الموسوعة الحديثية


- قال: إنِّي كنتُ في الجاهِليَّةِ أرى الناسَ على ضَلالةٍ، ولا أرَى الأوثانَ شَيئًا، ثمَّ سمِعتُ الرِّجالَ تُخبِرُ أخبارًا بمَكَّةَ، وتُحَدِّثُ أحاديثَ، فرَكِبتُ راحِلَتي حتى قَدِمتُ مَكَّةَ، فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستَخفٍ، وإذا قَومُه عليه حِرارٌ، فتَلَطَّفتُ له، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ: ما أنتَ؟ قال: أنا نَبيٌّ. فقلتُ: وما نَبيٌّ؟ قال: رسولٌ. قلتُ: آللهُ أرسَلَكَ؟ قال: نعَمْ. قلتُ: بأيِّ شيءٍ أرسَلَكَ؟ قال: بتَوحيدِ اللهِ، لا تُشرِكُ به شَيئًا، وكَسرِ الأوثانِ ، وصِلةِ الأرحامِ. فقلتُ: فمَن معكَ على هذا؟ قال: حُرٌّ وعبدٌ. قال: وإذا معه أبو بَكرِ بنُ أبي قُحافةَ وبلالٌ، قلتُ: إنِّي مُتَّبِعُكَ. قال: لا تَستَطيعُ ذلكَ يَومَكَ هذا، ولكِنِ ارجِعْ إلى أهلِكَ، فإذا سَمِعتَ بي قد ظَهَرتُ فالحَقْ بي. فرَجَعتُ إلى أهلي وقد أسلَمتُ، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُهاجِرًا إلى المَدينةِ، فجَعَلتُ أتخَبَّرُ الأخبارَ، حتى جاء رَكبٌ مِن يَثرِبَ ، فقلتُ: ما فعَلَ هذا الرجُلُ المَكِّيُّ الذي أتاكم؟ قالوا: أرادَ قَومُه قَتلَه فلم يَستَطيعوا ذلك، وحيلَ بَينَهم وبَينَه. قال عَمرُو بنُ عَبَسةَ: فرَكِبتُ راحِلَتي حتى قَدِمتُ عليه المَدينةَ، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أتَعرِفُني؟ قال: نعَمْ، ألستَ الذي أتَيتَني بمَكَّةَ؟ قال: قلتُ: بَلى. فعَلِّمْني ممَّا عَلَّمَكَ اللهُ. قال: فإذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فأقصِرْ عنِ الصَّلاةِ حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، فإذا طَلَعتْ فلا تُصَلِّ حتى تَرتَفِعَ؛ فإنَّها تَطلُعُ حين تَطلُعُ بينَ قَرنَيِ الشَّيطانِ، وحينَئذٍ يَسجُدُ لها الكُفَّارُ، فإذا ارتَفَعتْ قِيدَ رُمحٍ أو رُمحينِ فصَلِّ؛ فإنَّ الصَّلاةَ مَشهودةٌ مَحضورةٌ حتى يَستَقِلَّ الرُّمحُ بالظِّلِّ، ثمَّ أقصِرْ عنِ الصَّلاةِ؛ فإنَّها حينَئذٍ تُسَعَّرُ جَهَنَّمُ، فإذا فاءَ الفَيءُ فصَلِّ؛ فإنَّ الصَّلاةَ مَشهودةٌ مَحضورةٌ حتى تُصَلِّيَ العَصرَ، فإذا صَلَّيتَ العَصرَ فأقصِرْ عنِ الصَّلاةِ حتى تَغرُبَ الشَّمسُ؛ فإنَّها تَغرُبُ بينَ قَرنَيْ شَيطانٍ، وحينَئذٍ يَسجُدُ لها الكُفَّارُ. قال: فقلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، أخبِرْني عنِ الوُضوءِ. قال: ما مِن رجُلٍ يَقرَبُ وَضوءَه، ثمَّ يُمَضمِضُ ويَستَنشِقُ إلَّا خَرَجتْ خَطاياه مِن فيه وخَياشيمِه مع الماءِ، حتى يَستَنثِرَ ، ثمَّ يَغسِلَ وَجهَه كما أمَرَه اللهُ تَعالى، إلَّا خَرَجتْ خَطايا وَجهِه مِن أطرافِ لِحْيَتِه مع الماءِ، ثمَّ يَغسِلُ يَدَيْه إلى المِرفَقَينِ كما أمَرَه اللهُ تَعالى، إلَّا خَرَجتْ خَطاياه مِن أطرافِ أنامِلِه، ثمَّ يَمسَحُ رأْسَه كما أمَرَه اللهُ تَعالى إلَّا خَرَجتْ خَطايا رأْسِه مِن أطرافِ شَعرِه مع الماءِ، ثمَّ يَغسِلُ قَدَمَيْه إلى الكَعبينِ كما أمَرَه اللهُ تَعالى إلَّا خَرَجتْ خطايا قَدَمَيْه مِن أطرافِ أصابِعِه مع الماءِ، ثمَّ يَقومُ فيَحمَدُ اللهَ ويُثني عليه بالذي هو له أهلٌ، ثمَّ يَركَعُ رَكعَتينِ، إلَّا انصرَفَ مِن ذُنوبِه كهَيئَتِه يَومَ وَلَدَتْه أُمُّه. قال أبو أُمامةَ: يا عَمرَو بنَ عَبَسةَ، انظُرْ ما تَقولُ، سَمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ أيُعطَى هذا الرجُلُ كلَّه في مَقامِه؟ قال عَمرُو بنُ عَبَسةَ: يا أبا أُمامةَ، كَبِرتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظمي، واقتَرَبَ أجَلي، وما بي مِن حاجةٍ إلى أنْ أكذِبَ على اللهِ وعلى رسولِه، لو لم أسمَعْه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا مَرَّةً أو مَرَّتينِ أو ثلاثةً، لقد سمِعتُه منه سَبعَ مِرارٍ أو أكثَرَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : الجورقاني | المصدر : الأباطيل والمناكير الصفحة أو الرقم : 1/295
التخريج : أخرجه الطبراني في ((الأحاديث الطوال) (11)، واللفظ له، ومسلم (832)، وأحمد (17019)، والبيهقي (4442)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة توحيد - فضل التوحيد بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - بلال بن رباح
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 295)
: 147 - أخبرنا محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي، إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه، قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثنا محمد بن علي بن الصايغ المكي، قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني شداد بن عبد الله الدمشقي، قال: حدثنا أبو أمامة الباهلي، قال: قلت لعمرو بن عنبسة السلمي، بأي شيء تدعى ربع الإسلام؟ قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، ولا أرى الأوثان شيئا؟ ثم سمعت الرجال تخبر أخبارا بمكة، وتحدث أحاديث، فركبت راحلتي، حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخف وإذا قومه عليه جرءاء، فتلطفت له، فدخلت عليه، فقلت: ما أنت قال: أنا نبي ، قلت: وما نبي؟ قال: رسول ، قلت: آلله أرسلك؟ قال: نعم ، قلت بأي شيء أرسلك؟ قال: بتوحيد الله لا تشرك به شيئا، وكسر الأوثان، وصلة الأرحام ، قلت: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبدان ، قال: وإذا معه أبو بكر بن أبي قحافة، وبلال، قلت: إني متبعك، قال: لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت، فالحق بي ، فرجعت إلى أهلي، وقد أسلمت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة، فجعلت أتخبر الأخبار حتى جاء ركب من يثرب، فقلت: ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه، قال عمرو بن عبسة: فركبت راحلتي، حتى قدمت عليه المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم ، قال: ألست الذي أتيتني بمكة؟ قال: قلت: بلى، فعلمني مما علمك الله، قال: فإذا صليت الصبح، فاقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت، لا تصل حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين، فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الرمح بالظل، ثم اقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسعر جهنم، فإذا فاء الفيء، فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر، فاقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار ، قال: فقلت: يا نبي الله، أخبرني، عن الوضوء؟ قال: ما منكم رجل يقرب وضوءه، ثم يمضمض ويستنشق إلا خرجت خطاياه من فيه وخياشيمه مع الماء حتى يستنسر، ثم يغسل وجهه كما أمره الله تعالى إلا خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيتيه مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين كما أمره الله تعالى إلا خرجت خطاياه من أطراف أنامله، ثم يمسح رأسه كما أمره الله تعالى إلا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء، ثم يقوم، فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل، ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه . قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول؟ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيعطى الرجل هذا كله في مقامه؟ قال عمرو بن عبسة: يا أبا أمامة، كبرت سني، ورق عظمي واقترب أجلي، وما بي من حاجة إلى أن أكذب على الله، وعلى رسوله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثة، لقد سمعته منه سبع مرار أو أكثر

الأحاديث الطوال للطبراني (ص214)
: 11 - حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي، قال: ثنا يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني شداد بن عبد الله الدمشقي، قال: ثنا أبو أمامة الباهلي، قال: قلت لعمرو بن عبسة: بأي شيء تدعى ربع الإسلام؟ قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، لا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت الرجال تخبر أخبارا بمكة وتحدث أحاديث، ‌فركبت ‌راحلتي ‌حتى ‌قدمت ‌مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، وإذا قومه عليه جرآء، فتلطفت له فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ قال: أنا نبي ، قلت: وما نبي؟ قال: رسول الله ، قلت: الله أرسلك؟ قال: نعم ، قلت: " بأي شيء أرسلت؟ قال: بتوحيد الله، لا تشرك به شيئا، وكسر الأوثان، وصلة الرحم ، قلت: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد وإذا معه أبو بكر بن أبي قحافة وعبد بلال مولى أبي بكر، قلت: إني معك متبعك، قال: لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت أني قد ظفرت فالحق بي ، فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة، فجعلت أتخبر الأخبار حتى جاء ركب من يثرب، فقلت: ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه، فركب الناس إليه سراعا. قال عمرو بن عبسة، فركبت راحلتي حتى قدمت المدينة، فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم، ألست الذي أتيتني بمكة؟ قلت: بلى، فعلمني ما علمك الله، قال: فإذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع؛ فإنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح فصل، فإن الصلاة مشهودة لحضوره، حتى يستقل الرمح بالظل، ثم أقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسعر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار ، قال: فقلت: يا نبي الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ما منكم رجل يقرب من وضوئه ثم يمضمض ويستنشق إلا خرجت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين يستنثر، ثم يغسل وجهه كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء، ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل، ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كهيأة يوم ولدته أمه . قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول، سمعت هذا كله من رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ أيعطى الرجل هذا كله في مقامة؟ فقال عمرو بن عبسة: يا أبا أمامة، كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي من حاجة أن أكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا، لقد سمعت منه سبع مرات وأكثر من ذلك.

[صحيح مسلم] (1/ 569 )
: 294 - (832) حدثني أحمد بن جعفر المعقري. حدثنا النضر بن محمد. حدثنا عكرمة بن عمار. حدثنا شداد بن عبد الله، أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة (قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة. وصحب أنسا إلى الشام. وأثنى عليه فضلا وخيرا) عن أبي أمامة قال، قال عمرو بن عبسة السلمي كنت، وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة. وأنهم ليسوا على شيء. وهم يعبدون الأوثان. فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا. فقعدت على راحلتي. فقدمت عليه. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جرءاء عليه قومه. ‌فتلطفت ‌حتى ‌دخلت ‌عليه بمكة. فقلت له: ما أنت؟ قال "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء" قلت له: فمن معك على هذا؟ قال "حر وعبد" (قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به) فقلت: إني متبعك. قال "إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك. فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني" قال فذهبت إلى أهلي. وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وكنت في أهلي. فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة. حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة. فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع. وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة. فدخلت عليه. فقلت: يا رسول الله! أتعرفني؟ قال "نعم. أنت الذي لقيتني بمكة؟ " قال فقلت: بلى. فقلت: يا نبي الله! أخبرني عما علمك الله وأجهله. أخبرني عن الصلاة؟ قال "صل صلاة الصبح. ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع. فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان. وحينئذ يسجد لها الكفار. ثم صل. فإن الصلاة مشهودة محضورة. حتى يستقل الظل بالرمح. ثم أقصر عن الصلاة. فإن، حينئذ، تسجر جهنم. فإذا أقبل الفيء فصل. فإن الصلاة مشهودة محضورة. حتى تصلي العصر. ثم أقصر عن الصلاة. حتى تغرب الشمس. فإنها تغرب بين قرني شيطان. وحينئذ يسجد لها الكفار". قال فقلت: يا نبي الله! فالوضوء؟ حدثني عنه. قال "ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه. ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء. ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء. ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء. ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء. فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه" فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة! انظر ما تقول. في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو. يا أبا أمامة! لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله. لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبدا. ولكني سمعته أكثر من ذلك

[مسند أحمد] (28/ 237 ط الرسالة)
: 17019 - حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا عكرمة - يعني ابن عمار -، حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي - وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة - صاحب العقل عقل الصدقة - رجل من بني سليم! بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام؟ قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، ولا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبار مكة ويحدث أحاديث، ‌فركبت ‌راحلتي ‌حتى ‌قدمت ‌مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخف، وإذا قومه عليه جرءاء، فتلطفت له، فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ قال: " أنا نبي الله "، فقلت: وما نبي الله؟ قال: " رسول الله "، قال: قلت: آلله أرسلك؟ قال: " نعم "، قلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: " بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء، وكسر الأوثان، وصلة الرحم "، فقلت له: من معك على هذا؟ قال: " حر وعبد، أو عبد وحر " وإذا معه أبو بكر بن أبي قحافة، وبلال مولى أبي بكر، قلت: إني متبعك، قال: " إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فالحق بي "، قال: فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة، فجعلت أتخبر الأخبار حتى جاء ركبة من يثرب، فقلت: ما هذا المكي الذي أتاكم قالوا: أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه، وتركنا الناس سراعا، قال عمرو بن عبسة: فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: " نعم، ألست أنت الذي أتيتني بمكة؟ " قال: قلت: بلى، فقلت: يا رسول الله، علمني مما علمك الله وأجهل، قال: " إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت، فلا تصل حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الرمح بالظل، ثم أقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسجر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب حين تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار ". قلت: يا نبي الله، أخبرني عن الوضوء، قال: " ما منكم من أحد يقرب وضوءه ثم يتمضمض ويستنشق وينتثر إلا خرت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين ينتثر، ثم يغسل وجهه كما أمره الله تعالى إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أطراف أنامله، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله عز وجل إلا خرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء، ثم يقوم فيحمد الله عز وجل ويثني عليه بالذي هو له أهل، ثم يركع ركعتين إلا خرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه ". قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول، أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أيعطى هذا الرجل كله في مقامه؟ قال: فقال عمرو بن عبسة: يا أبا أمامة لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي من حاجة أن أكذب على الله عز وجل وعلى رسوله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا، لقد سمعته سبع مرات أو أكثر من ذلك

السنن الكبير للبيهقي (5/ 202 ت التركي)
: 4442 - أخبرنا أبو صالح ابن أبي طاهر العنبرى، حدثنا جدى يحيى بن منصور القاضى، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا أحمد بن يوسف الأزدى، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى ابن أبي كثير، عن أبي أمامة - قال عكرمة: وقد لقى شداد أبا أمامة وواثلة، وصحب أنسا إلى الشام، وأثنى عليه فضلا وخيرا، عن أبي أمامة - قال: قال عمرو بن عبسة السلمى: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شئ وهم يعبدون الأوثان. قال: فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتى، فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت؟ قال: "أنا نبى". فقلت: وما نبى؟ قال: "أرسلني الله". فقلت: بأى شئ أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن [توحد الله لا تشرك به شيئا] ". فقلت له: من معك على هذا؟ قال: "حر وعبد". قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به، فقلت: إني متبعك. قال: "إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالى وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني". فذهبت إلى أهلى، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلى فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل كل من قدم من الناس، حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك. قال: فقدمت المدينة، فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: "نعم، ألست الذي لقيتنى بمكة؟ ". قال: قلت: يا نبى الله، أخبرنى عما علمك الله وأجهله، أخبرنى عن الصلاة. قال: "صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرنى شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل، فالصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفئ فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلى العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرنى شيطان، وحينئذ تسجد لها الكفار". قال: قلت: يا نبى الله، فالوضوء حدثني عنه. قال: "ما منكم رجل يقرب وضوءه، فيمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته وخياشيمه مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذى هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه". فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو أمامة: يا عمرو انظر ماذا تقول، في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سنى، ورق عظمى، واقترب أجلى، وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسوله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا - حتى عد سبع مرات - ما حدثت به أبدا، ولكنى قد سمعته أكثر من ذلك. رواه مسلم في "الصحيح" عن أحمد بن جعفر المعقرى عن النضر بن محمد، إلا أنه زاد في ذكر الوضوء عند قوله: "فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه مع الماء، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء". وكأنه سقط من كتابنا. وله شاهد من حديث أبى سلام عن أبي أمامة.