الموسوعة الحديثية


- أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبايعتُه على الإسلامِ وأخبرتُ أنَّه بعث جيشًا إلى قومي قلتُ يا رسولَ اللهِ اردُدِ الجيشَ فأنا لك بإسلامِ قومي وطاعتِهم فقال لي اذهَبْ فرُدَّهم فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنَّ راحلتي قد كلَّت فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا فردَّهم قال الصُّدائيُّ وكتبتُ إليهم كتابًا فقدِم وفدُهم بإسلامِهم فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا أخا صُداءَ إنَّك لمطاعٌ في قومِك فقلتُ بل اللهُ هو هداهم للإسلامِ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفلا أُؤمِّرَك عليهم فقلتُ بلى يا رسولَ اللهِ قال فكتب لي كتابًا فقلتُ يا رسولَ اللهِ مُرْ لي بشيءٍ من صدقاتِهم قال نعم فكتب لي كتابًا آخرَ قال الصُّدائيُّ وكان ذلك في بعضِ أسفارِه فنزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منزلًا فأتاه أهلُ ذلك المنزلِ يشكون له عاملَهم ويقولون أخذنا بشرٍّ كان بيننا وبين قومِه في الجاهليَّةِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوَفعل فقالوا نعم فالتفت النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أصحابِه وأنا فيهم فقال لا خيرَ في الإمارةِ لرجلٍ مؤمنٍ قال الصُّدائيُّ فدخل قولُه في نفسي ثمَّ أتاه آخرُ فقال يا نبيَّ اللهِ أعطِني فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من سأل النَّاسَ عن ظهرِ غنًى فصُداعٌ في الرَّأسِ وداءٌ في البطنِ فقال السَّائلُ فأعطِني من الصَّدقةِ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يرضَ بحكمِ نبيٍّ ولا غيرِه في الصَّدقاتِ حتَّى حكم فيها فجزَّأها ثمانيةَ أجزاءٍ فإن كنتَ من تلك الأجزاءِ أعطيتُك أو أعطيناك حقَّك قال الصُّدائيُّ فدخل ذلك في نفسي أنِّي سألتُه من الصَّدقاتِ وأنا غنيٌّ ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اعتشَى من أوَّلِ اللَّيلِ فلزِمتُه وكنتُ قويًّا وكانوا أصحابُه ينقطعون عنه ويستأخرون حتَّى لم يبقَ معه أحدٌ غيري فلمَّا كان أوانُ أذانِ الصُّبحِ أمرني فأذَّنتُ فجعلتُ أقولُ أُقيمُ يا رسولَ اللهِ فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينظرُ ناحيةَ المشرقِ إلى الفجرِ فيقولُ لا حتَّى إذا طلع الفجرُ نزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتبرَّز ثمَّ انصرف إليَّ وقد تلاحق أصحابُه فقال هل من ماءٍ يا أخا صُداءَ فقلتُ لا إلَّا شيءٌ قليلٌ لا يكفيك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اجعلْه في إناءٍ ثمَّ ائتِني به ففعلتُ فوضع كفَّه في الماءِ قال الصُّدائيُّ فرأيتُ بين كلِّ إصبعَيْن من أصابعِه عينًا تفورُ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لولا أنِّي أستحيي من ربِّي عزَّ وجلَّ لسقَيْنا واستقَيْنا نادِ في أصحابي من له حاجةٌ في الماءِ فناديتُ فيهم فأخذ من أراد منهم ثمَّ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأراد بلالٌ أن يُقيمَ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ أخا صُداءَ هو أذَّن ومن أذَّن فهو يُقيمُ فقال الصُّدائيُّ فأقمتُ الصَّلاةَ فلمَّا قضَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتيتُه بالكتابَيْن فقلتُ يا نبيَّ اللهِ أعفِني من هذَيْن فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما بدا لك فقلتُ سمِعتُك يا نبيَّ اللهِ تقولُ لا خيرَ في الإمارةِ لرجلٍ مؤمنٍ وأنا أُؤمنُ باللهِ ورسولِه وسمِعتُك تقولُ للسَّائلِ من سأل النَّاسَ عن ظهرِ غنًى فهو صُداعٌ في الرَّأسِ وداءٌ في البطنِ وسألتُك وأنا غنيٌّ فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو ذاك فإن شئتَ فاقبَلْ وإن شئتَ فدَعْ فقلتُ أدعُ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدُلَّني على رجلٍ أُؤمِّرُه عليكم فدللتُ على رجلٍ من الوفدِ الَّذين قدِموا عليه فأمَّره عليهم ثمَّ قلنا يا نبيَّ اللهِ إنَّ لنا بئرًا إذا كان الشِّتاءُ وسِعنا ماؤُها واجتمعنا عليها وإذا كان الصَّيفُ قلَّ ماؤُها فتفرَّقنا على مياهٍ حولنا وقد أسلمنا وكُلُّ من حولنا عدوٌّ لنا فادْعُ اللهَ لنا في بئرِنا أن يسعَنا ماؤُها فنجتمِعَ عليها ولا نتفرَّقَ فدعا بسبعِ حصَياتٍ فعركهنَّ في يدِه ودعا فيهنَّ ثمَّ قال اذهبوا بهذه الحصَياتِ فإذا أتيتم البئرَ فألقوا واحدةً واحدةً واذكروا اسمَ اللهِ عزَّ وجلَّ قال الصُّدائيُّ ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظُرَ إلى قعرِها يعني البئرَ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : زياد بن الحارث الصدائي | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق الصفحة أو الرقم : 34/345
التخريج : أخرجه الحارث في ((مسنده)) (598)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (3041)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/355)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (34/345) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أذان - من أذن فهو يقيم إمامة وخلافة - الترهيب من الإمارة سؤال - النهي عن المسألة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي زكاة - مستحقو الزكاة
|أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


[مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث] (2/ 626)
: 598 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الحضرمي ، من أهل مصر قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام فأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي ، فقلت: يا رسول الله اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم فقال: لي " اذهب فارددهم ، فقلت: يا رسول الله إن راحلتي قد كلت ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فردهم ، قال الصدائي: وكتب إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك ، فقلت: بل الله هداهم بك للإسلام ، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفلا أؤمرك عليهم ، فقلت: بلى يا رسول الله ، فكتب لي كتابا ، فأمرني ، فقلت يا رسول الله مر لي بشيء من صدقاتهم ، فكتب لي كتابا آخر ، قال الصدائي: وكان ذلك في بعض أسفاره فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ويقولون يا رسول الله أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوفعل ذلك؟ قالوا: نعم ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن ، قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي ، ثم أتاه آخر فسأله فقال: يا رسول الله أعطني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن ، فقال الرجل: أعطني من الصدقات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره حتى حكم فيها فجزأها ستة أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك ، قال الصدائي: فدخل ذلك في نفسي أني سألته وأنا غني ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشا من أول الليل فلزمته وكنت قويا وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري ، فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناحية المشرق إلى الفجر ، فيقول: لا ، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ قلت: لا ، إلا شيء قليل لا يكفيك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعله في إناء ثم ائتني به ، ففعلت فوضع كفه في الإناء قال: فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينا تفور ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا صداء لولا أني أستحي من ربي سقينا واستقينا ، فناد في أصحابي من له حاجة في الماء؟ فناديت فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخا صداء أذن وهو يقيم ، قال الصدائي: فأقمت الصلاة ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين ، فقلت: يا رسول الله أعفني من هذين الكتابين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وما بدا لك؟ فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول: " لا خير في الإمارة لرجل مؤمن ، وأنا أؤمن بالله ورسوله ، وسمعتك تقول للسائل: " من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن ، وقد سألتك وأنا غني ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: هو ذاك فإن شئت فاقبل وإن شئت فدع ، فقلت: أدع ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فدلني على رجل أؤمره عليكم فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره علينا ، ثم قلنا: يا نبي الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها ، وإذا كان الصيف قل ماؤها وتفرقنا على مياه حولنا ، وقد أسقمتنا ، وكل من حولنا عدو لنا ، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق ، فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوها واحدة واحدة ، واذكروا اسم الله ، قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا ، فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها يعني البئر "

معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1206)
3041 - حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، حدثني زياد بن نعيم الحضرمي، من أهل مصر قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، فأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي، فقلت: يا رسول الله، اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: اذهب فارددهم ، فقلت: يا رسول الله، إن راحلتي قد كلت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فردهم، قال الصدائي: وكتب لهم كتابا، فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا صداء، إنك لمطاع في قومك فقلت: بل الله هداهم للإسلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أؤمرك عليهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله، فكتب لي يؤمرني كتابا، فقلت: يا رسول الله، مر لي بشيء من صدقاتهم، فقال: نعم ، فكتب لي كتابا آخر بذلك، قال: وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ويقولون: أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوفعل ذلك؟ قالوا: نعم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن قال: فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر فسأله فقال: يا نبي الله أعطني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الناس عن ظهر غنى، فصداع في الرأس، وداء في البطن فقال السائل: أعطني من الصدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره في الصدقات، حتى حكم هو فيها، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو: أعطيناك قال الصدائي: فدخل ذلك في نفسي، أني سألت وأنا غني، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل من أول الليل، فلزمته، وكنت قويا، وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون، حتى لم يبق معه غيري، فلما كان أوان أذان صلاة الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناحية المشرق وإلى الفجر فيقول: لا حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز، ثم انصرف إلي، وقد لاحق أصحابه، فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ فقلت: لا، إلا شيء قليل لا يكفيك، فقال صلى الله عليه وسلم: اجعله في إناء ثم ائتني به ففعلت، فوضع كفه في الإناء، فقال الصدائي: فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينا تفور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أخا صداء، لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا، ناد في أصحابي: من له حاجة في الماء " فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم قال الصدائي: فأقمت الصلاة، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين، فقلت: يا نبي الله، اعفني من هذين الكتابين، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وما بدا لك؟ فقلت: يا نبي الله، اعفني من هذين الكتابين، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وما بدا لك؟ فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن بالله وأنا أومن بالله ورسوله، وسمعتك تقول للسائل: من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس، وداء في البطن ، وقد سألتك وأنا غني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو ذاك، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع ، فقلت: أدع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فدلني على رجل أؤمره عليكم فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه، فأمره علينا، ثم قلت: يا نبي الله، إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها، واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها وتفرقنا على مياه حولنا، وقد أسلمنا وكل من حولنا عدونا، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها، فنجتمع عليها فلا نتفرق، فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده، ودعا فيهن، ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات، فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا: فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها، يعني البئر رواه الثوري، عن عبد الرحمن

[دلائل النبوة للبيهقي] (5/ 355)
: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علوش بن محمد بن نصر الأسد آبادي بها، أخبرنا أبو بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، حدثنا أبو علي: بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد، قال: حدثنا زياد بن نعيم الحضرمي، قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، قال:. أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام فأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي، فقلت: يا رسول الله! اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: اذهب فردهم، فقلت: يا رسول الله! إن راحلتي قد كلت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فردهم. قال الصدائي: وكتبت إليهم كتابا، فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ‌أخا ‌صداء! إنك لمطاع في قومك، فقلت بل الله هداهم للإسلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أؤمرك عليهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: فكتب لي كتابا أمرني، فقلت: يا رسول الله! مرني بشيء من صدقاتهم، قال: نعم، فكتب لي كتابا آخر، قال الصداي: فكان ذلك في بعض أسفاره. ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ويقولون أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: أو فعل ذلك؟ فقالوا: نعم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن. قال الصداي فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله! أعطني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن، فقال السائل: فأعطني من الصدقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك. قال الصداي فدخل ذلك في نفسي أني سألته من الصدقات وأنا غني. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشى من أول الليل فلزمته، وكنت قريبا، وكان أصحابه ينقطعون عنه، ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان أوان صلاة الصبح، أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ناحية المشرق إلى الفجر، فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز، ثم انصرف إلي وهو يتلاحق أصحابه فقال: هل من ماء يا أخا صداء ؟ قلت: لا إلا شيء قليل لا يكفيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعله في إناء ثم ائتني به، ففعلت فوضع كفه في الماء، قال الصدائي: فرأيت بين إصبعين من أصابعه عينا تفور، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أني أستحي من ربي- عز وجل لسقينا واستقينا، ناد أصحابي من له حاجة في الماء، فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم شيئا، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فأراد بلال أن يقيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن أخا صداء هو أذن فهو يقيم، فقال الصدائي: فأقمت الصلاة، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين، فقلت: يا نبي الله! أعفني من هذين، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ما بدا لك، فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن وأنا أومن بالله وبرسوله، وسمعتك تقول للسائل: من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن وسألتك وأنا غني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هو ذاك، فإن شئت فاقبل وإن شئت فدع، فقلت: أدع، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فدلني على رجل أؤمره عليكم، فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره عليهم. ثم قلت: يا نبي الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها، واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا، وقد أسلمنا وكل من حولنا لنا عدو، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق، فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده ودعا فيهن، ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله عز وجل. قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها يعني البئر

تاريخ دمشق لابن عساكر (34/ 345)
[[7023]] أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو القاسم بن الحصين وأبو غالب بن البنا قالوا أنا أبو محمد الجوهري نا أحمد بن جعفر نا أبو علي بشر بن موسى نا أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد حدثني زياد بن نعيم الحضرمي قال سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبايعته على الاسلام وأخبرت انه بعث جيشا الى قومي قلت يا رسول الله أردد الجيش فأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم فقال لي اذهب فردهم فقلت يارسول الله ان راحلتي قد كلت فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا فردهم قال الصدائي وكتبت إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أخا صداء انك لمطاع في قومك فقلت بل الله هو هدام للإسلام فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفلا أؤمرك عليهم فقلت بلى يارسول الله قال فكتب لي كتابا فقلت يارسول الله مر لي بشئ من صدقاتهم قال نعم فكتب لي كتابا آخر قال الصدائي وكان ذلك في بعض أسفاره فنزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منزلا فأتاه أهل تاريخ دمشق لابن عساكر (34/ 345) [[7023]] أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو القاسم بن الحصين وأبو غالب بن البنا قالوا أنا أبو محمد الجوهري نا أحمد بن جعفر نا أبو علي بشر بن موسى نا أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد حدثني زياد بن نعيم الحضرمي قال سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبايعته على الاسلام وأخبرت انه بعث جيشا الى قومي قلت يا رسول الله أردد الجيش فأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم فقال لي اذهب فردهم فقلت يارسول الله ان راحلتي قد كلت فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا فردهم قال الصدائي وكتبت إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أخا صداء انك لمطاع في قومك فقلت بل الله هو هدام للإسلام فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفلا أؤمرك عليهم فقلت بلى يارسول الله قال فكتب لي كتابا فقلت يارسول الله مر لي بشئ من صدقاتهم قال نعم فكتب لي كتابا آخر قال الصدائي وكان ذلك في بعض أسفاره فنزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون له عاملهم ويقولون أخذنا بشر كان بيننا وبين قومه في الجاهلية فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أو فعل فقالوا نعم فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) الى أصحابه وأنا فيهم فقال لا خير في الامارة لرجل مؤمن قال الصدائي فدخل قوله في نفسي ثم أتاه آخر فقال يا نبي اله أعطني فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن فقال السائل فاعطني من الصدقة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان الله عز وجل لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء فان كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك قال الصدائي فدخل ذلك في نفسي أني سألته من الصدقات وأنا غني ثم ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اعتشى من أول الليل فلزمته وكنت قويا وكانوا أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت فجعلت أقول أقيم يارسول الله فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينظر ناحية المشرق الى الفجر فيقول لا حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال هل من ماء يا أخا صداء فقلت لا الا شئ قليل لا يكفيك فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اجعله في اناء ثم ائتني به ففعلت فوضع كفه في الماء قال الصدائي فرأيت بين كل اصبعين من أصابعه عينا تفور قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا ناد في أصحابي من له حاجة في الماء فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأراد بلال أن يقيم فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ان أخا صداء هو أذن ومن أذن فهو يقيم فقال الصدائي فأقمت الصلاة فلما قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتيته بالكتابين فقلت يا نبي الله أعفني من هذين فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ما بدا لك فقلت سمعتك يا نبي الله تقول لا خير في الامارة لرجل مؤمن وانا أؤمن بالله ورسوله وسمعتك تقول للسائل من سأل الناس عن ظهر غنا فهو صداع في الرأس وداء في البطن وسألتك وأنا غني فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) هو ذاك فإن شئت فاقبل وان شئت فدع فقلت أدع فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدلني على رجل أؤمره عليكم فدللت على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره عليهم ثم قلنا يا نبي الله ان لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا وقد أسلمنا وكل من حولنا عدو لنا فادع الله لنا في بئرنا ان يسعنا ماءؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده ودعا فيهن ثم قال اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فالقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله عز وجل قال الصدائي ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر الى قعرها يعني البئر هذا حديث حسن وقع لي عاليا رواه البغوي في معجمه عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن عيسى بن يونس عن عبد الرحمن الافريقي باسناده نحوه