الموسوعة الحديثية


- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ الأنصاريِّ، عن أبي هُرَيرةَ، في فَتحِ مكَّةَ، وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: احصُدوهم حَصدًا، وقال فيه: مَن أغلَق بابَه فهو آمِنٌ، مَن دخل دارَ أبي سُفيانَ فهو آمِنٌ، الحديثَ بطولِه.
خلاصة حكم المحدث : يرويه ثابِتٌ البُنانيُّ، واختُلِف عنه؛ فقال سُلَيمانُ بنُ المُغيرةِ، وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ، وسلَّامُ بنُ مِسكينٍ مِن روايةِ هُدبةَ عنه، عن ثابِتٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ، عن أبي هُرَيرةَ. ورواه أبو حَنيفةَ مُحمَّدُ بنُ ماهانَ القَصبيُّ، عن سلَّامٍ، عن ثابِتٍ، عن أنسٍ، ووهِم فيه، والصَّحيحُ هو الأوَّلُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني الصفحة أو الرقم : 1638
التخريج : أخرجه مسلم (1780)، وأحمد (10948)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11234) جميعهم مطولا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان مغازي - فتح مكة مناقب وفضائل - أبو سفيان بن حرب جهاد - التألف على الإسلام رقائق وزهد - حب المال والشرف

أصول الحديث:


صحيح مسلم (3/ 1407)
86 - (1780) حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفينا أبو هريرة، فكان كل رجل منا يصنع طعاما يوما لأصحابه، فكانت نوبتي، فقلت: يا أبا هريرة، اليوم نوبتي، فجاءوا إلى المنزل ولم يدرك طعامنا، فقلت: يا أبا هريرة، لو حدثتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدرك طعامنا، فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على البياذقة، وبطن الوادي، فقال: يا أبا هريرة، ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فجاءوا يهرولون، فقال: يا معشر الأنصار، هل ترون أوباش قريش؟ قالوا: نعم، قال: انظروا، إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا، وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله، وقال: موعدكم الصفا، قال: فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه، قال: وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا، وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله، أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم، قال أبو سفيان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، ألا فما اسمي إذا؟ - ثلاث مرات - أنا محمد عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم " قالوا: والله، ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله، قال: فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم

مسند أحمد مخرجا (16/ 553)
10948 - حدثنا بهز، وهاشم، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال هاشم: قال: حدثني ثابت البناني، حدثنا عبد الله بن رباح، قال: وفدت وفود إلى معاوية أنا فيهم، وأبو هريرة في رمضان، فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، قال: وكان أبو هريرة يكثر ما يدعونا - قال هاشم: يكثر أن يدعونا إلى رحله - قال: فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي، قال: فأمرت بطعام يصنع، ولقيت أبا هريرة من العشاء، قال: قلت: يا أبا هريرة الدعوة عندي الليلة، قال: أسبقتني؟ قال هاشم: قلت: نعم، قال: فدعوتهم فهم عندي، قال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معاشر الأنصار، قال: فذكر فتح مكة، قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مكة، قال: فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته، قال: وقد وبشت قريش أوباشها قال: فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا، قال: فقال أبو هريرة: فنظر فرآني، فقال: يا أبا هريرة فقلت: لبيك رسول الله، قال: فقال: اهتف لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاري ، فهتفت بهم فجاءوا، فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ، ثم قال بيديه: إحداهما على الأخرى احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا، قال: فقال أبو هريرة: فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء، وما أحد يوجه إلينا منهم شيئا، قال: فقال أبو سفيان: يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن قال: فغلق الناس أبوابهم، قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، قال: وفي يده قوس آخذ بسية القوس، قال: فأتى في طوافه على صنم إلى جنب البيت يعبدونه، قال: فجعل يطعن بها في عينه، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل ، قال: ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، قال: والأنصار تحته، قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته، قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضى، قال هاشم: فلما قضي الوحي رفع رأسه، ثم قال: " يا معشر الأنصار، أقلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته؟ " قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله، قال: فما اسمي إذا؟ كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم قال: فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم

سنن النسائي الكبري ط الرسالة (10/ 154)
11234 - أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: وحدثني سلام بن مسكين بن ربيعة النمري، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان ومعنا أبو هريرة، وذلك في شهر رمضان، فكان أبو هريرة يدعو كثيرا إلى رحله، فقلت لأهلي: اجعلوا لنا طعاما، ففعلوا، فلقيت أبا هريرة بالعشي فقلت: الدعوة عندي الليلة، فقال: لقد سبقتني إليها، فقلت: أجل، قال: فجاءنا فقال: يا معشر الأنصار، ألا أعلمكم بحديث من حديثكم؟ قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام على إحدى المجنبتين، وخالد بن الوليد على الأخرى، قال: فبصر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كبكبة فهتف بي، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: اهتف لي بالأنصار فهتفت بهم، فطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم كانوا على ميعاد، قال: يا معشر الأنصار، إن قريشا قد جمعوا لنا، فإذا لقيتموهم فاحصدوهم حصدا، حتى توافوني بالصفا، الصفا ميعادكم قال أبو هريرة: فما لقينا منهم أحدا إلا فعلنا به كذا وكذا، وجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، أبحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ولجأت صناديد قريش وعظماؤها إلى الكعبة، يعني دخلوا فيها قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طاف بالبيت، فجعل يمر بتلك الأصنام فيطعنها بسية القوس ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} [[الإسراء: 81]] حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب ثم قال: يا معشر قريش، ما تقولون؟ قالوا: نقول: ابن أخ، وابن عم رحيم كريم، ثم عاد عليهم القول قالوا مثل ذلك، قال: " فإني أقول كما قال أخي يوسف: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [[يوسف: 92]] فخرجوا فبايعوه على الإسلام ثم أتى الصفا لميعاد الأنصار، فقام على الصفا على مكان يرى البيت منه، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر نصره إياه، فقالت الأنصار، وهم أسفل منه: أما الرجل فقد أدركته رأفة لقرابته، ورغبته في عشيرته، فجاءه الوحي بذلك، قال أبو هريرة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الوحي لم يستطع أحد منا يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي عنه، فلما قضي الوحي قال: " هيه يا معشر الأنصار، قلتم: أما الرجل فأدركته رأفة بقرابته ورغبة في عشيرته، والله إني لرسول الله، لقد هاجرت إلى الله، ثم إليكم، المحيا محياكم، والممات مماتكم " قال أبو هريرة: فرأيت الشيوخ يبكون، حتى بل الدموع لحاهم، ثم قالوا: معذرة إلى الله ورسوله، والله ما قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله، قال: فإن الله قد صدقكم ورسوله، وقبل قولكم