الموسوعة الحديثية


- عَن عليٍّ رَضيَ اللَّه عنهُ قالَ : قدِمَ بنو نَهْدِ بنِ زيدٍ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالوا: أتيناكَ مِن غَورَي تِهامةَ ، وذَكَرَ خُطبتَهُم، وما أجابَهُم بِهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ: فقُلنا: يا نبيَّ اللَّهِ، نحنُ بَنو أبٍ واحدٍ، ونَشَأنا في بَلدٍ واحدٍ، وإنَّكَ لتُكَلِّمُ العَربَ بلِسانٍ ما نفهمُ أَكْثرَهُ، فقالَ: إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ أدَّبَني فأحسَنَ أدَبي، ونَشأتُ في بَني سعدِ بنِ بَكْرٍ

أصول الحديث:


الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية (1/ 245)
: 59 - وسئلت: عن حديث "أدبني ربي فأحسن تأديبي". فأجبت: بأن التقي ابن تيمية قال: معناه صحيح، ولكن لا يعرف له إسناد ثابت. انتهى. وإيراد ابن الأثير له في خطبة "النهاية" جازمًا به، يوهم ثبوته حيث قال: حتى لقد قال له ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وسمعه يخاطب وفد بني نهد ـ يعني بفتح النون ـ: يا رسول الله: نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره، فقال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي وربيت في بني سعد" لكن قال ابن الأثير أيضًا في كتابه "منال الطالب في شرح طوال الغرائب" عقب إيراد قصة الوفد معزوة لأبي محمد بن قتيبة وأبي سليمان الخطابي وأبي القاسم الزمخشري وأبي موسى المديني ما لفظه: وسمعت في آخر هذا الحديث زيادة، لم أجدها في واحد من هذه الكتب وهي: فقال له علي بن أبي طالب: نراك تكلم … وذكره. انتهى. وقد وقع لي الحديث في أوائل "الأمثال" للعسكري، رواه من طريق البلوي عن عمارة بن زيد عن زياد بن خيثمة عن السدي عن أبي عمارة عن علي قال: قدم بنو نهد بن زيد على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتيناك من غوري تهامة وذكر خطبتهم، وما أجابهم به النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقلنا: يا نبي الله نحن بنو أب واحد ونشأنا في بلد واحد، وإنك لتكلم العرب بلسان ما نفهم أكثره، فقال: "إن الله عز وجل أدبني فأحسن أدبي ونشأت في بني سعد بن بكر". وهذا السند ضعيف جدًا، والحديث بطوله قد ذكره ابن الجوزي في "الأحاديث الواهية" له وقال: إنه لا يصح، في إسناده ضعفاء ومجاهيل. وكذا أورده سبطه في "مرآة الزمان" وفي آخره: فقال له عمر: يا رسول الله! كُلنا من العرب فما بالك أفصحنا فقال: "أتاني جبريل بلغة إسماعيل وغيرها من اللغات فعلمني إياها" قال: والسُّدي اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن كان إمامًا في كل فن، وعنه نقل التفسير والقصص وغيرهما، ووثقه الترمذي في "السنن"، وتكلم على هذا الحديث يعني من جهة الغريب الأصمعي، وأبو عمرو بن العلاء، والزهري، وصححه أبو الفضل ابن ناصر وجعله من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم وختم به جدي كتابه المسمى "بالمتحف" ثم تكلم عليه وشرح ألفاظه. انتهى.