولا تراه، فمشت بين الصفا والمروة كما مشت أول مرة ، يقول ابن عباس: " حتى كان مشيها بينهما سبع مرات يقول: قال ابن عباس: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: فلذلك طاف الناس بين الصفا والمروة ، قال: " فرجعت أم إسماعيل تطالع ابنها فوجدته كما تركته ينشع فسمعت صوتا، فرأت عليه، ولم يكن معها أحد غيرها، فقالت: قد أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير، فخرج لها جبريل عليه السلام فاتبعته حتى ضرب برجله مكان البئر فظهر ماء فوق الأرض حيث فحص جبريل "، يقول ابن عباس: قال أبو القاسم , صلى الله عليه وسلم: فحاضته أم إسماعيل بتراب ترده خشية أن يفوتها قبل أن تأتي بشنتها ، يقول أبو القاسم , صلى الله عليه وسلم: ولو تركته أم إسماعيل كان عينا معينا يجري يقول ابن عباس: " فجاءت أم إسماعيل بشنتها فاستقت، وشربت فدرت على ابنها، فبينا هي كذلك إذ مر ركب من جرهم قافلين من الشام في الطريق السفلى، فرأى الركب الطير على الماء، فقال بعضهم: ما كان بهذا الوادي من ماء ولا أنيس، يقول ابن عباس: فأرسلوا جريين لهم حتى أتيا أم إسماعيل، فكلماها، ثم رجعا إلى ركبهما فأخبراهم بمكانها، فرجع الركب كلهم حتى حيوها فردت عليهم وقالوا: لمن هذا الماء؟ قالت أم إسماعيل: هو لي، قالوا: أتأذنين لنا أن نسكن معك عليه؟ قالت: نعم "، قال ابن عباس: قال أبو القاسم , صلى الله عليه وسلم: ألفى ذلك أم إسماعيل وقد أحبت الأنس، فنزلوا وبعثوا إلى أهليهم، فقدموا وسكنوا تحت الدوح واعترشوا عليها العرش، فكانت معهم هي وابنها ، وقال بعض أهل العلم: كانت جرهم تشرب من ماء زمزم، فمكثت بذلك ما شاء الله أن تمكث، فلما استخفت جرهم بالحرم وتهاونت بحرمة البيت وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها سرا وعلانية، وارتكبوا مع ذلك أمورا عظاما نضب ماء زمزم، وانقطع فلم يزل موضعه يدرس ويتقادم وتمر عليه السيول عصرا بعد عصر حتى غبي مكانه، وقد كان عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي قد وعظ جرهم في ارتكابهم الظلم في الحرم واستخفافهم بأمر البيت وخوفهم النقم، وقال لهم: إن مكة بلد لا تقر ظالما، فالله الله قبل أن يأتيكم من يخرجكم منها خروج ذل وصغار فتتمنوا أن تتركوا تطوفون بالبيت فلا تقدرون على ذلك، فلما لم يزدجروا ولم يعوا وعظه عمد إلى غزالين كانا في الكعبة من ذهب وأسياف قلعية، كانت أيضا في الكعبة فحفر لذلك كله بليل في موضع زمزم ودفنه سرا منهم حين خافهم عليه، فسلط الله عليهم خزاعة فأخرجتهم من الحرم ووليت عليهم الكعبة والحكم بمكة ما شاء الله أن تليه، موضع زمزم في ذلك لا يعرف لتقادم الزمان حتى بوأه الله تعالى لعبد المطلب بن هاشم لما أراد الله من ذلك فخصه به من بين قريش