الموسوعة الحديثية


- بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُنا على بابِ الحُجُراتِ إذ أقبل شيخٌ من بني عامرٍ هو مِدْرَهُ قومِه وسيِّدُهم مع شيخٍ كبيرٍ يتوكَّأُ على عصًا، فمثل بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونسَبه إلى جدِّه، فقال : يا بنَ عبدِ المطَّلبِ ! أخبِرْني ماذا يزيدُ في العلمِ ؟ قال : التَّعلُّمُ، قال : فما يزيدُ في الشَّرِّ ؟ قال : التَّمادي، قال : فهل ينفَعُ البِرُّ بعد الفجورِ ؟ قال : نعم، التَّوبةُ تغسِلُ الحَوْبةَ ، والحسناتُ يُذهِبْن السَّيِّئاتِ، وإذا ذكر العبدُ ربَّه في الرَّخاءِ أجابه عند البلاءِ، قال : يا بنَ عبدِ المطَّلبِ ! وكيف ذاك ؟ قال : لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : وعزَّتي وجلالي لا أجمعُ أبدًا لعبدي أمنَيْن، ولا أجمعُ عليه أبدًا خوفَيْن، إن هو أمِنني في الدُّنيا خافني يومَ أجمعُ فيه عبادي لميقاتِ يومٍ معلومٍ، فيدومُ له خوفُه، وإن هو خافني في الدُّنيا أمِنني يومَ أجمَعُ فيه عبادي في حَضيرةِ القُدسِ فيدومُ له أمنُه، ولا أمحَقُه فيمن أمحَقُ
خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث مكحول وثور
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء الصفحة أو الرقم : 5/214
التخريج : أخرجه ابن جرير الطبري في ((تاريخه)) (2/ 160)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (779) بنحوه في أثناء حديث مطولا.
التصنيف الموضوعي: توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة توبة - قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات رقائق وزهد - الخوف من الله رقائق وزهد - شكر النعم علم - فضل العلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[حلية الأولياء – لأبي نعيم] (5/ 188- 189)
: • حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة قال ثنا رزق الله ابن موسى ثنا محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوس. قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل شيخ من بني عامر هو مدرة قومه وسيدهم مع شيخ كبير يتوكأ على عصا فمثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبه إلى جده، فقال يا ابن عبد المطلب أخبرني ماذا يزيد في العلم؟ قال التعلم، قال فما يزيد في الشر؟ قال التمادى، قال فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال نعم! التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أجابه عند البلاء، قال يا ابن عبد المطلب وكيف ذاك؟ قال لأن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي لا أجمع أبدا لعبدي أمنين، ولا أجمع عليه أبدا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي لميقات يوم معلوم فيدوم له خوفه، وإن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق. غريب من حديث مكحول وثور لم نكتبه إلا من حديث محمد بن يعلى الكوفى.

تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 160)
: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: حدثنا محمد بن يعلى، عن عمر بن صبيح، عن ثور بن يزيد الشامي، عن مكحول الشامي، عن شداد بن أوس، قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله ص، إذ أقبل شيخ من بني عامر، وهو مدرة قومه وسيدهم، من شيخ كبير يتوكأ على عصا، فمثل بين يدي النبي ص قائما، ونسبه الى جده، فقال: يا بن عبد المطلب، إني أنبئت أنك تزعم أنك رسول الله إلى الناس، أرسلك بما أرسل به إبراهيم، وموسى، وعيسى، وغيرهم من الأنبياء، ألا وإنك فوهت بعظيم، وإنما كانت الأنبياء والخلفاء في بيتين من بني إسرائيل، وأنت ممن يعبد هذه الحجارة والأوثان، فما لك وللنبوة! ولكن لكل قول حقيقة، فأنبئني بحقيقة قولك، وبدء شانك، قال: فاعجب النبي ص بمسألته، ثم قال: يا أخا بني عامر، إن لهذا الحديث الذي تسألني عنه نبأ ومجلسا، فاجلس، فثنى رجليه ثم برك كما يبرك البعير، فاستقبله النبي ص بالحديث فقال: يا أخا بني عامر، إن حقيقة قولي وبدء شأني، أني دعوة أبي ابراهيم، وبشرى أخي عيسى بن مريم وإني كنت بكر أمي، وإنها حملت بي كأثقل ما تحمل، وجعلت تشتكي إلى صواحبها ثقل ما تجد. ثم إن أمي رأت في المنام أن الذي في بطنها نور، قالت: فجعلت أتبع بصري النور، والنور يسبق بصري، حتى أضاءت لي مشارق الأرض ومغاربها. ثم إنها ولدتني فنشأت، فلما أن نشأت بغضت إلي أوثان قريش، وبغض إلي الشعر، وكنت مسترضعا في بني ليث بن بكر، فبينا أنا ذات يوم منتبذ من اهلى في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان نتقاذف بيننا بالجلة، إذ أتانا رهط ثلاثة معهم طست من ذهب مليء ثلجا، فأخذوني من بين أصحابي، فخرج أصحابي هرابا حتى انتهوا إلى شفير الوادي، ثم أقبلوا على الرهط فقالوا: ما أربكم إلى هذا الغلام، فإنه ليس منا، هذا ابن سيد قريش، وهو مسترضع فينا، من غلام يتيم ليس له أب، فماذا يرد عليكم قتله، وماذا تصيبون من ذلك! ولكن إن كنتم لا بد قاتليه، فاختاروا منا أينا شئتم، فليأتكم مكانه فاقتلوه، ودعوا هذا الغلام فإنه يتيم فلما رأى الصبيان القوم لا يحيرون إليهم جوابا، انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحى، يؤذنونهم ويستصرخونهم على القوم، فعمد أحدهم فأضجعني على الأرض إضجاعا لطيفا، ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي، وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك مسا ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها، ثم أعادها مكانها، ثم قام الثاني منهم فقال لصاحبه: تنح، فنحاه عني، ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا أنظر إليه فصدعه، ثم أخرج منه مضغة سوداء، فرمى بها ثم قال بيده يمنة منه، كأنه يتناول شيئا، فإذا أنا بخاتم في يده من نور يحار الناظرون دونه، فختم به قلبي فامتلأ نورا، وذلك نور النبوة والحكمة، ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا، ثم قال الثالث لصاحبه: تنح عني، فأمر يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي، فالتأم ذلك الشق بإذن الله ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا، ثم قال للأول الذي شق بطني: زنه بعشرة من أمته، فوزنوني بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته، فوزنوني بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنوني بهم فرجحتهم. فقال: دعوه، فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحهم قال: ثم ضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني، ثم قالوا: يا حبيب، لم ترع، إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك قال: فبينا نحن كذلك، إذ أنا بالحي قد جاءوا بحذافيرهم، وإذا أمي- وهي ظئري- أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وتقول: يا ضعيفاه! قال: فانكبوا علي فقبلوا رأسي وما بين عيني، فقالوا: حبذا أنت من ضعيف! ثم قالت ظئري: يا وحيداه! فانكبوا علي فضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني، ثم قالوا: حبذا أنت من وحيد وما أنت بوحيد! إن الله معك وملائكته والمؤمنين من أهل الأرض ثم قالت ظئري: يا يتيماه، استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك، فانكبوا علي فضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا: حبذا أنت من يتيم، ما أكرمك على الله! لو تعلم ماذا يراد بك من الخير! قال: فوصلوا بي إلى شفير الوادي، فلما بصرت بي أمي- وهي ظئري- قالت: يا بني ألا أراك حيا بعد! فجاءت حتى انكبت علي وضمتني الى صدرها، فو الذى نفسي بيده، إني لفي حجرها وقد ضمتني إليها، وإن يدي في يد بعضهم، فجعلت ألتفت إليهم وظننت أن القوم يبصرونهم، فإذا هم لا يبصرونهم، يقول بعض القوم: إن هذا الغلام قد أصابه لمم أو طائف من الجن، فانطلقوا به إلى كاهننا حتى ينظر إليه ويداويه فقلت: يا هذا، ما بي شيء مما تذكر، إن آرائي سليمة وفؤادي صحيح، ليس بي قلبة فقال أبي- وهو زوج ظئري- ألا ترون كلامه كلام صحيح! إني لأرجو ألا يكون بابني بأس، فاتفقوا على أن يذهبوا بي إلى الكاهن، فاحتملوني حتى ذهبوا بي إليه، فلما قصوا عليه قصتي قال: اسكتوا حتى أسمع من الغلام، فإنه أعلم بأمره منكم، فسألني، فاقتصصت عليه أمري ما بين أوله وآخره، فلما سمع قولي وثب إلي فضمني إلى صدره ثم نادى بأعلى صوته: يا للعرب، يا للعرب! اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه، فو اللات والعزى لئن تركتموه وأدرك، ليبدلن دينكم وليسفهن عقولكم وعقول آبائكم، وليخالفن أمركم، وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله قط! فعمدت ظئري فانتزعتني من حجره وقالت: لأنت أعته وأجن من ابني هذا! فلو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به، فاطلب لنفسك من يقتلك، فإنا غير قاتلي هذا الغلام ثم احتملوني فأدوني إلى أهلي فأصبحت مفزعا مما فعل بي، وأصبح أثر الشق ما بين صدري إلى منتهى عانتي كأنه الشراك، فذلك حقيقة قولي وبدء شأني يا أخا بني عامر. فقال العامري: أشهد بالله الذي لا إله غيره أن أمرك حق، فأنبئني بأشياء أسألك عنها! قال: سل عنك- وكان النبي ص قبل ذلك يقول للسائل: سل عما شئت، وعما بدا لك، فقال للعامري يومئذ: سل عنك، لأنها لغة بني عامر، فكلمه بما علم- فقال له العامري: [أخبرني يا بن عبد المطلب ما يزيد في العلم؟ قال: التعلم، قال: فأخبرني ما يدل على العلم؟ قال النبي ص: السؤال، قال: فأخبرني ماذا يزيد في الشر؟ قال: التمادي، قال: فأخبرني هل ينفع البر بعد الفجور؟ قال: نعم،] [التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يذهبن السيئات،] و [إذا ذكر العبد ربه عند الرخاء، أغاثه عند البلاء] [، قال العامري: وكيف ذلك يا بن عبد المطلب؟ قال: ذلك بأن الله يقول: لا وعزتي وجلالي، لا أجمع لعبدي أمنين، ولا أجمع له أبدا خوفين، إن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع فيه عبادي عندي في حظيرة الفردوس، فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق، وإن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي لميقات يوم معلوم، فيدوم له خوفه، قال: يا بن عبد المطلب، أخبرني إلام تدعو؟ قال: أدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تخلع الأنداد، وتكفر باللات والعزى، وتقر بما جاء من الله من كتاب أو رسول، وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن، وتصوم شهرا من السنة، وتؤدي زكاة مالك، يطهرك الله بها ويطيب لك مالك، وتحج البيت إذا وجدت إليه سبيلا، وتغتسل من الجنابة، وتؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، وبالجنة، والنار قال: يا بن عبد المطلب، فإذا فعلت ذلك فما لي؟ قال النبي ص: جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى قال: يا بن عبد المطلب، هل مع هذا من الدنيا شيء؟ فإنه يعجبني الوطاءة من العيش! قال النبي ص: نعم، النصر والتمكن في البلاد قال: فأجاب وأناب] .

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (3/ 469)
: [779] أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب الخلال وأم المجتبا فاطمة بنت ناصر العلوية قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي أنبأنا يحيى بن حجي بن النعمان الشامي أنبأنا محمد بن يعلى الكوفي أنبأ وقالت فاطمة حدثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوس قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر هو سيد قومه وكبيرهم ومدرهم يتوكأ على عصاه فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ....... [الحديث بطوله] .. قال فهل ينفع البر بعد الفجور قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم إن التوبة تغسل الحوبة والحسنات وقالت فاطمة وإن الحسنات يذهبن السيئات وإذا ذكر العبد ربه زادت فاطمة في الرجاء وقالا أغاثه عند البلاء قال العامري وكيف ذلك يا ابن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأن الله تعالى يقول لا أجمع لعبدي أبدا أمنين ولا أجمع له خوفين إن هو أمنني في الدنيا خوف يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق ... [الحديث]