الموسوعة الحديثية


- أخذ بيدي أميرُ الْمُؤْمِنينَ عليٌّ، فخرجْنا إلى الجَبَّانِ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] إسحاق بن محمد الأحمر أتى بزندقة وقرمطة
الراوي : كميل بن زياد | المحدث : الذهبي | المصدر : ميزان الاعتدال الصفحة أو الرقم : 1/198
التخريج : أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (50/ 251) بلفظه تامًا، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/ 79)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (1/ 182) باختلاف يسير تامًا.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - زيارة القبور والأدب في ذلك
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


تاريخ دمشق لابن عساكر (50/ 251)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن علي بن خلف البغدادي سنة ثمان وسبعين حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن رشيد أبي راشد عن كميل بن زياد قال خرجت مع علي بن أبي طالب فلما أن أشرف على الجبان التفت إلى المقبرة فقال يا أهل القبور يا أهل البلاء يا أهل الوحشة ما الخبر عندكم فإن الخبر عندنا قد قسمت الأموال وأيتمت الأولاد واستبدل بالأزواج فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم ثم التفت إلي فقال يا كميل لو أذن لهم في الجواب لقالوا إن خير الزاد التقوى ثم بكى وقال لي يا كميل القبر صندوق العمل وعند الموت يأتيك الخبر.

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 79)
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا موسى بن إسحاق، وثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، وثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ، ثنا محمد بن الحسين الخثعمي، ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قالا: ثنا عاصم بن حميد الخياط، ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد، قال: " أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: " يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها، واحفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق. العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تزول بزواله. مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه إن ههنا - وأشار بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة، بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه، يقتدح الشك في قلبه، بأول عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك، أو منهوم باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والادخار، وليسا من دعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا مما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده، ودعاته إلى دينه. هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم "

الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي (1/ 182)
أنا محمد بن الحسين بن الأزرق المتوثي , أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان , نا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري , وأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين الحربي , وأبو نعيم الحافظ قالا: نا حبيب بن الحسن بن داود القزاز , نا موسى بن إسحاق , نا أبو نعيم ضرار بن صرد , نا عاصم بن حميد الحناط , عن أبي حمزة الثمالي , عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري , عن كميل بن زياد النخعي , قال: أخذ علي بن أبي طالب بيدي , فأخرجني إلى ناحية الجبان , فلما أصحر جلس ثم تنفس , ثم قال: " يا كميل بن زياد , احفظ ما أقول لك: القلوب أوعية خيرها أوعاها الناس ثلاثة: فعالم رباني , ومتعلم على سبيل نجاة , وهمج رعاع , أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح , لم يستضيئوا بنور العلم , ولم يلجأوا إلى ركن وثيق , العلم خير من المال , العلم يحرسك , وأنت تحرس المال , العلم يزكو على العمل , والمال تنقصه النفقة , العلم حاكم , والمال محكوم عليه , وصنيعة المال تزول بزواله , محبة العالم دين يدان بها , تكسبه الطاعة في حياته , وجميل الأحدوثة بعد موته , مات خزان الأموال وهم أحياء , العلماء باقون , ما بقي الدهر , أعيانهم مفقودة , وأمثالهم في القلوب موجودة , ها إن ها هنا - وأومأ بيده إلى صدره - علما , لو أصبت له حملة , بلى أصبته لقنا , غير مأمون عليه , يستعمل آلة الدين للدنيا , يستظهر بنعم الله على عباده , ويحججه على كتابه , أو منقادا لأهل الحق , لا بصيرة له في إحيائه , يقتدح الشك في قلبه , بأول عارض من شبهة , لا ذا , ولا ذاك , أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوات , أو فمغرى بجمع الأموال , والادخار , ليسا من دعاة الدين , أقرب شبههما بهما الأنعام السائمة , كذلك يموت العلم بموت حامليه , اللهم بلى , لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة , لكي لا تبطل حجج الله وبيناته , أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا , بهم يدفع الله عن حججه , حتى يؤدوها إلى نظرائهم , ويزرعوها في قلوب أشباههم , هجم بهم العلم على حقيقة الأمر , فاستلانوا ما استوعر منه المترفون , وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون , وصاحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحمل الأعلى , هاها شوقا إلى رؤيتهم , وأستغفر الله لي ولك , إذا شئت فقم " هذا الحديث من أحسن الأحاديث معنى , وأشرفها لفظا , وتقسيم أمير المؤمنين , علي بن أبي طالب الناس في أوله تقسيم في غاية الصحة , ونهاية السداد , لأن الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام الثلاثة التي ذكرها مع كمال العقل وإزاحة العلل , إما أن يكون عالما أو متعلما أو مغفلا للعلم وطلبه , ليس بعالم ولا طالب له فالعالم الرباني: هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل , ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد , وقد دخل في الوصف له بأنه رباني وصفه بالصفات التي يقتضيها العلم لأهله , ويمنع وصفه بما خالفها , ومعنى الرباني في اللغة: الرفيع الدرجة في العلم , العالي المنزلة فيه , وعلى ذلك حملوا قول الله تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار} [[المائدة: 63]] وقوله تعالى: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [[آل عمران: 79]]