الموسوعة الحديثية


- أنَّ رجلينِ من أَهلِ الْكوفةِ كانا صديقينِ لزيدِ بنِ صوحانَ أتياهُ يُكلِّمُ لَهما سلمانَ: أن يحدِّثَهما بحديثِهِ كيفَ كانَ إسلامُهُ فأقبلا معَهُ حتَّى لقوا سلمانَ رضيَ اللَّهُ عنْهُ وَهوَ بالمدائنِ أميرًا عليْها وإذا هوَ على كرسيٍّ قاعدٌ وإذا خوصٌ بينَ يديَهِ وَهوَ يشقُّهُ قالا: فسلَّمنا وقعدنا فقالَ لَهُ زيدٌ يا أبا عبدِ اللَّهِ إنَّ هذينِ لي صديقان ولَهما أخٌ وقد أحبَّا أن يسمعا حديثَكَ كيفَ كانَ أوَّلُ إسلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سلمانُ: كنتُ يتيمًا من رامَهرمزَ وَكانَ ابنُ دِهقانِ رامَهرمزَ يختلفُ إلى معلِّمٍ يعلِّمُهُ فلزمتُهُ لأَكونَ في كنفِهِ، وَكانَ لي أخٌ أَكبرُ منِّي، وَكانَ مستغنيًا في نفسِهِ وَكنتُ غلامًا فقيرًا فَكانَ إذا قامَ من مجلسِهِ تفرَّقَ من يحفظُهُ فإذا تفرَّقوا خرجَ فتقنَّعَ بثوبِهِ ثمَّ يصعدُ متنَكِّرًا فقلتُ: لمَ لا تذْهب بي معَكَ فقالَ أنتَ غلامٌ وأخافُ أن يظْهرَ منْكَ شيءٌ قلتُ: لا تخفْ قالَ فإنَّ في هذا الجبلِ قومًا في بِرطيلٍ لَهم عبادةٌ يزعمونَ أنَّا عبَدةُ النِّيرانِ وأنَّا على غيرِ دينٍ فأستأذِنُ لَكَ قالَ فاستأذنَهم ثمَّ واعدني وقالَ: اخرج في وقتِ كذا ولا يعلمُ بِكَ أحدٌ فإنَّ أبي إن علمَ بِهم قتلَهم قالَ: فصعدنا إليْهم. قالَ عليٌّ - وأراهُ قال- وَهم ستَّةٌ أو سبعةٌ قال وكأنَّ الرُّوحَ قد خرجت منْهم منَ العبادةِ يصومونَ النَّهارَ ويقومونَ اللَّيلَ يأْكلونَ الشَّجرَ وما وجدوا فقعدنا إليْهم فذَكرَ الحديثَ بطولِهِ وفيهِ أنَّ الملِكَ شعرَ بِهم فخرجوا وصحِبَهم سلمانُ إلى الموصِلِ واجتمعَ بعابدٍ من بقايا أَهلِ الْكتابِ، فذَكرَ من عبادتِهِ وجوعِهِ شيئًا مفرِطًا وأنَّهُ صحبَهُ إلى بيتِ المقدسِ فرأى مُقعدًا فأقامَهُ فحملتُ المقعدَ على أتانِهِ ليسرعَ إلى أَهلِهِ فانملسَ منِّي صاحبي فتبعتُ أثرَهُ فلم أظفر بِهِ، فأخذني ناسٌ من كلبٍ وباعوني فاشترتني امرأةٌ منَ الأنصارِ فجعلَتني في حائطٍ لَها وقدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فاشتراني أبو بَكرٍ فأعتقني
خلاصة حكم المحدث : منقطع، [وفيه] علي بن عاصم ضعيف كثير الوهم
الراوي : زيد بن صوحان | المحدث : الذهبي | المصدر : تاريخ الإسلام الصفحة أو الرقم : 1/112
التخريج : أخرجه ابن عساكر (21/ 395) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - فضل العتق علم - رواية حديث أهل الكتاب مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - سلمان الفارسي إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (21/ 395)
: أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ في زيادات الفوائد نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب نا علي بن عاصم نا حتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن زيد بن صوحان أن رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد بن صوحان أتياه أن يكلم لهما سلمان أن يحدثهما بحديثه كيف كان أول إسلامه فأقبلا معه حتى أتوا سلمان وهو بالمدائن أمير عليها وإذا هو على كرسي قاعد وإذا خوص بين يديه وهو يسفه قالا فسلمنا وقعدنا فقال له زيد يا عبد الله إن هذين لي صديقين ولهما إخاء وقد أحبا أن يسمعا حديثك كيف كان أول إسلامك قال فقال سلمان كنت يتيما من رامهرمز وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في كنفه وكان لي أخ أكبر من وكان مستغنيا في نفسه وكنت غلاما فقيرا وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظه فإذا تفرقوا خرج فتقنع بثوبه ثم يصعد الجبل فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال فقلت أما إنك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب بي معك قال أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شئ قال قلت لا تخف قال فإن في هذا الجبل قوما في برطيل لهم عبادة ولهم صلاح يذكرون الله ويذكرون الآخرة ويزعمون أنا عبدة النيران وعبدة الأوثان وأنا على غير دين قلت فاذهب بي معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم وأنا أخاف أن يظهر منك شئ فيعلم أبي فيقتلهم فيجري هلاكهم على يدي قال قلت لم يظهر من ذلك شئ فاستأمرهم فأتاهم فقال غلام عندي يتيم فأحب أن يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا إن كنت تثق به قال أرجو أن لا يجئ منه إلا ما أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استاذنت القوم أن تجئ معي فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فإن أبي إن علم بهم قتلهم قال فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته فصعد الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم قال علي وأراه قال هم ستة أو سبعة قال وكأن الروح قد خرجت منهم من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل يأكلون الشجر وما وجدوا فقعدنا إليهم فأثنى ابن الدهقان علي خيرا فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم فقالوا بعثه الله وولد لغير ذكر بعثه الله رسولا وسخر له ما كان يفعل من إحياء الموتى وخلق الطير وإبراء الأعمى والأبرص فكفر به قوم وتبعه قوم وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلي به خلقه قال وقالوا قبل ذلك يا غلام إن لك ربا وإن لك معادا وإن بين يديك جنة ونارا إليهما تصير وإن هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة فلا يرضى الله تعالى بما يصنعون وليسوا على دين فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرفت وانصرفت معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن ولزمتهم فقالوا لي يا سلمان إنك غلام وإنك لا تستطيع أن تصنع ما نصنع فصل ونم وكل واشرب قال فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال يا هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا مني سوءا فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه علي قد أجلتكم ثلاثا فإن قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت عليكم برطيلكم هذا فاحقوا ببلادكم فإني أكره أن يكون مني إليكم سوء قالوا نعم ما تعمدنا مساءتك ولا أردنا إلا الخير فكف ابنه عن إتيانهم فقلت له اتق الله فإنك تعرف أن هذا الدين دين الله وأن أباك ونحن على غير دين إنما هم عبدة النيران لا يعرفون الله ولا تبع آخرتك بدنيا غيرك قال يا سلمان هو كما تقول وإنما أتخلف عن القوم بقياعليهم إن تبعت القوم طلبني أبي في الخيل وقد جزع من إتياني إياهم حتى طردهم وقد أعرف أن الحق في أيديهم قلت أنت أعلم ثم لقيت أخي فعرضت عليه فقال أنا مشتغل بنفسي في طلب المعيشة فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر فكان ما رأيت اتق الله واعلم أن الدين ما وصيناك به وأن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله ولا يذكرونه فلا يخدعنك أحد عن ذلك قلت ما أنا بمفارقكم قالوا إنك لا تقدر أن تكون معنا نحن نصوم النهار ونقوم الليل ونأكل الشجر وما أصبنا وأنت لا تستطيع ذلك قال قلت لا أفارقكم قالوا أنت أعلم قد أعلمناك حالنا فإذا أتيت فاطلب حذاء يكون معك واحمل معك شيئا تأكله فإنك لن تستطيع ما نستطيع نحن قال ففعلت ولقيت أخي فعرضت عليه فأبى فأتيتهم فتحملوا فكانوا يمشون وأمشي معهم فرزق الله السلامة حتى قدمنا الموصل فأتينا بيعة بالموصل فلما دخلوا حفوا بهم وقالوا أين كنتم قالوا كنا في بلاد لا يذكرون الله بها عبدة نيران فطردونا فقدمنا عليكم فلما كان بعد قالوا يا سلمان إن ها هنا قوما في هذه الجبال هم أهل دين وإنا نريد لقاءهم فكن أنت ها هنا مع هؤلاء فإنهم أهل دين وستري منهم ما تحب قلت ما أنا بمفارقكم قال وأوصوا أي هل البيعة فقال أهل البيعة أقم معنا يا غلام فإنه لا يعجزك شئ يسعنا قال قلت ما أنا بمفارقكم فخرجوا وأنا معهم فأصبحنا بين جبال وإذا صخرة وماء كثير في جرار وخير كثير فقعدنا عند الصخرة فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال فخرج كل رجل من مكانه كأن الأرواح انتزعت منهم حتى كثروا فرحبوا بهم وحفوا وقالوا أين كنتم لم نركم قالوا كنا في بلاد لا يذكر الله فيها عبدة النيران وكنا نعبد الله فيها فطردونا فقال ما هذا الغلام قال فطفقوا يثنون علي وقالوا صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه إلا خير قال فوالله إنهم لكذا إذ طلع عليهم رجل من كهف رجل طوال فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذين كنتم معهم وأحدقوا به فقال لهم أين كنتم فأخبروه قال ما هذا الغلام معكم فأثنوا علي خيرا وأخبروه باتباعي إياهم ولم أر مثل إعظامهم إياه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من أرسل الله من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم حتى ذكر مولد عيسى بن مريم وأنه ولد لغير ذكر فبعثه الله رسولا وأجرى على يديه إحياء الموتى وإبراء الأعمى والأبرص وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل فكفر به قوم وآمن به قوم وذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم وأنه لما كان عبدا أنعم الله عليه فشكر ذلك له ورضي عنه حتى قبضه الله وهو يعظهم ويقول اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى ولا تخالفوا فيخالف بكم ثم قال من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام والشئ فقام إليه أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه فقال لهم الزموا هذا الدين وإياكم أن تفرقوا واستوصوا بهذا الغلام خيرا فقال لي يا غلام هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما سواه كفر قال قلت ما أفارقك قال إنك لا تستطيع أن تكون معي إني لا أخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد لا تقدر على الكينونة معي قال وأقبل علي أصحابه فقالوا يا غلام إنك لا تستطيع أن تكون معه قلت ما أنا بمفارقك قال يا غلام فإني أعلمك الآن أني أدخل هذا الكهف ولا أخرج منه إلى الأحد الآخر فأنت أعلم قلت ما أنا بمفارقك قال له أصحابه يا أبا فلان هذا غلام ونخاف عليه قال قال لي أنت أعلم قلت أني لا أفارقك فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي فقال خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الآخر وخذ من هذا الماء ما تكتفي به ففعلت وتفرقوا وذهب كل إنسان إلى مكانه الذي يكون فيه وتبعته حتى دخل الكهف في الجبل وانفتل وقال ضع ما معك وكل واشرب وقام يصلي فقمت خلفه أصلي قال وانفتل إلي فقال إنك لا تستطيع هذا ولكن صل ونم وكل واشرب ففعلت فما رأيته نائما ولا طاعما إلا راكعا ساجدا إلى الأحد الآخر فلما أصبحنا قال خذ جرتك هذه وانطلق فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال واجتمعوا إلى الصخرة ينتظرون خروجه فقعدوا وعاد في حديثه نحو المرة الأولى فقال الزموا هذا الدين ولا تفرقوا واتقوا الله واعلموا أن عيسى بن مريم كان عبد الله أنعم الله عليه ثم ذكرني فقالوا يا أبا فلان كيف وجدت هذا الغلام فأثنى علي وقال خيرا فحمدوا الله وإذا خير كثير وماء فأخذوا وجعل الرجل يأخذ قدر ما يكتفي به وفعلت وتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه فرجعت معه فلبثت ما شاء الله نخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه فيحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله ووعظهم وقال مثل ما كان يقول لهم ثم قال آخر ذلك يا هؤلاء إنه قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي وإنه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا ولا بد لي من إتيانه فاستوصوا بهذا لغلام خيرا فإني رأيته لا بأس به قال فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم وقالوا يا أبا فلان أنت كبير وأنت وحدك ولا نأمن أن يصيبك الشئ فلسنا أحوج ما كنا إليك قال لا تراجعوني لا بد لي من إتيانه ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا قال قلت ما أنا بمفارقك قال يا سلمان قد رأيت حالي وما كنت عليه وليس هذا كذلك أنا أمشي أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معي زادا ولا غيره ولا يقدر على هذا قال قلت ما أنا بمفارقك قال أنت أعلم قال يا أبا فلان إنا نخاف على هذا الغلام قال هو أعلم قد أعلمته الحال وقد رأى ما كان قبل هذا قلت لا أفارقك قال فبكوا ودعوه وقال لهم اتقوا الله وكونوا على ما أوصيتكم به فإن أعش فلعلي أرجع إليكم وإن أمت فإن الله حي لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه وقال لي أحمل معك من هذا الخبز شيئا تأكله فخرج وخرجت معه فمشى واتبعته يذكر الله ولا يلتفت ولا يقف على شئ حتى إذا أمسى قال يا سلمان صل أنت ونم وكل واشرب ثم قام هو يصلي إلى أن انتهى إلى بيت المقدس وكان لا يرفع طرفه إلى السماء إذا مشى حتى إذا انتهينا إلى بيت المقدس وإذ على الباب مقعد قال يا عبد الله قد ترى حالي فتصدق علي بشئ فلم يلتفت إليه ودخل المسجد ودخلت معه فجعل يتتبع أمكنة من المسجد فصلى فيها ثم قال يا سلمان إني لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم نوم فإن أنت جعلت لي أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت فإني أحب أن أنام في هذا المسجد وإلا لم أنم قال قلت فإني أفعل قال فانظر إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني إذا غلبتني عيني فنام فقلت في نفسي هذا لم ينم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم وكان فيما يمشي وأنا معه يقبل علي فيعظني ويخبرني أن لي ربا وأن بين يدي جنة ونارا وحسابا ويعلمني ويذكرني نحو ما كان يذكر القوم يوم الأحد حتى قال فيما يقول لي يا سلمان إن الله تعالى سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة وكان رجلا أعجميا لا يحسن أن يقول تهامة ولا محمد علامته أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب فأما أنا فإني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه فإن أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه قال وإن أمرك فإن الحق فيما يجيئ به ورضا الرحمن فيما قال قال فلم يمض إلا يسير حتى استيقظ فزعا يذكر الله فقال يا سلمان مضى الفئ من هذا المكان ولم أذكر الله أين ما جعلت لي على نفسك قال قلت أخبرتني أنك لم تنم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك فأحببت أن تشتفي من النوم فحمد الله وقام فخرج وتبعه فمر بالمقعد فقال المقعد يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني وخرجت فسألتك فلم تعطني فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال ناونلي يدك فناولته فقال قم بسم الله فقام كأنه نشط من عقال صحيحا لا عيب به فخلا عن يده فانطلق ذاهبا وكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه فقال لي المقعد يا غلام احمل علي ثيابي حتى أنظلق وأبشر أهلي فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي أحد فخرجت في أثره أطلبه وكلما سألت عنه قالوا أمامك حتى لقيني الركب من كلب فسألتهم فلما سمعوا الغتى أناخ رجل بعيره فحملني فجعلني خلفه حتى أتوا بي إلى بلادهم قال فباعوني فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها وقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبرت به فأخذت شيئا من تمر حائطي فجعلته على شئ ثم أتيته فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر القوم منه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة قال للقوم كلوا ولم يأكل هو ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك فجعلته على شئ ثم أتيته فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية قال بسم الله فأكل وأكل القوم قال قلت في نفسي هذه من آياته كان صاحبي رجل أعجمي لم يحسن يقول تهامة قال تهمة وقال أحمد فدرت خلفه ففطن لي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال من أنت قلت مملوك فحدثته حديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما أمرني به قال لمن أنت قلت لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها قال يا أبا بكر قال لبيك قال اشتره قال فاشتراني أبو بكر فأعتقني فلبثت ما شاء الله أن ألبث ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله ما تقول في دين النصاري قال لا خير فيهم ولا في دينهم فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيت ثم رأيته أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه لا خير في هؤلاء ولا في دينهم فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله عز وجل فأنزل الله تعالى على النبي (صلى الله عليه وسلم) " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " إلى آخر القصة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بسلمان فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " إلى آخر الآية فقال يا سلمان أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى إنما كانوا مسلمين فقلت يا رسول الله فوالذي بعثك بالحق لهو أمرني باتباعك فقلت له وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه فأتركه قال نعم فاتركه فإن الحق وما يجب الله فيما يأمرك به