الموسوعة الحديثية


- لما كانتْ غزوةُ ذاتِ السلاسِلِ بعثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جيشًا، وأمَّرَ عليهِم عمرَو بنَ العاصِ رضيَ اللهُ عنهُ وفيهم أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهي الغزوةُ التي يفْتَخِرُ بها أهلُ الشامِ، يقولونَ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استَعْمَلَ عمرَو بنَ العاصِ رضيَ اللهُ عنهُ على جيشٍ فيهمْ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وأمرَهُم أن يستَنْفِروا مَن مرُّوا بهِ من المسلمينَ، فمرُّوا بنَا في ( دارِنَا ) فاستَنفَرونَا، فَنَفَرنَا معهمْ، فقلتُ : لأتَخَيَّرَنَّ ( لنفسِي ) رجلا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( فَأخدُمُهُ ) وأتَعَلَّمُ منهُ، فإنِّي لستُ أستطِيعُ أنْ آتِيَ المدينةَ كلمَّا شئْتُ، فتَخَيَّرتُ أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ فصحِبْتُه، وكانَ لهُ كِسَاءٌ فدَكِيٌّ ( يُخَلِّهِ ) عليهِ إذا ركِبَ، ونَلْبَسُهُ جميعًا إذا نَزَلنَا، وهوَ الكسَاءُ الذي عيَّرتْهُ بهِ هَوازِنُ فقالوا : ذا الخلالِ نبَايِعُ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فلمَّا قضَينَا غزَاتَنَا ورجعنَا ولمْ أسأَلْهُ عن شيءٍ قلتُ لهُ : إنِّي قدْ صَحِبْتُكَ ولي عليكَ حقٌّ ولم أسأَلْكَ عن شيءٍ، فعَلِّمِنِي ما يَنْفَعُنِي، فإنِّي لستُ أستَطِيعُ أنْ آتِيَ المدينةَ [ كلمَّا شئْتُ ]، قال رضيَ اللهُ عنهُ : قد كانَ في نفسِي ذلكَ قبلَ أنْ تَذْكُرَهُ لي، اعبُدْ اللهَ لا تُشْرِكْ بهِ شيئًا، وأقِمْ الصلاةَ المكتوبَةَ، وآتِ الزكاةَ المفروضَةَ، وحُجَّ البيتَ، وصُمْ رمضانَ، ولا تَأَمَّرَنَّ على رجلينِ. قلتُ : أمَّا الصلاةُ والزكاةُ فقدْ عَرَفْتُهَا، وأمَّا الإمارةُ فإنمَا يُصِيبُ الناسُ الخيرَ من الإمارَةِ. قالَ : إنكَ قدْ اسْتَجْهَدتَني فجَهَدْتُ لكَ، إنَّ الناسَ دخلوا في الإسلامِ طوعًا وكَرْهًا، فأَجَارَهم اللهُ من الظلمِ، فهُم عُوَّاذُ اللهِ وجيرانُ اللهِ، وفي ذِمَّةِ اللهِ، ومن يَظْلِمْ أحدًا منهم فإنَّمَا يخْفِرُ ربَّهُ، واللهِ إنَّ أحدَكمْ لتُؤْخَذُ شاةُ جارِهِ أو بَعِيرُهُ فيَظَلُّ [ نَاتِئَ ] عَضَلَتِهِ غضبًا لجَارِهِ، واللهُ من وراءِ جارِهِ، فلمَّا رجعنَا إلى ديارِنَا وقبَضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وبايَعَ الناسَ أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، واستُخْلِفَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ فقلتُ : مَن اسْتُخْلِفَ بعدَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالوا : صاحِبُكَ أبو بكرٍ، فأَتَيتُ المدينةَ فلمْ أزَلْ أتَعَرَّضُ لهُ حتى وجَدْتُهُ خاليًا، فأخذْتُ بيدِهِ، فقلتُ : أمَا تَعْرِفُنِي، أنا صَاحِبُكَ. قالَ : نَعم. قلتُ : أما تحفظُ ما قلتَ لي ؟ لا تَأَمَّرَنَّ على رجُلَينِ، وتَأَمَّرْتَ على الناسِ ! قالَ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تُوُفِّيَ والناسُ حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ وحَمَلنِي أصاحَبِي، وخَشِيتُ أنْ يَرْتَدُّوا، فواللهِ ما زالَ يعْتَذِرُ حتَّى عَذَرتُهُ. وزادَ جَرِيرٌ فيهِ : قالَ : وكنتُ أسوقُ الغَنَمَ في الجاهليَّةِ فلمْ يزَلْ الأمرُ بي حتَّى صِرْتُ عَرِيفًا في إمَارَةِ الحَجَّاجِ يقُولُهَا رافعُ بنُ أبي رَافِعٍ الطائِيُّ
خلاصة حكم المحدث : غريب، وسليمان شيخ الأعمش ما عرفته بعد
الراوي : رافع بن أبي رافع الطائي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية الصفحة أو الرقم : 2/370
التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (2687)، باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2496)، بنحوه، وابن أبي شيبة (26668)، مختصرا.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الترهيب من الإمارة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مغازي - غزوة ذات السلاسل مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (9/ 580)
: 2095 - قال إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس وجرير عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع الطائي قال لما كانت غزوة ذات السلاسل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا وأمر عليهم عمرو بن العاص رضي الله عنه وفيهم أبو بكر رضي الله عنه وهي الغزوة التي يفتخر بها أهل الشام يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عمرو بن العاص رضي الله عنه على جيش فيهم أبو بكر رضي الله عنه وأمرهم أن يستنفروا من مروا به من المسلمين فمروا بنا في دارنا فاستنفرونا فنفرنا معهم فقلت لأتخيرن لنفسي رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخدمه وأتعلم منه فإني لست أستطيع أن آتي المدينة كلما شئت فتخيرت أبا بكر رضي الله عنه فصحبته وكان له كساء فدكي نحله عليه إذا ركب نلبسه جميعا إذا نزلنا وهو الكساء الذي عيرته به هوازن فقالوا ذا الجلال نتابع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضينا غزاتنا رجعنا ولم أسأله عن شيء قلت له إني قد صحبتك ولي عليك حق ولم أسألك عن شيء فعلمني ما ينفعني فإني لست أستطيع أن آتي المدينة كل سبت قال رضي الله عنه قد كان في نفسي ذلك قبل أن تذكره لي اعبد الله لا تشرك به شيئا وأقم الصلاة المكتوبة وآت الزكاة المفروضة وحج البيت وصم رمضان ولا تأمرن على رجلين قلت أما الصلاة والزكاة فقد عرفتها وأما الإمارة فإنما يصيب الناس الخير من الإمارة قال إنك قد استجهدتني فجهدت لك إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها فأجارهم الله من الظلم فهم عواذ الله وجيران الله وفي ذمة الله ومن يظلم أحدا منهم فإنما يخفر ربه والله إن أحدكم لتأخذ شاة جاره أو بعيره فيظل باقي عفلته غضبا لجاره والله من وراء جاره فلما رجعنا إلى ديارنا وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع الناس أبا بكر رضي الله عنه واستخلف أبو بكر رضي الله عنه فقلت من استخلف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا صاحبك أبو بكر فأتيت المدينة فلم أزل أتعرض له حتى وجدته خاليا فأخذت بيده فقلت أما تعرفني أنا صاحبك قال نعم قلت أما تحفظ ما قلت لي لا تأمرن على رجلين وتأمرت على الناس قال ان رسول لله صلى الله عليه وسلم توفي والناس حديث عهد بجاهلية وحملني أصحابي وخشيت أن يرتدوا فوالله ما زال يعتذر حتى عذرته وزاد جرير فيه قال وكنت أسوق الغنم في الجاهلية فلم يزل الأمر بي حتى ‌صرت ‌عريفا ‌في ‌إمارة ‌الحجاج الحجاج يقولها رافع بن أبي رافع الطائي هذا حديث غريب وسليمان شيخ الأعمش ما عرفته بعد وقد روى أحمد طرفا منه بإسناد آخر

معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 1059)
: 2687 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، ثنا خلف بن تميم الكوفي، ثنا عمار بن سيف الضبي، ثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع، قال: " بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا، فاستعمل عليهم عمرو بن العاص، وفيهم أبو بكر، وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنفروا من مروا عليه من المسلمين، قال: فمروا بنا فاستنفرونا، قال: وكنت رجلا هاديا بالأرض آتي الناس عن ميامنهم فأستاق غنمهم، وكنت أدفن الأدحى وفيه ماء فأمر به فأستنثره فأشرب منه، قال: وهي الغزوة التي يفخر بها أهل الشام، ويقولون: أمر عمرو بن العاص، فقلت: لأختارن لنفسي رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإني رجل ناء عن المدينة ولا أستطيع أن آتيها كلما شئت، فاخترت أبا بكر رضي الله عنه وكان له كساء فدكي بخله، يقول: أذو الخلال نبايع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فلما قضينا غزاتنا نزلنا منزلا، فأتيته فقلت: حدثني حديثا آخذ به، قال: احفظ ما أقول لك: أعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان " أراه قال: وحج البيت، ولا تأمرن على اثنين قال: قلت: هذا إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، قد عرفناه، أرأيت قولك: لا تأمرن على اثنين؟ وهل يصيب الناس الخير ويدركون الشرف إلا في الإمارات؟ قال: إنك استجهدتني فجهدت، إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها فأجارهم الله وهم عواذ الله وجيران الله وفي ذمة الله، فمن يظلم منهم أحدا فإنما يخفر ربه، وإن أحدكم لتؤخذ شاة جاره أو بعيره فيظل ناتئا عضله غضبا، فجاره، والله من وراء جاره، قال: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وبويع أبو بكر أتانا ناس من أصحابنا فأخبرونا بقبض النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر رضي الله عنه، قال: قلت لصاحبي الذي قال لي فتحملت إليه، قال: فتعرضت له حتى وجدت خلوة، قال: قلت: أتعرفني؟ قال: نعم، ألست صاحبي؟ قال: قلت: أتذكر ما قلت لي: لا تأمرن على اثنين، ‌وقد ‌تأمرت ‌على ‌الناس؟ قال: فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والناس حديث عهد بجاهلية، فخشيت أن يرتدوا ويختلفوا، وخشيت كذا وكذا فدخلت فيه وأنا كارهه، قال: فما زال يعتذر إلي حتى عذرته " رواه وكيع، وأبو أسامة، وأبو معاوية، في آخرين، عن الأعمش ورواه طلحة بن مصرف، عن سليمان، عن طارق، عن رافع

الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (4/ 442)
: 2496 - حدثنا، إبراهيم بن حجاج السامي، ثنا، عبد الوارث بن سعيد، نا، محمد بن جحادة، عن، طلحة بن مصرف، عن، سليمان الأحول، عن، طارق بن شهاب، عن، رافع الطائي، قال: " وكان لصا في الجاهلية قال: وكان يعد لي بيض النعام فيجعل فيه الماء ويضعه في المفازة فلما أسلم كان الدليل للمسلمين قال: لما كان غزوة ذات السلاسل قلت: ‌اللهم ‌وفق ‌لي ‌رفيقا ‌صالحا فوفق الله عز وجل أبا بكر رضي الله عنه فكان ينيمني على فراشه ويلبسني كساء له من أكسية فدك فإذا أصبح لبسه ولا يلتقي طرفاه حتى يخله بخلال فقالت هوازن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم: نحن نطيع صاحب الخلال فقلت: يا أبا بكر علمني شيئا ينفعني الله عز وجل به ولا تطل علي فأنسى فقال لي: اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وتصدق إن كان لك مال، وهاجر دارك فإنها درجة العمل، ولا تؤمرن على رجلين قال: قلت: لم؟ أوليس الإمرة يرغب فيها؟ وذكرتها وما تصاب فقال: إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها فهم رعاة الله وعون الله وفي ذمة الله عز وجل فمن ظلم منهم أحدا فإنما يخفر الله عز وجل قال طلحة: فذكرت هذا الحديث لمجاهد وزاد فيه: فإن استطعت أن لا يطلبك الله عز وجل بذمته فافعل "

مصنف ابن أبي شيبة (5/ 338 ت الحوت)
: 26668 - حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع الطائي، قال: أتيت أبا بكر، فقلت: أمرتني بما أمرتني به، ‌ودخلت ‌فيما ‌دخلت ‌فيه، ‌فما ‌زال يعتذر إلي حتى عذرته