الموسوعة الحديثية


- خطَبَنا ابنُ عبَّاسٍ على مِنبَرِ البصرةِ، فقال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه لم يكُنْ نبيٌّ إلَّا له دعوةٌ قد تنَجَّزَها في الدُّنيا، وإنِّي قد اختَبأتُ دعوتي شَفاعةً لأمتي، وأنا سيِّدُ ولدِ آدَمَ يومَ القيامةِ؛ ولا فَخْرَ، وأنا أولُ مَن تنشَقُّ عنه الأرضُ؛ ولا فَخْرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ؛ ولا فَخْرَ، آدَمُ فمَن دونَه تحتَ لوائي؛ ولا فَخْرَ، ويطولُ يومُ القيامةِ على الناسِ، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا بنا إلى آدَمَ أبي البشَرِ، فيشفَعُ إلى ربِّنا عزَّ وجلَّ، فلْيَقْضِ بيننا، فيأتونَ آدَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيقولونَ: يا آدَمُ، أنتَ الذي خلَقَكَ اللهُ بيدِه، وأسكَنكَ جنَّتَه، وأسجَدَ لكَ ملائكتَه، اشفَعْ لنا إلى ربِّنا فلْيَقْضِ بيننا، فيقول: إنِّي لستُ هناكم ، إنِّي قد أُخرِجتُ من الجنةِ بخطيئتي، وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي، ولكنِ ائتوا نوحًا رأسَ النبِيِّينَ ، فيأتونَ نوحًا، فيقولونَ: يا نوحُ، اشفَعْ لنا إلى ربِّنا فلْيَقْضِ بيننا، فيقولُ: إنِّي لستُ هناكم ، إنِّي دعوتُ بدعوةٍ أغرَقَتْ أهلَ الأرضِ، وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي، ولكنِ ائتوا إبراهيمَ خليلَ اللهِ، فيأتونَ إبراهيمَ، فيقولونَ: يا إبراهيمُ، اشفَعْ لنا إلى ربِّنا، فلْيَقْضِ بيننا، فيقولُ: إنِّي لستُ هناكم ، إنِّي كذَبتُ في الإسلامِ ثلاثَ كَذَباتٍ -واللهِ إنْ حاولَ بِهنَّ إلَّا عن دينِ اللهِ؛ قولُه: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]، وقولُه: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63]، وقولُه لامرأتِه حينَ أتى على الملِكِ: أختي- وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي، ولكنِ ائتوا موسى الذي اصطفاه اللهُ برسالتِه وكلامِه، فيأتونَه، فيقولونَ: يا موسى، أنتَ الذي اصطفاكَ اللهُ برسالتِه وكلَّمكَ، فاشفَعْ لنا إلى ربِّكَ، فلْيَقْضِ بيننا، فيقولُ: لستُ هناكم ، إنِّي قتلتُ نفسًا بغيرِ نفسٍ، وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي، ولكنِ ائتوا عيسى رُوحَ اللهِ وكلمتَه، فيأتونَ عيسى، فيقولونَ: اشفَعْ لنا إلى ربِّكَ، فلْيَقْضِ بيننا، فيقولُ: إنِّي لستُ هناكم ، إنِّي اتُّخِذتُ إلهًا من دونِ اللهِ، وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي، ولكن أرأيتُم لو كان مَتاعٌ في وِعاءٍ مختومٍ عليه، أكان يُقدَرُ على ما في جَوفِه حتى يُفَضَّ الخاتَمُ؟ قال: فيقولونَ: لا، قال: فيقولُ: إنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاتَمُ النبِيِّينَ، وقد حضَر اليومَ، وقد غُفِر له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيأتوني، فيقولونَ: يا محمدُ، اشفَعْ لنا إلى ربِّكَ، فلْيَقْضِ بيننا، فأقولُ: أنا لها، حتى يأذَنَ اللهُ عزَّ وجلَّ لمن شاءَ ويَرْضى، فإذا أرادَ اللهُ تبارَكَ وتعالى أنْ يصدَعَ بينَ خلقِه نادى منادٍ: أينَ أحمدُ وأمَّتُه؟ فنحنُ الآخرونَ الأولونَ، نحنُ آخِرُ الأُمَمِ، وأولُ مَن يُحاسَبُ، فتُفرِجُ لنا الأُمَمُ عن طريقِنا، فنمضي غُرًّا مُحجَّلِينَ من أثَرِ الطُّهورِ، فتقولُ الأُمَمُ: كادَتْ هذه الأمةُ أنْ تكونَ أنبياءَ كلُّها، فآتي بابَ الجنَّةِ، فآخُذُ بحَلْقةِ البابِ، فأقرَعُ البابَ، فيُقالُ: مَن أنتَ؟ فأقولُ: أنا محمدٌ، فيُفتَحُ لي، فآتي ربِّي عزَّ وجلَّ على كُرسِيِّه -أو سَريرِه؛ شكَّ حَمَّادٌ- فأخِرُّ له ساجدًا، فأحمَدُه بمحامِدَ لم يحمَدْه بها أحدٌ كان قبلي، وليس يحمَدُه بها أحدٌ بعدي، فيُقالُ: يا محمدُ ارفَعْ رأسَكَ، وسَلْ تُعْطَهْ، وقُلْ تُسمَعْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأرفَعُ رأسي فأقولُ: أيْ ربِّ، أُمَّتي، أُمَّتي! فيقولُ: أخرِجْ مَن كان في قلبِه مِثْقالُ كذا وكذا -لم يحفَظْ حَمَّادٌ- ثم أعودُ فأسجُدُ فأقولُ: ما قلتُ، فيُقالُ: ارفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: أيْ ربِّ، أمَّتي! أمَّتي، فيقولُ: أخرِجْ مَن كان في قلبِه مِثْقالُ كذا وكذا، دونَ الأولِ، ثم أعودُ فأسجُدُ، فأقولُ مثلَ ذلك، فيُقالُ لي: ارفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: أيْ ربِّ، أمَّتي، أمَّتي! فقال: أخرِجْ مَن كان في قلبِه مِثْقالُ كذا وكذا، دونَ ذلك.
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره، دونَ قول عيسى عليه السَّلامُ: "إني اتخذت إلها من دونَ الله"
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم : 2546
التخريج : أخرجه أحمد (2546) واللفظ له، والطيالسي (2834)، وأبو يعلى (2328)
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل النبي على جميع الخلائق قيامة - الشفاعة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما اختص به النبي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (4/ 330 ط الرسالة)
((2546- حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: خطبنا ابن عباس على منبر البصرة، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنه لم يكن نبي إلا له دعوة قد تنجزها في الدنيا، وإني قد اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد، ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي، ولا فخر. ويطول يوم القيامة على الناس، فيقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فيشفع إلى ربنا عز وجل، فليقض بيننا. فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، اشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني قد أخرجت من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين. فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، اشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني دعوت بدعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله. فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم، اشفع لنا إلى ربنا، فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات- والله إن حاول بهن إلا عن دين الله: قوله: {إني سقيم} [الصافات: 89]، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} [الأنبياء: 63]، وقوله لامرأته حين أتى على الملك: أختي- وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى، الذي اصطفاه الله برسالته وكلامه. فيأتونه، فيقولون: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك، فاشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا. فيقول: لست هناكم إني قتلت نفسا بغير نفس، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم، إني اتخذت إلها من دون الله، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم عليه، أكان يقدر على ما في جوفه حتى يفض الخاتم؟ قال: فيقولون: لا. قال: فيقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقد حضر اليوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فيأتوني فيقولون: يا محمد، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا. فأقول: أنا لها، حتى يأذن الله عز وجل، لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يصدع بين خلقه نادى مناد: أين أحمد وأمته؟ فنحن الآخرون الأولون، نحن آخر الأمم، وأول من يحاسب، فتفرج لنا الأمم عن طريقنا، فنمضي غرا محجلين من أثر الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها، فآتي باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب، فأقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فأقول: أنا محمد، فيفتح لي، فآتي ربي عز وجل على كرسيه- أو سريره، شك حماد- فأخر له ساجدا، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، وليس يحمده بها أحد بعدي، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع. فأرفع رأسي فأقول: أي رب، أمتي، أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا- لم يحفظ حماد- ثم أعود، فأسجد، فأقول ما قلت، فيقال: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أي رب، أمتي، أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا؛ دون الأول، ثم أعود، فأسجد، فأقول مثل ذلك، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أي رب، أمتي، أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا؛ دون ذلك)).

[مسند أبي داود الطيالسي] (4/ 430)
‌2834- حدثنا أبو داود قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: ((خطبنا ابن عباس على منبر البصرة، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نبي إلا وله دعوة، كلهم قد تنجزها في الدنيا، وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، ألا وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه ولا فخر، ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فليشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا. فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، فاشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: إني لست هناكم، إني أخرجت من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحا أول النبيين. فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: لست هناكم، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله. فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: إني لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما حاول بهن إلا عن دين الله; قوله: {إني سقيم}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وقوله لسارة: قولي: إنه أخي- ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالاته وبكلامه. فيأتون موسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول: إني لست هناكم، إني قتلت نفسا بغير نفس، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني اتخذت وأمي إلهين من دون الله، ولكن أرأيتم لو أن متاعا في وعاء قد ختم عليه، أكان يوصل إلى ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا، فيقول: فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد حضر اليوم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتيني الناس فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا، فأقول: أنا لها، أنا لها، حتى يأذن الله عز وجل لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله عز وجل أن يقضي بين خلقه نادى منادي: أين أحمد وأمته؟ فأقوم ويتبعني أمتي، غر محجلون من أثر الطهور. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن الآخرون الأولون، أول من يحاسب، وتفرج لنا الأمم عن طريقنا، وتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنتهي إلى باب الجنة، فأستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول: أحمد، فيفتح لي، فأنتهي إلى ربي، وهو على كرسيه، فأخر ساجدا، فأحمد ربي بمحامد لم يحمده أحد قبلي، ولا يحمده بها أحد بعدي، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأشفع فيقال: فاذهب فأخرج من النار من كان في قلبه من الخير كذا وكذا، فأنطلق فأخرجهم، ثم أرجع إلى ربي، فأخر ساجدا، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، قال: فيحد لي حدا، فأخرجهم)).

[مسند أبي يعلى] (4/ 213 ت حسين أسد)
‌2328- أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنه لم يكن نبي إلا وله دعوة يتنجزها في الدنيا، وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر. وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر. بيدي لواء الحمد، وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر. ويطول يوم القيامة على الناس ويشتد حتى يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فيشفع لنا إلى ربكم فيقضي بيننا، فينطلقون إلى آدم فيقولون: يا آدم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا. فيقول آدم: لست هناك إني أخرجت من الجنة بخطيئتي وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحا. فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك فيقضي بيننا. فيقول: لست هناكم إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم- خليل الرحمن _. فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقولون: يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول: لست هناكم إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات: قوله: {إني سقيم} [الصافات: 89]، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 63]، وقوله للملك حين مر به.- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله ما أراد بهم إلا عزة لدين الله)). فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالته وكلمه. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا. فيقول: إني لست هناكم إني قتلت نفسا وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى- روح الله وكلمته- فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول: لست هناكم إني اتخذت إلها من دون الله وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي. أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم أكان يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا. فيقول: فإن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وقد حضر وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني فيقولون: يا محمد اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فأقول: أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد: أين أحمد وأمته؟ أين أحمد وأمته؟ فيجيئون. فنحن الأولون والآخرون: آخر من يبعث وأول من يحاسب. فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمضي غرا محجلين من آثار الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها)).